بعد مرور 9 أشهر من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يمكن الجذم بزيادة حالة الانقسام الداخلي في إسرائيل على كل المستويات، سواء بين الائتلاف الحكومي برئاسة نتنياهو مع الشارع الإسرائيلي وتحديدا أسر المحتجزين، أو داخل الائتلاف الحاكم نفسه، حتى بعد خروج حزب سلطة الدولة برئاسة بيني جانتس، بجانب مستوى آخر من الانقسام بين المستوى السياسي والمستوى العسكري والأمني.

وهناك مستوى آخر، وهو زيادة حدة الانقسام والاستقطاب داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه، وهو الأمر الذي أثر على قدرة الحكومة في إدارة الأزمات، واتخاذ القرارات اللازمة، وفقًا لـ«المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية».

أولا: قضايا الخلاف الرئيسية

1- تطورات الأوضاع في غزة

أ. في إطار استمرار الحرب في غزة، يتبين أن هناك اتجاه عام داخل إسرائيل وبالتحديد المجتمع الحريدي يؤيد استمرار الحرب دون النظر إلى مدى تقدم المفاوضات بشأن تبادل الأسرى.

بينما يطالب 40% تقريبا من المجتمع الإسرائيلي بشكل عام ضرورة وقف الحرب والوصول إلى اتفاق لاستعادة المحتجزين الإسرائيليين، كالتالي:

- علماني: المعارضة المطلقة 12.1%، الدعم المشروط باستعادة الأسرى 42.3%، الدعم المطلق لاستمرار الحرب 40.8%.

- قومي: المعارضة المطلقة 1.6%، الدعم المشروط باستعادة الأسرى 36.4%، الدعم المطلق لاستمرار الحرب 58.0%.

- ديني: المعارضة المطلقة 0.0%، الدعم المشروط باستعادة الأسرى 23.5%، الدعم المطلق لاستمرار الحرب 70.7%.

- المتشدد: المعارضة المطلقة 0.0%، الدعم المشروط باستعادة الأسرى 4.9%، الدعم المطلق لاستمرار الحرب 84.8%.

ب. في إطار ترتيبات اليوم التالي في غزة، يتبين أن هناك أربعة اتجاهات أساسية داخل المجتمع الإسرائيلي وهي إما الاستيطان، أو الحكم العسكري الإسرائيلي، أو نقل القطاع إلى السلطة، أو نقل القطاع إلى الوصاية الدولية.

اتجاهات الآراء الإسرائيلية بشأن طبيعة ترتيبات اليوم التالي في غزة

- عودة الاستيطان اليهودي في غزة %20.4.

- استمرار الحكم العسكري الإسرائيلي في غزة %22.4.

- نقل السيطرة على قطاع غزة إلى سلطة فلسطينية متجددة %22.6.

- نقل السيطرة في قطاع غزة إلى وصاية دولية %28.1.

2- تطورات الأوضاع على الحدود اللبنانية

أ- في ظل استمرار الضربات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، يتبين أن هناك اتجاها عاما داخل إسرائيل بضرورة الرد العسكري الإسرائيلي على حزب الله.

في هذا الإطار، ينقسم هذا الاتجاه إلى معسكرين، الأول يعتقد بضرورة شن عملية عسكرية محدودة منعا من اندلاع حرب إقليمية.

والثاني يعتقد بضرورة اتخاذ قرار الحرب دون النظر إلى تأثيراته على المستوى الإقليمي:-

يجب على إسرائيل الرد على كل هجوم بطريقة محددة وتجنب التصعيد قدر الإمكان: استطلاعات شهر إبريل: 25.3%، استطلاعات شهر مايو: 20%.

يجب على إسرائيل أن تبدأ نشاطاً عسكرياً محدوداً لإلحاق الضرر بحزب الله: استطلاعات شهر إبريل: 27.8%، استطلاعات شهر مايو: 29.5%.

يتعين على إسرائيل أن تبدأ نشاطاً عسكرياً واسعاً حتى لو كان ذلك على حساب حرب إقليمية استطلاعات شهر إبريل: 19.0%، استطلاعات شهر مايو: 19.7%.

يجب على إسرائيل أن تبدأ نشاطاً عسكرياً واسعاً.

حتى لو كان ذلك على حساب حرب إقليمية، بما في ذلك تعبئة ما يقرب من 100 ألف جندي، استطلاعات شهر إبريل: 20.7%، استطلاعات شهر مايو: 21%.

ب- كما يتبين أن 90% من إجمالي عدد الإسرائيليين الذين يؤيدون عملا عسكريا ضد حزب الله دون النظر إلى التداعيات الإقليمية هم من التيار اليميني المتطرف.

3- قانون التجنيد

أ. ينقسم المجتمع الإسرائيلي إلى اتجاهين اثنين متعارضين في موضوع تجنيد الحريديم في الجيش الإسرائيلي الاتجاه الأول يتألف من التيار اليميني الديني المتشدد والتيار

اليميني القومي الذي يمثله حزب عوتسماه يهوديت الذي يتزعمه بن جفير)، وتبلغ نسبته 32 من إجمالي المجتمع الإسرائيلي. أما الاتجاه الثاني فيتألف من إجمالي التيارات الحزبية القومية والعلمانية في إسرائيل، وتبلغ نسبتهم %٧٦% من إجمالي المجتمع الإسرائيلي.

ب. ينقسم التيار اليميني المتشدد في إسرائيل في إطار موضوع تجنيد الحريديم إلى معسكرين اثنين، الأول يتبنى موقفا شديد التطرف بشأن تجنيد الحريديم وهو حزب يهودات هاتوراة الذي يمثل اليهود الإشكناز في إسرائيل). أما المعسكر الثاني فيتبنى موقفا مرنا بعض الشيء وهو

حزب شاس الذي يمثل اليهود الشرقيين في إسرائيل «السفاراد».

ج- اتصالا بما سبق، يلاحظ أن هناك اتجاها داخل الطوائف اليهودية الشرقية في إسرائيل لحث الطلاب الحريديم على التطوع في الجيش الإسرائيلي. يقابله في ذلك إصدار فتاوى تحريم وتكفير من بعض المنابر اليهودية الحسيدية والحريدية ضد ظاهرة تطوع بعض الطلاب الحريديم في الجيش الإسرائيلي.

د. على إثر ذلك تطالب الطوائف الحسيدية في إسرائيل من الحكومة تخصيص أموال بناء مستوطنات جديدة في غلاف جنوب الضفة الغربية بغرض الابتعاد عن المستوطنات التي تشمل الحريديم الذين يتطوعون في الجيش الإسرائيلي.

4- استمرار حكومة نتنياهو

أ. يلاحظ أن هناك اتجاه تصاعدي بشأن انخفاض شعبية نتنياهو، وزيادة نسبة الإسرائيليين الرافضين في استمرار حكومة نتانياهو، إذ تبلغ نسبة الإسرائيليين الذين لا يبدون أية ثقة في أداء حكومة نتانياهو ما يقرب من 50 %. 

اتجاهات الرأي العام بشأن الثقة في أداء حكومة نتانياهو

موثوق به إلى حد كبير: استطلاعات شهر إبريل: 13.3%، استطلاعات شهر مايو: 9.6%.

الكثير من الثقة: استطلاعات شهر إبريل: 17.0%، استطلاعات شهر مايو: 18.8%.

القليل من الثقة: استطلاعات شهر إبريل: 21.7%، استطلاعات شهر مايو: 19.9%.

لا توجد ثقة: استطلاعات شهر إبريل: 45.4%، استطلاعات شهر مايو: 49.5%.

ب. كما تبلغ نسبة الإسرائيليين الذين سيعزفون عن التصويت لصالح أي حزب يؤيد استقرار حكومة نتانياهو 67%.

ج. يلاحظ أن أغلب المؤيدين لحكومة نتانياهو ينتسبون للتيار اليميني بطبيعة الحال ولكن تصل نسبتهم بين 33% فقط، بينما يتركز أغلب المناهضين لاستمرار الحكومة والداعين لعقد انتخابات جديدة ينتسبون للتيار الوسط والوسط يسار:-

- يمين: موثوق به إلى حد كبير 17.1%، الكثير من الثقة 32.4%، القليل من الثقة 22.6%، لا توجد ثقة 24.3%.

وسط يمين: موثوق به إلى حد كبير 11.0%، الكثير من الثقة 20.7%، القليل من الثقة 24.3%، لا توجد ثقة 42.2%.

- وسط: موثوق به إلى حد كبير 3.0%، الكثير من الثقة 8.0%، القليل من الثقة 16.4%، لا توجد ثقة 70.9%.

- وسط يسار: موثوق به إلى حد كبير 0.0%، الكثير من الثقة 0.0%، القليل من الثقة 4.2%، لا توجد ثقة 95.8%.

د. اتصالا بما سبق والجدول المبين أعلام يتبين أن هناك نسبة معقولة من الإسرائيليين المنتسبين إلى اليمين ووسط يمين خاصة القطاع العلماني أو المتدينين المعتدلين، ما يفسر سبب خسارة الليكود إلى كثير من قاعدته الانتخابية ولجوئها إلى أحزاب أخرى.

لذلك من المرجح أن تظهر أحزاب يمين جديدة أو استمرار ظاهرة زيادة مقاعد الأحزاب اليمينية والوسط المناهضة لنتانياهو مثل حزب يسرائيل بيتينو وحزب معسكر الدولة.

حل الدولتين في إطار التطبيع مع السعودية

5- حل الدولتين في إطار التطبيع مع السعودية أن يتبين أن هناك انقساما داخل المجتمع الإسرائيلي بشأن مسألة الموافقة على حل الدولتين في إطار الوصول إلى اتفاق تطبيع ابراهيمي مع السعوديةن في هذا الإطار، هناك اتجاه ملحوظ برفض التطبيع مع السعودية المشروط بحل الدولتين.

اتجاهات الرأي العام الإسرائيلية بشأن حل الدولتين في إطار التطبيع مع السعودية

- داعم جدا 9.8%.

- داعمة تماما 19.9%.

- يعارض تماما 19.7%.

- معارضة للغاية 37.1%.

ثانيا: التأثيرات المحتملة بشأن الانقسام الإسرائيلي

ترتيبا على ما سبق، يتبين أن هناك تأثيرات محتملة يمكن تقديرها على النحو التالي:

- استمرار الحرب في غزة، يلاحظ أن هناك اتجاها عاما داخل إسرائيل بضرورة استكمال الحرب في غزة لحين تحقق الهدف منها وهو القضاء على حماس.

- في إطار تطورات الأوضاع على الحدود اللبنانية، يلاحظ أن هناك اتجاها تصاعديا طفيفا داخل المجتمع الإسرائيلي بشأن ضرورة البدء في عملية عسكرية محدودة ضد حزب الله منعا من انفجار أزمة أمنية إقليمية في المنطقة قد تطال تأثيراتها على الأمن القومي الإسرائيلي.

تراجع تأييد حكومة نتنياهو

1) على المستوى السياسي الداخلي، يمكن تقدير مجموعة من النقاط الرئيسية فيما يلي:

أ. حسب نتائج استطلاعات الرأي في الشهور الماضية حول عدد مقاعد الأحزاب، يلاحظ أن هناك استقرارا نسبيا بدرجة أو بأخرى في عدد مقاعد أحزاب الائتلاف الحكومي، وإن كان هناك تراجعا حادا في شعبية الحكومة مقارنة بنتائج فوزها في انتخابات ديسمبر 2021.

ب. يلاحظ أن هناك قاعدة يمينية ضخمة تراجعت عن تأييد حكومة نتنياهو بسبب انتهاجها سياسات دينية متشددة وبسبب تبني قانون إعفاء الحريديم من التجنيد.

لذلك من المرجح أن تظهر أحزاب يمينية جديدة في إسرائيل للحصول على نصيب معقول من القاعدة المشار إليها على حساب نصيب أحزاب مثل معسكر الدولة الذي يتزعمه بيني جانتس.

ج. يلاحظ أن هناك اتجاها بسيطا بشكل أو بآخر بين أحزاب المعارضة للوصول إلى اتفاق تشكيل ائتلاف جديد من الأحزاب يسهم في رفع نسبة النجاح في إسقاط حكومة نتانياهو والفوز بأكبر قدر ممكن من المقاعد لتشكيل حكومة وسط في هذا الإطار من غير المرجح أن تنجح تلك الأحزاب بشكل كبير لأسباب أيديولوجية تتعلق بالحرب في غزة:

وهو ما يؤهل حكومة نتانياهو إلى مزيد من الاستقرار السياسي.

د. يلاحظ أن هناك تصدعات حادة داخل معسكر اليمين المتشدد بشأن قانون التجنيد، ومن المتوقع أن تزيد هذه الخلافات في مرحلة الاستعداد لتمرير قانون التجنيد في القراءة الثانية. ولكن لا يعني ذلك أن يؤثر على استقرار الحكومة الحالية بأي حال من الأحوال.

(2) على المستوى المجتمعي يلاحظ أن هناك اتجاها تصاعديا يؤشر على حالة الانقسام المجتمعي الحادة في إسرائيل، إذ تصل نسبة عدد الإسرائيليين الذين يشعرون بحالة استياء حاد من الوضع السياسي والأمني والاجتماعي في إسرائيل إلى 41%.

اتجاهات الرأي العام بشأن الانزعاج من الوضع الاجتماعي

عدم الانزعاج مطلقا: استطلاعات شهر إبريل: 7.0%، استطلاعات شهر مايو: 4.3%.

انزعاج بدرجة بسيطة: استطلاعات شهر إبريل: 6.9%، استطلاعات شهر مايو: 7.1%.

انزعاج ملحوظ: استطلاعات شهر إبريل: 18.9%، استطلاعات شهر مايو: 19.0%.

انزعاج كبير: استطلاعات شهر إبريل: 28.8%، استطلاعات شهر مايو: 25.3%.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة قطاع غزة الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل نتنياهو

إقرأ أيضاً:

منظمة دولية: غزة تعيش أسوأ أزمة إنسانية منذ بدء الحرب

قالت منظمة “أكشن إيد” أن قطاع غزة يشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث، مع استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والدواء، للأسبوع الثامن على التوالي.
وأكد موظفو المنظمة في بيان اليوم الثلاثاء أن أسعار المواد الغذائية وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، حيث بلغ سعر كيس الدقيق في مدينة دير البلح 300 دولار، فيما ارتفع في شمال القطاع إلى 500 دولار.
وأشارت المنظمة إلى أن الأسواق في غزة خالية تقريبًا من المواد الأساسية مثل اللحوم، والخضروات، والبيض، ومنتجات الألبان، في حين لجأت العائلات إلى طحن المعكرونة المجففة لصنع الدقيق.
وأوضحت “أكشن إيد” أن إنتاج الغذاء داخل القطاع أصبح شبه مستحيل نتيجة الدمار الواسع الذي لحق بالأراضي الزراعية والبنية التحتية بفعل القصف، أو بسبب السيطرة الإسرائيلية على المناطق الزراعية.
وأضافت المنظمة أن السكان يعيشون على وجبة واحدة يوميًا تتكون غالبًا من المعكرونة أو الأطعمة المعلبة، محذّرة من تداعيات صحية كارثية، لا سيما على الأطفال والنساء.
ووفقًا لتقارير أممية، فإن أكثر من 3700 طفل أُدخلوا لتلقي العلاج من سوء التغذية الحاد خلال شهر مارس الماضي، بزيادة وصلت إلى 80% مقارنة بالشهر السابق.
وأشارت المنظمة إلى أن مستشفى العودة، يسجّل تزايدًا في حالات سوء التغذية المتوسطة والحادة بين النساء الحوامل والمرضعات، وأن معظم الأطفال يُولدون حاليًا بوزن ناقص.
وقالت تسنيم، وهي موظفة لدى شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية (PNGO) الشريكة لأكشن إيد: “لم يُسمح بدخول شاحنة واحدة من الغذاء أو الدواء منذ أكثر من 50 يومًا، والوضع الإنساني أصبح لا يُطاق. لم نرَ طعامًا طازجًا منذ شهور، المخابز أُغلقت لعدم توفر الدقيق، ولا يوجد خضار، ولا لحوم، ولا بيض، ولا حليب”.
وأضافت: “نحن نعيش واحدة من أكثر الكوارث الإنسانية قسوة في التاريخ الحديث. المجاعة لم تعد مجرد تحذير، بل واقع نعيشه يوميًا. الناس يموتون بصمت، سواء من الجوع أو من نقص الدواء، ولا سيما الفئات الأكثر ضعفًا كالأطفال والنساء وكبار السن والمرضى”.

مقالات مشابهة

  • الأرصاد الجوية تحذر من حالة الطقس المتوقعة غدا الجمعة 2 مايو
  • هرتسوغ: (إسرائيل) على شفا انفجار داخلي بسبب الانقسام .. والشاباك فشل في 7 أكتوبر
  • إسرائيل تدخل حالة الطوارئ مع استمرار حرائق جبال القدس
  • قضية الطفل ياسين.. استشاري يوضح لـ«الأسبوع» التأثيرات النفسية على الضحايا
  • حالة طوارئ وعمليات إخلاء.. حرائق غير مسبوقة تلتهم إسرائيل
  • عاجل | يديعوت أحرونوت: 12 مصابا بحالات اختناق بسبب الحرائق المندلعة في القدس والإسعاف الإسرائيلي يرفع حالة التأهب
  • رئيس إسرائيل يحذر من تداعيات أمنية للانقسام الداخلي وجنود يرفضون المشاركة بحرب غزة
  • منظمة دولية: غزة تعيش أسوأ أزمة إنسانية منذ بدء الحرب
  • ما هي النباتات التي تعيش في الجو الحار؟
  • وصفها بالزائفة.. ترامب ينتقد استطلاعات رأي أظهرت تراجع تأييده