معدلات التضخم غير معبرة عن الصورة الحقيقية للأسعار فى الأسواق
تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT
30 ألف نقطة مستهدف مؤشر البورصة فى الربع الأخير من عام 2024
مشقة الرحلة تذهب، ويبقى نجاحها، ومعاناة العثرات تتلاشى وتبقى سعادة تجاوزها.. اعلم أن المسيرة لا تقاس بعدد السنين، ولكن الأعوام تقاس بما حققت من إرادة ونجاح، لا تتردد فى أن تذهب إلى ما لم يصل إليه غيرك، فهناك ستحفر اسمك بحروف مضيئة، ولا تسر إلى حيث يأخذك الطريق وإنما اذهب إلى طريق وعر واترك أثراً، ربما تسمع أصواتاً تخيفك، لكن إصرارك سيبدد كل ما تخشاه، وكذلك محدثتى جعلت كل فكرة تأتى لخاطرها تنتهى بسؤال لماذا أفعل ذلك.
لا تخش من التخلى عن الأمر الجيد لتنتقل إلى الأفضل، كافح فلم تعد بحاجة إلى تقديم نفسك، لا تتوقف أبداً عن المحاولة، لا تتوقف أبداً عن الإيمان بقدراتك، وعلى هذا رسمت محدثتى رحلتها.
هالة مسعود، مدير شركة «نيوبرنت» لتداول الأوراق المالية والسندات.. تؤمن بأن الأحلام لا تخذل من تمسك بها، تختار الطريق الذى يساعدها على التقدم فى المستقبل، تجعل كل جهد تبذله موجهاً نحو هدفها، تتعلم دروساً من الأخطاء، تثق بنفسها وهو سر قوتها، تحمل التقدير لكل من أسهم فى صناعة شخصيتها، والديها وزوجها.
400 متر مساحة عشبية خضراء، مجموعة من الجداول الصغيرة، تتخلل أحواض الزهور، والنباتات العطرية، لوحة مبتكرة لجمال الطبيعة، يتوسطها مبنى من عدة طوابق.. بالدور الثالث واجهة تصميم لا يحتوى على شىء سوى زخارف خشبية، أحواض بلاستكية، على يمين ويسار الواجهة، التى تعكس الداخل بما يحمل من بساطة، وتصميمات خاصة.. عند المدخل الرئيسى اللون الأبيض هو السائد، ليمثل النقاء والبساطة، مجموعة من اللوحات الأثرية بالداخل، والمجسمات التى تعبر عن حضارات مختلفة، بالممر تابلوهات مختلفة، فازات تزين الأركان، لتستكمل اللوحة بأثاث كلاسيكى ذهبى.
على بعد أمتار تبدو غرفة مكتبها أكثر بساطة، التنظيم والترتيب هما السائدان، مجموعة من الكتب والملفات التى تتعلق بالعمل، ومجموعة قصاصات ورقية سطرت صفحاتها مجموعة من البيانات الخاصة بتقييمها عملها، أجندة ذكريات تقص محطات تاريخها، وما واجهت من تحديات، لتبدأ افتتاحية صفحاتها مقدمة الشكر لوالدها بقوله «لم أجد مرشداً ولا صاحباً ولا عرفت معنى الجود إلا من أبى».
واضحة ومحددة فى تحليلها للمشهد الاقتصادى، تجاربها المتعددة تمنحها ثقة ما بعدها ثقة، رؤية مستقبلية، دراستها العلمية منحتها دقة شديدة فيما تقول، تقسم المشهد الاقتصادى لمرحلتين الأولى خلال الفترة من تحرير الصرف فى عام 2016، وكانت مرحلة فاصلة، نجحت خلالها الدولة فى استقطاب تدفقات أجنبية كبيرة، ساهمت فى تعافى الاقتصاد الوطنى، لكن نتيجة المتغيرات الخارجية، والأزمات التى ضربت اقتصاديات العالم، كان لها الاثر السلبى، على الاقتصاد الوطنى مع تحديات داخلية اربكت المشهد، ما أدى إلى توقف استكمال الإصلاحات الاقتصادية، نتيجة كل هذه الأزمات التى دفعت الحكومة للتريث، وغرقت فى هذه المشاكل لتجد نفسها مضطرة من جديد إلى اتخاذ إجراءات إصلاحية جديدة، من خلال تخفيض قيمة العملة أمام الجنيه.
- بثقة وتفكير عميق تجيبنى قائلة إن «الإصلاحات الاقتصادية الجديدة، ساهمت بصورة كبيرة فى تعافى الاقتصاد، فى ظل التدفقات الأجنبية، والعربية نتيجة مشروع رأس الحكمة، الذى ساهم فى تحسين مسار الاقتصاد الوطنى، وتعافيه، بصورة كبيرة نتيجة هذه التدفقات».
الإصرار والعزيمة من السمات المستمدة من والدها تجدها حينما تتحدث عن التضخم ومدى استمراره من عدمه فى السوق المحلى أكثر تركيزاً، حيث ترى أن معدلات التضخم لا تزال مرتفعة بالسوق، ولا تعبر عن البيانات الصادرة من جهاز التعبئة والإحصاء، التى تشير إلى تراجع معدلات التضخم، إلى 27,4% خلال مايو 2024، مقابل 31,8% أبريل الماضى 2024، ولمواجهة هذه المعدلات التى لا تزال مرتفعة ليس أمام الحكومة سوى الاهتمام بالإنتاج والتصنيع، والتصدير، لترشيد فاتورة الاستيراد، وذلك لن يتحقق إلا بالعمل الجاد، وعلاج أزمة المصانع المتعثرة، ودعمها لاستئناف أنشطتها، إذ يسهم كل ذلك فى ترشيد الفاتورة الاستيرادية، حتى يتمكن أيضاً رجل الشارع من جنى ثمار الإصلاح الاقتصادى.
الصدق والصراحة يجعلانها مصدر ثقة فيما تقول، يتبين ذلك فى رؤيتها للسياسة النقدية، حيث ترى أنه لا بد من خفض أسعار الفائدة، حيث سيساعدها ذلك على تنشيط الاقتصاد، وتسريع حركة الاستثمار، والتوسع فى المشروعات الاستثمارية، وسحب السيولة من البنوك، وتوجيهها إلى المشروعات الاستثمارية، خاصة فى ظل اتجاه البنوك المركزية العالمية خلال الفترة التالية إلى خفض أسعار الفائدة.
- تركيز شديد يرتسم على ملامحها قبل أن تجيبنى قائلة إن «الاقتراض لا بد من توقفه، واختيار بدائل تتمثل فى المشروعات الاستثمارية عن طريق المشاركة، أو حق الانتفاع، بما يعمل بالحفاظ على الأصول، وكذلك توفير العملة الصعبة».
تجاربها المتعددة، ومحطاتها التى مرت بها فى مشوارها صقلتها بالخبرات، يتبين ذلك فى حديثها عن السياسة المالية، وعدم الرضا عما يتخذ فيها من إجراءات، خاصة فيما يتعلق بمنظومة الضرائب التى يعتبرها البعض أنها تحولت إلى «جباية»، رغم أن إعادة النظر فى ملف المنظومة الضريبية فى مصلحة نشاط السوق والاستثمار، مع العمل على تقديم المزيد من الدعم والمحفزات للاقتصاد غير الرسمى، بما يسهم فى التحول إلى المنظومة الرسمية، حيث سيعمل على زيادة الإيرادات، لكن ذلك يتطلب تذليل العقبات أمام هذا القطاع.
البحث عن الجديد، والتفتيش عما هو مفيد هكذا تكون سياسة محدثتى، عند الحديث عن الاستثمار، والقدرة على جذب استثمارات أجنبية مضاعفة سنوية تصل إلى 30 مليار دولار، وذلك لتحقيق نسب ومعدلات نمو اقتصادى تصل إلى 7%، وهذا يتطلب محفزات تنافسية تتجاوز أسواق المنطقة، بحسب قولها، مع العمل على عودة وزارة الاستثمار، لتحديد ورسم خريطة استثمارية متكاملة، يتمكن من خلالها توجيه الاستثمارات فى القطاعات التى تعانى عجزاً، وهو ما يسهم فى تحسن معدلات النمو الاقتصادى، بالإضافة إلى التوسع فى المناطق الاقتصادية الحرة، ذات القوانين الخاصة، وهو ما يسهم فى التيسير باستقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والأموال الأجنبية.
الأحلام دائماً تتحقق عندما يكون هناك إيمان بها، ونفس الحال على الحكومة إتاحة الفرصة أمام القطاع الخاص ليكون صاحب الحرية فى الاستثمارات، والمشروعات الاستثمارية، من خلال حوار مجتمعى يتعلق بكل صغيرة، وكبيرة فى مجال الأعمال، إذ إن القطاع الخاص اللاعب الرئيسى لتحقيق التنمية والنمو المستدام، لذلك لا بد من العمل على دعمه وتحفيزه.
دار بذهنى سؤال حول تحول مسار برنامج الطروحات الحكومية من الاكتتاب العام إلى مستثمر استراتيجى، ويبدو أنها قرأت ما بداخلى فبادرتنى قائلة إن «الحكومة اضطرت إلى ذلك نتيجة الحاجة الملحة إلى توافر العملة الصعبة، ومع انحسار الأزمة الدولارية، توقفت الحكومة عن الطرح لمستثمر استراتيجى، لكن عليها أيضاً الإسراع بطرح شركات قوية فى قطاعات جديدة بالبورصة، خاصة فى ظل توافر السيولة فى السوق، بالإضافة إلى قدرة هذه الطروحات على استقطاب عملة صعبة من خلال المشاركة فى الاكتتابات».
- بثقة وتفاؤل تجيبنى قائلة إن «السوق فى حاجة إلى العديد من المنتجات الجديدة القادرة على استقطاب مستثمرين جدد، مثلما حدث مؤخراً فى المؤشر الإسلامى، بالإضافة إلى أن السوق سيشهد طفرة خلال الفترة التالية، ستدفع هذه الطفرة مؤشر البورصة الرئيسى إيجى إكس 30 إلى استهداف المؤشر 30 ألف نقطة بالربع الأخير من العام2024»، لكن وفقاً لتحليلها بمؤشرات البورصة تتفاءل بقدراتها الكبيرة على تحقيق الأهداف، وتبحث دائماً على أن تكون النهاية مرضية، كما تحث أولادها على الاعتماد على النفس والسعى، لكن يظل شغلها الشاغل الحفاظ على مجلس إدارة الشركة وتعزيز ريادة الشركة.. فهل تستطيع ذلك؟
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سوق المال تداول الأوراق المالية مؤشر البورصة المشهد الاقتصادى الاقتصاد الوطني مجموعة من قائلة إن من خلال
إقرأ أيضاً:
أبوبكر الديب يكتب: التضخم والركود يهددان أحلام ترامب باقتصاد قوي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يبدو أن الركود والتضخم، بات يهدد أحلام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن تصبح أمريكا أقوي من خلال قوة اقتصادها من خلال نهج السياسة الحمائية وفرض الرسوم الجمركية علي الحلفاء قبل الأعداء، حيث قفزت معدلات الركود، من 10% في بداية العام إلى ما بين 25% إلى 30%، وقد يكون اقتصاد أمريكا معرضا لخطر النمو البطيء والتضخم المستمر.
ورغم استفادته من التوترات التجارية، إلا أن الدولار الأمريكي شهد تراجعا بسبب مخاوف النمو الاقتصادي حيث تراجع اليوم الجمعة، ليقترب من أدنى مستوى له في أربعة أشهر مع زيادة حالة عدم اليقين والقلق إزاء آفاق نمو أكبر اقتصاد في العالم، بسبب سياسة ترامب المتغيرة حول الرسوم الجمركية، مما جعل المستثمرين ينتظرون بيانات الوظائف المقرر صدورها في وقت لاحق من اليوم، كما أن عدم اليقين السياسي أثر سلبا على ثقة الشركات والأسر، وانخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 أعوام بنحو 70 نقطة أساس خلال الأسابيع الأخيرة، ما يزيد الضبابية حول التوقعات الاقتصادية.
وخلال الفترة الماضية كشف عن سلسلة من البيانات الاقتصادية مخيبة للآمال، وتصاعدت الضغوط على الاقتصاد، وهدتت الرسوم الجمركية بتعطيل سلاسل التوريد العالمي،ة وبطء النمو الاقتصادي.
ومع تراجع البيانات الاقتصادية الأمريكية وتزايد التوترات التجارية التي أثرت على ثقة المستهلكين ونشاط الأعمال، عادت مخاوف النمو العالمي إلى دائرة اهتمام الأسواق المالية، حيث تراجعت ثقة المستهلكين والشركات في امريكا ما دفع المستثمرون الي تقليص استثماراتهم في الأسهم الأمريكية، حيث تسببت خطط ترامب الخاصة بالرسوم الجمركية في هبوط سوق الأسهم، مما أثار قلق المستهلكين الأمريكيين.
وحسب تقارير دولية فإن تعريفات ترامب الجمركية على الصين والمكسيك وكندا قد تخفض النمو الاقتصادي الأمريكي بمقدار 0.7 إلى 1.1 نقطة مئوية خلال الأرباع الثلاث المقبلة، كما قد تؤدي إلى تراجع النمو الكندي بمقدار 2.2 إلى 2.8 نقطة مئوية، مما قد يدفع المكسيك إلى الركود أيضا كما تراجع الدولار الكندي والبيزو المكسيكي إلى أدنى مستوياتهما خلال شهر.
وباتأكيد فإن الحرب التجارية تزيد الضغط على البنوك المركزية العالمية لمواصلة خفض الفائدة لدعم النمو، فالرسوم الجمركية تعمل فعليًا كضريبية اضافية على المستهلكين الأمريكيين، فالمنتجون الأجانب لا يتحملون التكلفة بأكملها، ما يرفع الضغوط التضخمية ويؤثر سلبا على النمو الاقتصادي، مع العلم أن التجارة تشكل 24 % من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحد الأمريكية.
ويحذر الفيدرالي الأمريكي من تأثير الرسوم الجمركية على السياسة النقدية، ويوم أمس الخميس، ذكر عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، كريستوفر والر، إنه يعارض بشدة خفض أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل للجنة السوق المفتوحة الفيدرالية لهذا الشهر، على الرغم من أنه يرى أن التخفيضات لا تزال واردة في وقت لاحق من العام إذا استمرت الضغوط التضخمية في التراجع، خاصة في ظل حالة عدم اليقين الكبيرة التي تسببت فيها سياسات الرئيس دونالد ترامب التجارية.
ورغم تهديداته المتكررة.. وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوامر تنفيذية يوم أمس الخميس، بتأجيل فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على العديد من الواردات من المكسيك وبعض الواردات من كندا لمدة شهر.