بوابة الوفد:
2025-04-11@16:04:34 GMT

ضحوا تصحّوا!

تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT

خطر لى عنوان هذا المقال وأنا أستعد للكتابة عن قيمة ومغرى التضحية فى حياة الانسان، تلك السنة التى يقوم بها المقتدرون من المسلمين سنويًا اقتداء بملة سيدنا ابراهيم عليه السلام عندما أطاع بدون نقاش أو جدال أمر الله سبحانه وتعالى فى ذبح ابنه وفلذة كبده سيدنا اسماعيل، ذلك الفتى الذى تركه والده طفلًا رضيعًا تلبية لأمر الله أيضا ثم عاد ليجده شابًا يافعًا مطيعاً لأمر الله سبحانه وتعالى راضيًا بحكمه ليدور ذلك الحوار التاريخى بين الأب وابنه: يا بنى إنى أرى فى المنام أنى أذبحك فانظر ماذا تري؟! فيقول الابن بدون أى تردد: يا أبت افعل ما تؤمر ستجدنى إن شاء الله من الصابرين.

تبارى الأب والابن فى التضحية إرساء لدين الله ولقيمة السمع والطاعة فجاءت الأضحية من رب العالمين أن يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزى المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم.

السؤال هنا إذا لم يكن المسلم قادرًا على الاقتداء بهذه السنة العظيمة فى التضحية فماذا يفعل؟! والجواب من عندى وأتحمل مسئوليته: إذا لم يكن الواحد منا مقتدرا على التضحية بمعناها الدارج بذبح خروف أو المشاركة فى بدنة فله كل العذر لكن لا عذر لنا فى عدم الأخذ بسنة سيدنا ابراهيم وولده إسماعيل فى السمع والطاعة لأوامر الله سبحانه وتعالى. الأمر جاء لسيدنا إبراهيم بأكثر مما يحتمل البشر العاديين أمثالنا، ربما من السهل أن تطيع الله، فى هجرة زوجك وطفلها الرضيع فى صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء ولكن أى قلب هذا الذى يتحمل أمر الله بذبح ابنه، فلذة كبده وأغلى ما لديه فى الحياة؟! هكذا كان قلب ابراهيم الذى ربما تذكر فى هذه اللحظة قول زوجته وهو يودعها وطفلها قائلة له اذهب فلن يضيعنا الله،نعم فالله لا يضيع أهله.

المغزى إذن كيف يكون الواحد منا من أهل الله الذين لن يضيعهم وهو لا يمتلك ثمن الأضحية؟! ظنى أن عدم القدرة المادية لا ينفى أن كلاً منا قادر معنويًا أن يقدم لله تضحية ينال بها الأضحية من الله عز وجل. فليضحِ كل منا على سبيل المثال ولو بذنب من الذنوب الكثيرة التى اعتاد ارتكابها ليل نهار، الغيبة، النميمة، النظر لغير ما يرضى الله، الكذب، الطمع، الخصام، التنابذ بالألقاب، التنمر، الغرور، الكبر، وغيرها ربما آلاف إن لم تكن ملايين الذنوب التى نرتكبها طواعية. قد يقول قائل إن التضحية تكون بالشيء غالى القيمة فى حياة الإنسان، لكن فى رأيى أنه حتى تلك الذنوب يجدر بنا أن نضحى بها قربى لله عز وجل، فهى وإن كانت تبدو ذنوب رخيصة سهل التحصل عليها إلا أننا ندفع مقابلها ثمنًا غاليًا من سخط الله عز وجل وغضبه. أنا على يقين أننا لو ضحينا بهذه الذنوب وذبحناها بلا رجعة فحتماً سننال الأضحية والمكافأة من هذا الرب الكريم الذى غرنا بكرمه فيخاطبنا ونحن فى أشد حالات المعصية متوددًا: يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم؟! لم يقل الجبار المتكبر القوى المنتقم بل الكريم الذى خلقك فسواك فعدلك؟! لذا أنصحكم ونفسى بأن نذبح كل يوم ذنبًا من ذنوبنا ونقدم تلك الذبائح لله سبحانه وتعالى عله يرضى.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هشام مبارك طلة المسلمين حياة الإنسان سيدنا اسماعيل سيدنا ابراهيم عليه السلام الله سبحانه وتعالى الأب والابن سبحانه وتعالى

إقرأ أيضاً:

انطلاق قافلة دعوية للواعظات إلى إدارة بندر أول بالفيوم بعنوان" فضل عمارة الدين وعمارة الكون “

انطلقت قافلة دعوية كبرى للواعظات بمديرية أوقاف محافظة الفيوم إلى إدارة بندر أول، بحضور الشيخ عمر محمد عويس، مدير الإدارة، وعدد من الواعظات المتميزات، اليوم الجمعة، بعنوان:" فضل عمارة الدين وعمارة الكون ".

وذلك في إطار عناية الأوقاف بالمرأة عمومًا والواعظات على جهة الخصوص، وضمن جهودها في نشر الفكرالوسطي والتصدي لكافة مظاهر التراجع القيمي والأخلاقي في المجتمع، وتنفيذا لتوجيهات معالي وزير الأوقاف الدكتور أسامة السيد الأزهري، وبرعاية كريمة من الشيخ سلامة عبد الرازق، وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، وبإشراف من الشيخ محمود الشيمي، وكيل المديرية، وقيادات المديرية.

 

يأتي ذلك ضمن النشاط الدعوي للواعظات؛ من منطلق عناية وزارة الأوقاف بدور المرأة، وإشراكها في الأنشطة الدعوية، ضمن النشاط الدعوي والعلمي والتثقيفي للوزارة.
 

وقد أكدت الواعظات أن الإسلام اهتم ببناء الإنسان قبل البنيان،وأرشده إلى أن العمارة المادية المتمثلة في بنيان الصخور والأحجار وحدها لا تسمى حضارة ولاعمارة، ما لم تتوج بالبنيان والعمران الأخلاقي والروحي، إذ يقول سبحانه: "أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ".


كما أكدن أن الإسلام عُني بعمارة الأرض ورعاية الكون عناية خاصة وأولاها اهتماما مشهودًا، فالله سبحانه وتعالى خلق الكون وهيأ فيه الظروف المثلى للحياة السعيدة المستقرة، ثم استخلف فيه الإنسان؛ ليقوم بإعماره على الوجه الأكمل الذي يحقق به مرضاة ربه، وخدمة بني جنسه وخدمة الكون من حوله؛ قال تعالى: “هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا”.

 

 

 

 

 

أوقاف الفيوم تفتتح 4 مساجد ضمن خطتها لإعمار بيوت الله عز وجل بعد الإحلال والتجديد 1a256b0d-de4e-4025-ac2d-39cb6fe63b0b 99206e96-91d2-4081-872e-f4549ca074df bcad2695-70d9-4155-ac18-6da38c937907 c65879dc-d72d-4161-b64c-1a0a0f7fd3f7 d853130e-fca0-4b4e-a23e-b3a79af88b77

مقالات مشابهة

  • من خضرة إلى إسمنت: التضحية بالأراضي الزراعية للعمران
  • انطلاق قافلة دعوية للواعظات إلى إدارة بندر أول بالفيوم بعنوان" فضل عمارة الدين وعمارة الكون “
  • إسقاط سياسي في الجيش الأسرائيلي.. 950 طيارا يتهمون نتنياهو بـ”التضحية بالأسرى لإنقاذ نفسه”
  • وسط أنباء عن عروض مغرية.. مصير عبد الله السعيد يثير القلق فى الزمالك
  • كيف يبدأ الإنسان بالتغيير من نفسه؟.. علي جمعة يوضح
  • ما علاج قسوة القلب؟.. علي جمعة يقدم الروشتة الشرعية
  • ضمن مبادرة "مودة ورحمة".. وفد من أوقاف الفيوم يزور مستشفى فيديمين المركزي
  • علي جمعة يوضح الفرق بين الاستغفار والتوبة
  • 10 كلمات طيبات أوصانا النبي بترديدهم.. علي جمعة يكشف عنهم
  • علي جمعة: الرحمة خُلق الانبياء والقسوة طريق الضلال والهلاك