بوابة الوفد:
2025-02-08@14:23:54 GMT

ضحوا تصحّوا!

تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT

خطر لى عنوان هذا المقال وأنا أستعد للكتابة عن قيمة ومغرى التضحية فى حياة الانسان، تلك السنة التى يقوم بها المقتدرون من المسلمين سنويًا اقتداء بملة سيدنا ابراهيم عليه السلام عندما أطاع بدون نقاش أو جدال أمر الله سبحانه وتعالى فى ذبح ابنه وفلذة كبده سيدنا اسماعيل، ذلك الفتى الذى تركه والده طفلًا رضيعًا تلبية لأمر الله أيضا ثم عاد ليجده شابًا يافعًا مطيعاً لأمر الله سبحانه وتعالى راضيًا بحكمه ليدور ذلك الحوار التاريخى بين الأب وابنه: يا بنى إنى أرى فى المنام أنى أذبحك فانظر ماذا تري؟! فيقول الابن بدون أى تردد: يا أبت افعل ما تؤمر ستجدنى إن شاء الله من الصابرين.

تبارى الأب والابن فى التضحية إرساء لدين الله ولقيمة السمع والطاعة فجاءت الأضحية من رب العالمين أن يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزى المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم.

السؤال هنا إذا لم يكن المسلم قادرًا على الاقتداء بهذه السنة العظيمة فى التضحية فماذا يفعل؟! والجواب من عندى وأتحمل مسئوليته: إذا لم يكن الواحد منا مقتدرا على التضحية بمعناها الدارج بذبح خروف أو المشاركة فى بدنة فله كل العذر لكن لا عذر لنا فى عدم الأخذ بسنة سيدنا ابراهيم وولده إسماعيل فى السمع والطاعة لأوامر الله سبحانه وتعالى. الأمر جاء لسيدنا إبراهيم بأكثر مما يحتمل البشر العاديين أمثالنا، ربما من السهل أن تطيع الله، فى هجرة زوجك وطفلها الرضيع فى صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء ولكن أى قلب هذا الذى يتحمل أمر الله بذبح ابنه، فلذة كبده وأغلى ما لديه فى الحياة؟! هكذا كان قلب ابراهيم الذى ربما تذكر فى هذه اللحظة قول زوجته وهو يودعها وطفلها قائلة له اذهب فلن يضيعنا الله،نعم فالله لا يضيع أهله.

المغزى إذن كيف يكون الواحد منا من أهل الله الذين لن يضيعهم وهو لا يمتلك ثمن الأضحية؟! ظنى أن عدم القدرة المادية لا ينفى أن كلاً منا قادر معنويًا أن يقدم لله تضحية ينال بها الأضحية من الله عز وجل. فليضحِ كل منا على سبيل المثال ولو بذنب من الذنوب الكثيرة التى اعتاد ارتكابها ليل نهار، الغيبة، النميمة، النظر لغير ما يرضى الله، الكذب، الطمع، الخصام، التنابذ بالألقاب، التنمر، الغرور، الكبر، وغيرها ربما آلاف إن لم تكن ملايين الذنوب التى نرتكبها طواعية. قد يقول قائل إن التضحية تكون بالشيء غالى القيمة فى حياة الإنسان، لكن فى رأيى أنه حتى تلك الذنوب يجدر بنا أن نضحى بها قربى لله عز وجل، فهى وإن كانت تبدو ذنوب رخيصة سهل التحصل عليها إلا أننا ندفع مقابلها ثمنًا غاليًا من سخط الله عز وجل وغضبه. أنا على يقين أننا لو ضحينا بهذه الذنوب وذبحناها بلا رجعة فحتماً سننال الأضحية والمكافأة من هذا الرب الكريم الذى غرنا بكرمه فيخاطبنا ونحن فى أشد حالات المعصية متوددًا: يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم؟! لم يقل الجبار المتكبر القوى المنتقم بل الكريم الذى خلقك فسواك فعدلك؟! لذا أنصحكم ونفسى بأن نذبح كل يوم ذنبًا من ذنوبنا ونقدم تلك الذبائح لله سبحانه وتعالى عله يرضى.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هشام مبارك طلة المسلمين حياة الإنسان سيدنا اسماعيل سيدنا ابراهيم عليه السلام الله سبحانه وتعالى الأب والابن سبحانه وتعالى

إقرأ أيضاً:

«الرَّئيس آلَسَيَسِى».. «يَصْدَعُ بِالْحَقِّ»

عِنْدَمَا تَحَدَّثَ الرئيس الأمريكى  «دونالد جون ترامب»، بحديثه الْبَاطِل والضائع هدرا، الذى  أدلى به أواخر الشهر الماضى، على متن طائرة الرئاسة الأمريكية، عن تهجير أهالى قطاع غزة أصحاب الأرض الْأَصْلِيِّينَ، وكأنه يعيد المنطقة الى عَهِدَ وعد بلفور المشؤوم، الذى أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق، حيث إنّ «ترامب» ذكر  الأماكن التى سوف يتم نقلهم إليها تَحْدِيدَا «مصر والأردن»، وقد تحدث برأيه هذا عدة مرات، دون أن يعدَل أو يَثْنِيهِ أَحَدَ عَنْه، وكأنه يُمَضِّي قُدُمًا لتنفيذ خطّته وخطة الصهيونية العالمية، بنقل مايزيد عن ١،٥ مليون فلسطينى من سكان غزة وتَسْرِيح أهلها وتصبح خالية خربَة من دُونِهِمَا، مُتَعَلْلَا فى تَبْرِيرُهُ وتَذَرِّعه لهذا التهجير  حسب قوله، عن قَسْوَةَ الْعَيْشِ وصُعوبة الْحَيَاةِ وشِدَّتَها، فى هذا القطاع المنكوب الذى ساده الخراب والدّمار، فكيف يقَاسَى أبناء غزة تَحَمَّلَهم مُكَابَدَةُ هذا الشَّقَاءَ وَالْعَذَابَ الأَلِيمَ، وَانٍ هذا التهجير يكون بصورة دائمة أو مؤقتة، لحين الانتهاء من إعادة إعمار غزة، لِكَيْ تُكَوِّنّ صَالِحَة لِعُيِّش مَعيشَةً الحَيَاةُ الآدَمِيُّة فِيهَا، وهذا يُعِدّ قول خاطئ وَفَهْمٍ غَيْرِ صحيح وَعَلَى غَيْرِ حَقيقَتِهِ، لأن الذى كَبَّدَ أهل غزة كل هذه الخَسائِرَ الفادِحَةً، والفَجِيعَةُ المُوجِعةُ المُؤْلِمَة فى الأرواح والممتلكات، وتدمير بنيتها التحتية تَحُتّ جَحِيْمُ الحَرْبُ وَوَطْأَتِهِا، وَنِيرَانها المُشْتَعِلَةٌ المُتَأَجْجَة شَّدِيْدَةُ التَّأَجُّجِ، وَقَامَ يُخَطِّطُ لارْتِكَابِ مَجَازِرُ أَشَدُّ قَسْوَةً وَوَحْشِيَّةٌ، وَجَرَائِمَ اُرْتُكِبت وَلاَزَالَ تَرْتَكِب ضِدُّ الْإِنْسانِيَّةِ، لِأَيُّ شَكْلٍ مِنْ أَشْكَالِ الْإِبَادَةِ الْجَمَاعِيَّةِ للقضاء على شعبها الأعزل، وشَرَدَ سُّكَّانِها وطَرْدُهُمْ وَتَرْكُهُمْ بِلاَ مَأْوىً، وفرض عليهم الحِصَار للتّضييق عليهم وتَجْوِيعُهم، ومنع وصول المُؤَن والإمدادات الإنسانية إليهم، وتسبب فى حدوث كوارث اقتصادية عالمية  وَتَهْدِيدُهُ للسلم والأمن الدوليين، لِاِسْتِخْدَامه  غَطْرَسَةِ وَجَبَرُوتِ القوة المفرطة، كل هذه الْجَرَائِمُ الْمُرْتَكِبَةُ جَرَائِمَ ضِدُّ سكان غزة جَرَائِمُ حَرْبِ، اِرْتِكَابها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت، بدَعَمَ من الرئيس الأمريكى السابق «جو بايدن»، الذى أعانَه وأيَّدَه وسانده وقوَّاه عسكريا وماديا ومعنويا، على كل هذه الجرائم والفظائع العلنية، التى شاهدها العالم أجمع، وأصبح نتنياهو وجالانت  مطلوب تَوْقِيفهُمَّا  دُوَليا كمجرمين حرب، من قبل المدعى العام للمحكمة «الجنائية الدولية».

ومن تُرَّهَات ترامب الْبَاطِلة الْمُنَافِيَة اللَّحَقُ والعَدْلُ، وفيها اختراق وعدم احترام لسيادة الدول، بدعوته ومقترحه المعلن لتهجير سكان أهالى قطاع غزة،  إلى رد قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِى يَصْدَعُ وَيُجَاهِرُ مُصَرِّحاً به «الرَّئيس آلَسَيَسِى» فى مؤتمر صحفى علنى عالمى، بقصر «الاتحادية» مع نظيره الكينى «ويليام روتو»، حيث قال سيادته ردا على اِدِّعَاءَات «ترامب» وفكرته بخصوص هذا الشأن، بأن تهجير الفلسطينيين ظلم لن نشارك فيه، وهذه ليست المرة الأولى التى صرح فيها «الرَّئيس آلَسَيَسِى» على رفضه مخَطِّطُ التهجير القسرى للشعب الفلسطينى، بل تحدث فيه قبل ذلك فى مؤتمر صحفى والذي تم عُقده أيضا بقصر «الاتحادية  بتاريخ  ١٨/١٠/٢٠٢٣ عندما استقبل سيادته، «أولاف شولتس» المستشار الفيدرالى لجمهورية ألمانيا الاتحادية، حيث قال سيادته لَوّ طَلَّبْتُ من المصريين الخروج للتعبير عن رفضهم مخَطِّطُ التهجير، فأن الملايين منهم مستعدون للتظاهر فى الميادين رافضينه، وقد تحقق ذلك بالفعل فى حينه، وقد خرجت جموع الشعب المصرى فى شوارع وميادين مصر كلها تندد بهذا المخَطِّطُ، و«الرَّئيس آلَسَيَسِى» مُصَمِّمُ بِآرَائِهِ وَمَبَادِئِهِ وَعَزِيمَته الوَطَنِيَّةُ الْحَقَّةُ، الصَّادِقَةُ الخالِصَةُ الثَّابِتَة،لحُبَّه لِوَطَّنهُ وَلشَّعْبُه وَ لِأُمَّته الْعَرَبِيَّةِ، وخُصوصاً ضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، و عَلَى حَقٍّه فى تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها «القدس الشرقية»، وهذا ما دلَّل على عزمه تأكُّيدًا و تصميمًا، على رفضه لطَلَبِ  «ترامب» ومقصده بتهجير الفلسطينيين إلى مصر، حتى لا يتصدع الأمن القومى ووحدة وسيادة البلاد لهذا التهجير، ولا يكون سببا فى إفشال عملية السلام الذى كسبته مصر وإسرائيل، الى جانب ما ينطوى عليه من المطامع الإسرائيلية، وليس ثمة شك الى تحقيق اطماعها التوسعية على حساب الأراضى العربية، وتكون الضفة وغزة فى طليعتها، وقد  اتضحت سوء نيتها ومقصدها السىء فى ذلك، بعد ما أَقْدَمَت عَلَيْهِ من جُرْمٍ عن عَمْد، بتوغلها نهاية العام المنصرم داخل الجنوب السورى، فى مدينة «البعث والقنيطرة»، إن مقصد ترامب بتهجير الفلسطينيين ليس شعوره بالعطف والرحمة وَالشَّفَقَةُ عليهم، ولكن سياسته مبنية على تحقيق مصالح  سياسية وشخصية له، وتحقيق مصالح توسعية لإسرائيل وتحقيق مصالح أمريكية فى هذه المنطقة العامرة، لأن لا يُهِمّهُم إلا تقويضًا للقضية الفلسطينية، والتوسع على حساب الأراضى العربية، ونهب ثرواتها المادية والتاريخية، إن إجهاض مخَطِّطُ التهجير القسرى للشعب الفلسطينى، عمل مصرى كامِلٌ مُتَكَامِل أَتَمّه الشعب تَضَامَنَا وَ مُؤازِرٌ وَ مُدَعِّمٌ، لمبدأ ومواقف»الرَّئيس آلَسَيَسِى» الرافض لَهّ، ولا يَخْفَى أن الحشود الشعبية، أمام معبر رفح الجمعة الماضية، فى إعلان  رفضها لهذا المخَطِّطُ، هو انتصارا للسياسة المصرية، وإضعاف نفوذ السياسة الغربية الداعمة لأمريكا وإسرائيل، وَمَهَّدَ  السَّبِيلَ لِطَرِيق الْحَقِّ الْمُسْتَقِيم، للقادة والزعماء العرب، لِيَحْذُوَ حَذْوَ «الرَّئيس آلَسَيَسِى»، فسَارَوَ عَلَى نَهْجَهُ السَالِكٌ الوَاضِحٌ نَهْجَة  الْحَقِّ، فَسْتَقَامَ أَمْرُهُم لصُوِّت كَلِمَةِ الْحَقِّ الْأعْلَى وَالثَّبَاتِ عَلَيْهَا، وهى لا لتهجير الفلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • الإفتاء: قدوم شهر رمضان من نعم الله على الأمة
  • خطيب الأزهر: العزة والكرامة تحتاج تعاونا لأن الظَلَمة يخونون العهود
  • إمام الحرم: قوة أمة الإسلام تقوم على وحدتها واجتماع كلمتها
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. فإنه الركن إن خانتك أركان
  • المخادع
  • أنها الرحلة الأعظم فى الوجود
  • تحويل القبلة في النصف من شعبان .. حكمته ومقاصده العظيمة
  • «الرَّئيس آلَسَيَسِى».. «يَصْدَعُ بِالْحَقِّ»
  • فتاوى :يجيب عنها فضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عُمان
  • وكيل كلية الدراسات الإسلامية: مصر لها نصيب من حب رسول الله ﷺ وآل بيته