هنية: تحية إلى الاخوة في اليمن الذين جعلوا البحر الأحمر وبحر العرب مياهًا محرمة على العدو الصهيوني ومن يسانده
تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT
الثورة نت/
بعث رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية، تحية للأبطال الرجال على الجبهات المساندة لقطاع غزة، الذين استمروا في الصمود والتصدي رغم كل الصعاب والتهديدات، معبرًا عن امتنانه واعتزازه بهم.
وفي كلمة له بمناسبة عيد الأضحى المبارك، قال هنية “تحية للإخوة أنصار الله في اليمن الذين جعلوا البحر الأحمر وبحر العرب مياهًا محرمة على العدو الصهيوني ومن يسانده، وتحية للإخوة في المقاومة الإسلامية في العراق الذين يلعبون دورًا كبيرًا في استهداف مواقع عديدة للاحتلال”.
وأضاف “تحية للإخوة في حزب الله في لبنان الذين قفوا إلى جانب غزة منذ اللحظة الأولى، ووسعوا ضرباتهم دعمًا لها ولمقاومتها، حتى أجبروا مئات الآلاف من المستوطنين على النزوح من شمالنا المحتل”.
وأردف هنية أن التضحيات في جبهات المساندة “تؤكد أن العدو واحد، والأمة واحدة، وأن المقاومة والجهاد في سبيل الله يوحدها”، مثمّنًا بالوقف المعلن أن الهدوء في تلك الجبهات يتوقف على وقف العدوان على غزة .
وشدد هنية أن الجهود مستمرة في جميع الاتجاهات لإنهاء حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن حركة حماس، بالتعاون مع فصائل المقاومة، تعمل بجدية لتحقيق اتفاق يشمل أربعة بنود رئيسية: وقف إطلاق النار بشكل دائم، الانسحاب الكامل من قطاع غزة، إعادة الإعمار، وعقد صفقة تبادل للأسرى.
ونبّه إلى أن الاتفاق يجب أن يكون واضحًا بلا حجب أو لبس، ولا يتسع لأي تفسيرات أو تأويلات، ويجب ألا يخضع للتأجيل أو المساومة أو المناورة.
وأعرب هنية عن التمسك بدور الوسطاء وأهمية ما يقومون به والاستعداد لإعطاء الفرصة والمساحة الكافية لإنجاز مهمتهم النبيلة.
وأكد هنية أن حركة حماس، جنبًا إلى جنب مع فصائل المقاومة الأخرى، تظهر جدية كبيرة ومرونة عالية في سعيها للتوصل إلى اتفاق يحافظ على حياة الشعب الفلسطيني ويوقف العدوان، لافتًا إلى أن ذلك يتضح من الموافقة على اقتراح الوسطاء في السادس من مايو والتفاعل الإيجابي مع خطاب الرئيس جو بايدن، بالإضافة إلى الترحيب بقرار مجلس الأمن الأخير.
وأكد أن هذا الرد يتماشى مع الأسس التي ذكرت في خطاب بايدن وقرار مجلس الأمن بشأن المراحل الثلاث للصفقة وشروط وقف إطلاق النار، لكن الاحتلال وحلفاؤه لم يتجاوبوا مع هذه المرونة، واستمروا في مناوراتهم ومحاولاتهم للتحايل والخداع من خلال مقترحات وأفكار تستهدف الحصول على الأسرى واستئناف حرب الإبادة.
وأوضح هنية أن الشعب الذي ثار في السابع من أكتوبر ضد القيد والقهر، لن يتراجع عن مسيرته حتى يحقق التحرر من الاحتلال، ويحقق الحرية والاستقلال والعودة، مؤكدًا أن هذه الأهداف تمثل بابًا لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
ونوّه أن “الغطاء الذي كانت توفره بعض الدول للاحتلال، خاصة الإدارة الأمريكية، أصبح مكشوفًا بشكل شعبي وسياسي وقانوني وإنساني”، مُضيفًا: “على هذه القوى أن تدرك أنهم لم يفشلوا فقط في الحرب العسكرية ضد شعبنا، بل فشلت معها الحرب السياسية والإعلامية”.
ووجه إسماعيل هنية، عدة رسائل، أهمها إلى أهله وشعبه وإخوته وأخواته وأبنائه في غزة الحبيبة، الذين يواجهون العدوان المجرم ويخوضون المعركة الشريفة، مُشيدًا بتضحياتهم وثباتهم وصبرهم العظيم في مواجهة كل أشكال الألم.
وأضاف هنية قائلًا: “العدو المجرم الذي ارتكب وما زال يرتكب الإبادة الجماعية والوحشية، التي لم تشهدها البشرية من قبل، قد فشل في تحقيق أي من أهدافه التي أعلنها”.
وبعث هنية برسالته الثانية “إلى رجال العزة ومجد الأمة، المجاهدين في كتائب القسام وفي جميع فصائل المقاومة داخل فلسطين وخارجها”.
ووجه هنية كلماته إلى مجاهدي كتائب القسام قائلًا: “تحية لكم وأنتم تكتبون أروع صفحات العز والبطولة، وتواصلون مواجهة هذا العدو المجرم بكل ما أوتيتم من بأس وصلابة، فقد قدمتم، بتوفيق الله ودعمه، نموذجاً عظيماً وفريداً للمجاهد المقاوم، الذي يتمسك بحقوقه ويظل ثابتاً في مواجهة الظروف الصعبة وشراسة العدو”.
وأكد أن معركة طوفان الأقصى تمثّل معركة تاريخية، تظهر دلائل ونتائج لا يمكن تحديدها بالكامل، مُشيرًا إلى الإحساس بالعجز لدى قادة الاحتلال وداعميهم من الدول العظمى، حيث يعبرون عن مشاعر اليأس والانكسار.
ولفت النظر إلى براعة أبناء القسام وكل كتائب المقاومة في الحفاظ على قدرة المقاومة في الإثخان بالعدو بكل الوسائل وفي كل المواقع حتى تلك التي دمرها الاحتلال وعاث فيها فسادًا، ورغم كل محاولات العدو تدمير قدرات المقاومة إلا أن العمليات البطولية ما زالت تتواصل بشجاعة وإبداع، وآخرها التي أعلنها القسام وشاهدها العالم يوم أمس في رفح و غزة وفي شمال القطاع صباح اليوم.
أمّا رسالته إلى الأمة العربية والإسلامية، شعوبًا وحكومات، أشار هنية إلى ضرورة أن تقوم الأمة بدورها الفعّال في هذه المعركة، مؤكدًا أنها أمة عظيمة ومبدعة قادرة على ابتكار الأساليب والطرق لتحقيق أهدافها الك
وفي رسالته الأخيرة للمجتمع الدولي، شدد هنية على ضرورة أن تنتهي هذه الظلمة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ أكثر من مائة عام، معبّرًا عن أنه حان الوقت لتحقيق الحقوق الأصيلة والمشروعة.
وأشار إلى أن “صور المجاعة المروعة التي يشاهدها العالم وتضرب في كل مناحي القطاع وتحصد أرواح الأبرياء، وخاصة في الشمال، هي مسؤولية المجتمع الدولي، وبالتحديد الدول الداعمة لهذا الاحتلال القاتل”.
وطالب بضرورة أن يتحرك الجميع لإجبار العدو على فتح كل المعابر وإدخال كل احتياجات الشعب بشكل فوري وعاجل.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: هنیة أن
إقرأ أيضاً:
هزيمـة أمريكا في البحار وخسارتُها أمام اليمن
فاطمـة الــراشدي
على مر كُـلّ السنوات الماضية، كانت أمريكا وما زالت تسعى للسيطرة على اليمن نظرًا؛ لأهميّة موقعها الاستراتيجي التي تتمتع به، وامتلاكها لباب المندب الذي يعد من أهم الممرات البحرية في العالم.
زجت أمريكا العديد من الدول العربية، لخوض حرب مع اليمن لتحقيق مصالحها وأهدافها، بينما هي تقف في الخلف دون التدخل المباشر، مكتفية بعملائها من دول الخليج لتنفيذ ما تريد من خطط لإخضاع اليمن، والهيمنة عليها بالكامل.
وفي العام 2015م قامت بشن عدوان عدائي على اليمن، بقيادة السعوديّة ودول الخليج، كان الغرض منه السيطرة على كُـلّ موانئ ومواقع اليمن المهمة كمواقع النفط والغاز وغيرها، لكنها فشلت، وباءت كُـلّ خططها ومؤامراتها بالفشل المحتوم، فقد لاقت في اليمن ما لاقت من مقاومة شرسة ترفض الذل والخنوع، طوال سنوات العدوان وفرض الحصار الشديد عليها.
وما زالت أمريكا تسعى إلى اليوم، للوصول إلى اليمن والتحكم بها قيادة ودولة وشعباً، وقد أنفقت عشرات المليارات وقدمت الكثير في سبيل الظفر بها والسيطرة عليها بالكامل.
وُصُـولًا إلى يومنا هذا وبعد عام على بدء عملية (طُـوفَان الأقصى)، والتي من خلالها أعلنت اليمن حظر كُـلّ موانئها وممراتها على السفن الإسرائيلية والأمريكية، ومنع أبحارها فيها بدايةً من البحر الأحمر ومضيق باب المندب، امتداداً ووُصُـولًا إلى البحر الأبيض المتوسط والبحر العربي.
فرضت اليمن حصاراً خانقاً على سفن العدوّ الصهيوني والسفن الأمريكية، وكلّ سفينة متجاوزة لقرار الحظر متجهة إلى الأراضي المحتلّة من أي بلد كانت، فلا تمر سفينة متجاوزه لقرار الحظر إلا وتم قصفها وإغراقها حالًا، وإن لم تغرق أصبحت بلا فائدة وأضرارها كبيرة.
وعلى صدد هذا الحظر والحصار من قبل اليمن في البحر الأحمر وغيره، قامت أمريكا بتشكيل تحالف الغرض منه الردع لليمن لوقف حظرها في البحر وفك حصار السفن بزعمها، لكنها لاقت الرفض من قبل الكثير من الدول، التي تخاف على مصالحها من أن تطالها الصواريخ اليمنية، والتي باتت تشكل رعباً وقوة عظيمة، ولم يرض بتأييد القرار الأمريكي بالحرب على اليمن سواء بريطانيا، التي تحالفت مع أمريكا، وقامت بشن عدوان على اليمن، مستهدفة عدة مناطق في المحافظات اليمنية، ظنًا منهم أنهم بهذا العدوان، سيجعلون من اليمن تتراجع وتوقف ضرباتها على السفن الداعمة للكيان المحتلّ.
ورغم العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن وتهديداتهم، لم تتوقف اليمن عن عملياتها في البحار ولم تتراجع، بل زادت وتوسعت نصرة لفلسطين وردًا على القصف العدائي لليمن.
حاولت أمريكا بشتى الوسائل العبور من البحر الأحمر، دون التعرض للقصف من قبل القوات المسلحة اليمنية، وقد أرسلت العديد من المدمّـرات الأمريكية والحاملات لحماية سفنها، ولكنها كلها تعرضت للقصف بالصواريخ والمسيّرات اليمنية، وكان آخرها إرسال مدمّـرة “إبراهام” التي قصفتها القوات المسلحة في البحر العربي، الثلاثاء الماضي؛ والتي كانت تُحظر وتعد لشن عدوان على اليمن، بالتزامن مع قصف مدمّـرتين في البحر الأحمر، بعدد من الصواريخ والطائرات المسيّرة.
أخيرًا من خلال كُـلّ هذه الأحداث، يتضح لنا فشل وهزيمة أمريكا، بفرض هيمنتها على اليمن والسيطرة عليها، وعدم قدرتها على حماية سفنها من الصواريخ اليمنية، وتلقيها العديد من الهزائم في البحر الأحمر، فقد نكلت اليمن بها وبسفنها منذ فرضها الحصار على السفن الداعمة لـ “إسرائيل”.
خسرت أمريكا الكثير من السفن والمدمّـرات في سبيل المرور من مضيق باب المندب إلى الأراضي المحتلّة، خابت وفشلت وتلقت هزائم نكراء، واتّضح لنا بأنها ليست سوى “قشـة” كما وصفها السيد القائد.