اتهامات لشبكات إلكترونية روسية بدعم اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية
تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT
قال موقع ميديا بارت الفرنسي، إن حسابات موالية لروسيا قادت حملة ترويج لقائمة حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، برئاسة جوردان بارديلا خلال الانتخابات الأوروبية التي جرت نهاية الأسبوع الماضي.
وتضمنت هذه الحملة عدة آلاف من المنشورات، على منصات فيسبوك وتيك توك وتليغرام، ومن بين الأخبار والمعلومات التي تم بثها بهذه المناسبة، صور مركبة تهدف إلى جعل الناس يعتقدون أن فرنسا كانت مغطاة حرفيا بملصقات لجوردان بارديلا.
ولفتت إلى أن الأمر، رغم عدم نجاح الحملة بشكل كبير، ما يزال مهما بما يكفي بالنسبة لأجهزة الدولة الفرنسية المسؤولة عن مراقبة التدخل الرقمي الأجنبي، لتعتبر أنه من المفيد تحذير إدارة حملة التجمع الوطني.
وفي إطار الانتخابات التشريعية المبكرة، تم تداول هاشتاغات عديدة لتلميع صورة حزب مارين لوبان وتشويه صورة الرئيس الفرنسي ،ماكرون والسخرية من وعوده بشأن أوكرانيا بطائرات ميراج 2000-5 والمدربين.
تم نشر هذه الرسائل من قبل مستخدمين ينتمون إلى نظام يضم حوالي ستين حسابا على موقع إكس، ينشرون مقاطع فيديو ورسائل بطريقة منسقة وآلية تدور حول الحرب في أوكرانيا والعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا وصعود اليمين المتطرف في أوروبا.
وأوضح الموقع، أن هناك تشابها في المحتوى وتزامن أوقات النشر بالإضافة إلى الاستخدام المنهجي لصور الملفات الشخصية الزائفة لا يترك مجالا للشك في أن هذه حسابات مزيفة.
ويمكن أن تكون هذه المحتويات المضللة أيضا صورا زائفة لكتابات على الجدران تصور شخصيات أوكرانية أو أوروبية، يزعم أنها التقطت في شوارع المدن الغربية الكبرى. يتم نشر هذا المحتوى باللغات الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والألمانية والروسية والأوكرانية.
وفي فترة زمنية قصيرة يتم بعد ذلك تناول هذا المحتوى من خلال مجموعة حسابات مختلفة عن تلك التي نشرته على شبكات التواصل الاجتماعي. وتقوم هذه المجموعة الثانية بتوزيعها، بطريقة منسقة، على شكل تعليقات أو ردود على المنشورات من حسابات وسائل الإعلام والشخصيات ووحدات تدقيق الحقائق من أكثر من ستين دولة.
وشدد المواقع على أن أجهزة الدولة الفرنسية تحرص على عدم تسمية راع محدد، ولكن تشير عدة عناصر إلى الشبكات الروسية، من بينها المنشورات المزيفة التي تعمل على نشر وتضخيم الروايات المناهضة لأوكرانيا، وتستهدف السياسة الفرنسية الداعمة لأوكرانيا، وتسعى أيضا إلى نشر فكرة أن دورة الألعاب الأولمبية في باريس هذا الصيف ستكون فاشلة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الانتخابات الأوروبية فرنسا فرنسا روسيا تحريض الانتخابات الأوروبية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
وساوس شيطانية
عندما يكون الاختلاف سُنَّة كونية بديهية، لا يمكن بأي زمان أو عصر، وجود توافقٍ أو إجماعٍ كليٍّ أو رأيٍ موحدٍ على قضيةٍ بعينها، لأننا حينئذ سنكون قد وصلنا إلى مرحلة من التماهي والتطابق، لم يصل إليها السابقون أو اللاحقون.
إذن، ليس بالضرورة دائمًا، التوافق مع أفكار «القطيع»، أو تلك المفاهيم والمواقف الجماعية، خصوصًا عندما تتعارض مع منطق الأشياء، أو تتنافى مع معطيات العقل والتطور، لأنها قد تمثل نوعًا من العبث، أو ما يسمى بـ«ثقافة الضجيج»!
الآن يعيش كثيرون شعورًا متطرفًا، ما بين «الأخلاقي» و«الإنساني»، حيث تستمر المِحْنَة، خصوصًا عندما تُغْرِقُنَا الحياة بهوامشها وتفاصيلها، لتقودنا إلى شعورٍ بالسُّوءِ تجاه آخرين، فتمتلئ نفوسهم بالرغبة في الانتصار عليهم.. آملين رؤيتهم يتألمون ويسقطون، ليشفوا غليلهم!
«إشكالية» متكررة، يمكننا رصدها عند «التعاطف الإنساني» مع الكوارث أو المصائب، لمَن نكون على خلاف معهم، عبر مِنَصَّات «السوشيال ميديا»، حيث التعليقات الشاذَّة، التي لا تمتُّ إلى الأخلاق أو الإحسان بصلة، بل تنحدر إلى قاعِ الشَّماتة، وكأنَّ معاناة الآخرين قِصَاص يستحقونه!
للأسف، عندما نسمع أن كارثة أو مصيبة حلَّت هنا أو هناك، قد نلحظ بوضوحٍ ذلك التباين الأخلاقي، الذي يقع فيه البعض، أمام حادث إنساني، لتتحول أصداؤه إلى جدلٍ عقيمٍ، ومعارك ضارية من القدح والذمّ والتلاسن عبر مِنَصَّات التواصل الاجتماعي، تعقبُ تعاطفًا أو شماتةً، لتُغري البعض بنشوة الانتصار والفرح.. وفي الحالتين يبقى شعورًا متطرفًا، يُخَلِّف أثرًا سلبيًّا ينتقص من مساحة الإنسانية ونقائها.
وبما أن الشَّمَاتةُ تعني السماح للكُرْهِ أن يستوطن نفوسنا ومشاعرنا، وللحقد بأن يُلوِّن قلوبنا، وللغضب بأن يتملكنا ويحاصرنا، فإن الأخلاق الدينية والإنسانية، في أقل درجاتها، تدعو لضبط النَّفْس والمشاعر، وعدم إبداء الفرح لِسُوءٍ أَلَمَّ بالآخرين.
ذلك الشعور المتطرف بالشماتة من «أصحاب المواقف المدفوعة مقدمًا»، قد يكون ظنَّا منهم أن الله تعالى أعطاهم صكوك الغُفران ومفاتيح الجِنان، أو أنهم «مُحَصَّنون» غير مُعَرَّضِين للمصائب والابتلاءات، أو أن الدنيا ستكون متقلِّبة على غيرهم فقط!
إذن، يجب الابتعاد عن تلك الاصطفافات الحادَّة، والشماتة، وكَيْل الاتهامات للآخرين، الذين حَلَّت بهم الكوارث، والادعاء بامتلاك خارطة الطريق إلى السماء، أو تحديد المصير الأخروي، أو مَنْح صكوك الجنة والنار، لأن ذلك يتنافى كليًّا مع المنطق الإنساني والأخلاقي.. بل يسيئ للعدالة الإلهية المُطْلَقَة!
أخيرًا.. إن مسألة مَنْح صكوك الرحمة والعذاب على مَن نتفق أو نختلف معهم، ليست سوى وساوس شيطانية، تم ارتداؤها لباسًا دينيًا، أو ثقافيًّا، ولذلك فإن ما ينطق به البعض من أحكام مسبقة، يرسخ لمفهوم الاستقطاب البائس والشعور المتطرف، ودليل إضافي على الإفلاس الفكري والأخلاقي!
فصل الخطاب:
يموتُ كُثُرٌ وهم على قيد الحياة.. في جُعبة الموت لا توجد كلمة انتهاء، لأن الموت لا يسلب حياةً، ولا يفزع أرواحًا، لكنه فقط قادر على كشف معادن الناس وأخلاقهم وإنسانيتهم.
[email protected]