اطلاق جائزة ريادة الأعمال والابتكار بمحافظة الداخلية
تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT
تستعد محافظة الداخلية لإطلاق جائزة ريادة الأعمال والابتكار بعد اكتمال تأطير الجائزة وتحديد مجالاتها والتي تأتي انطلاقًا من تعزيز ثقافة ريادة الأعمال والابتكارات في القطاعات الاقتصادية، وتشجيعًا للشباب نحو التميز والمنافسة في جميع المجالات لاسيّما المشروعات التي تقوم على الابتكار والذكاء الاصطناعيّ والتقنيات المتقدمة، وتدريب الشباب وتمكينهم للاستفادة من الفرص التي يتيحها هذا القطاع الحيويّ، ليكون لبنة أساسية في منظومة الاقتصاد الوطني.
وقالت خديجة بنت سعيد الخيارية مديرة مكتب متابعة وتنفيذ رؤية "عمان 2040" بمحافظة الداخلية: إن الجائزة تهدف إلى مواءمة الاستراتيجيات مع رؤية "عُمان 2040"، وتعزيز أفضل الممارسات المستدامة، وإشراك أصحاب المصلحة والقرار، وتعزيز مكانة سلطنة عُمان إقليميًّا ودوليًّا، وتعزيز ثقافة التميز المؤسسيّ، وتشجيع القدرة على التنافس والابتكار، إضافةً إلى تعزيز الكفاءة والفعالية وموثوقية المنتج الوطني، وتعزيز الشخصيات والمؤسسات المساهمة في دعم ريادة الأعمال، وتوفير بيئة ملائمة لبناء شبكات التعارف وتبادل الخبرات والمعارف.
وقالت: إن جائزة محافظة الداخلية تُمنح لأفضل مشروع ريادي ابتكاري يعزز المِيز النسبية بالمحافظة وفق مستهدفات رؤية "عمان 2040" وما أولته الحكومة الرشيدة من دعم للابتكار والمبتكرين الذين يُظهرون قدرات استثنائية في إضافة قيمة محلية بمنتجات وخدمات مجوّدة ومتميزة ومبتكرة؛ مضيفة أن الجائزة تستهدف رواد الأعمال في مختلف القطاعات والشركات الناشئة والشركات الطلابية الجامعية وكذلك المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حيث من المؤمل أن تسهم الجائزة في دعم واحتضان المؤسسات الفائزة وتحفيز المؤسسات الصغيرة وعرض التجارب الناجحة في مجال ريادة الأعمال.
وتابعت القول: إن الجائزة تسعى لإيجاد مشروعات مبتكرة تعزز المحتوى المحلي بالمحافظة ومشاركة المهتمين وأصحاب الأعمال في اتخاذ القرارات حيث إن مشاركة أصحاب الأعمال والمؤسسات الصغيرة في الجائزة تمنحهم فرصة التعرّف على ممارسات الجودة والتميّز كما أنها منصة لمشاركة النجاحات والترويج للاستثمار وهي دافع حقيقي لاكتشاف المهارات والقدرات والتطوير المستمر للوصول إلى مستويات أعلى من خلال نشر ثقافة التحسين.
وكان سعادة الشيخ هلال بن سعيد بن حمدان الحجري محافظ الداخلية قد وقّع عددًا من اتفاقيات الشراكة والدعم للجائزة وتضمّنت اتفاقيتي شراكة ودعم للجائزة مع شركتي أوريدو وتنمية نفط عُمان (PDO) الشركاء الاستراتيجيين للجائزة؛ واتفاقيات شراكة ودعم مع غرفة تجارة صناعة عُمان والتي تعدُّ الشريك الذهبي للجائزة، واتفاقية مع بنك نزوى الشريك الفضي للجائزة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: ریادة الأعمال
إقرأ أيضاً:
الرقابة الإدارية.. المفتاح السري لتحقيق "رؤية عُمان 2040"
خالد بن حمد الرواحي
هل تساءلت يومًا عن سر نجاح المؤسسات الكبرى؟ وكيف تتحقق الشفافية والكفاءة في بيئات عمل معقدة ومتنوعة؟ الجواب ببساطة يكمن في الرقابة الإدارية، تلك الأداة التي قد تبدو للبعض تقليدية، لكنها في الحقيقة المفتاح الذي يفتح الأبواب أمام المؤسسات لتحقيق أهدافها بأعلى مستويات الجودة. ومع انطلاق "رؤية عُمان 2040"، تبرز الرقابة الإدارية كركيزة أساسية لدعم التحول الوطني وتحقيق التنمية المستدامة.
لكن، كيف يمكن للرقابة أن تصبح مفتاحًا للتطوير بدلًا من أن تكون مجرد وسيلة للرصد؟ الإجابة تكمن في طريقة تنفيذها. الرقابة الإدارية ليست مجرد متابعة للأداء أو وسيلة لرصد الأخطاء. إنها عملية مستمرة لتحسين الأداء المؤسسي وضمان الالتزام بالخطط المرسومة. عندما يتم تنفيذها بكفاءة، تتحول الرقابة إلى أداة للتطوير، تفتح المجال للإبداع والابتكار، وتعزز من قدرة المؤسسات على التكيف مع المتغيرات.
في سياق "رؤية عُمان 2040"، تؤدي الرقابة الإدارية دورًا حاسمًا في تحقيق الأهداف الوطنية. الرؤية تسعى إلى بناء مجتمع يتميز بالشفافية والعدالة، وتطمح إلى رفع مستوى الكفاءة في كافة القطاعات. وهنا، تظهر الرقابة الإدارية كآلية لا غنى عنها لضمان سير المؤسسات في الاتجاه الصحيح، ومراقبة تنفيذ المشروعات الكبرى، وتقييم الأداء بما يضمن تقديم خدمات تلبي تطلعات المواطنين وتعزز ثقتهم في مؤسسات الدولة.
ورغم هذا الدور المحوري، فإن تحقيق الرقابة الإدارية الفعالة لا يخلو من العقبات. أحد أبرز العقبات هو نقص الكوادر المؤهلة التي تمتلك الخبرة الكافية لتنفيذ عمليات رقابية دقيقة وعادلة. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من المؤسسات لا تزال تعتمد على أساليب تقليدية في الرقابة، مما يجعلها أقل قدرة على مواجهة التحديات المعاصرة. وحتى مع وجود أنظمة رقابية، قد تقف مقاومة التغيير عائقًا أمام تطبيق الحلول الجديدة التي يمكن أن تُحدث فرقًا حقيقيًا.
وللتغلب على هذه التحديات، لا بُد من اعتماد خطوات جريئة وفعّالة. التحول الرقمي هو إحدى أهم الأدوات التي يمكن أن تعزز من كفاءة الرقابة الإدارية. تخيل مؤسسة تعتمد على أنظمة ذكاء اصطناعي لتحليل بيانات الأداء، فتكتشف أخطاءً قبل أن تصبح أزمات وتوفر حلولًا فورية، مما يخلق بيئة عمل أكثر كفاءة. كما أن الاستثمار في تطوير الكوادر البشرية من خلال برامج تدريبية متقدمة يمكن أن يضمن تحقيق الرقابة بجودة وحيادية أكبر. إضافة إلى ذلك، فإن تعزيز ثقافة الشفافية داخل المؤسسات يُعد خطوة ضرورية لضمان تفاعل الجميع بإيجابية مع العمليات الرقابية.
تجارب الدول الناجحة تُقدم لنا دروسًا ثمينة. في سنغافورة، على سبيل المثال، أصبحت الرقابة الإدارية جزءًا من ثقافة العمل، مما ساهم في تقليل الفساد بشكل ملحوظ ورفع كفاءة المؤسسات. هذه النماذج تلهمنا بضرورة استثمار الرقابة كوسيلة للتطوير بدلاً من اعتبارها عبئًا على الأداء.
إنَّ الرقابة الإدارية ليست مجرد أداة رقابية؛ بل هي الحصن الذي يحمي المؤسسات من التراجع ويضمن استمراريتها. ومع تطلع سلطنة عُمان لتحقيق أهداف "رؤية عُمان 2040"، تصبح الرقابة الإدارية ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها. إذا كانت الرقابة الإدارية هي المفتاح، فهل نحن مستعدون لاستخدامه لفتح أبواب النجاح؟ القرار بأيدينا، والخطوة الأولى تبدأ الآن.