بعد حربها المدمرة على غزة.. إسرائيل تخنق اقتصاد الضفة الغربية
تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT
تعاني السلطة الفلسطينية أزمة مالية في ظل قيود إسرائيلية متزايدة، وذلك بموازاة تصاعد الغليان الشعبي فيها على وقع العدوان الإسرائيلي المدمر على غزة.
وتواجه الضفة الغربية المحتلة تدهورا متواصلا في الوضع المالي مند شن إسرائيل حربها على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، مع وقف تسليم السلطة الفلسطينية كامل عائدات الضرائب التي تقوم بجبايتها لصالحها.
ويشكو رجال أعمال فلسطينيون من تراجع كبير في عائداتهم منذ اندلاع الحرب في غزة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عماد رباح الذي يملك مصنعا للبلاستيك قوله، إن أرباحه الصافية تراجعت بنسبة النصف خلال عام واحد.
وبموجب "اتفاق أوسلو"، تجمع إسرائيل الأموال للسلطة الفلسطينية التي تمارس حكمًا ذاتيًا محدودًا في أجزاء من الضفة الغربية.
لكن بعد شن إسرائيل حربها المدمرة في قطاع غزة، أوقفت تسليم السلطة الفلسطينية كامل المبلغ العائد لها، متذرعة بأن المال يستخدم من أجل تمويل حركة حماس.
وتحتاج السلطة الى هذه المبالغ لدفع رواتب موظفيها ولتأمين نفقاتها، وفق مسؤولين وخبراء.
وقد يتفاقم الوضع في يوليو/تموز إذ هدد وزير المالية الإسرائيلي اليميني بتسلئيل سموتريتش في مايو/أيار الماضي بقطع قناة مصرفية حيوية بين إسرائيل والضفة الغربية ردا على اعتراف 3 دول أوروبية بدولة فلسطين.
وأبلغ سموتريتش رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بأنه "لا يعتزم تمديد" الضمانات الممنوحة للمصارف الإسرائيلية المتعاملة مع المصارف الفلسطينية لإعطائها حصانة من أي دعاوى قضائية قد تواجهها بتهمة "تمويل الإرهاب"، وفق قوله.
وهذه الحماية السنوية التي تمنحها الحكومة الإسرائيلية وتنتهي مدتها في 30 يونيو/حزيران ضرورية للسماح لمصرفي "هبوعليم" و"ديسكاونت بنك" الإسرائيليين بمواصلة لعب دور المراسلة بين البنوك الفلسطينية ونظيراتها في إسرائيل والدول الأخرى.
كما قرر سموتريتش اقتطاع نحو 35 مليون دولار من عائدات الضرائب التي تمّ تحصيلها لصالح السلطة الفلسطينية وتحويلها إلى عائلات "ضحايا الإرهاب"، متهما السلطة الفلسطينية بـ"تشجيع الإرهاب"، وفق قوله، عبر دفع أموال لعائلات الشهداء والأسرى بمن فيهم المفرج عنهم.
أزمة إنسانيةوأثارت تهديدات الوزير الإسرائيلي مخاوف كبرى في واشنطن، إذ رأت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين أن "قطع المصارف الفلسطينية عن المصارف الإسرائيلية المتعاملة معها سيولد أزمة إنسانية".
وشددت على أن "هذه القنوات المصرفية أساسية للقيام بتحويلات تسمح بنحو 8 مليارات دولار من الواردات الآتية من إسرائيل بما في ذلك الكهرباء والمياه والوقود والمواد الغذائية، وتسهل نحو ملياري دولار من الصادرات في السنة، يعول عليها الفلسطينيون لتأمين معيشتهم".
من جانبه، أوضح محافظ سلطة النقد الفلسطينية فراس ملحم، أن قطع القنوات المصرفية "سيكون له تأثير كبير علينا لأن اقتصادنا يعتمد على الاقتصاد الإسرائيلي ولأن إسرائيل تسيطر على الحدود".
وتضرر الفلسطينيون بفعل منع العمال من الدخول إلى إسرائيل للعمل، وبسبب تراجع حاد في النشاط السياحي في الضفة الغربية.
وعلى الصعيد الأمني، تشهد الضفة الغربية تصاعدًا في العنف منذ أكثر من عام، تفاقم بصورة خاصة مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 546 فلسطينيًا على أيدي القوات الإسرائيلية أو مستوطنين وفقا لمسؤولين فلسطينيين.
وتخشى الدول الغربية أن تثير سياسة إسرائيل الاقتصادية فوضى في الضفة الغربية.
وحذر مصدر دبلوماسي أوروبي في القدس طالبا عدم كشف هويته، من أن "النظام المصرفي قد ينهار.. السلطة الفلسطينية في أزمة مالية وقد تنهار قبل أغسطس/آب المقبل".
ورأى موسى شامية الذي يملك شركة تصنع ملابس، أن السياسة الإسرائيلية هدفها دفع الفلسطينيين إلى مغادرة الضفة الغربية.
وقال إن الإسرائيليين "يريدون أن نغادر أرضنا، وهم يعرفون أنه سيكون من الصعب علينا البقاء إذا لم يكن بإمكاننا مزاولة أعمال".
وأوصى فراس ملحم بأنه "علينا العمل على خطة بديلة فيما يتعلق بالعلاقات التجارية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات السلطة الفلسطینیة الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني.. فعاليات التضامن مع الأسرى الفلسطينيين في الضفة الغربية
شارك مئات الفلسطينيين اليوم الخميس في فعاليات تضامنية متعددة في مدن الضفة الغربية، تلبية لدعوة المؤسسات المختصة بشؤون الأسرى، وذلك بمناسبة "يوم الأسير الفلسطيني" الذي يصادف 17 أبريل من كل عام.
وتشمل هذه الفعاليات وقفات ومسيرات في مدن مثل جنين وطولكرم وسلفيت والخليل وأريحا، حيث حمل المشاركون لافتات وصورًا للأسرى، وهتفوا مطالبين بإنهاء معاناتهم ووقف حرب الإبادة على غزة.
نادي الأسير الفلسطيني: الاحتلال يعتقل 100 مواطن من الضفة الغربية خلال أسبوع الأسير الفلسطيني المحرر وديع عبد البادي يروي فصول التعذيب في معتقل "سدي تيمان" بمناسبة "يوم الأسير الفلسطيني" الفعاليات والمطالبفي مدن نابلس وقلقيلية وطوباس وبيت لحم، شهد يوم أمس الأربعاء أيضًا وقفات تضامنية شارك فيها المئات لدعم الأسرى، تأتي هذه الفعاليات في سياق الضغط على المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه الأسرى في السجون الإسرائيلية.
دعوات حقوقية دوليةمن جانبها، وجهت وزارة الخارجية الفلسطينية نداءً عاجلًا إلى المجتمع الدولي، طالبت فيه بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه الأسرى، ووقف الانتهاكات بحقهم، ومنها سياسة الاعتقال الإداري وحرمانهم من زيارة الصليب الأحمر الدولي.
كما دعت دائرة حقوق الإنسان الفلسطينية إلى تشكيل آلية دولية لمحاسبة إسرائيل على جرائمها بحق الأسرى.
عدد الأسرى والانتهاكات في السجونحسب بيان مشترك لمؤسسات الأسرى، بلغ عدد حالات الاعتقال منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023 نحو 16،400 حالة، بينهم أكثر من 500 امرأة و1300 طفل، ويُحتجز حاليا في سجون الاحتلال أكثر من 9900 أسير، بينهم 400 طفل، و29 أسيرة.
كما يعاني الأسرى من التعذيب الجسدي والنفسي المستمر، بالإضافة إلى حرمانهم من الرعاية الصحية.
المطالبة بالتحقيق الدوليطالبت الفعاليات الحقوقية بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في الجرائم المرتكبة داخل سجون الاحتلال، بما في ذلك التعذيب والإعدام الميداني والاختفاء القسري.
كما دعت إلى تدخل فوري من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمقررين الخاصين في الأمم المتحدة للكشف أوضاع الأسرى، خصوصًا أولئك الذين نُقلوا إلى معسكر سدي تيمان.
الضغط على المحكمة الجنائية الدوليةطالبت الهيئات الحقوقية الفلسطينية بدعم جهود المحكمة الجنائية الدولية لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، وتقديمهم للمحاكمة، في محاولة لضمان العدالة للأسرى الفلسطينيين.