أول أيام الأضحى.. غزيون يزورون قبور أقارب قتلتهم إسرائيل
تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT
زار فلسطينيون في قطاع غزة، الأحد أول أيام عيد الأضحى، قبور ذويهم وأحبائهم الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي خلال حربه المتواصلة على القطاع للشهر التاسع على التوالي.
ويتزامن العيد هذا العام مع حرب مدمرة تشنها إسرائيل على غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي؛ ما خلف أكثر من 122 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، وأدخل تل أبيب في عزلة دولية وتسبب بملاحقتها قضائيا أمام محكمة العدل الدولية.
وفي إحدى المقابر بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، تجلس الفلسطينية "أم أحمد حلس" بجانب قبر ابنها الذي قتل خلال الحرب الإسرائيلية، وتعبر عن حزنها الشديد وألمها العميق بسبب فقدانه.
وتستحضر الأم المكلومة ذكرياتها مع ابنها، وتسترجع اللحظات الجميلة التي عاشاها معا، معربة عن الأسى العميق لأن نجلها لم يشاركها فرحة عيد الأضحى هذا العام.
وقالت المرأة الثكلى لمراسل الأناضول: "نزحنا من مدينة غزة بسبب الحرب وانتقلنا للجنوب، لكن القصف وصل إلينا واستشهد ابني البالغ من العمر 21 عاما".
وأضافت: "أزور قبر ابني وأقرأ الفاتحة له وأدعو له بالرحمة".
وأشارت إلى أن "الحرب دمرت كل شيء في قطاع غزة، ونحن نتمنى الأمان والسلام وانتهاء الحرب".
**على كرسي متحرك
وليس بعيدا عن المكان ذاته، يجلس مجدي عبد ربه على كرسيه المتحرك أمام قبر زوج ابنته، على الرغم من إصابته في قدميه جراء قصف إسرائيلي سابق.
ويشعر عبد ربه بالحزن العميق جراء فقدان زوج ابنته، ويتمنى أن تنتهي الحرب الإسرائيلية القاسية التي يتعرض لها الأبرياء في قطاع غزة.
وقال عبد ربه للأناضول: "أزور قبر زوج ابنتي وأترحم عليه في عيد الأضحى، حيث استشهد أثناء قيامه بإسعاف شاب مصاب، لكن طائرة إسرائيلية قصفتهما مرة أخرى ما أدى إلى استشهادهما معا".
وتابع: "كنا نعيش في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، لكن الحرب وتدمير منزلنا أجبرانا على النزوح إلى دير البلح، إلا أن القصف لم يتوقف وأصبت بجراح واستشهد الكثير من أبناء عائلتي".
وأشار إلى أن "أجواء العيد هذا العام مختلفة تماما عن الأعياد السابقة، لا بهجة ولا سرور".
وأوضح أن "سكان قطاع غزة لا يشعرون بفرحة العيد كما كان في الأعياد التي سبقت الحرب، حيث فقد كل شخص في القطاع الأحباء أو المسكن، ما أدى إلى اختفاء البهجة بعد أن عمت أجواء الحزن والألآم".
وأدى مئات آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة، الأحد، صلاة عيد الأضحى المبارك فوق أنقاض مساجد وبجانب منازلهم التي دمرتها إسرائيل خلال حرب متواصلة على القطاع منذ 9 أشهر.
وتواصل إسرائيل حربها رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: فی قطاع غزة عید الأضحى
إقرأ أيضاً:
التشكيك: سلاح خفي في الحرب النفسية التي تشنها المليشيات
في الحروب، لا تُطلق النيران فقط من فوهات البنادق والمدافع، بل تنطلق أيضاً من وراء الشاشات وصفحات التواصل، عبر رسائل مشبوهة وأحاديث مثبطة، في إطار ما يُعرف بالحرب النفسية. ومن بين أبرز أدوات هذه الحرب وأكثرها خبثاً: “التشكيك”. هذا السلاح الناعم تُديره غرف إلكترونية متخصصة تابعة للمليشيات، تهدف إلى زعزعة الثقة، وتفتيت الجبهة الداخلية، وبث الهزيمة النفسية في قلوب الناس، حتى وإن انتصروا في الميدان.
التشكيك في الانتصارات العسكرية، أحد أكثر الأساليب استخداماً هو تصوير الانتصارات المتحققة على الأرض من قِبل القوات المسلحة السودانية على أنها “انسحابات تكتيكية” من قبل المليشيات، أو أنها “اتفاقات غير معلنة”. يُروّج لذلك عبر رسائل تحمل طابعاً تحليلياً هادئاً، يلبسونها لبوس المنطق والرصانة، لكنها في الحقيقة مدفوعة الأجر وتُدار بخبث بالغ. الهدف منها بسيط: أن يفقد الناس ثقتهم في جيشهم، وأن تتآكل روحهم المعنوية.
التشكيك في قدرة الدولة على إعادة الإعمار، لا يكاد يمر يوم دون أن نقرأ رسالة أو منشوراً يسخر من فكرة إعادة الإعمار، خصوصاً في مجالات الكهرباء والمياه وإصلاح البنى التحتية المدمرة. هذه الرسائل تهدف إلى زرع الإحباط وجعل الناس يشعرون أن لا جدوى من الصمود، وأن الدولة عاجزة تماماً. لكن الواقع أثبت أن إرادة الشعوب، حين تتسلح بالإيمان والثقة، أقوى من أي دمار، وقد بدأت بالفعل ملامح إعادة الحياة تظهر في أكثر من مكان، رغم ضيق الموارد وشدة الظروف.
التشكيك في جرائم النهب المنظمة، مؤخراً، لاحظنا حملة تشكيك واسعة، تُحاول التغطية على جرائم النهب والسلب والانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات طوال عامين. الحملة لا تنكر تلك الجرائم بشكل مباشر، بل تثير أسئلة مغلّفة بعبارات تبدو عقلانية، لكنها في جوهرها مصممة بعناية لإثارة دخان كثيف ونقل التركيز نحو جهات أخرى.
كيف نُساهم – دون قصد – في نشر التشكيك؟ المؤسف أن الكثير منا يتداول مثل هذه الرسائل بعفوية، وأحياناً بدافع الحزن أو القلق على الوطن، دون أن يتوقف ليتساءل: من كتب هذه الرسالة؟ ولماذا الآن؟ وما الذي تهدف إليه؟ وبهذا نُصبح – دون أن ندري – أدوات في ماكينة التشكيك التي تخدم أجندة المليشيات وتطعن في ظهر الوطن.
كيف نواجه هذه الحرب النفسية؟
الرد لا يكون بصمتنا أو بتكرار الرسائل المشككة، بل بـ:
وقف تداول أي رسالة مجهولة المصدر أو الكاتب.
عدم إعادة نشر أي محتوى يحمل ظنوناً أو يشكك أو يُحبط أو يثير اليأس.
نشر الإيجابيات، وبث الأمل، وتعزيز الثقة بالله أولاً، ثم بمؤسسات الدولة مهما كانت لدينا من ملاحظات أو انتقادات.
في الختام، التشكيك لا يبني وطناً، بل يهدمه حجراً حجراً. فلنكن على وعي، ولنُفشل هذا السلاح الخفي، بمناعة داخلية قائمة على الإيمان، والعقل، والأمل، والثقة بأن الوطن سيعود أقوى، ما دام فينا من يرفض الانكسار ويؤمن بأن النصر لا يبدأ من الجبهة، بل من القلب والعقل.
عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
٢١ أبريل ٢٠٢٥م