مشهد يخطف القلوب.. ماذا فعل حاج لإنقاذ زوجته المتعبة على عرفات؟
تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT
لقطات تخطف القلوب بطلها حاج وزوجته أثناء تواجدهما في جبل عرفات، إذ كان يسحب زوجته داخل صندوق بعدما أرهقها المشي أثناء أداء موسم الحج، الأمر الذي نال إعجاب رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
حاج يسحب زوجته بعد التعبخلال مقطع الفيديو ظهر الحاج مرتديًا ملابس الإحرام، وكان يسحب زوجته، وعلامات الإرهاق تظهر عليه من شدة حرارة الطقس التي شهدتها المملكة العربية السعودية أمس في يوم عرفة، وفقا لما ذكرته قناة العربية.
ونال مقطع الفيديو تفاعلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث جاءت التعليقات كالتالي: «ماشاء الله.. ربنا يحفظهم» وأيضًا: «ربنا يتقبل حجتكم ويحفظكم»، وأيضًا: «ربنا يكون مع كل حجاج بيت الله الحرام ويقويهم».
حاج يسحب زوجته حتى لا تتعب من المشي pic.twitter.com/4o5LaqeK5m
— أحمد الرحيلي (@ruhaily_a) June 15, 2024 أداء مناسك الحجوبدأ حجاج بيت الله الحرام في الساعات الأولى من صباح اليوم يؤدون مناسك رمي الجمرات في مشعر منى برمي الجمرة الكبرى (جمرة العقبة) ويأتي ذلك وسط انسيابية في التنقل، وتسخير كافة الإمكانات الخدمية والأمنية.
ورمى ضيوف الرحمن الجمرة دون وجود أي تزاحم أو تدافع في الأدوار الأربعة لمنشأة الجمرات، مع وجود جميع الخدمات الأمنية والصحية وأيضا الخدمات الإسعافية والدفاع المدني فضلا عن ودود رجال الأمن القائمين على تنظيم حركة الحجيج في ساحات جسر الجمرات.
وبعد أن ينتهي الحجاج من رمي الجمرات، يتوجهون إلى القيام بأعمال النحر، وبعد ذلك يقومون بحلق رؤوسهم ثم الطواف بالبيت العتيق وأيضا القيام بالسعي بين الصفا والمروة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حاج جبل عرفات موسم الحج اداء موسم الحج الحجاج
إقرأ أيضاً:
الشيخ أحمد بسيوني يكتب: الزوجان نفس واحدة
علاقة الزواج هي أول وأرقى وأعمق علاقة إنسانية ظهرت في تاريخ البشر، وهي آية كبرى من آيات رحمة الله بالإنسان، وتجلٍ من أعظم تجليات القدرة الإلهية في خلق مسار آمن وعفيف للحفاظ على العنصر البشري؛ ليعمر الأرض ويصنع الحضارة، ويسمو بالإنسان من وهدة العبث والمجون إلى قمة الرقي والنبل الأخلاقي.
وللدلالة على عمق وقوة وقرب العلاقة الزوجية؛ نجد التعبير القرآني الدقيق: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ}، الذي يشبه العلاقة بين الزوجين بالملابس التي نرتديها، ومعلوم أن الفطرة المستقيمة قبل ورود نصوص الشرع الشريف تدل على أن الملابس مخلوقة موظفة لحكمتين جليلتين شريفتين؛ هما الستر والدفء؛ يقول ربنا سبحانه وتعالى: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ ﱭ}، ويقول أيضًا: { وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ ۚ }.
وإذا أسقطنا هذا التشبيه البليغ على العلاقة بين الزوجين؛ نرى أن الحق سبحانه وتعالى يطلب من الزوجين في الآية الأولى أن يكون كل واحد منهما للآخر سترًا ودفئًا؛ سترًا يستر عيوبه الظاهرة والباطنة، وحاجزًا يحجزه ويستره عن المعصية كما جاء في الخبر (قل كما جاء في الحديث الشريف لان الخبر لغة لا تتسق مع عموم القراء): « إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف دينه».
كما أن الستر بين الزوجين يمثل حصنا حصينا... فلا يتسرب منه إلى بيت الزوجية مشكلات الخارج، ولا ينفذ من خلاله متطفل أو عابث لمعرفة مشكلات وخلافات الداخل.
ورحم الله رجلًا واعيًا أمينًا احتدم الخلاف بينه وبين زوجته، فسُئل عن السبب، فقال: لا أتكلم عن عرضي! ثم لما استحكم الخلاف واستحالت العشرة ووقع أبغض الحلال عاد الناس فسألوه عما حدث بينه وبين زوجته، فقال: لا أتكلم عن عرض غيري!
إن شر الناس منزلة عند الله -عزوجل- كما أخبر نبينا الكريم -صلى الله عليه وعلى آله - الرجل يُفضي إلى زوجته بمضنون نفسه ومكنون قلبه، وتفضي إليه بما يعتلج في صدرها من آلام وآمال وخصوصيات وأسرار ثم يصبحان فيحدثان الناس بما وقع بينهما؛ فيكون الواحد منهما كمن يفتح حصون بيته المنيعة لأعدائه بنفسه، ليفسدوا تلك العلاقة الحميمة، التي هي أساس المجتمع الآمن، ومن هنا يتبين مدى حرص الشريعة الإسلامية على ضرب السياج المتين على العلاقة بين الزوجين؛ ليكون البيت قويًا صامدًا أمام عوادي الدهر وأزمات الحياة.
فإذا تحصل ركنا الستر والدفء لكل من الزوجين؛ نمت علاقتهما وترعرعت في جو هادئ يغمره الحب، وتَعْمره التقوى والسكينة، وتظلله الرغبة الآكدة في السكن والاستقرار، ولا تزال تلك العلاقة الفريدة في ترقٍ وسمو حتى يعود الزوجان مرة أخرى إلى حالتهما الأولى، أعنى نفسًا واحدةً، وروحًا واحدة، وقلبًا واحد، في سماتهما، وسلوكياتهما، وطموحاتهما، وأحلامهما؛ فيتحقق المقصود الأسمى من الزواج وهو عمران الأرض وصناعة الحضارة.