بيرامي يرفض سويسرا من أجل ألبانيا
تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT
معتز الشامي (دورتموند)
أصبح الألباني نديم بيرامي المحترف في ساسولو الإيطالي، بطلاً قومياً لجماهير المنتخب الأحمر، وذلك رغم خسارة فريقه أمام إيطاليا بهدفين مقابل هدف، حيث احتشدت الجماهير الألبانية عقب المباراة تنتظر تحيته، كما احتشدت أمام حافلة المنتخب وشجعت الفريق بأكمله، ولكن بيرامي نال معاملة خاصة تليق بهذا النجم الكبير، الذي رفض تمثيل منتخب سويسرا.
وسجل بيرامي أسرع هدف على الإطلاق في تاريخ «اليورو» بشباك منتخب إيطاليا مع «الثانية 23»، أي قبل الوصول إلى نصف دقيقة من صافرة بداية اللقاء، ليكتب لاعب وسط ألبانيا اسمه بأحرف من ذهب في سجلات الأرقام القياسية بالبطولة.
والمثير للدهشة أن هدف بيرامي يعد الأول له مع المنتخب الألباني خلال أول مباراة دولية له، ليكسر رقم كيريتشنكو الذي أصبح الآن صاحب ثاني هدف في البطولة، ولعل لأنها المباراة الدولية الأولى والهدف التاريخي المسجل في سجلات «اليورو»، أصبح للاعب مكانة خاصة لدى الجماهير الألبانية.
وتعود القصة إلى بداية بيرامي عندما لعب عام 2015 مع زيوريخ، ثم انتقل بعد عامين إلى جراسهوبرز قبل أن ينتقل بعد عام ونصف العام إلى إمبولي الإيطالي على سبيل الإعارة، قبل أن يقرر النادي شراء اللاعب الألباني في 2020، مقابل 500 ألف يورو، ثم انتقل بعد ذلك إلى ساسولو الإيطالي على سبيل الإعارة، قبل أن يتم تفعيل بند الشراء بنهاية 2023.
وعلى المستوى الدولي كان اللاعب يمثل منتخب سويسرا في كافة الفئات العمرية، قبل أن يقرر تمثيل بلده الأم ألبانيا قبل بطولة أمم أوروبا للشباب عام 2021.
وفي تعليقه على قراره بتمثيل المنتخب الألباني، أكد بيرامي أنه فضل اللعب للمنتخب الألباني على المنتخب السويسري، وقال «استمعت إلى قلبي، وشعرت بنفسي أكثر للعب مع ألبانيا».
وشدد في تصريحات للصحفيين عقب المباراة، على سعادته بتسجيل أسرع هدف في تاريخ «اليورو»، ولكنه كان يأمل في مساعدة فريقه للفوز أو حتى التعادل، ووعد الجماهير بالقتال في جميع المباريات لتحقيق نتيجة إيجابية تسعدهم. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كأس أمم أوروبا يورو 2024 ألمانيا إيطاليا ألبانيا سويسرا
إقرأ أيضاً:
عن موت (السواقة)!
* في سودان اليوم، لم تعد “السواقة” ممكنة، إذ لم يعد المواطن بحاجة إلى وسيط يحدد له من شرَّده من داره ونهبه وقتل أهله. فالحقيقة الآن تُعاش ولا يُسمَع عنها، تُلمَس ولا تنتظر التوصيف. لا تعيش ”السواقة” في بيئة المعرفة المباشرة. حين تكون الحقيقة قد عمَّدت نفسها بالدم والدموع، وزارت بيوت المواطنين، وخطفت أحبابهم، وسكنت ذاكرة أطفالهم.
* ماتت “السواقة” حين صارت الحرب في الدار، في الصالون والمطبخ وغرفة النوم، حين صار كل مواطن شاهداً لا متلقياً، ماتت لأن الميدان صار أصدق من المانشيت الملون، والواقع أبلغ من البيان الرمادي.
* ماتت السواقة عندما أصبح اللقاء مع جنود الميليشيا هو لقاء مع الموت، والنجاة منه مِنَّة، والسلامة من الخطف تفضُّل، والنهب دون ضرب قمة الإحسان. ماتت “السواقة” لأن الناس قد التقوا بالمجرم كفاحاً، وحدثهم ــ بأفعاله قبل أقواله ــ بألا يصدقوا خطاب الحرب الذي يدار كحملة علاقات عامة له يعيد إنتاج تجربتك معه.
* ماتت السواقة حين أصبح ما يمارسه “السواقون” ليس مجرد قراءة مغايرة، بل هو تواطؤ مع الجريمة، يهدف إلى تغيير المعنى لا كشف الواقع. إنها محاولة احتكار للحق في تفسير الحرب، ومصادرة لحق المواطن في أن يكون شاهداً لا متلقياً. ولهذا، يُقابل هذا الخطاب بسخط شعبي واسع، لأنه يُرى بوصفه امتداداً للعدوان.
* ماتت السواقة حين أصبحت مادتها تصاغ بتعاون الأجنبي الطامع، والسوداني التابع، والمرتزق النهاب ، وحين أصبح “السواقون” يرتعبون من لقاء المواطنين ومخاطبتهم، وهربوا إلى الفضائيات لممارسة استفزازهم بلا عواقب مباشرة وفورية.
* ماتت “السواقة” حين اختار جزء من “السواقين” ذروة إجرام الجلاد توقيتاً لإزالة قناع الحياد، وإشهار تحالفهم معه، لكن دون أن يحتاجوا لتغيير مفردات خطابهم، فخطاب “الحياد” القديم يصلح لواقع التحالف.
* ماتت السواقة حين أصبحت “مقاومة” القتل والاغتصاب عدوان، والوقوف ضد المعتدي الأجنبي جريمة، والحديث عن النهب خروج عن معادلة التجريم المقبول. ماتت عندما أصبحت الحقيقة أصلب من أن تُميَّع، وأمتن من أن تُعدَّل، وأوضح من أن تُعكَس. ماتت مع موت الميليشيا التي لم يبق لها إلا الابتزاز بالتقسيم، والمساومة بالقتل والمقايضة بالتخريب.
* ماتت السواقة حين بلغت فجوة الخطاب بين “السواقين” والمواطن حداً جعل من كل محاولة لإعادة تشكيل الواقع، أو توجيه الحكم عليه، مجرد استفزاز لوعي شعبي خَبِرَ الحرب وعاشها بأكملها. فالمواطن لا يحتاج إلى من يفسر له ما رأى، ولا من يعطي للحقائق “أوزاناً نسبية” وفق ما تقتضي مصلحة الميليشيا.
* ماتت السواقة حين أصبحت الحكومة في حاجة لتخبئة محطات الكهرباء التي تتعرض للضرب الممنهج، تماماً كما احتاج المواطنون لتخبئة الأموال والحرائر من سارقي الأموال والعروض، ماتت حين أصبح الظلام طاقة نور تضيء على العدو، وتشير إلى حقده، وتفضح مقاولي التبرير.
* مَن يُجرب الآن “السواقة”، إنما يُجرب حظه مع الانتحار الرمزي. لأن الوجع الذي تسببه الميليشيا للوطن والمواطن، لم يعد قابلاً لأن يُعاد توصيفه ببيان باهت، أو تهوينه بتغريدة مراوغة، او تبريره ببلاغة ميتة. فلا أحد يملك حق تسمية الأشياء نيابة عن شعب يشاهد، ويشهد، ويختار، ويقاوم.
*لقد ماتت السواقة، وشبعت موتاً، عندما تحولت، أكثر من ذي قبل، إلى دكتاتورية معنى، وإمبريالية مفهوم، وفاشية سردية. وهذا ليس موت وسيلة، بل سقوط منظومة كاملة كانت تعتاش على تجميل القبح، وتسترزڨ من أنقاض المعنى، وتتربح من جثة الحقيقة.
إبراهيم عثمان
إنضم لقناة النيلين على واتساب