تفاصيل مساهمة الإنجيلية فى صكوك الأضاحىخدمات الكنيسة تمتد لمساعدة شركاء الوطن«عيدكم.. عيدنا» شعار يعكس ترابط الشعب المصرى

 

يجدد الأقباط عهد الترابط الدائم مع شركاء الوطن فى كثير من المناسبات والاحتفالات التى تعكس مدى قوة النسيج الذى غزل وحدة مصر وتصدى أمام نبرات العداء التى حاول أن يُصدرها أعداء الوطن على مر العصور، وتتجسد الوحدة الوطنية فى مشاهد عدة وقف فيها أطياف الشعب المصرى متكاتفين كالبنيان المرصوص يرد ادعاءاتهم ويبدل سهامهم المُظلمة إلى أمطار تزهر أرض المحروسة بالمحبة والمودة.

يحتفل المسلمون اليوم الأحد، بأول أيام عيد الأضحى المبارك، ويحرص الأقباط على مشاركة المعيِّدين احتفالاتهم وطقوسهم بل أصبحوا فى الآونة الأخيرة أصحاب مساهمات كبيرة فى توزيع الفرح والمشاركة بصكوك الأضاحى، ويثمن شركاء الوطن هذه المساعى التى تبرز مدى خصوصية وطبيعة هذا البلد الذى لا يشبه غيره من بلدان العالم.

فى مصر فقط مشاهد إنسانية متجسدة، فبعد خروج أعداد غفيرة من المسلمين من أداء صلاة العيد، اعتاد الأقباط الوقوف لاستقبالهم وتوزيع الحلوى والهدايا ومباركة المعيدين فى هذه المناسبة، بل هناك فِرَق الكشافة خصّصتها بعض الكنائس لتكون مهمتها خلال الأعياد هى حماية الأطفال فى التجمعات والحدائق العامة.

ومنذ أيام، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى مشاهد تجسيد الوحدة الوطنية بطلها القمص يؤنس أديب راعى الأقباط الكاثوليك بالغردقة، الذى تعهد سنوياً على مشاركة المسلمين احتفالاتهم، قد قام بشراء خروف العيد من أحد شوادر بيع الأضاحى استعدادا لذبحه وتوزيعه على الأسر المصرية البسيطة، رافعاً شعار «عيدكم عيدنا».

مساهمة الإنجيلية فى صكوك الأضاحى

فى سيمفونية من التلاحم الوطنى لا تكل الكنيسة الإنجيلية عن العزف على أوتار مساعدة الآخر، وتسخير الهيئة التابعة للطائفة لخدمات المجتمع والوطن، خرج الدكتور هشام عبدالعزيز على رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، ليعلن عن مساهمة الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية بمبلغ 170 ألف جنيه فى مشروع صكوك أضاحى الأوقاف لهذا العام.

معبراً عن تقديره لهذه اللفتة الوطنية التى تؤكد دور الطائفة الإنجيلية فى أغلب الفعاليات والأنشطة المجتمعية وكذلك التعاون المشترك مع كافة مؤسسات الدولة فى مختلف المجالات، مؤكداً أن المشروع يمثل الوطن حيث توزع لحوم الصكوك على الأسر الأولى بالرعاية دون تمييز، وجاءت هذه المساهمة بعد إعلان الوزارة عن سعر الصك المستورد بمبلغ ستة آلاف جنيه، وسعر الصك البلدى ثمانية آلاف وخمسمائة جنيه.

مشاهد تلاحم وطن

فى كثير من المناسبات، يُلبى الأقباط وصية السيد المسيح فى نشر المحبة والأخوة وتجسيد مفاهيم الإنسانية وتقبل الآخر، وتتجلى هذه المشاعر خلال الفترات الروحية التى تمر على المسلمين، ومن أبرزها مشاهد تبرز قوة التلاحم الوطنى، حين شارك راعى الكنيسة الكاثوليكية بمحافظة البحر الأحمر، فرحة حلول شهر رمضان المبارك، من خلال تعليق زينة رمضان وفانوس كبير الحجم على أبواب الكنيسة فى مبادرة تؤكد على روح التعايش، بالإضافة إلى مهمة تجهيز كمية من شنط رمضان لتوزيعها على الأسر الأكثر احتياجا وعرفت بـ«كراتين المحبة» فى محاولة منه لتخفيف ورفع العبء عن كاهل الأسر المصرية، كما نظم مبادرة للمشاركة فى العيد تحت شعار «عيدنا واحد».

ومنذ أعلنت وزارة الأوقاف عن تنظيم مشروع «صكوك الأضاحى»، وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، يشارك عدد كبير من القساوسة والمواطنين المسيحيين والكنائس فى شراء صكوك الأضاحى، وفى إحدى السنوات أعلنت مديرية أوقاف المنيا عن أعداد كبيرة من القساوسة بالمحافظة لعبوا دوراً بارزاً فى هذا المشروع واصفة ذلك بـ«ملحمة تعزف على أوتار الوحدة الوطنية».

خدمات الكنيسة تمتد للوطن

يتمتع الأقباط بفائض كبير من المحبة التى زرعتها الكنائس فى وجدانهم وأسسها فى فؤادهم الكتاب المقدس، ولا تخرج هذه المناسبة من اللمحة الإنسانية بالكنيسة فعادة ما تخصص مختلف الإيبارشيات مجموعات من أعضاء الكشافة القبطية تهتم بنشر الفرحة وتوزيع الهدايا، وإعادة الأطفال المفقودين إلى ذويهم بالإضافة إلى تقديم الإسعافات الأولية وعلاج الإصابات الطفيفة، ومنذ أعوام رصدت عدسات «الوفد» مجموعة الكشافة البحرية المعروفة باسم «فلك نوح» لتقديم عدد من الخدمات المجتمعية العامة لزائرى حديقة الحيوان بقيادة الكابتن سامى يعقوب، القائد العام ومؤسس الكشافة، وتمحورت الخدمات التى يوفرها الفريق فى إعادة الأطفال المفقودين إلى ذويهم.

ولم تمنع الظروف التى طرأت على البلاد وتحديات تفشى جائحة كورونا منذ عامين، من مشاركتهم الفرحة مع أبناء الوطن، فقد خرج عدد من شباب الكنائس للاحتفال بعيد الأضحى المبارك مع أطفال مستشفى السرطان ومشاركتهم الأعياد وتوزيع الهدايا والألعاب، وكان هذا العام رغم خصوصيته، شاهداً على تكاتف وطنى كبير منذ اليوم الأول من العيد، حيث استقطب المستشفى عدداً كبيراً من زيارات شباب الكنائس بالقاهرة والمحافظات، وحرصت كل من كنيسة مار جرجس بالسويس، ومار مرقس مصر الجديدة، وكنيسة الملاك غبريال الذين أهدوا الأطفال هدايا، وكنيسة مار مرقس الرسول، وكنيسة السيدة العذراء والملاك ميخائيل، وكنيسة القديسة دميانة والأنبا لوكاس، وكنيسة العذراء مريم ومار لوقا بامبابة، وكنيسة مار جرجس بالمنيا، على تخصيص يوم للزيارة حتى لا تضيع بهجة العيد من المرضى.

قصص وطنية خالدة

فى شوارع 6 أكتوبر ووسط قلق الجائحة، نظم عدد من الشباب المسيحى احتفال عيد الأضحى تحت شعار «فرحهم بعيدهم»، حرصوا خلالها على تقديم مساعى الفرحة والبهجة للأطفال بدور الأيتام، وشهدت مشاركة 50 طفلاً وقدم الحفل فقرات متنوعة والألعاب والمسابقات وتوزيع الهدايا.

ومن القصص والمواقف الخالدة التى تنتهى بين أطياف هذا الوطن، قصة المواطن رومانى أبوبكر، أحد سكان منطقة العمرانية بمحافظة الجيزة، الذى نال شهرة واسعة واستحساناً كبيراً من سكان المنطقة بسبب تقديمه 3 أضاحٍ وتوزيعها على الأسر الفقيرة وظل يدوى صدى كلمته الشهيرة فى هذا الحدث «عيدنا واحد وتكفى الفرحة التى أراها فى عيون البسطاء والفقراء».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مشاركة الأقباط احتفالات المسلمين

إقرأ أيضاً:

رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر ينعى الدكتور القس ثروت قادس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 ينعى الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، ببالغ الحزن والأسى الراحل الدكتور القس ثروت قادس، أحد أعلام الحوار والتواصل بين الثقافات، الذي كرّس حياته لخدمة الكنيسة والمجتمع، ورحل تاركًا إرثًا مشرفًا من العطاء والتفاني في العمل الوطني والإنساني.

وأضاف رئيس الطائفة الإنجيلية في نعيه ، بان الكنيسة الإنجيلية والمجتمع المصري فقدت نموذجًا مضيئًا في خدمة الحوار والتعايش، وفقدنا شخصية استثنائية جمعت بين الفكر العميق والإيمان الراسخ، وبين الوطنية والانفتاح على العالم. 

كان مثالًا للمصري المخلِص، الذي لم يَذخر جهدًا في ترسيخ قيم الحوار والتعايش، فكان جسرًا ممتدًّا بين مصر وألمانيا، ورائدًا في تعزيز التواصل الثقافي. نصلي أن يمنح الله العزاء لأسرته ومحبِّيه.


الجدير بالذكر شغل الراحل منصب رئيس مجلس إدارة الأكاديمية الدولية للحوار، ورئيس اتحاد المجلس الأعلى للجاليات المصرية بألمانيا. وُلد عام 1942 بمدينة ملوي بمحافظة المنيا، وحصل على بكالوريوس العلوم اللاهوتية عام 1961، ثم رُسِم قسًّا في السنبلاوين بمحافظة الدقهلية عام 1964.

 واصل دراسته اللاهوتية والفلسفية في جامعة هيدلبرج بألمانيا بين عامي 1968 و1972، ثم أصبح أول مصري يخدم راعيًا في الكنيسة الألمانية حتى عام 2002. 

حصل على الدكتوراه في اللاهوت العملي من لويزفيل بأمريكا عام 1995، وكانت رسالته حول الحوار المسيحي الإسلامي، كما نال دكتوراه في الآداب قسم الدراسات العربية والإسلامية من جامعة هيدلبرج بألمانيا.

مقالات مشابهة

  • المؤرخون الأقباط في عهد الدولة الفاطمية رسالة دكتوراه بآداب عين شمس
  • أعضاء لجان بالنواب يؤيدون قرارات السيسي لدعم الوطن والمواطنين
  • رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر ينعى الدكتور القس ثروت قادس
  • الكنائس تستعد للمشاركة في احتفالات شهر رمضان
  • ضمن احتفالات العيد القومي.. افتتاح توسعات محطة تحلية مياه القصير بالبحر الأحمر
  • «اللافي» يشارك في احتفالات مدينة الزاوية بذكرى «ثورة فبراير»
  • تعامد الشمس على أبو سمبل.. احتفالات رائعة من أهالي أسوان والأفواج السياحية
  • أغرب 5 احتفالات لاستقبال شهر رمضان حول العالم.. طقوس خاصة
  • الأنبا توما يترأس اللقاء الروحي لشباب إيبارشية طهطا
  • عيد ميلاد «الأسبوع».. 28 عاماً من الكفاح ونجحت المهمة