مشاركة الأقباط احتفالات المسلمين.. سيمفونية من التلاحم الوطنى
تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT
تفاصيل مساهمة الإنجيلية فى صكوك الأضاحىخدمات الكنيسة تمتد لمساعدة شركاء الوطن«عيدكم.. عيدنا» شعار يعكس ترابط الشعب المصرى
يجدد الأقباط عهد الترابط الدائم مع شركاء الوطن فى كثير من المناسبات والاحتفالات التى تعكس مدى قوة النسيج الذى غزل وحدة مصر وتصدى أمام نبرات العداء التى حاول أن يُصدرها أعداء الوطن على مر العصور، وتتجسد الوحدة الوطنية فى مشاهد عدة وقف فيها أطياف الشعب المصرى متكاتفين كالبنيان المرصوص يرد ادعاءاتهم ويبدل سهامهم المُظلمة إلى أمطار تزهر أرض المحروسة بالمحبة والمودة.
يحتفل المسلمون اليوم الأحد، بأول أيام عيد الأضحى المبارك، ويحرص الأقباط على مشاركة المعيِّدين احتفالاتهم وطقوسهم بل أصبحوا فى الآونة الأخيرة أصحاب مساهمات كبيرة فى توزيع الفرح والمشاركة بصكوك الأضاحى، ويثمن شركاء الوطن هذه المساعى التى تبرز مدى خصوصية وطبيعة هذا البلد الذى لا يشبه غيره من بلدان العالم.
فى مصر فقط مشاهد إنسانية متجسدة، فبعد خروج أعداد غفيرة من المسلمين من أداء صلاة العيد، اعتاد الأقباط الوقوف لاستقبالهم وتوزيع الحلوى والهدايا ومباركة المعيدين فى هذه المناسبة، بل هناك فِرَق الكشافة خصّصتها بعض الكنائس لتكون مهمتها خلال الأعياد هى حماية الأطفال فى التجمعات والحدائق العامة.
ومنذ أيام، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى مشاهد تجسيد الوحدة الوطنية بطلها القمص يؤنس أديب راعى الأقباط الكاثوليك بالغردقة، الذى تعهد سنوياً على مشاركة المسلمين احتفالاتهم، قد قام بشراء خروف العيد من أحد شوادر بيع الأضاحى استعدادا لذبحه وتوزيعه على الأسر المصرية البسيطة، رافعاً شعار «عيدكم عيدنا».
مساهمة الإنجيلية فى صكوك الأضاحى
فى سيمفونية من التلاحم الوطنى لا تكل الكنيسة الإنجيلية عن العزف على أوتار مساعدة الآخر، وتسخير الهيئة التابعة للطائفة لخدمات المجتمع والوطن، خرج الدكتور هشام عبدالعزيز على رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، ليعلن عن مساهمة الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية بمبلغ 170 ألف جنيه فى مشروع صكوك أضاحى الأوقاف لهذا العام.
معبراً عن تقديره لهذه اللفتة الوطنية التى تؤكد دور الطائفة الإنجيلية فى أغلب الفعاليات والأنشطة المجتمعية وكذلك التعاون المشترك مع كافة مؤسسات الدولة فى مختلف المجالات، مؤكداً أن المشروع يمثل الوطن حيث توزع لحوم الصكوك على الأسر الأولى بالرعاية دون تمييز، وجاءت هذه المساهمة بعد إعلان الوزارة عن سعر الصك المستورد بمبلغ ستة آلاف جنيه، وسعر الصك البلدى ثمانية آلاف وخمسمائة جنيه.
مشاهد تلاحم وطن
فى كثير من المناسبات، يُلبى الأقباط وصية السيد المسيح فى نشر المحبة والأخوة وتجسيد مفاهيم الإنسانية وتقبل الآخر، وتتجلى هذه المشاعر خلال الفترات الروحية التى تمر على المسلمين، ومن أبرزها مشاهد تبرز قوة التلاحم الوطنى، حين شارك راعى الكنيسة الكاثوليكية بمحافظة البحر الأحمر، فرحة حلول شهر رمضان المبارك، من خلال تعليق زينة رمضان وفانوس كبير الحجم على أبواب الكنيسة فى مبادرة تؤكد على روح التعايش، بالإضافة إلى مهمة تجهيز كمية من شنط رمضان لتوزيعها على الأسر الأكثر احتياجا وعرفت بـ«كراتين المحبة» فى محاولة منه لتخفيف ورفع العبء عن كاهل الأسر المصرية، كما نظم مبادرة للمشاركة فى العيد تحت شعار «عيدنا واحد».
ومنذ أعلنت وزارة الأوقاف عن تنظيم مشروع «صكوك الأضاحى»، وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، يشارك عدد كبير من القساوسة والمواطنين المسيحيين والكنائس فى شراء صكوك الأضاحى، وفى إحدى السنوات أعلنت مديرية أوقاف المنيا عن أعداد كبيرة من القساوسة بالمحافظة لعبوا دوراً بارزاً فى هذا المشروع واصفة ذلك بـ«ملحمة تعزف على أوتار الوحدة الوطنية».
خدمات الكنيسة تمتد للوطن
يتمتع الأقباط بفائض كبير من المحبة التى زرعتها الكنائس فى وجدانهم وأسسها فى فؤادهم الكتاب المقدس، ولا تخرج هذه المناسبة من اللمحة الإنسانية بالكنيسة فعادة ما تخصص مختلف الإيبارشيات مجموعات من أعضاء الكشافة القبطية تهتم بنشر الفرحة وتوزيع الهدايا، وإعادة الأطفال المفقودين إلى ذويهم بالإضافة إلى تقديم الإسعافات الأولية وعلاج الإصابات الطفيفة، ومنذ أعوام رصدت عدسات «الوفد» مجموعة الكشافة البحرية المعروفة باسم «فلك نوح» لتقديم عدد من الخدمات المجتمعية العامة لزائرى حديقة الحيوان بقيادة الكابتن سامى يعقوب، القائد العام ومؤسس الكشافة، وتمحورت الخدمات التى يوفرها الفريق فى إعادة الأطفال المفقودين إلى ذويهم.
ولم تمنع الظروف التى طرأت على البلاد وتحديات تفشى جائحة كورونا منذ عامين، من مشاركتهم الفرحة مع أبناء الوطن، فقد خرج عدد من شباب الكنائس للاحتفال بعيد الأضحى المبارك مع أطفال مستشفى السرطان ومشاركتهم الأعياد وتوزيع الهدايا والألعاب، وكان هذا العام رغم خصوصيته، شاهداً على تكاتف وطنى كبير منذ اليوم الأول من العيد، حيث استقطب المستشفى عدداً كبيراً من زيارات شباب الكنائس بالقاهرة والمحافظات، وحرصت كل من كنيسة مار جرجس بالسويس، ومار مرقس مصر الجديدة، وكنيسة الملاك غبريال الذين أهدوا الأطفال هدايا، وكنيسة مار مرقس الرسول، وكنيسة السيدة العذراء والملاك ميخائيل، وكنيسة القديسة دميانة والأنبا لوكاس، وكنيسة العذراء مريم ومار لوقا بامبابة، وكنيسة مار جرجس بالمنيا، على تخصيص يوم للزيارة حتى لا تضيع بهجة العيد من المرضى.
قصص وطنية خالدة
فى شوارع 6 أكتوبر ووسط قلق الجائحة، نظم عدد من الشباب المسيحى احتفال عيد الأضحى تحت شعار «فرحهم بعيدهم»، حرصوا خلالها على تقديم مساعى الفرحة والبهجة للأطفال بدور الأيتام، وشهدت مشاركة 50 طفلاً وقدم الحفل فقرات متنوعة والألعاب والمسابقات وتوزيع الهدايا.
ومن القصص والمواقف الخالدة التى تنتهى بين أطياف هذا الوطن، قصة المواطن رومانى أبوبكر، أحد سكان منطقة العمرانية بمحافظة الجيزة، الذى نال شهرة واسعة واستحساناً كبيراً من سكان المنطقة بسبب تقديمه 3 أضاحٍ وتوزيعها على الأسر الفقيرة وظل يدوى صدى كلمته الشهيرة فى هذا الحدث «عيدنا واحد وتكفى الفرحة التى أراها فى عيون البسطاء والفقراء».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مشاركة الأقباط احتفالات المسلمين
إقرأ أيضاً:
"التضامن": تسليم 46,602 مشروع تمكين اقتصادى دعما للأسر الأولى بالرعاية بمحافظات الجمهورية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية بتعزيز ثقافة العمل الحر وتشجيع الشباب على إقامة المشروعات المختلفة، نجحت جمعية الأورمان فى تسليم 46,602 مشروعًا تنمويا لأصحاب المشروعات متناهية الصغر من الشباب والأسر الأولى بالرعاية بقرى ومراكز محافظات الجمهورية المختلفة.
وجاء ذلك تحت رعاية الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الإجتماعى، والتى تؤكد دائما على الاهتمام بالأسر الأولى بالرعاية وغير القادرين، وتلبية احتياجاتهم، كما تؤكد على دور منظمات المجتمع المدنى التى أثبتت أنها ركيزة أساسية للتنمية والنماء، حيث تشهد مصر طفرة فى عمل المجتمع المدني، ويدعم ذلك قيادة سياسية واعية وحكيمة تؤمن بدوره فى العديد من مجالات الحماية الاجتماعية والرعاية وتنمية الشراكات المستدامة.
وقال اللواء ممدوح شعبان، مدير عام جمعية الأورمان، أن تسليم المشاريع التنموية ومتناهية الصغر تعمل على تحسين حياة آلاف الأسر وتحويلها من أسر أولي بالرعاية إلى أسر منتجة ومشاركة في نمو الناتج القومي مما سيغير من وجه الاقتصاد المصري، مؤكدًا أن المشاريع المقدمة تنوعت مابين ( بقالة وخضروات وفواكه - صالون حلاقه - بيع قطع غيار وإصلاح موتسيكلات وتروسيكلات - ملابس وأحذية - بقالة - ورشة تغيير زيوت واصلاح كاوتش - أحذية وخردوات ومكواة بخار - ورشة تصنيع وبيع نجاره - مجمدات وخضروات - بيع وتغيير زيوت - خياطه وبيع ملابس ومفروشات).
وأوضح، أن التوسع فى النهوض بمستوى دخل الأسر الفقيرة وتحسين مستوى معيشتها يأتى من خلال مساهمة الجمعية في إقامة مشروعات تنموية تتناسب مع الأسر الأكثر احتياجًا ، ليدر دخلاً ثابت لهذه الأسر مع الأخذ فى الاعتبار المناطق الأكثر احتياجًا و التى تكون بؤرة اهتمام الجمعية.
وأشار إلى أن جمعية الأورمان تعمل منذ 25 سنة وتؤدي دورها التنموي في المجتمع، وانها تسعى دائمًا إلى تطوير خدماتها في كافة أنحاء المحافظات تحت رعاية مديريات التضامن الاجتماعى من أجل تنمية المجتمع والوطن وصولًا لمجتمع مصري متضامن ومتماسك ومنتج يوفر العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية والحياة الكريمة للأسرة والفرد على أسس من العدالة والنزاهة والمشاركة.
ويذكر أن تسليم المشاريع التنموية يأتي استكمالًا لجهود وزارة التضامن الإجتماعى التى توزعها لصالح الأسر الأكثر احتياجًا بالقرى الفقيرة فى محافظات الجمهورية المختلفة من توزيع مساعدات موسمية وإعادة إعمار المنازل المتهالكة بترميم الجدران وعمل الاسقف والمحارة والسباكة والأرضيات وتوصيل مياه الشرب النقية والكهرباء بالمجان تمامًا، بالاضافة الى تنظيم معارض ملابس ومعارض لتوزيع الاثاث والاجهزة الكهربائية.
e7b45a1e-da91-4b40-8e43-7f76865efe7f 0c624de4-c6ba-4ae5-9504-865af82e85ad 4504d712-22ec-4c8d-b7b7-0df70d6a35a5