الذكرى الـ78 على مأساة "الولد الصغير" في هيروشيما
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
تحيي اليابان، اليوم الأحد، الذكرى السنوية الثامنة والسبعين لمأساة ضحايا أول قصف بالقنبلة الذرية في تاريخ البشرية، حيث نفذته الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما.
وأقيمت يوم السبت بروفة في حديقة السلام، أين ستقام مراسم جنازة اليوم الأحد بمشاركة كبار مسؤولي الدولة وسفراء أجانب.
وجرت يوم السبت مناقشة في هيروشيما حول مسألة حظر الأسلحة النووية، حيث شاركت فيها الناجية من جحيم هيروشيما، سيتسوكو ثورلو، التي تترأس الحملة الدولية لحظر الأسلحة النووية (ICAN).
وكانت سيتسوكو ثورلو تبلغ من العمر 13 عاما عندما ألقيت القنبلة الذرية على هيروشيما، حيث انتقدت رؤية المدينة التي تبنتها قمة مجموعة السبع في مايو من هذا العام، تبرر الردع النووي بدلا من الدعوة إلى الإزالة الكاملة للأسلحة النووية.
ونقلت وكالة "كيودو" عنها قولها: "هذا هو عكس الدعوات التي نطلبها من العالم".
واستشهد رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، ودائرته الانتخابية في هيروشيما بأنه أحد نجاحات المنتدى، معتبرا أنه لأول مرة تمكن من دعوة رؤساء دول النادي النووي إلى متحف القنبلة الذرية التذكاري.
وكان باراك أوباما في عام 2016 أول زعيم في النادي النووي والوحيد الذي يزور المتحف حتى هذا العام، عندما كان كيشيدا وزير خارجية اليابان في حكومة شينزو آبي، حيث تمت زيارة المتحف آنذاك وحاليا بشكل مغلق دون حضور الصحافة، وهو ما انتقدته سيتسوكو ثورلو قائلة: "هل هذا يعني أن التجربة التي عشناها شيء مخجل ومثير للاشمئزاز؟".
وفي السادس من أغسطس 1945، وبموجب أمر تنفيذي أصدره الرئيس الأمريكي آنذاك، هاري ترومان، أسقطت الولايات المتحدة قنبلة يورانيوم تزن أكثر من 4.5 طن اسمها Little Boy (الولد الصغير) على مدينة هيروشيما، حيث اختير لها استهداف جسر "أيووي"، وهو واحد من 81 جسرا تربط سبعة أفرع في دلتا نهر أوتا، كما حدد مكان الصفر على ارتفاع 1980 قدما.
وفي الساعة الثامنة وخمس عشرة دقيقة، تم إسقاط القنبلة من طائرة "إينولا غاي"، لكنها أخطأت الهدف قليلا وسقطت على بعد 800 قدم منه. وفي الساعة الثامنة وست عشرة دقيقة، وفي مجرد ومضة سريعة، كان 66 ألف شخص قد قتلوا و69 ألفا قد أصيبوا بسبب التفجير الذي يعادل 10 آلاف طن من مادة "تي إن تي".
وألقيت بعد ذلك قنبلة "الرجل البدين" على مدينة ناغازاكي في التاسع من شهر أغسطس، حيث كانت هذه الهجمات الوحيدة التي تمت باستخدام الأسلحة الذرية في تاريخ الحرب.
وكانت الأبخرة الناجمة عن التفجير ذات قطر يقدر بميل ونصف، حيث سبب تدميرا كاملا لمساحة قطرها ميل ودمارا شديدا لمساحة قطرها ميلان، كما احترق كل شيء قابل للاحتراق بشكل تام في مساحة قطرها ميلان ونصف، فضلا عن أن ما تبقى من منطقة التفجير كان متوهجا أو محمرا من الحرارة الشديدة، حيث امتد اللهب لأكثر من ثلاثة أميال قطرا.
وكانت أول آثار القنبلة ضوءا مبهرا مع موجات حرارية منبعثة من كرة النيران، حيث يصل قطر كرة النار إلى 370 مترا، كما تصل حرارتها إلى 4 آلاف درجة مئوية، محرقة كل شيء ومذيبة للزجاج والرمال إلى قطع من الزجاج الذائب، فيما قتلت كل البشر في طريقها وأحرقت الجثث.
ومن أشهر الأمثلة على قوة النيران، وجود ظلال ضحايا لم تعرف هويتهم، مطبوعةً على الجدران والأرصفة في المدينة، كما قتلت القنابل ما يصل إلى 140 ألف شخص في هيروشيما و80 ألفا في ناغازاكي بحلول نهاية سنة 1945، فضلا عن وفاة ما يقارب نصف هذا الرقم في نفس اليوم الذي تمت فيه التفجيرات.
وقد مات 15 إلى 20% من الضحايا متأثرين بالجروح أو بسبب آثار الحروق والصدمات والحروق الإشعاعية ومضاعفاتها القاتلة وسوء التغذية والتسمم الإشعاعي.
ومنذ ذلك الحين، توفي عدد كبير بسبب سرطان الدم (231 حالة) والسرطانات الصلبة (334 حالة)، نتيجة التعرض للإشعاعات المنبثقة من القنابل، حيث كانت معظم الوفيات من المدنيين في المدينتين.
وبعد ستة أيام من تفجير القنبلة في ناغازاكي، أعلنت اليابان استسلامها لقوات الحلفاء في 15 أغسطس، حيث وقعت وثيقة الاستسلام في الثاني من شهر سبتمبر، ما أنهى الحرب في المحيط الهادئ رسميا ومن ثم نهاية الحرب العالمية الثانية.
ووقعت ألمانيا وثيقة الاستسلام في السابع من مايو، ما أنهى الحرب في أوروبا، فيما جعلت التفجيرات اليابان تعتمد المبادئ الثلاثة غير النووية بعد الحرب، التي تمنعها من التسلح النووي.
المصدر: RT + وكالات
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا الاسلحة النووية الحرب العالمية الثانية طوكيو هيروشيما واشنطن
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا تحيي الذكرى الثالثة لتحرير بوتشا من الاحتلال الروسي
أقيمت الأحد مراسم تكريم للجنود الذين سقطوا في بوتشا الأوكرانية عشية الذكرى السنوية الثالثة لتحرير المدينة من الاحتلال الروسي.
أحيا الأوكرانيون ذكرى الجنود الذين سقطوا دفاعا عن المدينة، بمن فيهم أولئك الذين قتلوا في الأيام الأولى من الهجمات الروسية. حيث تجمع السكان وأقارب وأصدقاء وزملاء الجنود الذين سقطوا هناك في المقبرة المحلية ووضعوا الزهور على القبور وأشعلوا الشموع.
وقد حضر مراسم التكريم رئيسُ الإدارة العسكرية الإقليمية في كييف، ميكولا كالاشنيك، حيث خاطب الناس مذكّرًا بالفظائع التي ارتكبتها قوات موسكو. إذ قُتل 561 شخصًا في أقل من 33 يومًا من الاحتلال الروسي.
وكانت بوتشا قد سقطت بعد فترة وجيزة من بدء الغزو الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022 وبقيت كذلك مدة شهر تقريبًا.
عندما استعادت القوات الأوكرانية السيطرة على البلدة، وجدوا ما أصبح يُعرف ببؤرة فظائع الحرب التي ارتُكبت هناك. إذ تم اكتشاف مقابر جماعية للمدنيين وتوثيق آلاف جرائم الحرب بعد استعادتها في مارس 2022.
Relatedبعد عامين على دحر المحتل.. الأهالي يحيون ذكرى مذبحة بوتشا في أوكرانيازيلينسكي يدعو الى جعل بوتشا "رمزا للعدالة"فيديو: جثث مجهولة لمدنيين قضوا خلال الاحتلال الروسي تدفن في بوتشاشاهد: حفر وتجهيز قبور جديدة في مقبرة بوتشا شمال غربي كييفشاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدًا لذكرى ضحايا الغزو الروسيشاهد: رؤساء عدة دول إفريقية يزورون مدينة بوتشا الأوكرانيةطغت التطورات السياسية على إحياء الذكرى هذا العام، حيث أعرب العديد من الأوكرانيين عن استيائهم من الحالة التي وصلت إليها مفاوضات وقف إطلاق النار مع موسكو.
ووفقًا لمحللين حكوميين وعسكريين أوكرانيين، تستعد القوات الروسية لشن هجوم عسكري جديد في الأسابيع المقبلة لزيادة الضغط على كييف وتعزيز موقف الكرملين التفاوضي في محادثات وقف إطلاق النار.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد اتهم روسيا بإطالة أمد محادثات وقف إطلاق النار في محاولة لكسب الوقت والاستيلاء على المزيد من الأوكرانية.
وعن هذا أعرب أحد الجنود الذي شارك في ذكرى التكريم في بوتشا عن رفضه لأي حل وسط في المفاوضات مع روسيا.
يقول إيهور لفوتين: "لقد دفنت الكثير من الرجال. ما الذي قاتلوا من أجله؟ للتخلي عن هذه الأراضي؟ مكتوب في دستورنا أن هذه أراضينا" ويتساءل: "هل مطلوب منا مخالفة دستورنا؟ ونعطي كل هذا للعدو؟ لذلك أقول لا. لا قطعا لا".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إيطاليا تغير قواعد مراكز إيواء المهاجرين في ألبانيا وتشدد قوانين الحصول على الجنسية حشود غفيرة تؤدي صلاة عيد الفطر في روسيا والشيشان وقديروف يستعرض زيارته لوالدته تقارير تكشف عن تحليق مسيّرة روسية فوق مركز أبحاث أوروبي حساس في إيطاليا الغزو الروسي لأوكرانيافولوديمير زيلينسكيفلاديمير بوتينروسياأوكرانيابوتشا