بغداد اليوم - ديالى 

مع ساعات الصباح الأولى تتدفق الاف الأسر صوب المقابر في مع حلول عيد الاضحى في بعقوبة وبقية مدن ديالى لزيارة قبور الأحبة في طقوس دينية داب عليها الأهالي منذ أجيال طويلة وهي تستغل من قبل ما يعرف بالجوالة وهم باعة بسطاء لاستثمار ايام العيد في بيع ماء الورد والبخور والشموع والتي تمثل اشبه بالمثلث الأكثر مبيعا في المقابر.

ام أسماء امراة مسنة تقف في محيط مقبرة الشريف وسط بعقوبة تقول في حديث لـ" بغداد اليوم".ان" ضيق الحال يدفعنا للعمل في ايام العيد من اجل توفير لقمة الخبز وهي تردد عبارة "ماء الورد وبخور" في محاولة لجذب المشترين".

وتقول في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن" الجوالة في اشارة لمن يبيع في محيط المقابر في أيام العيد هي فرصة جيدة نستغلها، لافتة الى انه" رغم معاناتها من امراض مزمنة عدة لكنها تواصل العمل وهي تقول انا الاقرب في طريقي للاموات ".

اما بلقيس وهي طفلة عمرها 9 سنوات تحمل باقة من البخور وهي تقف على الشارع الرئيسي للمقبرة تقول احاول مساعدة اسرتي من خلال بيع البخور جئت برفقة ابي وشقيقي وكلهم يبيعون البخور وماء الورد ".

واضافت، في حديث لـ"بغداد اليوم"، انا مهجرة وحالتنا تدفعنا للعمل في العيد رغم اني كنت امل ان العب مثل اقراني".

اما سهيل التميمي وهو محامي قال اشعر بالالم وانا ارى اطفال صغار يعلمون في صباح العيد وسط درجات حرارة مرتفعة من اجل لقمة الخبز لكن ما باليد حيلة ".

ويقول في حديث لـ"بغداد اليوم"، انه" لولا الفساد لما رايت اطفال يعلمون في المقابر من اجل جني دنانير معدودة وكل منهم هو بحد ذاته قصة مؤلمة عن الحروب والفتن والفساد لانهم بالاساس اسر مهجرة ونازحة وفقيرة".

مدير اعلام المزارات في ديالى احمد الربيعي اقر بأن" هناك تسهيلات للباعة الجوالة في محيط المقابر والمراقد لانهم بسطاء وندعمهم في كسب قوتهم لافتا الى انه نقدم لهم المساعدة قدر الامكان".

واضاف في حديث لـ"بغداد اليوم" ان" الجوالة حالة طبيعية مع الاعياد وهم يعلمون في بيع ماء الورد والبخور والشموع وبعض الحاجيات البسيطة طيلة ايام الاعياد قرب المقابر لكسب الرزق".


المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: بغداد الیوم فی حدیث لـ

إقرأ أيضاً:

يا ليت قومي يعلمون!

 

 

د. محمد بن عوض المشيخي **

 

عند ما تسوقك الأقدار الإلهية لأن تكون مصدرًا للحكمة والإنصاف وحفظ حقوق الغير، والحكم بين الأطراف المتخاصمة بالعدل لحقن دماء الأبرياء والوصول إلى حلول منطقية بين الدول والحكومات؛ بل لجميع مكونات المجتمع بدون تمييز أو محاباة لطرف على حساب طرف آخر، فتلك قمَّة التفوق والفوز على المصالح الشخصية والغرائز الذاتية والأنانية والانتهازية، والأهم من ذلك كله هو عند ما تملك نظرة ثاقبة واستقراء لمُستقبل الوطن؛ بل الإقليم بكامله، وتكون الدرع الواقي للجميع والمظلة التي تُغطي بظلالها الأشقاء والجيران، وتعمل بلا كلل أو انقطاع لتجنيب شعوب المنطقة الحروب المدمرة التي تأكل الأخضر واليابس وتقضي على البشر والحجر والبيئة، والأهم من ذلك عند ما تحظى بالقبول والثقة من كل الأطراف المتنازعة.

من هذه المقدمة يتجلَّى لنا بوضوح دور سلطنة عُمان ومواقفها الثابتة في السياسة الدولية، بداية من دول الجوار ومرورًا بالدول العربية ووصولًا إلى العالم من حولنا.

قبل عقد من الزمن كانت مسقط محطة رئيسة للدول الكبرى الخمسة وإيران (مجموعة 5+1)؛ بهدف الوصول إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني وتمكين الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الإشراف والتفتيش على المفاعلات الذرية الإيرانية الخمسة عشرة، والهدف الأسمى من ذلك هو تجنب الأخطار المحدقة بتلك المحطات النووية ومنع أي تسريبات وإشعاعات شبيهة بما حصل في ثمانينات القرن الماضي في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق مثل مفاعل "تشيرنوبيل"، لكون ذلك إذا ما حصل سوف تكون له آثار كارثية على السكان في المدن الخليجية في الضفة الغربية من الخليج العربي. وهدفت سلطنة عُمان من احتضانها لمجموعة (5+1) إلى العمل بجهد مضاعف لكي تبقى منطقة الخليج بعيدة عن الأسلحة النووية التي تشكل أكبر تحدٍ للإنسانية كما حصل في اليابان من إبادة جماعية للمدنيين من الجيش الأمريكي، وذلك في منتصف القرن الماضي.

وعلى الرغم من النوايا الحسنة للسلطنة حكومة وشعبا، ومواقفها العروبية التي لا يمكن لأحد أن يزايد عليها والتي تسجل بماء من الذهب عبر تاريخها الطويل، بداية بنجدة الأشقاء في اليمن في عهد اليعاربة وتحديدا جزيرة سقطرة التي احتلها الفرنج والأحباش وعاثوا فيها فسادًا؛ مرورًا بالإمام المؤسس أحمد بن سعيد البوسعيدي الذي أرسل ابنه هلال على رأس إسطول بحري لكسر حصار الفرس على البصرة العراقية، وصولًا إلى الموقف الشجاع للعُمانيين من الإبادة الجماعية في قطاع غزة، إلّا أن هناك من الذين يزعمون جهلًا وزورًا بأن عُمان أقرب للمحور الإيراني على حساب الأشقاء العرب الذين تربطنا بهم علاقة الدم واللغة والثقافة والمصير المشترك عبر الأزمان.

الحقيقة الغائبة عن هؤلاء المُهرِّجين والمُراهقين بعلم السياسة والدبلوماسية والذين يتجاهلون حقيقة مواقف السلطنة ومبادئها التي لا يُمكن أن تتزعزع عنها، مهما ارتفعت أصوات الطُغاة والمُستبدين الذين يتشبثون بالأكاذيب والابتزاز الرخيص لهذا البلد العظيم الشامخ بشعبه الوفي وقيادته القوية التي لا تخاف في الحق لومة لائم.

من هنا، تقف عُمان قلعةً عصيَّةً على الأعداء، داحضةً بذلك وبكل ثقة كل الحملات الدعائية التي تستهدف التأثير على الرأي العام العُماني؛ بسبب مواقف الحكومة المتعلقة بالقرارات السيادية للسلطنة، والمتمثلة في مساندة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في إقامة دولته حسب القرارات الدولية، وقبل ذلك رفض المشاركة في حرب اليمن، والمحافظة على علاقة متوازنة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية لوجود جيرة وحدود مشتركة بين البلدين، وعلى وجه الخصوص مضيق هرمز الذي يُعد الشريان الحيوي للطاقة العالمية.

في هذه الأيام، تعود التهديدات الأمريكية على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستهداف المنشآت الإيرانية النووية على ضفة الخليج الشرقية؛ بهدف التخويف، وإجبار دول المنطقة جميعًا على تقديم تنازلات ومكافآت للحكومتين الصهيونية والأمريكية، والتخلي عن المقاومة الفلسطينية وفتح الطريق لـ"صفقة القرن" مجددًا. من هنا، يتذكر البعض نظرة سلطنة عُمان الثاقبة لأمن الخليج والمخاطر من العربدة الغاشمة لبعض الدول التي تفتقد إلى الحكمة؛ وهو ما أكدته تصريحات رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني عندما قال إنَّ أي هجوم على منشآت نووية إيرانية مقامة على سواحل الخليج، من شأنه أن يحرم المنطقة من المياه. وأضاف- خلال حديثه قبل أسبوعين فقط للإعلامي الأمريكي اليميني تاكر كارلسون-: "إن البحر سيصبح مُلوثًا بالكامل وإن قطر ستشهد نفادًا للمياه خلال ثلاثة أيام فقط". وبالفعل هذا الذي سوف يحصل في المدن الخليجية المُطلَّة على شواطئ الخليج العربي في حالة استهداف المفاعلات النووية الإيرانية. والأهم من ذلك هو أن أسعار النفط إذا ما وقعت الضربة المزعومة سوف تتجاوز سقف 300 دولار أمريكي للبرميل، والخاسر الأكبر هو ترامب والغرب؛ خاصة إذا تمَّ إغلاق الممرات المائية الدولية في المنطقة بفعلِ فاعلٍ.  

وفي الختام.. هناك تحدٍ وجودي يواجه الأُمَّة اليوم، ولا يُمكن الانتصار على المؤامرات التي تُحاك خلف الكواليس إلّا بالوقوف صفًا واحدًا حكومةً وشعبًا أمام الأعداء الذين يُرددون التهديدات المُبيَّتة. ولذا مهما تكن التحديات التي تواجهنا في هذه المرحلة، علينا أن نفتخر جميعًا بما تحقق على تراب هذا الوطن الغالي من إنجازات، في مختلف الميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية من ظفار جنوبًا إلى مسندم شمالًا. ولعل أهم هذه الإنجازات على الإطلاق: الوحدة الوطنية التي أزعم أنها واحدة من أفضل النماذج العربية من المحيط إلى الخليج؛ فعُمان أمانة في رقابنا جميعًا، فلنحافظ عليها من الأعداء الذين يهدفون إلى العبث بالأمن الوطني.

** أكاديمي وباحث مختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • شرطة ديالى تنشر ايضاحاً بشأن تظاهرات الكوادر التدريسية
  • أول طلب رسمي للاعتراض على نتائج أسماء المرشحين لعقود الـ7000 في محافظة ديالى (وثيقة)
  • خريجو ديالى يحتجون وسط بعقوبة ويضعون ثلاثة مطالب مشروعة
  • خريجو ديالى يحتجون وسط بعقوبة ويضعون ثلاثة مطالب مشروعة - عاجل
  • بغداد اليوم تنشر النص الكامل لمسودة خطة أمريكا لتحرير العراق من ايران (وثائق) - عاجل
  • يا ليت قومي يعلمون!
  • بعد ما أثارته بغداد اليوم.. لجنة تحقيقية تبدأ عملها غدًا في قضية فساد نينوى - عاجل
  • القبض على 3 سراق خلال ممارسة أمنية في ديالى
  • القبض على 3 سراق خلال ممارسة امنية في ديالى
  • شاب ينهي حياته في اقدم نواحي ديالى