بيروت – حضر آلاف اللبنانيين امس السبت، حفلا غنائيا للمطرب المصري عمرو دياب، ما اعتبره ناشطون “انعكاسا لإرادة اللبنانيين في مواجهة تداعيات الحرب”.

وبينما يشهد جنوب لبنان حربا متصاعدة بين الجيش الإسرائيلي وحركة الفصائل اللبنانية كانت العاصمة اللبنانية بيروت على موعد مساء السبت مع حفل غنائي ضخم للفنان عمرو دياب.

ودياب (63 عاما) مطرب مصري وواحد من أشهر المغنين في الوطن العربي، وترجمت العديد من أغانيه إلى لغات عدة.

وأطل دياب وسط بيروت عند الساعة 11 مساء بالتوقيت المحلي (21:00 ت.غ)، أمام نحو 22 ألف شخص حضروا الحفل، رغم القصف اليومي الذي تشهده البلاد منذ 8 أكتوبر / تشرين الأول 2023.

وأمام آلاف الحاضرين، توجه دياب إلى جمهوره بالقول إنه سعيد جدا بالأوقات التي يقضيها معهم، مضيفاً: “يا بيروت يا جميلة أنت”.

واعتبر ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن الحضور الجماهيري الضخم في بيروت، يعكس إرادة اللبنانيين في مواجهة الحرب وتداعياتها الاقتصادية والنفسية.

ومنذ 8 أكتوبر، تتبادل فصائل فلسطينية ولبنانية في لبنان، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

سلامتك يا غزة

بغض النظر عن تفاصيل ومضامين الاتفاق بين حماس والكيان الصهيوني، رغم أهميتها، يبقى أن توقف ماكينة القتل في غزة خبرا سعيدا لكل عربي شعر بالإحباط والعجز تجاه يوميات الموت الغزاوية، التي نكّلت بضمائرنا وعقولنا، ونحن نشاهد كيف يجري طحن نساء غزة وأطفالها بأقدام الغول الصهيوني الذي استأسد نتيجة فارق القوّة المذهل الذي أمّنته تكنولوجيا الحضارة الغربية وإنجازاتها العنصرية، لدرجة أن دونالد ترامب، الذي لم تفقأ عيونه عشرات آلاف القتلى الغزاويين، توعّد غزة بالويل والثبور ما لم يتم الإفراج عن عشرات الرهائن الإسرائيليين قبل تسلمه السلطة في العشرين من الشهر الجاري.

انتهى الجزء النشط من حرب غزة، وثمة أمل كبير أن يتوقف عداد القتل، لكن ينتظر أهل غزة استحقاقات داهمة ومؤلمة، إذ عدا عن البحث عن عشرات آلاف المفقودين تحت الردم، القطاع بأكمله بات ركاما، هناك عشرات آلاف الجرحى يحتاج أغلبهم لأنواع من العلاج لا تتوفر في غزة، نظرا للنقص الهائل في الإمكانيات الطبية بعد تدمير الجزء الأكبر من القطاع الطبي. وبالإضافة لتأمين أساسيات العيش وضرورات الحياة الملحة، فإن البنى التحتية في القطاع لم تعد موجودة أصلا لتسيير حياة أكثر من مليونيين يعيشون في القطاع، فلا بُنى الإنتاج يمكن تشغيلها بعد تدمير الورش والمصانع وحتى زوارق صيد السمك، ولا بنى التعليم (المدارس والمعاهد والجامعات) ستكون قادرة على العودة إلى أوضاع ما قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر ما يضع مصير مئات آلاف الطلاب في خطر.

لا شيء اليوم يعلو على هدف إعادة الإعمار وإزالة آثار الحرب المدمرة، وهو سؤال لاهث يبحث عن إجابات، من نوع كيف تتم إعادة بناء القطاع، وكيف يُصار إلى إطلاق ديناميات الحياة من جديد
لا تشبه الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة، أي من مثيلاتها في التاريخ المعاصر، كل الحروب، بما فيها الحروب العالمية، الأولى والثانية، كانت تشهد فترات توقف وخفض في التصعيد، لأسباب عسكرية، مثل نقص الذخائر، والحاجة لإعادة تقييم الموقف العسكري، وبناء بنك أهداف جديد، كما أن الفعالية العسكرية كانت تنخفض بطبيعة الحال نتيجة المساحات الواسعة التي تتشكل منها نطاقات الحروب، مثل مساحة أوروبا في الحرب العالمية الأولى والثانية، ومساحة فيتنام في الحرب الفيتنامية، أو كوريا في الحرب الكورية.

فقط في غزة، وبالنظر لصغر مساحتها وضيق نطاقها، كانت فعالية الآلة العسكرية مضاعفة بشكل كبير، باستخدام أحدث تقنيات الأسلحة الفتاكة ذات القدرة التدميرية العالية، والتي أنتجتها المصانع الأمريكية بالأصل للعمل ضمن حروب كبرى ضد دول بأحجام الصين أو روسيا، أو معهما معا، وهو ما تكشفه النتائج الكارثية التي خلفتها على القطاع، دون وجود أي رادع أخلاقي أو قانوني يمنع قادة الصهاينة من ارتكاب هذا الكم الهائل من الدمار والقتل العشوائي.

لا شيء اليوم يعلو على هدف إعادة الإعمار وإزالة آثار الحرب المدمرة، وهو سؤال لاهث يبحث عن إجابات، من نوع كيف تتم إعادة بناء القطاع، وكيف يُصار إلى إطلاق ديناميات الحياة من جديد، من المعلوم أن أهل غزة سبق وأن عانوا، على الأقل خلال العقد الأخير من ويلات الحروب الإسرائيلية التي خلفت الدمار والقتل، وكانوا دائما بحجم التحدي، أعادوا بناء ما دمّرته الحروب، وبلسموا جراحات ذوي الشهداء، عبر تماسكهم الاجتماعي ووحدتهم الوطنية.

من المؤكد أن الحرب شكلت أهم درس، خاضه الغزاوي بدمه ولحمه، وتعلم منها أشياء كثيرة عن الحرب والسياسة وإدارة الصراعات والمفاوضات مع العدو، وهذا الأمر سينعكس حكما على أداء القادة المحليين، بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم، كما سينعكس في نشاط وسلوك منظمات المجتمع المدني، والأهم في مطالب وتوقعات المجتمع المحلي
ورغم أن الجرح هذه المرة أكثر غورا وأعمق أثرا، إلا أن المطلوب من أهل غزة إنتاج الاستجابات المناسبة لتجاوز هذه الأوضاع الصعبة، وفرحهم بنهاية الحرب مؤشر مهم على عزمهم إيجاد مقاربات تخرجهم من أزمة ما بعد الحرب ومحاولة تجاوز آثارها المدمرة ولملمة جراحها. لقد جبلت سنوات الحصار والحرب على القطاع أهله على الصبر والسعي إلى تغيير الواقع رغم صعوباته وتعقيداته الهائلة.

من المؤكد أن الحرب شكلت أهم درس، خاضه الغزاوي بدمه ولحمه، وتعلم منها أشياء كثيرة عن الحرب والسياسة وإدارة الصراعات والمفاوضات مع العدو، وهذا الأمر سينعكس حكما على أداء القادة المحليين، بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم، كما سينعكس في نشاط وسلوك منظمات المجتمع المدني، والأهم في مطالب وتوقعات المجتمع المحلي، ما يضع من هم في مواقع القرار والقيادة أمام تحديات كبيرة، تتطلب منهم تطوير أدائهم ليتناسب وحجم تلك التوقعات، سواء على المستويات السياسية أو الخدمية، في مجتمع يحتاج لكل شيء، كما يحتاج للإداري الكفء والقيادي الرشيد والمهني الماهر.

لغزة الفرح بعد أن ذوّب الحزن القلوب وتراكبت الهموم والمخاوف وتراكمت الأحزان، سلامتك يا غزة سلامة أهلك الطيبين والصابرين، يليق بك الفرح مثلما تليق بك الحرية.

x.com/ghazidahman1

مقالات مشابهة

  • إذاعة الجيش الإسرائيلي: تأثر وبكاء خلال جلسة التصديق على صفقة تبادل الأسرى
  • معهد دراسات: “الجيش الإسرائيلي” تم استنزافه في غزة
  • معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي: تم استنزاف الجيش.. وحركة حماس ستتعافى
  • ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة لـ 47 ألف شهيدا و110 آلاف مصابا
  • ميقاتي يستقبل غوتيريش في بيروت
  • بالفيديو.. ماكرون يتناول الصفيحة اللبنانية في بيروت
  • سلامتك يا غزة
  • منتدى حوار بيروت يهنئ اللبنانيين بانتخاب رئيس جديد ويؤكد دعم الرئيس المكلف
  • في تمام الـ 7 صباحا .. ماكرون يصل العاصمة اللبنانية بيروت الجمعة
  • وفد من الجيش الإسرائيلي والشاباك يصل إلى القاهرة غدا الجمعة