منحة زهيدة وأضحى بلا أضاح.. هكذا يستقبل السوريون العيد
تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT
دمشق- يستقبل السوريون عيد الأضحى المبارك في مناطق سيطرة النظام هذا العام وسط واقع معيشي وإنساني هو الأصعب والأقسى منذ اندلاع الحرب قبل 13 عاما. إذ ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 87% مقارنة بالعام الماضي، بحسب أحدث تقرير لبرنامج الأغذية العالمي.
ووفقا لنائبة حاكم مصرف سوريا المركزي مها عبد الرحمن، فإن معدل التضخم ارتفع بنسبة 122% منذ بداية العام وحتى أبريل/نيسان الماضي.
وتكشف الأرقام حجم معاناة السوريين مع حلول عيد الأضحى المبارك، في ظل ضعف القدرة الشرائية لرواتبهم التي لا يتجاوز متوسّطها 250 ألف ليرة (15 دولارا).
يقول ماجد (42 عاما)، وهو مهندس طاقة يعمل في القطاع الخاص ونازح من دير الزور إلى ريف دمشق، إن الأعياد في سوريا صارت أشبه بالفزاعة، "نفكر بمجيئها ومُضيها بأسرع وقت وأقل عدد ممكن من الخسائر والديون، ومن أحزان الأطفال ومقارناتهم الكثيرة بين ما حصلوا عليه هذا العيد وبين ما حصل عليه أقرانهم من أبناء الميسورين".
ويضيف في حديث للجزيرة نت "لم أقدّم أضحية منذ أضحى عام 2010، وهي غصّة في قلبي، فالأضحية في عاداتنا نحن أهل دير الزور، تعتبر طقسا مهما دينيا ومعنويا. وناهيك عن الأضحية، إني عاجز حتى عن تأمين كلفة ملابس جديدة لأولادي الثلاثة".
في حين أصدر الرئيس السوري بشار الأسد، الاثنين الماضي، المرسوم التشريعي رقم (17) لعام 2024 القاضي بصرف منحة مالية بمبلغ مقطوع قدره 300 ألف ليرة (قرابة 20 دولارا) لكل العاملين والمتقاعدين في القطاع العام، قبل أيام من حلول عيد الأضحى المبارك.
كثير من السوريين يعزفون عن تقديم الأضاحي هذا العام نظرا لارتفاع أسعارها وعدم تناسبها مع مداخيلهم الشهرية (الجزيرة) تضاعف أسعار الأضاحيوتشهد الأضاحي من أغنام وعجول في أسواقها بدمشق وريفها، ارتفاعا غير مسبوق مع حلول عيد الأضحى المبارك، حيث يتراوح سعر كيلو الغنم الحي (أضحية) بين 80 و90 ألف ليرة (5 و6 دولارات).
وقال رئيس الجمعية الحرفية للحّامين يحيى الخن، في تصريح لصحيفة "أثر برس" المقربة من النظام، إن أسعار الأضاحي ارتفعت بنحو الضعف مقارنة بأسعارها العام الماضي، فتراوح سعر الأضحية من الأغنام بين 5.5 و6 ملايين ليرة (370 و400 دولار) مقارنة بـ3 ملايين ليرة (200 دولار) العام الماضي.
وأشار الخن إلى أن فئة قليلة من المواطنين بإمكانهم تقديم الأضاحي هذا العام، وهي الفئة المستفيدة من الحوالات الخارجية المرسلة من الأبناء والأقارب.
يقول توفيق (26 عاما)، وهو محاسب سوري مقيم في هولندا، للجزيرة نت "بالرغم من أن تكلفة الأضحية في سوريا تعتبر باهظة حتى بالنسبة لمغترب، فإن الأضحية سنّة من سنن الرسول عليه الصلاة والسلام، فضلا عن وجود عائلات فقيرة ليس بمقدورها شراء اللحوم، وعليه وكّلت أخي المقيم في ريف دمشق بالتضحية بدلا عني، وبتوزيع الأضحية على المحتاجين هناك".
وفي المقابل، يعزف كثير من السوريين عن تقديم الأضاحي هذا العام نظرا لارتفاع أسعارها وعدم تناسبها مع مداخيلهم الشهرية، ويلجأ البعض إلى شراء كميات من اللحم (لا تتجاوز بضعة كيلوغرامات بغالبيتها) وتوزيعها كصدقات على الفقراء والمحتاجين.
ارتفاع أسعار أصناف الضيافة في أسواق دمشق (الجزيرة) غلاء وحوالاتورصدت الجزيرة نت في جولة لها بالعاصمة دمشق ارتفاع أسعار الأضاحي واللحوم والفواكه وضيافة العيد والملابس وغيرها من السلع المرتبطة بالأضحى المبارك بنسب كبيرة مقارنة بالعام الماضي.
وعلى سبيل المثال بلغ سعر كيلو لحم الغنم 300 ألف ليرة (20 دولارا)، بينما لم يتجاوز سعره خلال عيد الأضحى العام الماضي حاجز 120 ألف ليرة، أما سعر كيلو لحم العجل فبلغ 200 ألف ليرة (13.5 دولارا) مقارنة بـ85 ألف ليرة العام الماضي.
في حين شهدت مختلف أصناف الفواكه الصيفية ارتفاعا في الأسعار، إذ وصل سعر البطيخ متوسط الحجم (10 كيلوغرامات) إلى 50 ألف ليرة (3 دولارات)، بينما وصل سعر كيلو الموز إلى 27 ألف ليرة (نحو 2 دولار)، وكيلو الدرّاق والكرز الأحمر إلى 15 ألف ليرة (1 دولار).
وقدّر عضو جمعية حماية المستهلك في دمشق وريفها أصلان باشا، في تصريح لصحيفة "الوطن" شبه الرسمية، الأحد الماضي، ارتفاع أسعار الفواكه في الأسواق بنسبة 170% عن العام الماضي.
بينما حافظت الحلويات على أسعارها المرتفعة مع حلول عيد الأضحى المبارك، وسجلت أرخص الأصناف (معمول بعجوة) 60 ألف ليرة (4 دولارات) في حين تخطت أغلاها 600 ألف ليرة (40 دولارا).
الغلاء يدفع عائلات سورية للجوء إلى محال الألبسة الأوروبية المستعملة (البالة) (الجزيرة)وارتفعت أسعار البدلات النسائية والرجالية بنسبة تتراوح بين 50 و100% عن العام الماضي، وتبلغ تكلفة بدلة طفل يتراوح عمره بين 5 و10 سنوات نحو 500 ألف ليرة (33 دولارا).
تقول رحاب (51 عاما)، وهي موظفة في القطاع العام في ريف دمشق، للجزيرة نت "لم أتمكن هذا العيد من شراء معظم حاجياتنا، فراتبي والمنحة معا يساويان 600 ألف ليرة (40 دولارا)، في حين نحتاج بالحد الأدنى إلى 2.5 مليون ليرة (166 دولارا) لاستيفاء كل مستلزمات العيد من ضيافة وثياب جديدة ومصروف واحتياجات الأولاد".
وعن أثر المنحة، تضيف رحاب أنها "ترضية لخاسر في مسابقة وليست منحة، لأنها بالكاد تساوي ثمن مكونات وجبة غداء لـ3 أفراد بالعيد، أو ثمن نصف كيلو من البقلاوة".
وعلى الجهة الأخرى، تعتمد شريحة من السوريين في دمشق وريفها على حوالات خارجية من أبنائها وأقربائها لإحياء العيد على أصوله، في ظل ارتفاع أسعار معظم المواد الغذائية والاستهلاكية وعدم تناسبها مع مداخيلهم.
وأشار أحد المواقع المحلية، في تقرير أمس السبت، إلى أن الحوالات الخارجية إلى مناطق سيطرة النظام ارتفعت بنسبة 35% خلال عيد الأضحى عنها خلال عيد الفطر الماضي، نظرا لارتفاع أسعار السلع في الأسواق.
انقسام حول المنحةوشهد مواقع التواصل الاجتماعي انقساما حول قيمة المنحة المصروفة للمتقاعدين والموظفين في القطاع العام، بين ساخر وشاكر.
ودوّن سمير الناصر في منشور على حسابه في فيسبوك "300 ألف ليرة سورية منحة لمحنة العيد، فروج وكيلو لحم، وهيك خالصين، وكل عيد وأنتم بالسلامة إن شاء الله".
وكتبت فاطمة سلمان "مبروك المنحة والمكرمة، 300 ألف ليرة حق صندل وجوز جرابات ومشط".
بينما علق غسان النشواني على خبر المنحة في منشور على فيسبوك قائلا "شكرا، ولكن من الأفضل السيطرة على التضخم والفلتان في الأسعار (..) كلما ازداد التضخم وارتفعت الأسعار، ازداد نفوذ الدولار على السوق واقتربنا من التعويم لا سمح الله".
ويرزح نحو 90% من السوريين تحت خط الفقر منذ عام 2021، بينما يعاني نحو 12.9 مليون من انعدام الأمن الغذائي، بحسب تقارير أممية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات حلول عید الأضحى المبارک العام الماضی ارتفاع أسعار من السوریین فی القطاع هذا العام ألف لیرة سعر کیلو فی حین
إقرأ أيضاً:
حجة.. تنفيذ 83 مشروع مياه بأكثر من 3 مليارات و715 مليون ريال خلال العام الماضي
وبلغت كلفة المشاريع قيد التنفيذ وعددها 16 مشروعا، 364 مليونا و203 الاف ريال مقابل 37 مشروعا قيد الإجراء بتكلفة 3 مليارات و45 مليونا و907 آلاف ريال.
وتترجم مشاريع مياه الريف حرص القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى كما تعكس اهتمام قيادات السلطة المحلية بالمحافظة ووزارة المياه وهيئة مشاريع مياه الريف والجهات ذات العلاقة بالعمل وفق الخطط المرسومة والأولويات الملحة.
ونوه محافظ حجة هلال الصوفي في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بكافة الجهود التكاملية المبذولة لتنفيذ المشاريع المستدامة التي تلامس الاحتياج وتخفف من معاناة المواطنين سيما في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد.
وأشاد الصوفي بمتابعة المجالس المحلية في المديريات وتذليل الصعوبات التي تقف أمام هذه المشاريع وتفاعل المجتمع ومبادرته في تنفيذ عدد من المشاريع في هذا القطا
المشاريع المنفذة
وأوضح تقرير صادر عن هيئة مشاريع مياه الريف تلقته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن وحدة التدخلات المركزية التنموية الطارئة ساهمت بـ 502 مليون و85 الف ريال في المشاريع المنفذة مقابل 118 مليونا و 700 الف ريال مساهمة من المجتمع وبقية المبلغ من شركاء العمل الإنساني.
وأفاد التقرير أن عدد المستفيدين من المشاريع الـ 83 التي تم تنفيذها خلال العام الماضي 339 الفا و 144 نسمة في 21 مديرية، مبينا أن 31 مشروعا تم تنفيذها في مربع مديريات المدينة و 26 في مربع تهامة و 17 في مديريات عاهم بالإضافة إلى 9 مشاريع في مديريات مربع الشرفين.
وأشار إلى تنفيذ 10 مشاريع في الشغادرة و 6 في بني قيس و 4 في المغربة و 3 في نجرة و2 في شرس ومثلهما في حجة و2 في مبين ومشروع في كلا من بني العوام والجميمة.
وفي مديريات تهامة تم تنفيذ 14 مشروعا في عبس وفقا للتقرير و8 في أسلم و 3 في كعيدنة ومشروع في خيران المحرق وفي مديريات عاهم تم تنفيذ 8 مشاريع في مستبأ و 4 في كشر و4 في وشحة ومشروع في قارة.
وتوزعت المشاريع المنفذة في مديريات الشرفين خلال العام الماضي طبقا للتقرير بين المفتاح بـ 5 مشاريع ومشروعين في كحلان الشرف ومشروع في المحابشة وآخر في قفل شمر.
مشاريع قيد التنفيذ
وأفاد التقرير أن عدد الذين سيستفيدون من الـ 16 مشروعا قيد التنفيذ 109 الاف و 599 نسمة وأن 6 مشاريع يتم تنفيذها في مربع تهامة موزعة بالتساوي بين عبس وكعيدنة وأسلم و 3 مشاريع في وشحة وكشر ومستبأ بعاهم.
وأشار إلى تنفيذ 3 مشاريع في أفلح الشام والمفتاح وكحلان الشرف بمديريات الشرفين ومشروعين في بني قيس ومشروع في الجميمة وواحد في كحلان عفار بمربع المدينة.
ولفت إلى أن مساهمة وحدة التدخلات المركزية التنموية الطارئة في المشاريع قيد التنفيذ تبلغ 100 مليون و194 الفا مقابل 3 ملايين ريال مساهمة مجتمعية وبقية مصادر التمويل من شركاء العمل الإنساني.
مشاريع قيد الإجراء
وأضاف التقرير أن عدد الذين سيستفيدون من 37 مشروعا قيد الإجراء 288 الفا و 595 نسمة وأن وحدة التدخلات المركزية التنموية تدعم هذه المشاريع بمبلغ مليار و 613 مليونا و 637 الف ريال، فيما يشارك المجتمع بمبلغ 32 مليونا و 900 الف ريال وبقية الدعم عبر شركاء العمل الإنساني.
وبين التقرير أنه سيتم تنفيذ 11 مشروعا قيد الإجراء سيتم تنفيذها في مديريات تهامة وحصة عبس منها 6 مشاريع، ومشروعين في كعيدنة، ومشروعين في اسلم، ومشروع في خيران المحرق، فيما سينفذ في مديريات عاهم مشروعان في كلا من كشر ومستبأ.
ولفت التقرير إلى أنه سيتم تنفيذ 9 مشاريع في مديريات الشرفين منها 3 في المفتاح ومثلها في كحلان الشرف ومشروعان في المحابشة وآخر في قفل شمر.
وأشار إلى أن حصة مديريات المدينة 15 مشروعا منها 5 في المغربة و 4 في بني قيس ومشروع واحد في كلا من الجميمة وحجة والشغادرة ووضرة ومبين وبني العوام.
فيما أشار مسئول قطاع مشاريع مياه الريف بالمحافظة، صالح الفلاحي، أن هذه المشاريع تأتي استجابة لتوجيهات القيادة الثورية الحكيمة والمجلس السياسي الأعلى بالتركيز على تنفيذ مشاريع المياه وتخفيف معاناة أبناء المناطق النائية.
ولفت إلى أن عملية اختيار المديريات لتنفيذ المشاريع ارتكز على عدة معايير، وفي مقدمتها الأولوية وحاجة المستفيدين، مشيرا إلى أن هناك مديريات كانت تفتقر بشكل كامل لمشاريع المياه ولأول مرة يتم تنفيذ مثل هذه المشاريع.
وثمن اهتمام وتفاعل وحرص قيادات المحافظة والوزارة ومشاريع مياه الريف ووحدة التدخلات المركزية التنموية الطارئة والجهات ذات العلاقة وشركاء العمل الإنساني على تنفيذ هذه المشاريع.
سبأ