جنين - خاص صفا

أول أيام عيد الأضحى كان يومًا عاديًا بامتياز في مدينة جنين، ولم تُسجّل فيه أي مظاهر احتفال سوى صلاة العيد وعادة زيارة ذوي الشهداء.

تلك المدينة الشمالية كانت جزءًا من عدوان الاحتلال على نظيرتها الجنوبية في قطاع غزة؛ فلم تهدأ جنين ومخيمها طوال أيام الحرب الجارية من اقتحاماتٍ وتجريف وهدمٍ وليس آخرها قتل مواطنيها.

مظاهر العيد الخجولة تلك سبقها يومان أو ثلاثة من شبه انعدامٍ لحركة التسوق في المدينة، فيما كانت أسواقها في مثل هذه الأيام تضجَ بالحركة التجارية.

فحتى يوم الخميس الماضي، شهدت جنين ومخيمها اقتحامًا كبيرًا بينما كان بعض المتسوقين اليوميين يبتاعون حاجاتهم الحياتية.

مراسل "صفا" التقى بعضٌ ممن كانوا في شارع أبو بكر، الواقع في قلب المركز التجاري للمدينة.

جمانة أبو الرب (38 عاماً) سارعت كغيرها من المواطنين إلى مغادرة السوق، بحثاً عن مكان للاحتماء من رصاص الاحتلال، العشوائي آنذاك.

تقول ابو الرب: "أنهيت دوامي في المدرسة وذهبت للتسوق لأكمل شراء ما احتاجه من لوازم اعتيادية، فسمعت صوت إطلاق نار قريب جدا من السوق، رافقه هدير محركات جيبات جيش الاحتلال، وبدأ الناس الهرب في كل الاتجاهات، فيما اختفى الجميع من المكان".

وأضافت أبو الرب: "لم أكمل شراء حاجياتي، فالسوق خلا من المتسوقين في دقائق، والمحال التجارية بدأت شرعت بإغلاق أبوابها على الفور".

يُذكر أن تراجع الحركة التجارية في جنين بات أمرًا روتينيًا بالتزامن مع منع قوات الاحتلال وصول فلسطينيي الداخل المحتل من الوصول إلى المدينة للتسوق، عدا عن تجريف العديد من الشوارع هناك التي غيرت معالم المدينة العريقة.

تاجر الألبسة إبراهيم تركمان يقول لـ"صفا" إن الأحداث التي تمر بها جنين أثرت على الحركة الشرائية بشكل كبير، حيث ارتقى عدد كبير من الشهداء في المحافظة منذ مطلع العام، وجيش الاحتلال يواصل اقتحاماته للمدينة في أي وقت من النهار وأي مكان دون مراعاة أي اعتبارات، مما دفع المواطنين لتقنين وصولها إلى الأسواق.

ويرى تركمان أن الوضع في المدينة متوتر بشكل عام وهو ما ينعكس على مزاج الناس وإحساسهم بالحاجة للشراء والاحتفال بالعيد، عدا عما يجري في غزة من مجازر لا تنتهي.

ويعتقد تاجر الأدوات المنزلية إسماعيل جرادات أن الحركة الشرائية تراجعت بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بالأعوام السابقة.

وأضاف: جُرح غزة كبير ولا مُتسع للعيد في حياتنا، سوى في مظاهر بسيطة اقتصرت على الأطفال.

ويضيف: "عيدنا الحقيقي هو عيد انتصار غزة ورفع الضيم عنا فقط، وكلنا الان نحمل قلوب دامية ولا نتوقف عن الدعاء لغزة أن يخفف الله عنها مصابها وينصر مقاوميها".

وتعتبر جنين أكثر المناطق في الضفة الغربية التي ارتقى منها الشهداء خلال الفترة الماضية، حيث تشير المؤسسات التي تعني بتوثيق اعتداءات الاحتلال إلى أن جنين قدمت 139 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة في أكتوبر الماضي، كان أخرهم 3 شهداء ارتقوا في بلدة قباطية قبل أيامٍ قليلة من حلول العيد.

وبالتزامن مع حربه المتواصلة على قطاع غزة منذ 36 أسبوعًا، وسّع جيش الاحتلال عملياته في الضفة والقدس المحتلة، وكثف المستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم.

ومنذ ذلك اليوم، بلغ عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا برصاص الجيش الإسرائيلي ومستوطني الضفة 543، إضافة إلى نحو 5 آلاف و200 جريح، فضلاً عن اعتقال 9 آلاف و170، وفق جهات رسمية.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: طوفان الأقصى جنين عيد الأضحى

إقرأ أيضاً:

جرائم الاحتلال في جنين.. تهجير جماعي وحرق للمنازل وتجريف للشوارع

 

الضفة الغربية/ وكالات
يواصل جيش العدو الإسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها بالضفة الغربية المحتلة لليوم الـ57 على التوالي، وسط عمليات تجريف، وحرق منازل، وتحويل أخرى لثكنات عسكرية.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال تواصل الدفع بتعزيزات عسكرية إلى مخيم جنين، والأحياء القريبة منه في مدينة جنين، وسط تحليق الطيران الحربي الإسرائيلي في سماء المدينة.
وتتمركز دبابات الاحتلال ومدرعاته في محيط المخيم، فيما تواصل الجرافات تجريف شوارع، وتوسيع أخرى، لدخول الآليات العسكرية، فيما سمع إطلاق نار من الدبابات في محيط دوار العودة، ورصد تحركات لآليات الاحتلال في منطقة الجابريات.
وقال محمد جرار- رئيس بلدية جنين في تصريح صحفي، أمس الاثنين، إن عدد النازحين من المخيم ارتفع إلى 21 ألف شخص، مبينا أن 25% من سكان جنين في حالة نزوح.
ووصف جرار حجم الأضرار التي تسبب بها جيش الاحتلال في جنين بأنه “هائل جدا، خاصة من الناحية الاقتصادية، كما طرأ ازدياداً في نسبة الفقر”.
بدوره، قال مدير بلدية جنين ممدوح عساف، إن جيش الاحتلال جرف 85 بالمائة من شوارع المدينة، وأن قرابة 8000 منشأة تجارية مغلقة بشكل كامل، وأحياء كاملة في المخيم تم تهجير سكانها قسرا.
وبحسب المتحدث باسم وزارة التربية صادق الخضور، فإنه منذ بداية الفصل الدراسي الثاني مطلع فبراير الماضي، توقف التعليم الوجاهي في 72 مدرسة في مدينتي جنين وطولكرم، بسبب العدوان، وهو ما يعني حرمان 26 ألف طالب من الدراسة في مدارسهم.
وفي وقت سابق، أكدت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين، تضرر 512 منزلاً ومنشأة بالكامل أو جزئياً بفعل العدوان الإسرائيلي المستمر، مشيرة إلى استشهاد 36 مواطناً، بينهم اثنان برصاص أجهزة أمن السلطة، إضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، وسط أوضاع إنسانية متفاقمة.
وتواصل قوات الاحتلال عمليات الحرق والتدمير الممنهجة، إذ أقدمت أمس، على إحراق عدد من المنازل داخل المخيم، وسط استمرار انتشارها في الساحة الرئيسية للمخيم وعدد من الشوارع في المدينة، كما أغلقت قوات الاحتلال مدخل مستشفى جنين الحكومي بالسواتر الترابية، ما يزيد من معاناة الجرحى والمرضى.
وأشارت اللجنة إلى أنه لأول مرة منذ عام 2002م، اقتحمت دبابات الاحتلال مدينة جنين ومخيمها، حيث شنت عمليات تخريب ومداهمة واسعة بمشاركة جرافات وآليات عسكرية، كما امتدت الاقتحامات إلى بلدات جلبون، قباطية، يعبد، وقرية بير الباشا، حيث حولت قوات الاحتلال عدداً من المنازل إلى ثكنات عسكرية، ما يزيد معاناة السكان المدنيين.
وأكدت اللجنة أن تصاعد العدوان الإسرائيلي أدى إلى أضرار جسيمة في البنية التحتية، وفاقم الأوضاع المعيشية لسكان مخيم جنين، حيث يعاني الأهالي نقصاً حاداً في المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية للأطفال، بالتزامن مع استمرار انقطاع المياه والكهرباء عن أجزاء واسعة من المدينة والمخيم.
ومنذ بدء العدو الصهيوني تنفيذ ما أسماها عملية “السور الحديدي” في جنين يوم 21 شهر يناير الماضي، والتي توسعت لاحقاً إلى مدن ومخيمات أخرى، وصل عدد الشهداء في الضفة الغربية منذ بدء ذلك العدوان إلى 73 شهيداً، بالإضافة إلى مئات الإصابات ومئات المعتقلين، علاوة على هدم عدد كبير من المنازل، وفقا لإحصاءات أولية .

مقالات مشابهة

  • العدو الإسرائيلي يخطر بهدم أكثر من 60 منزلا في مخيم جنين
  • حماس: إعلان الاحتلال عزمه هدم 95 بناية في مخيم جنين إرهاب متصاعد
  • شخصيات حكومية برئاسة محافظ درعا يتفقدون جرحى الغارات الإسرائيلية التي استهدفت محيط المدينة
  • قوات الاحتلال تواصل عدوانها على جنين وطولكرم
  • الاحتلال الإسرائيلي يقتحم مدينتي جنين وطوباس بالضفة الغربية
  • جرائم الاحتلال في جنين.. تهجير جماعي وحرق للمنازل وتجريف للشوارع
  • الاحتلال يدفع بتعزيزات إلى جنين ويهجّر 200 عائلة من مخيم طولكرم
  • الاحتلال يُخطر بالاستيلاء على 120 دونما من أراضي جلبون شمال جنين
  • %25 من سكان جنين في حالة نزوح
  • تبون يأمر باستيراد مليون رأس ماشية استعداداً لعيد الأضحى