لم تكن تتوقع مليشيا الدعم السريع أن تكون نتيجة هجماتها المتكررة على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال درافور غربي السودان منذ شهر مايو الماضي أن تخسر فيها أحد أهم قيادات المليشيا علي يعقوب.

مصرع يعقوب استقبله سكان مدينة الفاشر بالفرح الغامر، بعد أن قذفهم بالدانات وحاول تهجريهم دون أن يستجيب لنداء مجلس الأمن الدولي.

قال الجيش السوداني في بيان له :”في تحدي جديد لأحدث دعوة وقرار من مجلس الأمن دعى لوقف الهجوم وحصار مدينة الفاشر، جددت مليشيا آل دقلو الإرهابية صباح الجمعة الهجوم على المدينة وبحمد الله وتوفيقه أحبطت القوات المسلحة والقوة المشتركة الهجوم وكبدتهم خسائر كبيرة تمثلت في مئات القتلى والجرحى من ضمنهم قائدهم المجرم علي يعقوب الذي لقي مصرعه في محاولة الهجوم الفاشلة، كما دمرت واستلمت قواتنا عشرات العربات القتالية من المتمردين الذين لاذوا بالفرار”.

بيان حركة العدل

وقالت حركة العدل والمساواة السودانية:”في واحدة من أقوى الملاحم البطولية التي ظلت تسطرها القوة المشتركة الباسلة و هي تخوض معركة الكرامة ضد مليشيات الدعم السريع، جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة و القوى النظامية الأخرى و المقاومة الشعبية بمختلف مكوناتها و دحرت يوم الخميس القوات المشتركة لحركات الكفاح المسلح قوة كبيرة لمليشيا الدعم السريع في وادي امبار بشمال دارفور و كبدتها خسائر فادحة في الأفراد و العتاد و استلمت عدداً كبيراً من الآليات الحربية”.

وتابع معتصم أحمد صالح، أمين الاعلام، الناطق الرسمي باسم الحركة :”تهنئ حركة العدل و المساواة السودانية القوة المشتركة الباسلة لحركات الكفاح المسلح و القوات المسلحة و القوات النظامية و المقاومة الشعبية لهذا النصر الكبير و سحقها لمليشيا الدعم السريع و توابعها من الجنجويد في وادي امبار و تخوم زُرُقْ، و تؤكد الحركة أن لا مكان للمليشيات الارهابية في السودان و أن أيامها اصبحت محدودة”.

كما هنأت الحركة القوات المسلحة و القوة المشتركة و المقاومة الشعبية في الفاشر السلطان بصفة خاصة على انتصاراتها الكبيرة على مليشيات الدعم السريع الارهابية و على تدميرها لأكبر قوة للمليشيا منذ بدء هجومها على المدينة في معركة توجت بدحر المليشيا وبهلاك قائد الحريق الهالك على يعقوب ، وفق بيان الحركة.

وأضاف :”والحركة إذ تهنئ بهذه الانتصارات، تجدد التأكيد على المضي قدما حتى تحرير كل شبر من أرض الوطن من براثن هذه المليشيا المتمردة التي عاثت فسادا بمقدرات الوطن و كرامة مواطنيه”.

وقالت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح :”منذُ ما يقارب شهر من الزمن ظل المجرم الجنجويدي علي يعقوب قائد مليشيا الجنجويد يدير حملة بربرية إنتقامية وحشية للهجوم على مدينة الفاشر و القري المجاورة إما بمحاولات فاشلة بكل السبل للإجتياح او بتدوين مدفعي من خارج المدينة لإستهداف الأحياء السكنية المكتظة بالسكان و مراكز إيواء النازحين و المستشفيات و ذلك لترويع المدنيين الأبرياء و قتلهم و تشريدهم “.

وتابع البيان:”و لكن لقد وضعت قواتكم المشتركة الباسلة لحركات الكفاح المسلح و قوات الشعب المسلحة{أسود الغربية}والقوة الشعبية للدفاع عن النفس{قشن} والمقاومة الشعبية بخطة عسكرية محكمة نهاية لهذه المهزلة الإجرامية بالقضاء علي كامل متحرك قوات العدو في المحور الجنوبي و المحور الشرقي للفاشر على رأسهم رأس الأفعى المجرم الجنجويدي/علي يعقوب قائد مرتزقة مليشيا الدعم السريع و جميع القادة الميدانيين و جميع جنودهم.”

وأكد البيان :”لقد سطرت بواسل قواتكم المشتركة لحركات الكفاح المسلح و القوات المسلحة السودانية والقوة الشعبية للدفاع عن النفس والمقاومة الشعبية تاريخاً جديداً من البطولات في هذه المعركة التاريخية، حيث قادت هذه القوات ملحمة قوية قدمت من خلالها دروسا في القتال لمليشيات الجنجويد، و لقد كبدنا العدو خسائر كبيرة و فادحة في الأرواح و العتاد، حيث تم القضاء على اكثر من (1000) مرتزق من الجنجويد و عرب الشتات الأفريقي على رأسهم علي يعقوب القائد و المشرف علي محرقة الفاشر و القائد الفعلي لمليشيات الجنجويد بدارفور و السودان بعد هروب و إختفاء اخوة آل (دقلو) و عدد كبير من مليشياتهم، و دمرنا أكثر من (60) آلية عسكرية تابعة للمليشيا و سيطرت قواتنا علي (40) آلية عسكرية ذات الدفع الرباعي و عدد (7) من المدرعات وعدد (3) حافلات للمؤن و الزخائر و تم أسر اكثر (43) من مليشيات الدعم السريع و جاري حصر بقية التفاصيل.”

قرار مجلس الأمن

والخميس، اعتمد مجلس الأمن الدولي، قرارا يطالب مليشيا الدعم السريع بإنهاء الأعمال العدائية وحصار الفاشر.

وتم التصويت على مشروع القرار، الذي قدمته المملكة المتحدة في مجلس الأمن، المؤلف من 15 عضوا، وتم إقراره بأغلبية 14 صوتا وامتناع روسيا عن التصويت.

وفي 15 مايو/ الماضي، فرضت واشنطن عقوبات على قائدين بالدعم السريع لقيادتهما حملات حربية في دارفور وعدد من المناطق السودانية، وهما عثمان محمد حامد، قائد العمليات بقوات الدعم السريع، وعلي يعقوب جبريل، قائد قطاع وسط دارفور، الذي قاد الهجمات الأخيرة على الفاشر.

الخارجية السودانية ترد

وقالت وزارة الخارجية السودانية:”قبل أن يجف الحبر الذي طبع به قرار مجلس الأمن الخميس الذي طالب فيه مليشيا الدعم السريع بإنهاء حصارها لمدينة الفاشر والوقف الفوري للقتال في المدينة وحولها وخفض التصعيد، شنت المليشيا الإرهابية فجر اليوم الجمعة 14 يونيو هجوماً كبيراً على جنوب شرق المدينة، مع استهداف المناطق السكنية بالقصف المكثف. وتصدت له القوات المسلحة والقوات المشتركة وردت المعتدين على ادبارهم.”

وأضافت :”يجسد هذا المسلك الغادر من المليشيا نهجها المعروف في الاستخفاف بقرارات الشرعية الدولية، وكونها جماعة مارقة على كل الشرائع والأعراف. ويحتم على المجتمع الدولي معاملتها بصفتها جماعة إرهابية تهدد الأمن الإقليمي والدولي.”

وجددت موقف الحكومة السودانية تمسكها بإعلان جدة والتزامها بالقانون الدولي الإنساني وكل ما يضمن حماية المدنيين، و التأكيد بأن القوات المسلحة عند اضطلاعها بمهامها الدستورية في الدفاع عن البلاد وشعبها تلتزم التزاماً تاماً بقواعد الاشتباك المعروفة دولياً، المستمدة من القانون الدولي.

من هو علي يعقوب؟

يعد أحد أذرع قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي، بما له من صلة قرابة،و هو زعيم ميليشيا سابق في ولاية وسط دارفور، تلاحقه اتهامات بارتكاب انتهاكات وجرائم إثنية عدة قبل أن يلتحق بقوات الدعم السريع حيث تولى قيادة قطاع وسط دارفور.

ويعقوب المقرب نسبا من حميدتي، قام بدور فعال في الهجمات التي شنتها المليشيا علي الفاشر مؤخرا، كما لعبت قواته دورا حاسمًا في عمليات الدعم السريع في عموم دافور

انتقل يعقوب من تشاد إلى دارفور في نهاية الثمانينات واستقر بمنطقة كونو، وعمل في بداية حياته راعياً للماشية، ثم تركها وانضم لإحدى المليشيات المسلحة في وسط دارفور، قبل أن ينضم إلى قوات الدعم السريع برتبة عميد، ثم ترقى لرتبة اللواء ومن ثم قائداً لقطاع وسط دارفور.

وعقب سقوط زالنجي، تم تنصيبه جبريل والياً لوسط دارفور، وعمل قائداً لفوج زالنجي بحرس الحدود، ومن ثم انضم إلى الدعم السريع،

وتتهمه قوات الجيش ومنظمات أهلية في دارفور بالتورط بعمليات حرق للأسواق والمستشفى في مدينة زالنجي وقطع الطرق أمام قوافل المساعدات.

الفاشر – المحقق

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: لحرکات الکفاح المسلح ملیشیا الدعم السریع القوات المسلحة القوة المشترکة الدعم السریع مدینة الفاشر وسط دارفور مجلس الأمن علی یعقوب

إقرأ أيضاً:

تفاقم الوضع الإنساني يجبر آلاف المدنيين على الفرار من الفاشر .. حاكم إقليم دارفور يشير إلى مخطط لتهجير سكان المدينة

(الشرق الأوسط) أجبر تفاقم الوضع الإنساني في مدينة الفاشر في إقليم دارفور بغرب السودان، الآلاف من السكان على الفرار منها، بعدما وصلت الأوضاع الإنسانية إلى مستويات وصفتها منظمات دولية بـ«الكارثية»، نسبة لتوقف تدفق الإمدادات الغذائية وشح مياه الشرب والدواء، بسبب الحصار الذي تفرضه «قوات الدعم السريع» على المدينة منذ أشهر عدة. واستقبلت محليات في شمال إقليم دارفور خارج نطاق النزاع، في الأيام الماضية، مئات الأسر الفارة من مدينة الفاشر ومن معسكر «زمزم».

وكانت حركات مسلحة تسمى «القوة المحايدة لحماية المدنيين» قد أطلقت نداءات للسماح بخروج المواطنين من الفاشر ومن المعسكرات حولها، ثم توصلت إلى اتفاق مع «قوات الدعم السريع»، يقضي بفتح ممرات آمنة لإجلاء الرجال والنساء مع عائلاتهم من المدينة إلى مناطق آمنة، وتعهدت بتوفير الحماية الكاملة من قبل قواتهم، بعد أن أصبحت المنطقة غير صالحة للعيش.

تشكيك حاكم دارفور
من جانبه، شكّك حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، في تلك الدعوات، وعدّها مخططاً من «قوات الدعم السريع» والحركات المسلحة الموالية لها، لتهجير سكان المدينة والمعسكرات بغرض تغيير ديموغرافية المنطقة.

ودعا مناوي، في تدوينة على منصة «إكس»، النازحين في الفاشر ومعسكر «زمزم» إلى عدم الانصياع لما سمّاه «المخطط الخبيث» الذي يتورط فيه أبناء من إقليم دارفور. وقال إن الحكومة السودانية تعمل المستحيل من أجل توصيل المواد الغذائية والدوائية لأهالي الفاشر وغيرها من المناطق المحاصرة. كما اتهم مناوي «قوات الدعم السريع» بإسقاط الطائرات التي تقوم بدور إنساني في نقل تلك المواد لدعم المحاصرين.

وأضاف أن «المجتمع الدولي فشل في تطبيق القرار الأممي 2736 بفك الحصار عن الفاشر».

من جانبه، قال المتحدث باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في السودان، آدم رجال، لـ«الشرق الأوسط»، إن أكثر من 150 أسرة نزحت من الفاشر في اليومين الماضيين إلى مناطق أخرى مثل «جبل مرة» الخاضع لسيطرة جناح مسلح آخر «حركة تحرير السودان» بقيادة عبد الواحد النور.

وأضاف أن الكثير من السكان يرغبون في الفرار من الفاشر ومعسكرات النازحين، «بسبب تفاقم الأوضاع الإنسانية غير المسبوقة، والمخاوف من تصاعد العمليات العسكرية».

وقالت مصادر محلية في الفاشر إن تعطل وصول المواد الغذائية والأدوية والنقص في مياه الشرب، نتيجة للحصار الطويل، أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع. وأضافت أن الظروف المعيشية أصبحت في غاية السوء للآلاف من سكان المدينة، وعلى وجه الخصوص معسكرات النازحين المحيطة بها.

استجابة للنداءات
وقال تحالف «تأسيس» - وهو تحالف كبير بين قوى سياسية وعسكرية - في بيان على موقع «فيسبوك»، إن مدينة الفاشر ومحيطها سجلا استجابة واسعة من المدنيين للنداءات بضرورة إخلاء مناطق التماس العسكري وخطوط العمليات، حفاظاً على سلامتهم. وأضاف البيان أن قوات تحالف «تأسيس»، واصلت لليوم الثاني على التوالي استقبال وتأمين مئات الفارين من مناطق الخطر، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.

وأكد البيان أنه تم تأمين تحركات النازحين من محيط المدينة إلى مناطق أكثر أماناً، وتوفير الإيواء المؤقت والإمدادات الإنسانية العاجلة. وأكد التحالف التزامه الكامل بحماية المدنيين وتيسير عمليات الإخلاء الطوعي من مناطق القتال، مجدداً دعوته للمواطنين إلى الخروج من مواقع الاشتباك حفاظاً على أرواحهم.

وحذر التحالف، في الوقت نفسه، من الاستماع للأصوات التي تسعى لاستغلال المدنيين لاستخدامهم دروعاً بشرية لتحقيق أهداف عسكرية وسياسية.

وكانت الحكومة السودانية قد طالبت الأمم المتحدة ووكالاتها بالتدخل العاجل عبر طائراتها وناقلاتها لإنقاذ حياة مواطني الفاشر والمناطق المجاورة لها. ووفقاً لتنسيقية «لجان مقاومة الفاشر»، وهي مجموعات مدنية طوعية، فإن مدينة الفاشر تحتضن أكثر من 800 ألف نسمة، بينهم أكثر من 120 ألفاً نزحوا إليها منذ اندلاع القتال في إقليم دارفور، فيما يحتاج أكثر من 70 في المائة من سكان المدينة إلى الغذاء والماء والدواء.

وتحاصر «قوات الدعم السريع» منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وسط قتال عنيف ضد الجيش و«القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح»، أبرزها «حركة جيش تحرير السودان» بقيادة حاكم إقليم دارفور أركو مناوي و«حركة العدل والمساواة» بقيادة وزير المالية جبريل إبراهيم.

في المقابل، انخرطت «حركة تحرير السودان - المجلس الانتقالي»، بقيادة عضو مجلس السيادة السابق الهادي إدريس، و«قوى تحرير السودان» بزعامة الطاهر حجر، و«الحركة الشعبية لتحرير السودان» بقيادة عبد العزيز آدم الحلو، في تحالف عسكري مع «قوات الدعم السريع».  

مقالات مشابهة

  • السودان.. ميليشيا الدعم السريع تستهدف سد مروي بالطائرات المسيرة
  • تكايا الفاشر تصارع للبقاء وسط حصار الدعم السريع وانتهاكاته
  • قائد ثاني الدعم السريع يطالب مواطنى الفاشر مغادرتها فورا
  • مقتل قائد الدعم السريع قطاع غرب أم درمان وأكبر مجمع سكني في قبضة الجيش
  • قائد في الجيش السوداني يرفض مناشدة الأمم المتحدة لإنقاذ الفاشر
  • حركة جيش تحرير السودان تحذر سكان الفاشر ومعسكرات النازحين بعدم الإنصياع لمخطط المليشيا حول التهجير القسري وتفكيك المعسكرات
  • مقتل وإصابة 26 شخص إثر قصف للدعم السريع على مخيم زمزم
  • تفاقم الوضع الإنساني يجبر آلاف المدنيين على الفرار من الفاشر .. حاكم إقليم دارفور يشير إلى مخطط لتهجير سكان المدينة
  • كاميرون هادسون: هذه الحرب لم تنتهِ بعد والدخول إلى دارفور سيكون خطأً تكتيكيًا واستراتيجيًا للقوات المسلحة السودانية
  • جوع ومرض وجفاف.. تحذيرات من تدهور كارثي غير مسبوق في الفاشر