بين مصر والاتحاد الإفريقي.. مبادرات جديدة تلحق بركب جهود دولية للتهدئة في السودان
تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT
بورتسودان -الشرق/ مها التلب
مع اتساع رقعة الحرب في السودان، تزداد الجهود الإقليمية والمبادرات لإنهاء الصراع الدامي بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي".
ووصلت الجهود المتسارعة حد أكثر من 9 مبادرات، أبرزها الوساطة "السعودية- الأميركية" في منبر جدة ودول جوار السودان، لكن كل هذه المبادرات تشهد جموداً كبيراً في عملية الوساطة، ما دفع الآلية الإفريقية رفيعة المستوى بشأن السودان برئاسة محمد بن شمباس، إلى الدعوة إلى حوار "سوداني- سوداني" في منتصف يوليو المقبل.
هذه الدعوة تزامنت مع إعلان مصر استضافة مؤتمر يجمع كافة القوى السياسية السودانية في نهاية يونيو المقبل، بهدف التوصل إلى توافق بشـأن سبل بناء السلام الشامل والدائم في السودان.
مصادر مطلعة قالت لـ"الشرق"، إن رئيس الآلية رفيعة المستوى المعنية بالسودان محمد بن شمباس، دعا القوى السياسية السودانية لحوار سياسي- سوداني على مرحلتين، يُعقد بمقر الاتحاد الإفريقي في إثيوبيا في الفترة من 10 إلى 15 يوليو المقبل.
مصر تستضيف مؤتمراً للقوى السياسية المدنية السودانية في يونيو
أعلنت مصر أنها ستستضيف نهاية شهر يونيو المقبل مؤتمراً "يضم كافة القوى السياسية المدنية السودانية، بحضور الشركاء الإقليميين والدوليين المعنيين".
وأكدت المصادر أن محمد بن شمباس، أرسل الدعوات لكل من تنسيقية القوى الديمقراطية "تقدم" والكتلة الديمقراطية، إلى جانب قوى سياسية أخرى.
الناطق الرسمي باسم تنسيقية القوى الديمقراطية "تقدم" بكري الجاك، قال لـ"الشرق": "لم تصلنا دعوة حتى الآن من الآلية رفيعة المستوى المعنية بالسودان محمد بن شمباس للمشاركة في المؤتمر الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا".
وكشف الجاك عن لقاء جمع ممثلين للتنسيقية بالآلية الإفريقية، الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أنه تم إبلاغهم بشكل رسمي بأن الآلية بصدد الدعوة والترتيب لحوار بين السودانيين ليكون قبل منتصف يوليو.
حوار "سوداني - سوداني"
وقال عضو اللجنة الإعلامية بالتجمع الاتحادي "الإرادة الوطنية"، محمد سلمان المبارك لـ"الشرق": "ظللنا نردد ونعتقد بشكل جازم أن حل الأزمة السودانية يكمن في حوار (سوداني- سوداني)، لايستثني أحداً، يشمل جميع الأطراف ويعالج جذور الأزمة، ويحترم سيادة البلاد، وسلامة أهلها وأراضيها".
وأضاف: "من هذا المنطلق، نرحب في التجمع الاتحادي بالمبادرة المصرية، لإيماننا بالدور الذي تلعبه الشقيقة مصر في السودان".
وتابع: "المبادرة المصرية دعت لحوار (سوداني- سوداني)، وهو ما ظللنا ننادي به، بحضور الشركاء الإقليمين والدوليين كمراقبين فقط. والحوار يجب أن يكون شاملاً يشمل جميع الأطراف والقوى السياسية والمدنية والمجتمعية الفاعلة، والمتضررين من الحرب ممن نهبت ممتلكاتهم وشردوا وقتلوا وتعرضوا للانتهاكات".
وأضاف سلمان، أما بالنسبة لدعوة الاتحاد الإفريقي "أعتقد أن الاتحاد الإفريقي يمكن أن يشارك كمراقب، لكن فرص أن يقود مبادرة منفرداً هو أمر يصعب تحقيقه، نحن ننظر إلى تجربة اتفاقية السلام الإثيوبية بجنوب إفريقيا والتي اكتفى الاتحاد فيها بالاتفاق ولم يتابع تنفيذه، ولم يسع للحث على تنفيذه، حيث لا يزال السودان رغم ظروف الحرب والعدوان عليه التي يعيشها يستضيف اللاجئين الإثيوبيين من التيجراي وقوميات أخرى، وحتى الآن لم يتم سحب القوات الأخرى من غير قوات الدفاع الوطني الإثيوبية، ولم تتم إعادة حدود تيجراي لما كانت عليه قبل الحرب، لذلك وغيره، فإن دعوة الاتحاد في الوقت الراهن لا تعتبر المنبر الأنسب لحل الأزمة".
أفضلية محتملة للمبادرة المصرية
من جانبه، قال رئيس المكتب القيادي في التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية، مبارك أردول لـ"الشرق"، إن المشاورات بشأن المائدة المستديرة التي دعت إليها مصر "مستمرة".
وأضاف: "في ذات الوقت وصلت دعوة رسمية من الاتحاد الإفريقي لعقد حوار (سوداني- سوداني). هناك تضارب بين الدعوتين"، مطالباً الاتحاد الإفريقي بضرورة التنسيق مع المصريين والمبادرة المصرية باعتبار أنها سابقة.
وأشار أردول إلى أن مصر "لديها أفضلية في حل النزاع السوداني لجهة معرفتها بالملف بكل تعقيداته، خاصة أن القضية السودانية تمثل قضية أمن قومي باعتبار أن القاهرة المتضرر الرئيسي من الصراع في الخرطوم".
وتابع مبارك، أنه "يتوجب على الاتحاد الإفريقي أن ينسق مع مصر وأن يجعل المبادرة المصرية الأساس في معالجة أو طرح قضية المائدة المستديرة، حتى لا يكون هناك جهد يتعارض مع الجهد الآخر. المبادرة الإفريقية تتعارض مع مبادرة مصر المعلنة ومسألة توازي المبادرات لحل الأزمة في السودان يمكن أن تؤثر سلباً على الصراع".
في المقابل، اعتبر المحلل السياسي عمر عبد الرحيم أحمد لـ"الشرق"، أن "تعدد المبادرات المطروحة لحل أزمة الحرب المندلعة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، لن يفيد أو يسهم في إنهاء الصراع".
وأضاف: "كل ما تقوم به هذه الجهات من جهود لحل الأزمة خاضع لأجندتها أولاً، وأجندة الدول التي تقف من خلفها"، واصفاً المبادرات بأنها "بازارات سياسية"، "تقوم على مصالح ضيقة لا تراعي مصالح الشعب السوداني"، على حد وصفه.
وقال أحمد: "يجب على الدول أن تجمّع الفرقاء السياسيين والعسكريين على مائدة مستديرة تنهي أسباب الخلاف دون إملاءات للتوصل إلى صيغة تراضي وطني بعيداً عن أي أجندات".
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الاتحاد الإفریقی القوى السیاسیة فی السودان
إقرأ أيضاً:
سوداني وزوجته يضربان عن الطعام للحث على حماية المدنيين
أقدم مواطن سوداني على الإضراب عن الطعام رفقة زوجته، من أجل لفت الأنظار إلى ما يعانيه المدنيون جراء الحرب، وللمطالبة بحمايتهم.
التغيير عبد الله برير
نفذ المواطن السوداني ناظم الرحمن غاندي رفقة زوجته مها خضر، إضراباً عن الطعام، قبيل انعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي حول السودان وجنوب السودان مؤخراً، وذلك لحث المجتمع الدولي على حماية المدنيين في السودان.
ويعيش السودان حرباً ضروساً بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف ابريل من العام الماضي، أودت بحياة الآلاف وشردت الملايين داخلياً وخارجياً، وتفاقمت انتهاكاتها وجرائمها مؤخراً.
ناظم مطالبة بإجراءات فعالةوكان غاندي دون على صفحته بمنصة (إكس) قائلاً: في 12 نوفمبر تنعقد جلسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة برئاسة بريطانيا.
وأضاف: ولحث المجتمع الدولي وصناع القرار للبدء باتخاذ إجراءات فعالة لحماية المدنيين في كل الأقاليم في السودان، أعلن أنا ناظم الرحمن دخولي في إضراب عن الطعام ابتداء من اليوم حتى انعقاد الجلسة.
ولاحقاً دون ناظم الرحمن بالقول: أنا ناظم وزوجتي مها خضر أعلنا اضراباً عن الطعام وعقدت الجلسة كما كان مقرراً لها وأفضت إلى أن يدرس مجلس الأمن مشروع قرار ساقته بريطانيا يطالب طرفي القتال في السودان بوقف الأعمال العدائية والسماح بتسليم المساعدات وفرضت عقوبات على قادة الدعم السريع.
تفاعل غير متوقعوفي حديثه لـ(التغيير) حول فكره الإضراب نفسها قال غاندي: مبدئياً فكرة الإضراب عن الطعام موجودة في كل أدوات النضال السلمي على مستوى العالم ولا أعرف بالضبط متى اهتديت إليها لكن كان على بالي دائماً أنني يجب أن أوظفها تجاه الوطن بخطوات جادة، منذ البداية كنت أعرف جيداً أنها ربما لا تؤتي ثمارها ولكنها قد تحرك بركة ساكنة، اخترت التوقيت المناسب لانعقاد جلسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على اعتبار أن يصل الصوت وليعرف العالم أن هنالك سودانيين حريصون على حماية المدنيين وهو الملف الأكثر أهمية في الحرب.
وحول ردود الفعل على الخطوة أوضح غاندي: لم أكن اتوقع هذا التفاعل ولكن ما أدهشني هو التفاعل السالب أو الهجوم الحاد الذي تم شنه على شخصي وعلى الفكرة في حد ذاتها وهو ما أوضح لي جلياً أن الحركة الإسلامية مهجسة وقلقة جداً من أي مشاريع تخدم المواطن السوداني وهي غير خارجة من مكاتبها أو أدواتها، هذا كان مدهشاً بالنسبة لي، تعرضت لهجوم غريب تخطى الفكرة للهجوم الشخصي، حجم التفاعل الإيجابي لم أكن أتوقعه ولكن في نفس الوقت كنت أتمنى أن يكون أفضل من ذلك.
غاندي التغيير يبدأ بحراك فرديوعن توقعاته لنجاح الفكرة من عدمه، أكد غاندي إيمانه العميق بما يقوم به حيث قال: أنا مؤمن دائماً بأن حركات التغيير على مر التاريخ تبدأ بحراك فردي ومن ثم تنتقل إلى حراك جماعي، لا أدعي أن لدي الفضل إطلاقاً ولكن هذه الفكرة قد تؤسس لحركات أخرى، قد يأتي آخر بفكرة أكثر جدوى من الإضراب عن الطعام وقد تكون أكثر فاعلية، فالخطوات الفردية تبدأ هكذا ومن ثم يلتف الناس حولها لتصبح مشاريع وطنية أو قومية.
وأضاف: لا أدعي أنني صاحب فكرة تؤدي للتغيير وهي فقط دعوة لأفكار أخرى، مثلاً لماذا لا يعتصم الناس أمام المحكمة الجنائية في لاهاي أو في سويسرا جنيف، كل السودانيين المتفرغين أو الذين لديهم عطلات في أوروبا لماذا لا يقومون مثلاً باعتصام للفت أنظار العالم، كثير من الأحداث في السودان غائبة عن أذهان الأوروبيين بسبب أحداث غزة والشرق الأوسط التي تطغى، أتمنى إيجاد مبادرات قادرة على إيصال أصواتنا للمجتمع الدولي، طرفا الحرب من الواضح أنهما ليس لديهما رغبة لإيقاف القتال ولا أحد يستطيع الضغط عليهما خاصة نحن المدنيين، وليس لدينا حلفاء دبلوماسيين يمكن أن يمارسوا الضغط بشكل جيد، الحل الوحيد هو أن المجتمع الدولي يجب أن يقوم بدوره المنوط به ويضغط على الأطراف المتقاتلة لحماية المدنيين مؤقتا ثم ايقاف الحرب مستقبلا.
وأوضح ناظم الرحمن أن عقيلته كانت مصرة على المشاركة في الإضراب وقال: كل فكرة وكل رأي نتناقش فيه ونشاور بعضنا البعض قبل أن ننفذه، زوجتي أصرت على الانضمام للفكرة على الرغم من أنها بعيدة لحد كبير عن العمل السياسي ومتفرغة للنشاط الإنساني وعمل العيادة الطبية النفسية عبر منصة أور سبيس في إكس، هذا هو اهتمامها ولكنها أصرت على المشاركة في هذا الإضراب.
الوسومالأمم المتحدة الجسور الجيش الحركة الإسلامية السودان المجتمع الدولي مجلس الأمن الدولي ناظم الرحمن غاندي