علامات إصابته بالزهايمر كانت تزيد لكن سايمون نيكولز قضى عليها.. كيف؟
تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كاد طبيب الأعصاب الوقائي الدكتور ريتشارد إيزاكسون لا يصدق ما تراه عيناه وهو يقرأ الأرقام الموجودة على الفاكس. فمؤشرات الدم الحيوية لعلامات مرض الزهايمر المبكرة في دماغ مريضه، رجل الأعمال سيمون نيكولز البالغ من العمر 55 عامًا، اختفت تقريبًا خلال 14 شهرًا فقط.
وقال إيزاكسون، مدير الأبحاث بمعهد الأمراض العصبية التنكسية في بوكا راتون بولاية فلوريدا لـCNN: "كان عليّ التقاط أنفاسي.
فهل النتيجة المذهلة هذه كانت نتيجة تناول دواء معجزة جديد مصمّم لمكافحة الخرف؟ أبدًا. هذه قصة العزيمة والتصميم على الطراز القديم.
فنيكولز قلّل من خطر تطوّر مرض الزهايمر لديه عبر اتّباعه التغييرات في نمط الحياة التي أوصاه بها إيزاكسون، التي تشمل النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، وتقليل التوتر، وتحسين النوم، إلى جانب عدد قليل من المكملات الغذائية والأدوية المختارة على نحو استراتيجي وصفها له طبيب القلب.
وشارك نيكولز هواجسه مع كبير المراسلين الطبيين لدى CNN، الدكتور سانجاي غوبتا، في فيلمه الوثائقي الجديد بعنوان “The Last Alzheimer’s Patient”، الذي يُبث ضمن برنامج "The Whole Story with Anderson Cooper"، معربًا عن قلقه الكبير.
وقال: "لدي ابن عمره 3 سنوات وآخر عمره 8 سنوات. من المهم جدًا بالنسبة لي، بذل أقصى جهدي كي أكون معهم مع تقدمي في العمر وأرافقهم في حياتهم المستقبلية. أجريت العديد من التغييرات في نمط حياتي على أمل تقهقر المرض، ومنح نفسي مزيدًا من الوقت، وهو كل ما نحتاجه إلى أن يجدوا علاجًا".
كبير المراسلين الطبيين لدى CNN، الدكتور سانجاي غوبتا، إلى اليسار، في مقابلة له مع سايمون نيكولز من أجل فيلمه الوثائقي "آخر مريض الزهايمر". الجينات سيئة الحظعندما يتعلق الأمر بعلم الوراثة والخرف، كان نيكولز يحمل نسختين من جين APOE4، واحدة من والدته وأخرى من والده، ما قد يزيد خطر إصابته بمرض الزهايمر عشرة أضعاف بالحد الأدنى.
توفيت والدة نيكولز بسبب مرض الزهايمر بعدما قضت السنوتات العشر الأخيرة من حياتها على كرسي هزاز وتتناول حوالي 14 دواء. لكنه يفضَل "أن أحظى بفترة صحية أطول ثم أرحل بسرعة".
لكن، لا يصاب كل من لديه نسخة واحدة أو اثنتين من APOE4 بمرض الزهايمر، ما يخلق فرصة نجاة محيرة. فهل يمكن لأي شخص أن يقلّل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر الوراثي فقط لأنه غيّر في نمط حياته؟
يعتقد إيزاكسون الذي لديه أيضًا تاريخ عائلي لمرض الزهايمر، أنّ الإجابة هي نعم، لا سيما إذا ترافق ذلك مع تدخلات طبية في سن مبكرة قبل أن يتفاقم الضرر في الدماغ.
وكان إيزاكسون أطلق أول عيادة أمريكية مخصصة للوقاية من مرض الزهايمر في مدينة نيويورك عام 2013، قبل أن ينقل برنامجه إلى فلوريدا في عام 2021. وقد أظهر بحثه أن اتباع عشرات التدخلات في نمط الحياة أو أكثر، والالتزام بها بنسبة 60٪ وما فوق من الوقت، يمكن أن تحسن الوظيفة الإدراكية، خصوصًا لدى النساء.
يدعو إيزاكسون، الثاني إلى اليمين، فريقًا من المتخصصين من كل مهنة تقريبًا لمناقشة كل حالة.يقول الخبراء إنّ حمل جين APOE4 يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب وكذلك الخرف.
وهذا ما اختبره نيكولز "عندما كان عمري 40 عامًا، وأصبت بتصلّب الشرايين، مع ارتفاع درجة الكالسيوم في الشريان التاجي بشكل كبير بمستوى 1500 وانسداد في حوالي 96٪ من الشرايين". تبلغ درجة الكالسيوم الطبيعية في الشريان التاجي الصف عادة.
بالنسبة لرجل في مقتبل العمر، كان الخبر صادمًا. حاول الأطباء اعتماد تغييرات نمط الحياة والستاتينات لعكس تراكم البلاك، لكنهم لجأوا أخيرًا إلى الجراحة، وفتحوا ثلاثة من شرايين نيكولز بواسطة الدعامات. وبدأ أيضًا باستخدام عقار قابل للحقن يسمى إيفولوكوماب، مصمم لتعزيز قدرة الكبد على إزالة البروتين الدهني منخفض الكثافة "الضار" أو LDL من الجسم.
"حان الوقت للتحول إلى الدماغ"ببطء، بدأت حالة قلب نيكولز بالتحسن، لكن الأخبار السيئة لم تنته عند هذا الحد. فقد أظهر فحص الدماغ علامات واضحة على تلف الأوعية الدموية في دماغه، ناتج عن عدم وصول الأكسجين إلى أصغر الأوعية الدموية.
روى نيكولز: "قال الأطباء إنّ هناك الكثير من الضرر في المادة البيضاء. فقلت لنفسي أنه بما أنني أسيطر حاليًا على قلبي بشكل أو بآخر، فقد حان الوقت للتحول إلى دماغي".
سيمون نيكولز يقرأ مع ابنه سيلفر البالغ من العمر 3 سنوات في منزله بميامي.في يناير/ كانون الثاني 2023، أصبح نيكولز المشارك رقم 34 في تجربة سريرية جديدة تُجرى بمركز إيزاكسون في فلوريدا. تم تصميم التجربة للكشف عن عوامل الخطر المعرفية ومواجهتها بخطة هجوم شخصية.
وشرح إيزاكسون أنّ "الهدف العام من الدراسة إضفاء الطابع الديمقراطي لجهة الحصول على الرعاية الوقائية للأعصاب، من خلال استخدام اختبار الدم في المنزل، بتكلفة ملائمة لمعظم الناس".
كجزء من التجربة، خضع نيكولز لمجموعة من الاختبارات، ضمنًا اختبار دم فريد يمكنه تتبع مستويات الأميلويد والتاو وغيرها من المؤشرات الحيوية المميزة لمرض الزهايمر، والحالات التنكسية الأخرى. يمكن أن تبدأ رواسب الأميلويد بالتراكم في الدماغ قبل عقود من ظهور الأعراض، حتى في الثلاثينيات والأربعينيات من عمر الشخص.
وقال إيزاكسون: "جاء اختبار سايمون الأول بنتيجة 70. وأي نتيجة تزيد عن 48 تكون موجبة للأميلويد في الدماغ. لقد دعمت النتائج بفحص الأشعة المقطعية الذي كان أجراه سايمون عام 2019، حيث تمكنت من رؤية اللويحة في دماغه".
10.000 خطوة في اليوم: "أنا مثابر جدًا"كان نيكولز بحاجة إلى إنقاص وزنه، لذلك بدأ بتناول تيرزباتيد (العنصر النشط في أدوية مونجارو وزيباوند)، أحد أحدث الأدوية القابلة للحقن التي تعمل على الحد من الشهية عبر تحفيز الهرمونات التي تتحكم بمستويات السكر في الدم.
في الوقت ذاته، تم تشجيع نيكولز على زيادة نشاطه البدني من خلال دمج تدريبات القوة ثلاث مرات في الأسبوع مع إضافة 45 إلى 60 دقيقة يوميًا من تمرين المنطقة 2، حيث يمكنه المشي، أو الهرولة، أو الركض، أو ركوب الدراجة بسرعة تبلغ نسبة 60٪ إلى 70% من معدل ضربات القلب.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أمراض اكتشافات طبية تجارب مرض الزهایمر فی الدم فی نمط
إقرأ أيضاً:
القهوة تحمي مرضى الرجفان الأذيني من خطر يهدد الدماغ
قد يساعد شرب عدة أكواب من القهوة يومياً في منع التدهور المعرفي لدى المصابين بالرجفان الأذيني، وفق بحث جديد من جامعة زيوريخ.
والرجفان الأذيني هو اضطراب نظم القلب الأكثر شيوعاً، وقد نصحت الإرشادات بأن الامتناع عن تناول القهوة يمكن أن يقلل الأعراض لدى المرضى الذين يبلغون أن الكافيين يزيد من بعض الأعراض لديهم، مثل: تسارع ضربات القلب، والدوخة، والتعب
وقال الدكتور يورغ إتش بير الباحث الرئيسي: "هناك العديد من الأساطير، لكن دراستنا لم تجد سبباً لتثبيط أو منع مريض الرجفان الأذيني من شرب القهوة. بدلاً من ذلك، قل، "استمتع، فقد يكون مفيدًا لك".
ووفق "مديكال إكسبريس"، من المعروف أن تناول القهوة بانتظام يفيد الأداء الإدراكي بين الأصحاء. ومن المعروف أن عدم انتظام ضربات القلب الأكثر شيوعاً، الرجفان الأذيني، يزيد بشكل مستقل من خطر الإصابة بالخرف.
القهوة وضعف الإدراكوطرحت الدراسة السؤال: هل تعوّض القهوة عن زيادة خطر ضعف الإدراك لدى المصابين بالرجفان الأذيني؟
وتتبعت الباحثون أكثر من 2400 شخص في سويسرا تم تشخيصهم بالرجفان الأذيني، بين عامي 2014 و2017.
وأكمل المشاركون اختبارات معرفية عديدة، وأبلغوا عن عدد أكواب القهوة التي تحتوي على الكافيين التي شربوها خلال الأشهر الـ 12 الماضية، بغض النظر عن المُحليات المضافة أو الكريمات أو النكهات.
نتائج الدراسة:• بشكل عام، ارتبطت درجات الاختبار المعرفي الأعلى باستهلاك أعلى للقهوة.
• على وجه التحديد، تحسنت درجات سرعة المعالجة، والتنسيق الحركي البصري، والانتباه بشكل ملحوظ بنسبة 11% بين مستهلكي القهوة مقارنة بغير المستهلكين.
• تم حساب العمر الإدراكي ليكون أصغر بنحو 6.7 سنة بين من شربوا أكبر قدر من القهوة، مقارنة بمن شربوا أقل قدر من القهوة.
• كانت العلامات الالتهابية أقل بنسبة تزيد عن 20% بين الذين شربوا 5 أكواب يومياً، مقارنة بمن شربوا أقل من كوب واحد يومياً.