نسبة الإصابة بالأمراض السرطانية ارتفعت.. دراسة تكشف ما يُعاني منه جيران معمل الموت!
تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT
كتبت راجانا حمية في صحيفة "الأخبار": عندما أُنشئ معمل الزوق في خمسينيات القرن الماضي، لم تكن اللعنة قد حلّت بعد، إذ كان خطره معدوماً نظراً إلى كونه يعمل على البخار، وكانت الأراضي حوله مصنّفة زراعية، وبقيت على تلك الحال، يزرعها السكان ويأكلون منها، إلى أن بدأ كل شيء يتغيّر مع تحويل التشغيل من البخار إلى الفيول.
في دراسة أجرتها مجموعة من الأطباء في مستشفى سيدة لبنان، من بينهم طبيب أمراض الرئة بول مخلوف، وامتدت بين عامي 1990 (بعد نحو سبع سنوات من تحويل المعمل إلى الفيول) و2014، لرصد أسباب زيادة الدخول إلى المستشفيات بين جيران معمل الزوق بسبب الأمراض الصدرية والحساسية، تبيّن أن نسبة الإصابة بالأمراض السرطانية ترتفع بمعدل 1.5 إلى 3% سنوياً. ويؤكد مخلوف أن الدراسة التي لا تزال مستمرة تواصل تسجيل أرقام «لا تزال غير نهائية، خصوصاً مع تغيّر الكثافة السكانية حول المعمل بسبب هجرة كثيرين»، لكنّ الثابت أن من بقي «ورث السرطان مع البيت من أهله».
لا يزال السرطان يفتك بجيران المعمل حتى اللحظة، وفق مخلوف. وهو أشبه ما يكون بالعدوى، وتزداد نسب الإصابة به كلما كان مكان السكن أقرب إلى المعمل، إذ إن «معظم الذين شُخّصت لديهم إصابات بالسرطان هم من المقيمين في جوار المعمل منذ فترة طويلة، ومن المعرّضين مباشرة للتلوّث الذي زاد في الفترات الأخيرة بسبب رداءة نوعية الفيول المستخدم».
لا يزال مخلوف يرقب نموّ المرض الخبيث الذي تخطّت أعداد المصابين به في المنطقة هذا العام الـ300 إصابة، مع زيادة «7,5 إلى 8% في أعداد المصابين بسرطان الرئة عن العام الماضي، فيما الزيادات في بقية أنواع السرطان (سرطان البروستات والمبولة والجلد) تراوح بين 1.5 و3%». ويعزو الزيادة العليا للإصابات بسرطان الرئة إلى العيش داخل «فقاعة من التلوث، حيث ينام هؤلاء ويستيقظون متل اللي عم يدخّنوا عطول».
ويلفت إلى أن هذه الأرقام «تتعلق فقط بمن يتلقون العلاجات أو من عرفوا بمرضهم»، فيما هناك كثر لم يكتشفوا إصابتهم بعد، وذلك لسببين أساسيين، بحسب مخلوف، أولهما أن «الحالة الاجتماعية المادية للبعض تمنعهم من إجراء الكشف المبكر»، وثانيهما وهو الأخطر، أن الناس اعتادوا جيرة معمل الموت".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
دراسة: أدوية علاج ارتجاع المريء قد تؤدي إلى الإصابة بمرض قديم مميت
أستراليا – حذرت دراسة جديدة من عودة مرض قديم إلى الظهور، بسبب أدوية علاج ارتجاع المريء التي تستخدم لخفض إفراز أحماض المعدة.
وأفاد خبراء الصحة مؤخرا أن مرض الاسقربوط، وهو حالة ناجمة عن نقص فيتامين سي ويمكن أن تسبب نزيف اللثة وتساقط الأسنان وحتى الوفاة، قد عاد إلى الظهور بسبب عادات الأكل السيئة وأزمة تكاليف المعيشة.
وارتبط المرض بالقراصنة والبحارة، حيث جعلهم يعانون من موت بطيء ومؤلم بسبب سوء التغذية أثناء الرحلات البحرية الطويلة، ما يجعلهم يعانون من نقص فيتامين سي الحاد، والذي يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات قاتلة.
لكن تقريرا حديثا أشار إلى أن عادات الأكل السيئة وأزمة تكاليف المعيشة ليست وحدها وراء ارتفاع الحالات. وحذر الأطباء في مستشفى السير تشارلز جاردنر في غرب أستراليا في مجلة British Medical Journal Case Reports من أن مثبطات مضخة البروتون (PPI)، مثل أوميبرازول، يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بهذه الحالة.
ويمكن لمثبطات مضخة البروتون (وهي مجموعة من الأدوية واسعة الانتشار تستخدم لخفض إفراز أحماض المعدة، من خلال تثبيط عمل أنزيم جدار المعدة المسؤول عن إنتاجه) أن تزيد من خطر الإصابة بالاسقربوط عن طريق تقليل قدرة الجسم على امتصاص فيتامين سي.
وعادة ما يصف الأطباء مثبطات مضخة البروتون إذا كان لدى المريض أعراض مثل عسر الهضم أو ارتجاع الحمض أو اضطراب المعدة أو لديه تاريخ من قرحة المعدة. كما أنها تستخدم لحماية المعدة من الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض، مثل الأسبرين أو الستيرويدات، حتى لو لم تظهر عليك أي أعراض عسر الهضم.
وتتوفر بعض مثبطات مضخة البروتون للشراء دون وصفة طبية في الصيدليات.
وقال الدكتور أندرو ديرماوان من مستشفى السير تشارلز غاردنر إن ارتفاع تكاليف المعيشة جعل من الصعب على الأسر تحمل تكاليف الأطعمة المغذية ذات الجودة الجيدة. وأضاف أنه كانت هناك تقارير عديدة عن الإصابة بالاسقربوط نتيجة للمضاعفات التي تلي جراحة السمنة.
وأشار الدكتور ديرماوان إلى عوامل الخطر الأخرى للإصابة بالاسقربوط تشمل إدمان الكحول والتدخين واضطرابات الأكل وانخفاض دخل الأسرة والسمنة وغسيل الكلى والأدوية التي تتداخل مع امتصاص فيتامين سي، مثل الستيرويدات ومثبطات مضخة البروتون.
المصدر: ذي صن