"الصورة العائلية" المحرجة لقادة العالم
تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT
قد تكون الصورة العائلية النمطية لقادة مجموعة السبع التي تجمعهم في القمة السنوية محرجة لهم جميعا في ظل الصورة القاتمة لما يجري في العالم اليوم. فريدا غيتيس - CNN
كانت القمة السنوية لمجموعة السبع، وهي تجمع لزعماء بعض من أغنى الديمقراطيات في العالم، بمثابة حدث رزين يمكن التنبؤ به. وكان القادة ذوو التفكير المماثل يجتمعون، عادة في أماكن خلابة، لضبط استراتيجياتهم، وإعادة تأكيد قيمهم المشتركة وتعزيز صداقتهم.
لقد استجدت أمور كثيرة منذ تلك الأيام سوى جزئية واحدة محيرة وهي الصورة العائلية التي تمثل لمحة قاسية أحيانًا وكاشفة في كثير من الأحيان عن التوترات التي ربما ظلت مخفية وراء الحدث المصمم بعناية.
ومع وصول الرئيس جو بايدن هذا العام إلى مدينة بوليا الساحرة بإيطاليا، للقاء زعماء كندا وفرنسا وألمانيا واليابان وإيطاليا والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى رئيسي المجلس الأوروبي والمفوضية الأوروبية - إلى جانب ضيوف خاصين كالبابا فرانسيس وفلاديميرزيلينسكي، يمكن أن تكشف الصور عن تفاصيل دقيقة في هذا الحدث.
إذا كانت ألبومات الصور العائلية تقدم نظرة على التقلبات والمنعطفات في الحياة الخاصة، فقد أنشأت مؤتمرات قمة مجموعة السبع مجموعات من الصور التاريخية، ولقطات في الوقت المناسب تحكي قصة الديمقراطيات الغربية التي تواجه التحديات، حتى من أعضائها.
ولا تزال صورة هذا العام، على خلفية بنكهة البحر الأبيض المتوسط لأشجار الزيتون والحجر الدافئ، قادرة على إشعاع ضغوط اللحظة. فالأوقات صعبة وقاتمة بالنسبة لغالبية هؤلاء القادة، والمستقبل غير مؤكد بالنسبة لحياتهم المهنية وتحالفهم.
وتأتي قمة 2024 وسط اضطرابات سياسية متصاعدة - بعد أيام فقط من انتخابات البرلمان الأوروبي التي خلفت جرحى سياسيين خطيرين لزعماء الوسط في فرنسا وألمانيا، مع صعود اليمين المتطرف. وسيكون من الرائع أن نرى كيف تُظهِر الصور الضغوط الجديدة.
ولكن لطالما لم تعكس الصور حقيقة التوترات بين قادة المجموعة. فرغم الابتسامات القسرية للقادة في الصورة الجماعية عام 2018، كانت القمة كارثية حيث أهان الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب مضيف القمة جاستن ترودو على تويتر، وسط خلافات بشأن التجارة. ووصفه في أحد تغريداته العديدة على تويتر بأنه "غير أمين وضعيف للغاية". ورغم نجاح ميركل بإقناع ترامب بعدم إلغاء عمل الاجتماع، إلا أنه غادر قبل انتهاء القمة ورفض التوقيع على البيان المشترك.
ومن المثير للدهشة أن قمة عام 2006 انعقدت في سان بطرسبرج بروسيا. وكان المضيف هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تمت دعوته في عام 1997 للانضمام إلى ما أصبح فيما بعد مجموعة الثماني خلال فترة تفاؤل ما بعد الحرب الباردة. لكن لم يستمر هذا المشهد طويلا ففي عام 2014 ضمت روسيا شبه جزيرة القرم وتم تعليق عضويتها في مجموعة الثمانية وعادت المجموعة إلى مجموعة السبع.
أما في قمة عصر كوفيد في 2021 فكانت واحدة من أغرب الصور العائلية، حيث وقف الزعماء على بعد عدة أقدام من بعضهم، لكن المسافة لم تخف ارتياح الحلفاء الذين رحبوا بتغيير القيادة في واشنطن. وقال بايدن حينها لأوروبا والعالم: "لقد عادت الولايات المتحدة". وكان الدفء الملموس واضحا في الصور.
لكن نشوة عام 2021 لم تدم طويلا؛ إذ سرعان ما اشتعلت الحرب الروسية الأوكرانية في أوائل 2022. وشكلت هذه الحرب تهديدا لزعماء مجموعة السبع الذين يجتمعون على اعتقاد مفاده أن مزامنة سياساتهم لدعم الرخاء والاستقرار العالميين يجعلهم أكثر فعالية، وأكثر احتمالا للنجاح.
وقبل سنوات قليلة من تنحيها عن منصبها كمستشارة، حذرت ميركل من صعود قوى الظلام. وكانت تتحدث عن الدعم المتزايد لليمين المتطرف في ألمانيا، وتصاعد الحوادث المعادية للسامية هناك.
يبدو هذا التحذير مؤثرا بشكل خاص هذا الأسبوع بعد أن احتل حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، المركز الثاني في الانتخابات البرلمانية الأوروبية في ألمانيا، متقدما على الائتلاف الحاكم.
وفي فرنسا، كانت الصورة قاتمة على نحو مماثل، بعد أن مني حزب الرئيس إيمانويل ماكرون الوسطي بهزيمة ساحقة أمام اليمين المتطرف، الأمر الذي أدى إلى دعوته المحفوفة بالمخاطر لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.
وكل هذا في خضم واحدة من أهم الانتخابات في تاريخ الولايات المتحدة - انتخابات لها تداعيات هائلة على حلفاء الولايات المتحدة والعالم - بما في ذلك المرشح الذي لم يظهر اهتمامًا كبيرًا بتعزيز العلاقات مع الحلفاء الديمقراطيين.
ومن عجيب المفارقات أن مستضيف قمة هذا العام هي رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، التي تنعم بسلسلة من النجاحات، الأمر الذي يجعل إيطاليا ــ مع تاريخها الحافل بالحكومات غير المستقرة ــ تبدو واحدة من أكثر حكومات مجموعة السبع استقرارا.
وتنتمي ميلوني في الأصل إلى حزب "إخوان إيطاليا"، خليفة الفاشيين الأصليين، ثم تحولت إلى الوسط منذ توليها منصبها في عام 2022. وتقول ميلوني، التي كانت ذات يوم متشككة في أوروبا ومعجبة ببوتين، إن القمة ستركز على "الدفاع عن القواعد".
وتظل ميلوني يمينية متشددة، ولها طموحات لقيادة أوروبا في اتجاه جديد. ولكن حتى الآن، لم تتحقق أعظم المخاوف بشأن رئاستها للوزراء.
وفي النهاية، يظهر الزعماء اتفاقهم من خلال بيان يوقعه كل واحد منهم، بوحدة كاملة ومصافحات حارة، لكن القصة الأعمق لقمة مجموعة السبع هذه قد تظهر بشكل أكثر وضوحًا ليس في الوثائق الموقعة - ولكن في الصور، هذه اللمحات التي غالبًا ما يتم تنظيمها بشكل غريب للبشر الذين يقودون الدول.
المصدر: CNN
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: إيمانويل ماكرون أنغيلا ميركل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا اليمين المتطرف انتخابات جو بايدن جورجا ميلوني دونالد ترامب مجموعة السبع الكبار مجموعة السبع
إقرأ أيضاً:
هذا الكاتب أكل في أفخم مطاعم العالم وهذه أفضل الوجبات التي تذوقها
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يتمتع البريطاني، كريس دواير، بوظيفة الأحلام، فهو يسافر ويتناول الأطعمة الشهية، ويكتب عنها وبات كاتبًا في مجال الطعام والسفر منذ عشر سنوات.
وهذا يعني أنه كان محظوظًا جدًا لتناوله الطعام في عدد لا يحصى من المطاعم، من الأكشاك المتواضعة في الشوارع، إلى المطاعم الفاخرة الحائزة على نجوم "ميشلان".
وإليك 7 من الأطباق المفضلة التي لا زالت حاضرة في ذهنه لأسباب عديدة أبرزها، مذاقها اللذيذ بالطبع.
شطيرة اللحم البقري في تشنغدو، الصين يمكنك الحصول على هذه الشطيرة الشهية من متجر متواضع في تشنغدو بالصين.Credit: Chris Dwyerتقدم مطاعم الوجبات السريعة الصغيرة القدر ذاته من المتعة الطهوية التي تتمتع بها المطاعم الفاخرة، إن لم يكن أكثر.
وكان ذلك واضحًا بالنسبة لدواير في مدينة تشنغدو بمقاطعة سيتشوان الصينية. وتشتهر المدينة بمأكولاتها الحارّة أحيانًا ومتعددة الطبقات دومًا.
ويمكن تجربة جانب من مأكولات المدينة من "الجدة يان"، وهي امرأة تبيع خبز "غوكوي" المحشو منذ أعوام لإطعام الطابور المستمر خارج واجهة متجرها الصغير.
ويمكنك الاختيار بين حشوات متعددة، لكن الحشوة الأصلية التي تتكون من لحم البقر مع الشعيرية المصنوعة من نشاء الفاصوليا المغموسة في صلصة حارة وحلوة ومدخنة، تُعتَبر الأفضل، بحسب ما قيل له.
وكلّفته هذه الوجبة أقل من دولارين.
زهرة الكوسا المقلية مع الكافيار في روما، إيطاليا وجبة مقرمشة يقدمها مطعم "La Pergola" في إيطاليا.Credit: Janez Puksicيتحدّر الشيف الوحيد في روما الذي يدير مطعمًا حائزًا على ثلاثة نجوم "ميشلان" من ألمانيا.
وامتلاك ثلاث نجوم عبارة عن امتياز نادر جدًا، فلا يوجد سوى 146 مطعمًا على هذا الكوكب يمكنه التباهي بهذا الأمر.
وكشفت زيارة واحدة لتجربة طعام الشيف، هاينز بيك، لدواير سبب اكتساب مطعم "La Pergola" نجومه.
وتُعد زهرة الكوسا المقلية مع الكافيار من أطباق بيك المميزة، وهي جميلة لدرجة أنّه يصعب أكلها.
أصابع السمك داخل خبز الـ"باو" بسيدني، أستراليا يمكنك تذوق هذه الشطيرة الشهية في مطعم "King Clarence" بأستراليا.Credit: Chris Dwyerيقع مطعم "King Clarence" الذي يديره الشيف التنفيذي خان نجوين، في قلب منطقة الأعمال المركزية في سيدني، ويقدم أطباقًا محبوبة ومألوفة من الصين، وكوريا، واليابان.
لكن لا شيء يضاهي طعم شطيرة أصابع السمك.
تُقلى أسماك الـ"باراموندي" المحلية حتى تصبح مقرمشة، ثم توضع داخل خبز "باو" الصيني الناعم، وتُغطى بأوراق الخردل الأخضر، والفلفل الحار المخلل، وبيض السلمون، مع إضافة شريحة من الجبن الأمريكي.
"إيما داتشي"، بوتان هذه اليخنة من الوجبات الشهيرة في بوتان.Credit: Martin Morrell/COMO Uma Paroيُعد طبق "إيما داتشي" واحدًا من الأطباق الذي يُضفي نكهة حقيقية على الحياة المحلية في بوتان.
وتُحضَّر هذه اليخنة الشهيرة للغاية مع البصل، وجبن الياك المخمّر، والثوم، والفلفل الأحمر، أو الأخضر.
وتتوفر الوجبة في كل مكان تقريبًا، لكن بالنسبة لدواير، يُقدِّم منتجع "COMO Uma Paro" نسخة لا تُنسى من هذا الطبق أمام إطلالة المناظر الجبلية الخلابة.
السمك والبطاطا المقلية في مقاطعة دونيغال، إيرلندا