عربي21:
2025-03-16@23:06:44 GMT

هل تندلع حرب مياه بين المغرب والجزائر؟

تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT

هل تندلع حرب مياه بين المغرب والجزائر؟

استعرض تقرير لصحيفة، "جون أفريك" الفرنسية التوتر بين المغرب والجزائر خصوصا في ملف المياه، متسائلة إن كانت حرب المياه قد اقتربت بين المغرب والجزائر؟

وذكرت المجلة، "أن مدينة تيارت شمال غرب الجزائر، شهدت أعمال شغب عنيفة بسبب العطش التي حيث تم إغلاق طرقات ومصادرة شاحنات الصهاريج وسط استنكار الأهالي لتقاعس السلطات العامة وتوقف مشاريع تزويد مياه الشرب مع فرض تقنين صارم عليها ومنذ ذلك الحين تم إرسال العديد من الوزراء للاعتذار للسكان ووعدهم باستعادة الوصول إلى المياه".



وبينت المجلة، أن هناك سد "بخدة" الذي يمد المنطقة بالمياه، ويقع على بعد أكثر من 500 كيلومتر من الحدود المغربية الجزائرية".



واتهم وزير المياه الجزائري طه دربال الشهر الماضي المغرب علنا بتدبير الجفاف المتفاقم في بلاده، والذي أصبح مثيرا للقلق بشكل متزايد.

وكانت حدة التصريحات التي ألقيت على هامش المنتدى الدولي العاشر للمياه، الذي نظم في بالي بإيطاليا في الفترة من 18 إلى 24 مايو/أيار، مثلت صدمة للكثيرين.

وأكد دربال، أن “إحدى الدول المجاورة، من خلال سلوكها غير المسؤول، أخلت بالتوازن البيئي، مما أثر بشكل خطير على الحيوانات والنباتات على طول الحدود الغربية للجزائر”، دون أن يذكر المغرب صراحة.

ولم ترد السلطات المغربية على هذه التصريحات المثيرة للجدل، وفي الوقت نفسه، تجاهلت وسائل الإعلام المغربية الاتهامات الجزائرية واتهمت الوزير بالشعبوية. ومع ذلك، فإن الترابط المائي بين البلدين على الحدود هو واقع جغرافي،وفقا للمجلة.

ونقلت المجلة، عن محمد سعيد كروك أستاذ علم المناخ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء قوله، إن 
حظ المغرب، يكمن في أن موارده المائية تنبع من التراب الوطني بمعنى آخر، لا يجد أي من أنهار أو وديان البلاد منبعه خارج حدود المملكة وهو أصل قوي، في حين أن ظاهرة الاحتباس الحراري تساهم في ندرة الذهب الأزرق، وهي معضلة ليس المغرب في مأمن منها".

المغرب تحت الضغط
وأضاف، "أنه إذا كان المغرب في موقف إيجابي بشأن هذه القضية بسبب جغرافيته وتضاريسه وتوزيع أحواضه، فإن الجزائر يمكن أن تتأثر بالسلوك المغربي في منطقة الحدود، حيث إن المغرب إذا قام ببناء سدود عند المنبع، فإن ذلك يمكن أن يؤثر منطقيا على تدفق الأنهار التي تعبر الجزائر".

وتابع، "هذه الحالة ليست استثنائية، فالبلدان التي تتقاسم أحواض الأنهار غالبا ما تكون مترابطة من حيث المياه لكن القوانين الدولية هي في صالح المغرب وليس العكس”.

وبينت المجلة، "وفي هذين التحليلين، يجب أيضًا دمج الواقع السياسي المتمثل في الأزمة الدبلوماسية التي يعيشها البلدان منذ آب/ أغسطس 2021 والتي تمنع أي حوار”.

وأكدت المجلة، "تكمن مستجمعات المياه التي تمتد إلى ما وراء الحدود المغربية باتجاه شرق الجزائر  وعلى وجه الخصوص، وادي ملوية الذي يصب في البحر الأبيض المتوسط، على بعد 14 كلم من الحدود، والذي يستخدم بشكل مكثف لري المحاصيل الزراعية. ويتم تسهيل ذلك من خلال العديد من السدود الموجودة في مجراه، خاصة سدي الحسن الثاني ومحمد الخامس".

وأردفت، "بالإضافة إلى العدد الكبير من البنى التحتية على طوله، أدى الاستغلال المفرط له في عام 2021 إلى انخفاض تدفق نهر الملوية، لأول مرة، لدرجة أنه لم يعد يصل إلى البحر اليوم، وبات المزارعون في هذه المنطقة الفقيرة وفي منطقة الريف الشرقي يرون أن الوضع يزداد سوءًا من سنة إلى أخرى".

وبما أن نسبة ملئه لا تصل أبدا إلى 30 بالمئة فقد أعلنت وكالة الحوض المائي لملوية يوم 5 حزيران/ يونيو عن تنفيذ برنامج واسع لتنمية إمدادات المياه في أفق 2050، وفقا لتقرير المجلة.

ومن المقرر أن تخصص ميزانية تبلغ حوالي 19 مليار درهم لتمويل بناء خمس محطات كبيرة، وتهدف السدود إلى زيادة حجم المياه في الحوض بنحو مليون متر مكعب، بدءاً من الأشهر المقبلة، وتلك أخبار جيدة للقطاع الزراعي المغربي، لكنها مصدر جديد محتمل للخلاف مع الجارة الجزائر، وفقا "لجون أفريك”.



سدود متقابلة
وأوضحت “جون أفريك”، أن هناك نقطة خلاف أخرى تتمثل في عواقب استخدام مياه وادي غير، أحد أطول الأودية في شمال إفريقيا (433 كم)، والذي ينبع من الأطلس الكبير المغربي، بعد التقائه بالأراضي الجزائرية مع وادي زوزفانة. ومع ذلك، فإن وادي زوزفانة يغذي رابع أكبر سد جزائري، وهو سد جورف توربا، الذي تم تشييده في الستينيات وتبلغ طاقته الاستيعابية 365 مليون م3، ويوفر الماء الصالح للشرب لساكنة بشار.

وبين الجفاف المتوطن في المنطقة وتقادم المنشآت الهيدروليكية وتشغيل سد قدوسة المغربي (220 مليون متر مكعب) في عام 2021، انخفض تدفق جرف التربة بشكل كبير، لدرجة أنه خلال صيف 2022، أظهرت عدة مقاطع فيديو آلافاً من أسماك المياه العذبة الميتة في قاع السد الجاف بحسب تقرير المجلة.

وتابعت، في العام التالي، في المغرب، حافظت السلطات على مسار المخطط الوطني للمياه 2020-2050.

وأعلنت وكالة الحوض المائي بولاية الرشيدية وحدها، عن إنجاز ثلاثة سدود بطاقة إجمالية قدرها 5 ملايين م3 وتم تصميم مشروع سد قدوسة، الذي بلغت كلفته 650 مليون درهم، تنفيذا للاستراتيجية الوطنية الفلاحية، مخطط المغرب الأخضر، التي انطلقت سنة 2008.

كان من المقرر أن يروي هذا السد 5000 هكتار من الأراضي الزراعية وحماية مناطق الواحات من الفيضانات ولكن أيضًا لتوفير مياه الشرب لسكان فجيج، وهي منطقة صحراوية تنتظم فيها الحياة حسب توفر المياه الجوفية. ومع بداية عام 2024، وعلى مدى مئة يوم، ضاعف سكانها المسيرات والاعتصامات السلمية، خشية خصخصة المياه.

دبلوماسية المياه
وبينت المجلة، في المغرب كما في الجزائر، فإن عواقب الإجهاد المائي على السكان متشابهة، أما فيما يتعلق بما إذا كان المغرب يقوم بشكل ممنهج بتجفيف السدود ومصادر المياه في الجزائر، فمن الصعب تحديد ذلك بدقة.

وأوضحت أنه سيكون من الصعب إجراء هذه التجربة في الرباط، لأنه في مواجهة نفس التحديات، بين إنشاء محطات تحلية المياه ومعالجة المياه قليلة الملوحة واستمرار تكاثر السدود، فإن استراتيجيات زيادة موارد البلدين ما زالت غير واضحة.



ويتمتع البلدان أيضا بامتيازات نسبية مقارنة بالدول الأخرى المعزولة هيدرولوجيًا تمامًا. وحتى لو بقي من المفهوم أنه بالنسبة للجزائر، التي تتكون من 84% من الأراضي الصحراوية، فإن أي اعتماد على هذا المستوى على دولة ثالثة يمكن أن يكون مصدر قلق.

وتعتمد جميع بلدان منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط تقريباً على موارد المياه العابرة للحدود لتلبية احتياجاتها المائية.

وختمت المجلة، ينطبق هذا بشكل خاص على الصراع حول نهري دجلة والفرات الذي تديره تركيا من جانب واحد على حساب سوريا والعراق وإيران، ولكن أيضا حول نهر النيل، حيث تطالب كل من مصر والسودان وإثيوبيا بموقع سيادي على النهر أو حول مياه الأردن المستغلة بشكل مفرط من قبل الأردن وإسرائيل وسوريا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية المغرب المياه الجزائر الجفاف المغرب الجزائر المياه التغير المناخي الجفاف سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

التصويت لصالح المغرب في “انتخابات الفيفا”.. النظام الجزائري يمر إلى الخطة (ب)

زنقة 20 | الرباط

أكد عبد المالك أبرون، عضو المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية، بأن الجزائر ومعها تونس صوتتا لفائدة رئيس الجامعة فوزي لقجع لشغل عضوية مجلس الإتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”.

وقال أبرون لموقع Rue20 ، أن تونس والجزائر وجنوب أفريقيا صوتوا لصالح فوزي لقجع ، في الانتخابات التي أجراها الاتحاد الافريقي لكرة القدم “كاف” خلال اجتماعه الأخير في القاهرة.

وكانت جميع التقارير ترجح قبل صدور نتائج الانتخابات ، أن تصوت الجزائر و معها دول معادية للوحدة الترابية للمملكة مثل تونس و جنوب أفريقيا ضد فوزي لقجع إلا أن العكس هو الذي حصل وهو ما فاجأ كثيرين.

وكان لافتا أيضا أنه قبل صدور نتائج الإنتخابات ، ظهور رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم وليد صادي مع مسؤولين اثنين بالجامعة الملكية لكرة القدم ، وهما حسن الفيلالي، عضو المكتب التنفيذي الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، و حمزة الحجوي النائب الأول للرئيس.

و بحسب متتبعين، فإن الجزائر وبعدما جربت كافة الخطط و المؤامرات مع رؤساء سابقين للإطاحة بنفوذ المغرب داخل أجهزة الكاف، اختارت مع رئيس الاتحادية الجديد وليد صادي أسلوب المهادنة خاصة و أنها عادت لتوها إلى اللجنة التنفيذية للكاف بعد غياب طويل.

ووفق ذات المتتبعين، فإن الجزائر و بعدما “اشترت” مقعد اللجنة التنفيذية من تونس في ظروف غامضة، تعمل حاليا على حشد تحالفات داخل الكاف و التغلغل شيئاً فشيئاً والهدف في الأخير هو إضعاف المغرب.

و بحسب مراقبين، فإن الجزائر وبعدما اقتنعت بقوة المغرب داخل الكاف و حصول فوزي لقجع على إجماع المصوتين ، اختارت نهج أسلوب ماكر وهو دعم رئيس الجامعة الملكية المغربية للظهور أمام الأفارقة و رئيس الفيفا بأنها لا تخلط الرياضة بالسياسة.

رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم “فاف” وليد صادي ، كان قد صرح مباشرة بعد خلافة نفسه في انتخابات “الفاف” الأخيرة ، أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لديه استراتيجية خاصة لأجل دعم ما أسماه بـ”الدبلوماسية الرياضية”.

وقال صادي : “اليوم تكلمت كثيرا عن القوة الناعمة (Soft power)، أنتم تلاحظون اليوم أنه بكرة القدم أصبحنا نتدخل في سياسات دولة، ولذا أظن أن رئيس الجمهورية لديه رؤية استراتيجية قوية يُريد من خلالها أن ترجع الدبلوماسية الرياضية بقوة”.

كلام صادي اعتبره متتبعون إشارة واضحة من عزم الجزائر خوض حرب ضد المغرب على الصعيد الكروي في القارة الافريقية ، خاصة مع النفوذ الواسع الذي تتمتع به المملكة داخل دواليب الكاف و أيضا الفيفا.

وتحاول الجزائر استنساخ نسخة لقجع، عبر تعيين رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم وليد صادي وزيراً للرياضة، و “شراء” مقعد داخل اللجنة التنفيذية للإتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف” ، بعد تراجع التونسي حسين جنيح في آخر لحظة عن طرح ملفه لدى لجنة الترشيحات في الهيئة القارية.

مقالات مشابهة

  • مياه طرطوس تتسلم محولتين كهربائيتين لضمان استمرار إمدادات المياه
  • هل يتحول ملف المياه إلى “حرب جديدة” بين الجزائر والمغرب؟
  • أسرة جزائرية تشكر المغاربة بعد إرجاع جثمان ابنها الذي غرق بين سبتة والمضيق
  • الجزائر تزعم بأن المغرب قلص "حصتها" من مياه "وادي كير"
  • وسط تصاعد الخطاب العدائي.. مقارنة قدرات الجيشين الجزائري والمغربي
  • للهلع مفاعيل… تبون يُشرِع أبواب الجزائر أمام ترامب
  • البوعمري: القمة الثلاثية في طرابلس بلا مخرجات واضحة وتسعى لشق الصف المغاربي
  • السلاك يحذر: قمة ليبيا والجزائر وتونس غير واضحة المعالم.. وعلى الرئاسي الا يزج بليبيا في صراعات إقليمية
  • التصويت لصالح المغرب في “انتخابات الفيفا”.. النظام الجزائري يمر إلى الخطة (ب)
  • فرنسا ترسل “قائمة المطرودين” إلى الجزائر