الدرس المستفاد لبقية بقاع السودان من الفاشر
تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT
الدرس المستفاد لبقية بقاع السودان من الفاشر
-الدرس الأول: البكا بحرروه اهله
– ماف دواس بدون غبينة
– من يطلب الموت ويهاجم ويتقدم تكتب له الحياة
– الدرس الثالث : البكا بحرروه أهله
– الحكمة القديمة قال الغلام لأمه سيفي قصير قالت له تقدم خطوة يطول.
– الدرس الأخير: البكا بحرروه أهله.
بدون إستصحاب هذه الدروس والحكم لن تهزم المليشيا ولن يتحرر اي شبر.
Alnour Sabah
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
من أحرق مدينة الفاشر؟
إنّهما جبريل ومناوي، حينما فارقا الحياد وانخرطا في دعم حرب الحركة الإسلامية الهادفة لاستعادة السلطة، التي نزعها ثوار ديسمبر بمساندة قوات الدعم السريع، بعدما أعلنا ذلك في مؤتمر صحفي بعاصمة الحركة الطريدة بورتسودان، قلنا أن ذلك الموقف الذي اتخذاه قد مثّل أبهى صورة لتجليات العبودية، والارتزاق من دم الأقربين، وبذلك عكسا الوجه الأكثر بشاعةً للانتهازي المتملق القادم من دارفور، المستعد لمسح جوخ أحفاد الزبير باشا سمسار العبــيد، الذي خرق آذان اجدادهما ونظمها بحبل ممتد من دارفور وبحر الغزال، وصولاً لأسواق النخاسة والرق بمصر، فالحرب كشفت لإنسان دارفور حقيقة اخوانه الذين تاجروا به وبقضيته، وجعلوها كالبغي التي تدر على سيدها المال الحرام برمي نفسها في أحضان الرجال، لقد دهشت النساء ورهب الأطفال واحتار الشيوخ في مخيمات النزوح، وهم يشاهدون مناوي وجبريل اللذين وعداهم بجنة الأمن ونعيم الاستقرار، ينامان على حرير أسرّة فنادق بورتسودان – العاصمة المؤقتة لعصابة الإسلام السياسي، لقد فرز أهل دارفور "البيض" من "الحميض"، وادركوا أن (الحوامض) جميعها قد آثرت الارتماء في حضن محتقرها، وحزنت المخيمات لصمت الرجلين حيال ذبح من يحمل صبغة دارفور الوراثية بالمدن المركزية، وصدمت لتمسكهما بالكرسي بعد هول المجزرة التي ارتكبها طيران العدو بإبادة سكان قرية "طُرة" الواقعة شمال مدينة الفاشر، هكذا ختم أمراء الحرب مسيرة الارتزاق، وبلا شك سيلاحقون لما جلبوه من عار.
ما كان للدمار الذي حاق بسكان وبنيان مدينة الفاشر أن يحدث لو مكث الرجلان في حيادهما، وما جرى لقاطني فاشر السلطان من موت وجوع وعطش ونقص في الدواء والغذاء والكساء، يتحمل وزره جبريل ومناوي اللذين أرسلا شباب قبيلتهما لمحرقة الحرب، لجني ملايين الدولارات المصروفة لأجل رفاه الأقربين، لم يحدث أن عق ابن من أبناء الإقليم المنكوب أهله مثلما فعل المرتزقان، فأين هما من "دريج" الحاكم الأسبق للإقليم الذي بنى الطرق؟، فالآن، هل عرف أهل دارفور من هو البناء ومن ذلك النهّاب؟ ومن بني الطرقات ومن سرق المؤسسات (البعثة الأممية المشتركة)؟، وهل يسمح هذا الشعب البسيط بعودة الذين أحالوا دياره لمحرقة تفحمت فيها الجثث وتدمرت فيها البيوت؟، إنّ المدينة التي كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل فج عميق، دخلت في ليل بهيم ودجى مظلم، وسهرت نساؤها مع أصوات المدافع التي أحالتها إلى جحيم لا يطاق، لبؤس الرجلين اللذين اتخذا قرار المواجهة الخاطئ، وما كان لهذه المدينة التاريخية أن تؤول لهذا المآل المرعب لولا أن قرارها ليس بيد أبنائها، لقد أذاها الصحراويون الويل والثبور وعظائم الأمور، إنّها مدينة التلال الرملية الباذخة التي زرتها قبل اندلاع (حرب تحرير السودان) بثلاث سنوات، استنشقت فيها عبق التاريخ في مشهد لن تجده إلّا في الفاشر، ذلك المشهد هو أن سكانها يقدمون للزائر العطر والحلويات والكعك في غير أيام العيد.
سوف تضع الحرب أوزارها ويرمم قصر السلطان وملحقاته، وتمتلئ البحيرة بالمياه الجارفة لدماء الخطيئة الكبرى التي ارتكبها مناوي وجبريل، ويرقص الصغار والكبار على إيقاع "الفرنقبية"، و يُنحر كابوس الشر على بوابة الفرقة العسكرية – مكمن الداء وحصن الأعداء، الذين كادوا لهذه الديار الطيب أهلها كيداً عظيماً منذ العام الأول (للاستغلال)، قريباً سيعود المواطنون لا (النازحون) إلى مدينتهم وبيوتهم الممسوحة غير المسفوحة، والمخططة رسمياً من إدارة الحياة المدنية الجديدة، فبعد هذه المتاجرة الرخيصة لجوقة الشؤم بقضايا النازحين، لن يكون هناك سودانياً واحداً نازحاً على أرضه بعد التحرير، فالعهد الجديد هو عهد المواطنة الحقة التي لا مكان فيها للأحياء العشوائية وحارات العشش وبيوت الصفيح ومدن الكرتون، وسوف يأوي كل سوداني إلى قطعة أرضه المستحقة من الدولة، لا تلك الأرض التي يشتريها من حر ماله بغرض السكن، إذ كيف لمواطن أن يشتري أرضاً سكنية مقتطعة من تراب وطنه؟، هذا السؤال يجب أن يؤخذ في اعتبار القائمين على أمر بناء الحياة القادمة، لقد عشنا زماناً معتقدين أن الواجب علينا شراء الأرض التي نود أن نبني عليها بيوتنا، داخل أوطاننا، إنّ هذا لعمري أكبر فضيحة وعار لدويلة السادس والخمسين، كيف صمت المواطنون السودانيون عن هذه المهزلة الحكومية طيلة هذه السنين؟.
إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com