حمد البدر الأخصائي بمركز قطر للتطوير المهني لـ «العرب»: 7 نصائح لاستثمار منصات التواصل في المسارات الوظيفية
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
«الوسائل» منجم خصب للمعلومات للموارد والوظائف الجديدة
فتحت الباب على مصراعيه لدخول حقبة جديدة من الشبكات المهنية
أكد حمد البدر، أخصائي أول تطوير مهني بمركز قطر للتطوير المهني، أن وسائل التواصل الاجتماعي فتحت الباب على مصراعيه لدخول حقبة جديدة من الشبكات المهنية الافتراضية والبصمة التسويقية الشخصية، وحتى البحث عن الشواغر وفرص العمل عبر الانترنت، بعد أن شكلت فهم الكثيرين حول التفاعل والتواصل.
وأشار البدر في حوار مع «العرب» إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت تشكل منجمًا خصبًا للمعلومات والموارد، مع ابقاء مستخدميها على اطلاع على أحدث المستجدات في مجالاتهم مقارنة فيما يكاد يتلاشى الاعتماد على وسائل الإعلام التقليدية في هذا الصدد.
ولفت إلى أن هناك عددا من النصائح الواجب الالتزام بها من أجل تحقيق أقصى استفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في المسارات المهنية، منوهاً إلى أن هذه الوسائل أوجدت وظائف جديدة لم تكن موجودة قبلها.. وإلى نص الحوار..
في البداية.. كيف ترون تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على التطوير المهني؟
- ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تغيير مقاربتنا للتطوير المهني تغييرًا جذريا، لتفتح الباب على مصراعيه لدخول حقبة جديدة من الشبكات المهنية الافتراضية، والبصمة التسويقية الشخصية، وحتى البحث عن الشواغر وفرص العمل عبر الإنترنت.
فبعد أن أعادت وسائل التواصل الاجتماعي تشكيل فهمنا حول التفاعل الإنساني، والترفيه، والتواصل فيما بيننا، أصبحت منصات مثل لينكدإن، وتويتر، وإنستغرام أدوات رئيسية لمهن عديدة تتيح لمستخدميها فرصًا كان يصعب الحصول عليها سابقًا؛ فيتمتع المحترفون الآن بالقدرة على عرض مهاراتهم وخبراتهم وإنجازاتهم لجمهور أوسع من ذي قبل، وباتوا يشكلون شبكات مهنية من حول العالم تتواجد بالكامل في العالم الافتراضي.
وقد كان من المتعارف عليه ضرورة الحضور شخصيًا إلى فعاليات بناء العلاقات المهنية، وتوزيع السير الذاتية يدًا بيد على أصحاب العمل المحتملين؛ إلا أنه لا يستهان بتصميم ملف شخصي متكامل ونشره بضغطة زر على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتشكل وسائل التواصل الاجتماعي منجمًا خصبًا للمعلومات والموارد، من رصد التطورات في التخصصات المختلفة، إلى فرص العمل والإعلانات عن الوظائف، فهي تبقي مستخدميها على اطلاع على أحدث المستجدات في مجالاتهم مقارنة فيما يكاد يتلاشى الاعتماد على وسائل الإعلام التقليدية في هذا الصدد.
كيف يمكن تحقيق الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي؟
- لتحقيق أقصى استفادة من إمكانات وسائل التواصل الاجتماعي، ثمة بعض النصائح الهامة لبناء البصمة التسويقية واستثمارها في التطور المهني:
1- حدد بصمتك التسويقية: حدد ما تريد أن تشتهر به، ونقاط القوة والمهارات والخبرات التي تمتلكها والتي تؤكد على بصمتك التسويقية لذاتك. خذ بعين الاعتبار هواياتك وقيمك الشخصية، والجمهور المستهدف من المتابعين برسائلك فهي عنصر أساسي في بناء بصمتك الشخصية وتحديد نظرتهم عنك، مع وضع أهداف مرنة قابلة للتعديل والتطوير بما يتكيف مع متطلبات سوق العمل.
2- ركز على المنصات المناسبة لبصمتك التسويقية: حدد وسائل التواصل الاجتماعي الملائمة لما تريد نشره، والتي تتوافق مع أهدافك، والتي يستخدمها جمهورك المستهدف. فهناك منصات شاع استخدامها لأغراض بناء البصمة التسويقية الشخصية كمنصة لينكدإن؛ لكن يفضل مصممو الجرافيك ومنتجو المواد المصورة منصات تخدم غاياتهم الترويجية كإنستغرام أو المدونات الخاصة.
3- حضر رسائلك مسبقًا: اختر رسالة واضحة ومقنعة تعكس بصمتك التسويقية الشخصية، فالرسائل هنا لا تعني بالضرورة المنشورات المكتوبة، بل ما ترى أن نشره على وسائل التواصل الاجتماعي يسهم في عرض القيمة التي ستضفيها إلى سوق العمل، مثل مهاراتك المميزة وطموحك المهني، وما يميزك عن الآخرين في مجالك عمومًا.
4- حافظ على اتساق بصمتك الشخصية: لتكن بصمتك الشخصية متسقة على كافة المنصات التي تستخدمها، وذلك في الهوية المرئية التي تتبناها كصورة حسابك الشخصي والألوان التي تزين بها حسابك، وكذلك تصميم ومحتوى سيرتك الذاتية. وتكمن أهمية هذه النقطة في أن الاتساق المرئي والمقروء في المحتوى الذي تقدمه يجعل من السهل التعرف على بصمتك في أي محتوىً يقرأه جمهورك المستهدف.
5- انشر محتوىً هادفًا باستمرار: طور وشارك محتوىً قيمًا يتصل بمجال خبرتك ومؤهلاتك. ويمكن أن يشمل ذلك المقالات، أو المدونات، أو مقاطع الفيديو، أو الرسومات البيانية، والمعلومات القيمية في مجال عملك؛ فعلى سبيل المثال الصحفيون النشطون على منصة تويتر يتوقع منهم تغطية الأحداث المتداولة والحالية.
6- التفاعل مع الجمهور: انخرط باستمرار وبنشاط مع جمهورك وشارك في النقاشات المتعلقة بمجال عملك وتخصصك. تابع المؤثرين وصناع القرار والمهنيين المحترفين القريبين من بصمتك أو هويتك التسويقية وتواصل معهم. واحرص على أن تكون مشاركاتك هادفةً وأفكارك تخدم النقاش، لا لغرض المشاركة وحسب.
7- ابق عينك على الفرص المتاحة: استفد من بصمتك التسويقية الشخصية للبحث عن فرص جديدة مثل المشاركة كمتحدث في الفعاليات المتعلقة بمجالك، أو المشاركة في بودكاست أو التعاون مع مؤثرين آخرين؛ بما يثبت تمكنك المعرفي من مجالك، والاستفادة من شبكة علاقاتك في إيجاد فرص تطور مهني لذاتك.
هذا على مستوى الأشخاص.. ماذا عن استخدام هذه المنصات على مستوى الشركات والمؤسسات؟
- رغم أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في تطوير البصمة التسويقية الشخصية للأفراد في تطورهم المهني وإيجاد الفرص الأفضل لمستقبلهم، فإن استخدام هذه المنصات بات محوريًا أيضًا في الترويج للعلامات التجارية للشركات والمؤسسات المختلفة.
هل ساهمت هذه المنصات في طرح وظائف لم تكن مطروحة من قبل؟
- نعم بالطبع.. أوجدت الشركات استجابة لهذا التطور في مجال الترويج الرقمي عدة وظائف تعنى بتمكين الشركات من بناء علامتها التجارية وإيصال صوتها ورسالتها للجماهير، وتحولت هذه الأعمال إلى مسارات مهنية متكاملة. وفيما يلي بعض الأمثلة على هذه المسارات المهنية:
1- أخصائي تطوير المحتوى: تدور مسؤولياته حول إنتاج محتوى جذاب وعالي الجودة عبر الوسائط المختلفة المرئية والمسموعة والمكتوبة، كالمقالات والمنشورات، أو مقاطع الفيديو والبودكاست، أو الرسوم البيانية والتصاميم المرئية. ويجب أن يتحلى أخصائي تطوير المحتوى بمهارات السرد وكتابة الإعلانات أو العروض التقديمية المرئية لينقل رسائل العلامة التجارية إلى الجمهور بشكل سلس وفعال.
2- مدير وسائل التواصل الاجتماعي: يكون مسؤولًا عن إدارة وتنظيم ونشر المحتوى الذي ينتجه أخصائيو تطوير المحتوى عبر مختلف منصات وسائل التواصل الاجتماعي. وذلك وفق استراتيجيات وسائل التواصل الاجتماعي التي يرسمها أخصائيو استراتيجيات العلامة التجارية. كما يندرج ضمن مسؤولياته التفاعل المباشر مع الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومراقبة مقاييس الأداء وتقييمها وتحسين الأداء الكلي للعلامة التجارية على منصات التواصل الاجتماعي.
3- المؤثرون: وهم الأفراد الذين نجحوا في بناء علامة تجارية شخصية وبات لديهم جمهور عريض ومميز في اهتماماته. حيث يمكن للمؤثرين أن يكونوا أداة قيمةً لأي شركة، أو مؤسسة لإيصال صوتها، أو الترويج لحملاتها،أو منتجاتها. وغالبًا ما يستخدم أخصائيو التسويق الرقمي المؤثرين كقناة رئيسية لنشر رسائلهم للجمهور المستهدف.
4- أخصائي التسويق الرقمي: وهو المسؤول عن وضع وتنفيذ استراتيجيات التسويق الرقمي للشركة، لتعزيز حضور علامتها التجارية عبر الإنترنت. ويستخدم أخصائي التسويق الرقمي قنوات تسويقية مختلفة، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي، لزيادة الوعي العام بالعلامة التجارية وتشجيع تفاعل العملاء معها.
5- أخصائي استراتيجيات العلامة التجارية: يعمل بشكل وثيق مع العملاء والمستفيدين من خدمات الشركة لتطوير وتنفيذ استراتيجيات متكاملة للعلامة التجارية تشمل كل ما سبق ذكره من محتوىً وتواصل وتفاعل مع الجمهور وجهود تسويقية. وتكون مهمته الأساسية ضمان اتساق العلامة التجارية عبر كل قنوات الاتصال مع الجمهور المستهدف، وتكامل الجهود الترويجية والتسويقية. الجدير بالذكر أن هذا المسار المهني، كالمسارات المذكور أعلاه، كان موجودًا بالفعل، لكن نطاق مسؤولياته توسع، واختلفت طبيعة عمله بعد دخول وسائل التواصل الاجتماعي بقوة على خط الأدوات التي يمكن لأخصائي استراتيجيات العلامة التجارية استخدامها.
ختاماً.. كيف تقيمون ما أحدثته وسائل التواصل الاجتماعي على المسارات المهنية؟
وسائل التواصل الاجتماعي أثبتت جدارتها بالاهتمام لأي شخص يبحث عن التطور مهنيًا في بيئة ديناميكية وتفاعلية، مما أحدث ثورة في الطريقة التي نتناول بها مفهوم النمو المهني في عالم اليوم الذي بات أكثر ترابطًا من أي وقت مضى. وبات لزامًا عليك كمهني يبحث عن التقدم في مجاله أن يكون لديك تواجدٌ بشكل ما عبر الإنترنت، ليعرف العالم من أنت، ولتتواصل مع من يشبهك ويبدع مثلك وتستلهم منه وتلهمه! ومن يعلم، قد تجد فرصتك المهنية التالية من خلال شخص تتابعه على منصة تواصل اجتماعي أو إعلان منشور يشد انتباهك.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر وسائل التواصل الاجتماعی العلامة التجاریة مع الجمهور على وسائل
إقرأ أيضاً:
سيدة تدعي تعرضها للنصب من مجهول انتحل شخصية براد بيت.. كيف خدعها؟
«بلا مأوى ومنهارة ومفلسة».. هكذا الوضع الحالي لسيدة خمسينية تصدرت قصتها منصات التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة؛ بعدما قالته عن تعرضها لعملية احتيال من قِبل شخص أو حساب وهمي انتحل شخصية الممثل الهوليودي الشهير براد بيت.
حالة السيدة ضحية براد بيت المزعومبعد ظهور السيدة الخمسينية - والتي عرفت نفسها باسم «آن» - على إحدى القنوات الفرنسية، وروت تفاصيل ما حدث معها وكيف خدعها براد بيت المزعوم حتى وقعت في حبه، كشفت محاميتها «لورين» أنها تعاني من الاكتئاب، وصارت بحالة نفسية يُرثى لها.
كما كشفت المحامية، في تصريحات صحفية، أن موكلتها المخدوعة من براد بيت المزعوم صارت الآن بلا مأوى ومنهارة تمامًا؛ لا سيما في ظل حجم السخرية والتنمر الذي تعرضت له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لافتة إلى أنها أصبحت مفلسة بعد انفصالها عن زوجها الملياردير عندما كانت تظن أنها مغرمة بالممثل الشهير براد بيت، وأنها تعيش حاليًا في منزل أحد أصدقائها، وفقًا لِما ورد على صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
التعرض للسخرية والتنمروتعرضت السيدة المخدوعة لأشكال مختلفة من السخرية والتنمر عبر منصات التواصل؛ إذ نعتها كثيرون بالغباء والسذاجة، بالإضافة إلى أوصاف مسيئة أخرى، ما اضطرها إلى إغلاق حساباتها على وسائل التواصل.
واستخدم «المحتال» - الذي أدعى أنه الممثل براد بيت - لاحقًا صورًا مزيفة ومعدلة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لإيهام السيدة المغرمة بأنه واقع في حبها، وذات مرة بعد عدة أشهر من بدء علاقتهما أخبرها أنه في المستشفى ويحتاج إلى المال لإجراء عملية جراحية عاجلة، وذلك بعد أن وضعت المحكمة يدها على أمواله نتيجة إجراءات طلاقه من الممثلة الشهيرة أنجلينا جولي.
إرسال 900 ألف دولار لرجل محتالونتيجة لذلك، أرسلت له السيدة حوالي 900 ألف دولار أمريكي، قبل أن يختفي لاحقًا وتكتشف حجم الخدعة التي وقعت ضحيتها والتي دمرت حياتها بعد انفصالها عن زوجها، وأثارت هذه القصة جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما فيما يتعلق بخطورة التزييف باستخدام الذكاء الاصطناعي، ومخاطر التواصل عبر الإنترنت مع أشخاص لا يمكن التحقق من هويتهم.