دينا محمود (لندن)

أخبار ذات صلة «برسي كوكس والسياسة البريطانية في الخليج العربي».. محاضرة نظمها الأرشيف والمكتبة الوطنية على هامش مشاركته في قمة مجموعة السبع.. رئيس الدولة يلتقي رئيس الوزراء البريطاني

لا يقتصر الخطر الذي يهدد رئيس الوزراء البريطاني المحافظ ريشي سوناك خلال الأسابيع المتبقية على موعد الانتخابات التشريعية المقبلة، على المنافسة التي يواجهها من غريمه العمالي كير ستارمر ذي توجهات يسار الوسط، وإنما تشمل كذلك زعماء يمينيين كانوا أعضاء في «المحافظين» سابقاً، من طراز نايجل فاراج.


فـ «فاراج»، الذي يصفه البعض بـ «ترامب بريطانيا» في إشارة إلى العلاقة القوية التي تربطه بالرئيس الجمهوري السابق والمرشح في سباق هذا العام نحو البيت الأبيض، أعلن مطلع الشهر الجاري، عزمه خوض الانتخابات التشريعية البريطانية، متراجعاً بذلك عن قرار سابق بعدم الترشح، من أجل التفرغ لدعم حليفه عبر المحيط الأطلسي.
وشَكَلَّ هذا القرار المفاجئ، صدمة إضافية لسوناك وحزبه الحاكم، الذي ترجح غالبية استطلاعات الرأي، أن يُمنى بهزيمة قد تكون غير مسبوقة أمام حزب العمال في انتخابات الرابع من يوليو، بما يقود لعودة المعارضة العمالية، إلى سدة السلطة للمرة الأولى منذ 14 عاماً.
فتقديرات المتابعين للمشهد السياسي في بريطانيا، تؤكد أن فاراج - الذي يمثل حالياً رأس حربة تيارات سياسية أشد يمينية من حزب المحافظين صاحب توجهات يمين الوسط - يهدد بخوضه للانتخابات، عدد المقاعد المحدود من الأصل، الذي يُتوقع أن يفوز به سوناك وحزبه، في مجلس العموم المقبل.
ويشير هؤلاء إلى أن ذلك السياسي اليميني، الذي انشق على «المحافظين» عام 1992 ولعب دوراً تاريخياً في حمل غالبية مواطنيه للتصويت لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي في استفتاء 2016، لا يزال من بين الساسة الأكثر أهمية في بريطانيا، كما أنه وجه إعلامي يحظى بشعبية كبيرة، حتى وإن كانت إطلالاته التليفزيونية تثير الجدل في كثير من الأحيان. ويُذَكِّر المحللون، بأن فاراج سبق أن قاد حزب «استقلال المملكة المتحدة»، الذي كان من بين أعضائه المؤسسين، إلى حصد أكثر من 12% من أصوات البريطانيين في انتخابات عام 2015، وهو ما شَكَلَّ أحد العوامل، التي حدت برئيس الوزراء المحافظ آنذاك ديفيد كاميرون، للمضي على طريق إجراء استفتاء الخروج، في العام التالي لذلك مباشرة.
كما أن حزب «بريكست»، الذي شكله فاراج في عام 2018، تصدر الأحزاب البريطانية التي خاضت غمار انتخابات البرلمان الأوروبي التي أُجريت بعد عام واحد، وشاركت فيها بريطانيا نظراً لأن إجراءات خروجها من الاتحاد الأوروبي، كانت لم تكتمل بعد.
أما الآن، فيظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «يوجوف» البريطانية لأبحاث السوق وتحليل البيانات، عن أن التيار اليميني الذي يقوده فاراج، بات يحتل المركز الثالث في ترتيب القوى السياسية في البلاد، بعد «المحافظين» بفارق نقطتين مئويتين فحسب، إذ نال نسبة تأييد تشارف 17%، مقابل 19% فقط حصل عليها الحزب الحاكم، وذلك بفارق كبير عن «العمال» المتربع على القمة، بدعم 40% من المستطلعة آراؤهم.
ووسط توقعات، أوردتها صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، بأن يفوز «العمال» بـ 422 مقعداً مقابل 140 فقط لـ«المحافظين»، يحذر المحللون، من أن أي مقاعد قد يحصل عليها فاراج وأنصاره في البرلمان البريطاني المقبل، ستشكل خصما من إجمالي الحصة المنتظرة لمرشحي الحزب الحاكم حالياً.
ويعني ذلك أن عودة فاراج إلى الساحة السياسية البريطانية، قد تحول الهزيمة المُرجحة لـ «المحافظين»، إلى كارثة حقيقية للحزب، الذي قاد المملكة المتحدة منذ عام 2010، وتبدلت قياداته بوتيرة متسارعة منذ استفتاء 2016، إلى حد تعاقب خمسة من زعمائه على رئاسة الحكومة، خلال ست سنوات.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: بريطانيا الانتخابات البريطانية ريشي سوناك حزب المحافظين

إقرأ أيضاً:

«تريندز» يعقد حوارات بحثية مع أبرز المؤسسات الفكرية البريطانية

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «تريندز» يشارك في مؤتمر «الوقف وتنمية المجتمع» بريطانيا: دول عدة مستعدة لإرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا

في إطار استراتيجيته لتعزيز الشراكة البحثية الدولية، وضمن جولته البحثية في العاصمة البريطانية، عقد مركز تريندز للبحوث والاستشارات جلستين حواريتين منفصلتين في العاصمة البريطانية لندن، مع اثنتين من أبرز المؤسسات الفكرية البريطانية، وهما المعهد الملكي للشؤون الدولية «تشاتام هاوس»، والمعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI)، وتمت خلال الجلستين مناقشة فرص التعاون البحثي في مجالات عدة منها الذكاء الاصطناعي وقضايا بحثية تتصل بدراسات مثل الدفاع والطاقة النووية، والأمن السيبراني، والدبلوماسية الثقافية، والإسلام السياسي، وذلك في ظل التحديات العالمية المتزايدة.
وفي الجلسة الأولى، التقى وفد «تريندز» نخبة من الباحثين في «تشاتام هاوس»، على رأسهم جون جينكينز، الزميل الأول والدبلوماسي البريطاني السابق، وعزيزة الدرعي، الزميلة المشاركة في المعهد، إلى جانب عدد من الخبراء والباحثين، حيث تم تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية، وتعزيز الدبلوماسية الثقافية كوسيلة لتسوية النزاعات. كما ناقش الطرفان سبل التعاون في مجالات البحث العلمي، وتنظيم الفعاليات الفكرية، ونشر الدراسات المتخصصة لدعم صناع القرار في المنطقة والعالم.
وأشاد الدكتور محمد العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز، بالدور الذي يلعبه «تشاتام هاوس» في تقديم تحليلات معمّقة حول القضايا الدولية، مؤكّداً أهمية تبادل الخبرات البحثية لتعزيز الاستقرار العالمي.
من جانبه، عبّر جون جينكينز عن تقديره للأبحاث التي ينتجها «تريندز»، مشيراً إلى أنه استفاد من بعض مؤلفات المركز حول الإسلاموية وحركة الإخوان المسلمين.
وأضاف أن منطقة الشرق الأوسط تشهد تغيّرات متسارعة، ما يجعل الحوار المباشر مع الباحثين من المنطقة ضرورة لفهم المشهد بعمق أكبر.
بدورها، قالت عزيزة الدرعي: «لقد كان من دواعي سروري استضافة زملائنا من مركز تريندز»، مشيرة إلى أن النقاش كان مثمراً وتناول القضايا التي تهم المنطقة، بالإضافة إلى القضايا العالمية ذات الأهمية البحثية لتشاتام هاوس.

تعاون مع «RUSI»
أما الجلسة الثانية، فقد انعقدت مع المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI)، حيث ترأس وفد «تريندز» الدكتور محمد العلي، وتمت مناقشة فرص التعاون البحثي في قضايا الدفاع والطاقة النووية والأمن السيبراني والابتكار والذكاء الاصطناعي.
وخلال اللقاء، اصطحبت أماندا، مديرة معلومات المكتبة في RUSI، وفد «تريندز» في جولة تعريفية داخل مكتبة المعهد، التي يعود تاريخها إلى عام 1895، حيث اطلع الوفد على ما تحويه المكتبة من مواد تاريخية وموسوعات علمية، وتعد مركزاً عالمياً للتعلم والمعرفة، كما أضافت المكتبة تقريراً بحثياً جديداً من إصدارات «تريندز» إلى مقتنياتها، تأكيداً على أهمية التعاون المعرفي بين المؤسستين.
وأكّد الطرفان أن البحث العلمي المشترك هو المفتاح لمواجهة التحديات العالمية، مشيرين إلى أهمية تعزيز التعاون بين المؤسسات البحثية لإنتاج دراسات معمّقة تساهم في تقديم حلول استراتيجية.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور محمد العلي أهمية التعاون والشراكات لتحفيز الابتكار وتحقيق نتائج مؤثرة. وقال إن «تريندز» يسعى من خلال هذا التعاون إلى تبادل الخبرات والمعرفة مع(RUSI) لمواجهة التحديات.

عمق
رحّب المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI) بالشراكة مع «تريندز»، مؤكّداً أن هذا التعاون يسهم في تعزيز البحث العلمي المشترك، ودعم الجهود الرامية إلى فهم القضايا الأمنية العالمية بعمق أكبر.
شراكات مستقبلية
أسفرت الجلستان عن اتفاق الطرفين على استكشاف مشاريع بحثية مشتركة في المجالات التي تم تناولها، وتنظيم فعاليات فكرية مستقبلية. كما تم الاتفاق على تبادل الإصدارات البحثية، وتعزيز التعاون في مجال النشر، بما يسهم في تقديم رؤى استراتيجية تدعم الباحثين والمهتمين والأكاديميين وصناع السياسات.

مقالات مشابهة

  • خارجية الدبيبة: ملتزمون بتطوير العلاقات الليبية البريطانية
  • ماذا قالت الاستخبارات البريطانية عن علاقة حماس بإيران قبل 30 عاما.. وثائق تجيب
  • الرئيس عون بحث مع كبير الخبراء العسكريين لدى الحكومة البريطانية الأوضاع في المنطقة
  • توتر داخل الحكومة البريطانية بعد تصريحات وزير الخارجية بشأن إسرائيل
  • الهلال يتلقى صدمة بشأن صفقة محمد صلاح
  • صدمة وضجّة
  • صدمة الخوير وبوشر!
  • الخارجية البريطانية ترفض شجب إسرائيل بعد قتل عاملين في جمعية بريطانية بغزة
  • «تريندز» يعقد حوارات بحثية مع أبرز المؤسسات الفكرية البريطانية
  • تفاصيل لقاء حسين الشيخ بالقنصل العام البريطانية