مسؤولية الإعلام في مجزرة صلاح الدين (سبايكر)
تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT
16 يونيو، 2024
بغداد/المسلة الحدث:
علي مارد الأسدي
سؤال يتردد دائمًا.. كيف وقع أكثر من ألفي شاب شيعي أعزل ضحية لعشرات من المسلحين في صلاح الدين؟!
للإجابة عن السؤال، علينا فقط إلقاء نظرة فاحصة على شريط الأحداث قبل وقوع المجزرة الطائفية، ومراجعة التغطية الإعلامية المُضلِلة التي كانت تعج بالشعارات الوطنية الجوفاء، المزيفة، الخالية من المصداقية والشفافية والأمانة في نقل الأحداث والصراعات داخل العراق.
ومن دون شك سننتهي بعد دراسة التغطية الإعلامية آنذاك، بشقيها الرسمي والحزبي، إلى تحميل الإعلام مسؤولية كبيرة في تضليل وتجهيل الشعب، وبث شعور مزيف بالأمن والطمأنينة لدى عامة الشيعة، ومنهم ضحايا مجزرة صلاح الدين، الذين فهموا أن ما كان يجري من إحتجاجات وتفجيرات وأعمال عنف منظمة وموجهة، ذات محركات ومصالح وغايات سياسية ليس إلا !!
وفيما كانت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي تغرق بالشعارات التي تتغنى وتمجد باللحمة الوطنية العراقية المزعومة، كانت الشوارع والساحات والمدن الشيعية تغرق بدماء وأشلاء ولحوم الأبرياء التي ظلت لسنوات طوال، تجمع في أكياس سوداء وتدفن في ظل بهرجة وطنية يروج لها الإعلام ولا تسمح بالكشف عن الهوية الدينية للمقتول والقاتل وأسباب القتل.
يقول أحد الناجين من المجزرة الطائفية:
اعتقدنا، بحسب ما كنا نشاهد في الإعلام، أن القضية كلها هي مشكلة محصورة بين بعض السياسيين السنة والسيد نوري المالكي شخصيًا. ولم نكن نتصور للحظة واحدة، ونحن نغادر قاعدة سبايكر مطمئنين من دون سلاح، وبهذا العدد الكبير، أن نتعرض إلى الخديعة والخيانة والغدر من قبل (أخوتنا) في الوطن والقومية والدين، عشائر صلاح الدين، الذين كانوا يتغنون ليل نهار بإسم العراق!
علي مارد الأسدي
* الصورة في تموز عام 2016
التظاهرة الوحيدة في العراق، وربما في تأريخ العراق، التي وضعت النقاط على الحروف فيما يتعلق بالتفجيرات الطائفية التي تستهدف مدن وأحياء الشيعة.
وكان لي شرف كتابة شعاراتها وبيانها الختامي والمشاركة في الإعداد لها.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: صلاح الدین
إقرأ أيضاً:
عودة ترامب تثير تساؤلات حول دور العراق في استراتيجيات واشنطن
17 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تتزايد التساؤلات حول طبيعة السياسات التي ستتبعها إدارته الجديدة في الشرق الأوسط، خصوصاً في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة.
معهد بحوث السياسة الخارجية الأميركي أشار في تقرير حديث إلى أن القضية الرئيسية التي ستواجهها الإدارة المقبلة هي الوجود العسكري الأميركي في كل من العراق وسوريا، حيث تواجه هذه القوات تحديات مستمرة من قبل محور المقاومة، إضافة إلى تصاعد التساؤلات في واشنطن حول الجدوى الاستراتيجية لاستمرار هذا الوجود. التقرير أشار إلى أن ترامب قد يميل، استناداً إلى شعاره “إنهاء الحروب التي لا تنتهي”، إلى إعادة القوات إلى الوطن، لكن تنفيذ هذا القرار قد يكون معقداً نظراً لارتباط هذه القوات بالمصالح الأميركية الحيوية في المنطقة.
التقرير لفت إلى أن سياسات ترامب الجديدة قد تختلف عن فترة ولايته الأولى، خاصة في ظل تزايد التوترات الإقليمية بين محور المقاومة وإسرائيل، ما يضع واشنطن أمام خيار تعزيز التحالفات وإعادة ترتيب أولوياتها في المنطقة. وبينما يسود انقسام داخل الحزب الجمهوري بين تيار انعزالي يتماشى مع رؤية ترامب وتيار آخر يدعم تدخلات عسكرية محدودة، يظل السؤال مطروحاً حول أي رؤية ستتغلب في رسم ملامح السياسة الخارجية.
على صعيد آخر، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعودة ترامب، معتبراً ذلك فرصة لتعزيز التحالف الإسرائيلي-الأميركي. في المقابل، أبدت إيران توجساً من هذا التطور، حيث ستعتمد طبيعة العلاقات الأميركية-الإيرانية على موقف طهران من البرنامج النووي واستعدادها للتفاوض. وعلى الرغم من تصريحات ترامب السابقة التي تؤكد أنه لا يسعى إلى تغيير النظام الإيراني، فإن الوصول إلى اتفاق جديد بشأن الملف النووي قد يشكل تحدياً رئيسياً للإدارة المقبلة.
في هذا السياق، يمكن القول إن عودة ترامب إلى البيت الأبيض قد تحمل تداعيات واسعة على منطقة الشرق الأوسط، ليس فقط في إطار إعادة تموضع القوات الأميركية، بل أيضاً في إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية والدفع نحو سيناريوهات جديدة تعيد ترتيب موازين القوى.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts