حزب الله يهاجم بمسيرات مفخخة أهدافا إسرائيلية وسكان الشمال يتظاهرون
تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT
أعلن حزب الله اللبناني اليوم السبت تنفيذ 3 عمليات ضد أهداف لجيش الاحتلال شمالي إسرائيل، وسط انفجار مسيّرات في الجليل الغربي، وتظاهر سكان المناطق الشمالية ضد التصعيد على الحدود مع لبنان، وعدم تفاؤل إسرائيلي بمفاوضات مع الحزب.
وقال الحزب إنه هاجم بأسراب من المسيّرات مقر قيادة كتيبة المدفعية في قاعدة خربة ماعر وأماكن تمركز ضباطها وجنودها مما أدى إلى تدمير واحتراق جزء منها ووقوع قتلى وجرحى.
كما قصف بالصواريخ الموجهة مقر وحدة المراقبة وإدارة العمليات الجويّة في قاعدة ميرون الإسرائيلية.
وأكد الحزب أنه دمر جزءا من تجهيزات المقر وراداراته، واستهدف تمركزا لجنود إسرائيليين في موقع حدب يارون مُوقعا من فيه بين قتيل وجريح.
وأفادت مراسلة الجزيرة بإطلاق صاروخ باتجاه موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا المحتلة جنوبي لبنان.
بالمقابل، قال الجيش الإسرائيلي إن مسيّرات مفخخة دخلت من لبنان، وانفجرت في منطقة غورن بالجليل الغربي، دون وقوع إصابات.
من جانبها، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن حريقا اندلع في منطقة غورن، بسبب صواريخ أطلقت من جنوب لبنان.
وكان الجيش الإسرائيلي قال في وقت سابق إن طائرة تابعة لسلاح الجو استهدفت، عضوا في حزب الله بمنطقة عيترون جنوبي لبنان.
قتيل في لبنانوفي جنوبي لبنان، أفاد الدفاع المدني بمقتل شخص وإصابة آخر في غارة بمسيرة إسرائيلية استهدفت دراجة نارية في محيط بنت جبيل جنوبي لبنان.
وأكدت وكالة الأنباء اللبنانية أن القصف الإسرائيلي استهدف أطراف بلدة الناقورة، في حين تعرضت أطراف بلدتي ديرميماس وتلة العزية لقصف فوسفوري، بهدف إشعال النيران في أحراجهما.
وقال مراسل الجزيرة إن غارة لمسيّرة إسرائيلية استهدفت محيط بلدة عيترون جنوبي لبنان.
الدراجة النارية المستهدفة في بنت جبيل- عيترون pic.twitter.com/QVW2tua4Uz
— bintjbeil.org (@bintjbeilnews) June 15, 2024
تظاهر ضد التصعيدوفي شمال إسرائيل، تظاهر مئات الإسرائيليين ضد سياسة الحكومة بالتصعيد على الحدود مع لبنان.
كما اتهم المتظاهرون الحكومة بتجاهل سكان الشمال وتركه يحترق، وفق تعبيرهم.
من جانبها، نقلت القناة الـ13 الإسرائيلية عن مسؤولين قولهم إن الحكومة غير متفائلة بأن حزب الله سيوافق على مطالب واشنطن خلال المفاوضات، بعد أن دفع الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إيفاد مبعوث خاص إلى المنطقة بعد غد الاثنين للحيلولة دون تدهور الموقف على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وكانت شبكة "سي بي إس" نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن حجم الهجمات الصاروخية على إسرائيل قد يؤدي لحرب غير مقصودة مع حزب الله، معتبرين أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة داخل لبنان "تمهد ساحة المعركة لهجوم كاسح من قبل الجيش الإسرائيلي".
ودعما لقطاع غزة الذي يواجه عدوانا إسرائيليا، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر الخط الأزرق الفاصل، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی جنوبی لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
إبراهيم شعبان يكتب: نظرية العصر الإسرائيلي
لا خلاف في أن ما يمر بالمنطقة العربية من تطورات خلال العام الأخير، ومنذ انطلاق طوفان الأقصى 7 أكتوبر 2023، جد خطير وغير مسبوق، وإذا قلنا إنه خريف عربي مفعم بالمآسي والأزمات فلن نبتعد كثيرا عن واقع الحال.
والحاصل، أن طوفان الأقصى الذي انطلق لتوجيه لطمة لإسرائيل على ما أتصور، ومقايضتها بآلاف الأسرى الفلسطينيين الموجودين في السجون الإسرائيلية، وإحداث "تحريك" في الملف الفلسطيني بعد أكثر من 17 عاما من الجمود التام وعقب سيطرة حركة حماس على القطاع، قد انقلب إلى كارثة كبرى أو سيل يجرف أمامه البلدان العربية، وأول ضحاياها قطاع غزة نفسه، الذي يشهد حتى اللحظة، أكبر مهزلة إنسانية في التاريخ، بعشرات الآلاف من الشهداء وعشرات الآلاف من المصابين ودمار ليس له نظير ووضع على حافة المجاعة.
لكن قضيتنا اليوم، ليست فيما حدث في غزة وهو وضع بالغ الصعوبة وكارثة يراها العالم بأجمعه، ولا يمكن استمراره أكثر من هذا، وإنما المقصود بمقال اليوم هو تداعيات هذا "الطوفان"، والأطراف التي استغلت هذه اللحظة على الأمن القومي العربي والتداخلات الغريبة في المنطقة، والتي من المنتظر أن تشهد تدخلات أكبر وأكثر شراسة مع قرب بدء ولاية ترامب واستلام مهام منصبه رسميا في يناير.
ويمكن إجمال ما حدث من هزّة شديدة في الأمن القومي العربي انطلاقا من دراما غزة في نقاط شديدة الوضوح كالتالي:-
-قطاع غزة تعرض لدمار شديد، ولم ينجح الطوفان في إحداث اللطمة التي كانت مطلوبة لمقايضة الأسرى والتحريك، ولكنه ساعد إسرائيل على مد يدها الطويلة لتمزيق القطاع إربا إربا والتصريح علانية باستمرار القوات الإسرائيلية فيه، يعني إعادة احتلاله بشكل كامل، ونسف كل ما سبق من تفاهمات بعد قيام إسرائيل باغتيال صف كامل من قيادات حماس بدأت بإسماعيل هنية وحتى يحيى السنوار، فالطوفان أطلق يد إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، وأصبح حلم الدولة الفلسطينية نفسه على المحك، ومع وصول ترامب وتأييده الشديد لخطوات إسرائيل فإن هذا الحلم قد أصبح بعيدا جدا.
-جاءت تداعيات الطوفان على لبنان، بعدما تدخل حزب الله في المعادلة، وقال إنه يدافع عن غزة أو يقوم بعملية إسناد جبهة غزة، وكانت النتيجة كارثية أيضا، فلم ينجح حزب الله بانتماءاته الإيرانية المعروفة في وقف الحرب على غزة، بل لم ينجح في الدفاع عن نفسه، وتعرض للتدمير شبه التام واغتيال كامل قيادة التنظيم وأولهم حسن نصر الله، والأسوأ أن تدخل حزب الله في الحرب، أطلق يد إسرائيل في لبنان، ما أدى لسقوط 4 آلاف عنصر ودمار شديد في جنوب لبنان ودمار مروع في بيروت، واستمر ذلك حتى وقف اطلاق النار قبل ثلاثة أسابيع، مع ضمان حق اسرائيل في القصف والضرب حال مخالفة حزب الله أو حكومة لبنان ما تم الاتفاق عليه.
-تداعيات الطوفان، لم تقف عند حدود لبنان ولكنها انتقلت لسوريا، فبعد الضربات العنيفة التي وجهتها إسرائيل لحزب الله في لبنان وطرق الإمداد السورية لأسلحته وتواصل هذه الضربات ضد معسكراته في ضواحي دمشق وغيرها من المدن السورية، ما أدى لانهيار منظومته في دمشق، فإن هيئة تحرير الشام مدعومة بقوة إقليمية، رأت أن ذلك مناسب للهجوم المضاد في أضعف حالات النظام السابق وترنح حليفه حزب الله، ما أدى لسقوط النظام في دمشق خلال 12 يوما فقط لا غير، ولم تكن هذه المشكلة، ولكن استغلال إسرائيل للوضع الذي تمر بها سوريا كان فادحا، بعدما قامت اسرائيل وبتوجيهات مباشرة من نتنياهو، باقتحام المنطقة العازلة في هضبة الجولان السوري المحتل وأعلن نتنياهو سقوط الاتفاقية والسيطرة على قمة جبل الشيخ الاستراتيجية، وقام سلاح الجو الإسرائيلي بمسح الأسطول البحري السوري من الوجود، وتدمير كافة مواقع وثكنات الجيش السوري تدميرا ممنهجًا وكافة المراكز البحثية، وأصبحت إسرائيل على بعد عدة كيلو مترات من العاصمة دمشق.
نتنياهو، لم يترك الفرصة وإنما اعترف علانية وفي ظل غياب تحرك عربي قوي وموحد أمامه، أن تل أبيب تغير منطقة الشرق الأوسط، وأن لبنان لم يعد لبنان الذي نعرفه، يقصد وقت وجود حزب الله، ولا سوريا التي نعرفها، يقصد وقت وجود الجيش السوري الذي جرى تفكيكه وتدمير أسلحته وطائراته، ولا كذلك قطاع غزة.
المثير للدهشة، أن جماعة الحوثي في اليمن، لم تتعظ من كل ما حدث وكذلك المجموعات الإيرانية المسلحة في العراق، فاشتعلت الصواريخ والمسّيرات القادمة من البلدين نحو إسرائيل، ما ينذر بحملات جوية عنيفة على البلدين انطلقت منها واحدة اسرائيلية بالفعل نحو اليمن، لتكسير مقدرات الحوثي و"الأشياء الضئيلة" التي يمتلكه الشعب اليمني الذي يعيش خارج العصر، منذ الربيع العربي الأسود في عام 2011.
وهو ما يدفع للسؤال مجددا عما تسبب فيه طوفان حماس؟ وعما إذا كان ذلك قد جرنا بالفعل للعصر الإسرائيلي وهيمنة تل أبيب على مقدرات عدة دول عربية وتغيير أوضاعها، وضربها لتحقيق مصالحها المباشرة، وهو ما دفع رئيس وزراءها للقول علانية أن بلاده تقوم بتغيير الشرق الأوسط وستستمر في ذلك؟!!
فهل هذا معقول أو مقبول او يمكن الاستمرار فيه؟! أعتقد أن الدول العربية عبر مؤسساتها الجامعة وفي مقدمتها الجامعة العربية، مطالبة بالتحرك لمواجهة العصر الإسرائيلي وإيقاف نزيف الخسائر والتفتيت والتقسيم عند هذا الحد.