الزوارق المسيرة اليمنية في صعيد المواجهة البحرية…ما أبعاد وتأثير هذه التقنية؟
تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT
يمانيون – متابعات
فيما تمتلكه قواتنا المسلحة اليمنية -بفضل الله تعالى- من أسلحة وإمكانات عسكرية، خصوصاً فيما يتعلق بالأسلحة البحرية، فقد ظهر جانباً من التقنيات والإمكانات المتطورة في هذا المجال.
منها تقنيات هجومية لم تصل إليها سوى دول محدودة في العالم، مثل روسيا والصين وأمريكا ونظائرها من الدول المتقدمة، فقد تم انجاز أنواع مختلفة من الأسلحة ذات البعد التكتيكي والاستراتيجي، منها الألغام البحرية، والطائرات المسيرة الانتحارية، والغواصات المسيرة، وترسانة ضاربة من الصواريخ طراز بر-بحر المضادة للسفن، بالإضافة إلى الزوارق المسيرة (USV) التي تعتبر واحدة من أهم التقنيات التي طورتها العقول التصنيعية اليمنية، كجزء من الترسانة المخصصة لحماية السيادة البحرية، ومواجهة تهديدات سفن وأساطيل الدول المعادية.
الزوارق المسيرة USV – وموقعها في الحرب الحديثة
مع تطور أساليب وقواعد الحروب البحرية، وتغير مفاهيمها وسيناريوهاتها وفقاً لواقع الاحتياج والمتطلبات التي تقتضيها المرحلة والثورة التقنية التي فرضت آفاقاً وتغيرات جوهرية في ميزان القوى والردع فقد اتجهت الدول الرائدة في سباق تسلح جديد لتطوير تقنيات وأنظمة عسكرية غير مسبوقة تخزل في مواصفاتها “”قوة التأثير، وعنصر التفوق وقلة الكلفة “”حيث وصل هذا السباق الذروة مع أحداث الحروب في الشرق الأوسط والحرب الروسية الأوكرانية.
وكان السباق متوجهاً نحو أنظمة الصواريخ الفرط صوتية، وأسلحة الدرون بمختلف أنواعها (الطائرات المسيرة -الغواصات -والزوارق المسيرة) وكما يبدو فقد أخذت هذه الدرونات النصيب الأكبر في هذا التنافس باعتبار ما حققته من نتائج وتجارب عسكرية ذات طابع مؤثر في سلوك الحروب بالشرق الأوسط، والحرب بين روسيا وأوكرانيا.
بالتالي كان الاهتمام مركزاً على تحقيق ثورة تطوير عارمة لهذه الأسلحة والاتجاه بها إلى أن تكون جزءاً من عقيدة الردع العامة للجيوش، والأسلحة ذات الأهمية الاستراتيجية.
بالنسبة للزوارق المسيرة، وتحديداً الانتحارية FPV تعد من طلائع الأسلحة التي يتم تطويرها، والاهتمام بها كونها حققت إنجازات، وتجارب ناجحة، خصوصاً في الحرب الروسية الأوكرانية، فقد استخدمت أوكرانيا هذه الزوارق لاستهداف المدمرات الروسية في البحر الأسود، كما استخدمتها قواتنا المسلحة خلال السنوات الماضية في مهاجمة فرقاطات تحالف العدوان السعودي الإماراتي في البحر الأحمر.
الخصائص والقدرات
من الجوانب الهامة التي فرضتها الزوارق المسيرة، وجعلتها جزءاً حيوياً في سلوك الحرب الحديثة هي أنها جمعت عدة خصائص، وقدرات في واقع بنيتها التقنية والفنية والعملياتية فهي:
1-قليلة الكلفة وسهلة الاستخدام: فبرنامج تصنيعها لا يكلف سوى جانب بسيط من المال، كما أن مساراتها التصنيعية سهلة ولا تأخذ الكثير من الجهد الوقت.
2-قدرتها على مهاجمة السفن بدقة وبمناورة شبحية لا يمكن في أغلب الظروف مواجهتها، أو اعتراضها كونها خفيفة الوزن وسريعة الحركة، ويمكن تغيير مسارها في كل لحظة عبر أنظمة توجيه مباشر.
قدراتها على تدمير الأساطيل، والقطع الحربية عالية التحصين كالمدمرات والفرقاطات والنظائر المختلفة من السفن، حيث يمكنها حمل شحنات متفجرة تصل إلى 450كجم، وضرب أهم النقاط الحيوية في السفن، فهي تعتبر قنبلة بحرية موجهة، وذراعاً نارية مميتة تتفوق على قوة الطوربيدات، أو الصواريخ السطحية.
الزوارق المسيرة في مسرح عمليات قواتنا المسلحة
لربما أن من المعطيات، والانجازات الرئيسية التي حققتها قواتنا المسلحة -بعون الله تعالى وفضله- في هذه المراحل هو تطوير واستخدام منظومات فتاكة من المسيرات والصواريخ الباليستية لضرب السفن المرتبطة بكيان العدو الصهيوني والأمريكي والبريطاني، و ادخال الغواصات والزوارق المسيرة مسرح العمليات، فخلال العملية التي نفذتها قواتنا المسلحة -بعون الله تعالى- خلال اليومين الماضيين، والتي استهدفت سفينة TUTOR في البحر الأحمر، كانت عبر زورق مسير، حيث أصابها إصابة مدمرة في أحد أجزائها الحيوية(غرفة المحركات) حيث كانت نتيجة الاصابة خرق بدن السفينة، وتعطيل حركتها.
إن هذا الانجاز النوعي يؤكد أن قواتنا المسلحة بدأت حرفياً تفعيل هذه الزوارق ضمن نطاق العمليات التي تطبقها ضد السفن الأمريكية والشركات الداعمة لكيان العدو الصهيوني، وقد نجحت خلال هذه المراحل في تطوير أجيال مختلفة من الزوارق وعززت من قوتها، وتأثيرها لتكون ذراعاً نارية إضافية في الحرب.
زين العابدين عثمان|باحث في الشأن العسكري
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الزوارق المسیرة قواتنا المسلحة
إقرأ أيضاً:
الحرب العالمية التجارية التي أعلنها ترمب لا تخصنا في الوقت الراهن
اليوم أعلن ترمب الحرب الأقتصادية علي جميع دول العالم وفرض جمارك باهظة علي صادراتها للولايات المتحدة، وهي أكبر سوق في العالم. هذه الجمارك تهز الأقتصاد العالمي، وتربك سلاسل الإمداد وتضرب أسواق أمال العالمية. واهم من ذلك إنها تهدد بتدمير معمار النظام الإقتصادي العالمي الذى ساد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وكل هذا ستترتب عليه تحولات جيوسياسية جديدة وتسريع لديناميات أخري ولدت قبل إعلان ترمب الحرب الأقتصادية علي الجميع.
ولكن سياسات ترمب أيضا سيكون لها أثار سلبية باهظة علي الإقتصاد الأمريكي مثل إرتفاع معدلات التضخم، وازدياد العزلة الدولية لأمريكا وتراجع أهمية الدولار حول العالم.
فيما يختص بالسودان، قرارات ترمب لا تاثير لها لانه فرض جمارك علي صادرات السودان جمارك بنسبة ١٠% ولن تؤثر هذه النسبة لا في حجم الصادرات ولا علي أسعارها لان تلك الصادرات أصلا قليلة القيمة في حدود ١٣،٤ مليون دولار في العام السابق، أكثر من ٩٠% منها صمغ لا بديل له والباقي حرابيش حبوب زيتية . كما أن السلع المصدرة لا توجد بدائل لها بسعر أرخص إذ أنها أصلا رخيصة ولا تتمتع بمرونة في السعر ولا الطلب.
كما أن إهتزاز أسواق المال والبورصات وقنوات التمويل الدولي لا تاثير لهم علي السودان لانه أصلا خارج هذه الأسواق وخارج سوق المعونات.
ولكن هذه ليست نهاية القصة لان توجهات ترمب الأقتصادية والسياسية تدفن النظام العالمي القديم وتسرع من وتائر تحولات جديدة في غاية الأهمية. وبلا شك فان موت النظام القديم وميلاد نظام جديد وفوضى الإنتقال سيكون لها تاثير سياسي وإقتصادي علي السودان بسبب تبدل البيئة الدولية التي يعمل فيها السودان السياسي والاقتصادي. ولكن هذه التحولات المضرة لن يتأذى منها السودان مباشرة بل ربما يستفيد منها لو أحسن قادته.
علي سبيل المثال النظام الجديد سيكون متعدد الأقطاب وستنتهي فيه الهيمنة الغربية الأحادية وستزداد مجموعة البريكس أهمية وستزداد أهمية تكتلات أقتصادية أخري أخري في الجنوب العالمي مثل رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وفي أمريكا اللاتينية السوق المشتركة الجنوبية (ميركوسور)، وفي المستقبل منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية . وجود كل هذه البدائل كشركاء أقتصاديين/تجاريين/سياسيين محتملين يتيح للسودان هامش للمناورة وإمكانية الحصول علي شروط أفضل في تعاطيه الأقتصادي والسياسي مع العالم الخارجي.
ولكن الإستفادة من هذه التحولات يحتاج لرجال ونساء يجيدون صنعة الدولة ولا يقعون في فخاخ ألحس كوعك علي سنة البشير ولا الانبطاح غير المشروط كما حدث في الفترة الإنتقالية التي أعقبت سقوط نظام البشير.
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتساب