علماء: طول الأيام على الأرض يزداد بسبب النواة الداخلية
تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT
أثبت علماء جامعة جنوب كاليفورنيا أن النواة الداخلية للأرض تتباطأ بالنسبة لسطح الكوكب، وفقا لبحث جديد نُشر في مجلة Nature.
وقد نوقشت حركة النواة الداخلية من قبل المجتمع العلمي لمدة عقدين من الزمن، حيث تشير بعض الأبحاث إلى أن النواة الداخلية تدور بشكل أسرع من سطح الكوكب.
وتقدم الدراسة الجديدة لجامعة جنوب كاليفورنيا دليلا لا لبس فيه على أن النواة الداخلية بدأت في تقليل سرعتها منذ عام 2010، حيث تتحرك بشكل أبطأ من سطح الأرض، ما يؤثر بشكل طفيف على دوران الأرض في الفضاء.
ومع ذلك، لا تتوقع الاستمتاع بمزيد من الساعات في اليوم حتى الآن، حيث يقول العلماء إن التغيير قد يكون من الصعب جدا ملاحظته.
وقال جون فيدال، عميد علوم الأرض في كلية دورنسيف للآداب والفنون والعلوم بجامعة جنوب كاليفورنيا: "عندما رأيت لأول مرة مخططات الزلازل التي ألمحت إلى هذا التغيير، شعرت بالحيرة. ولكن عندما وجدنا عشرين ملاحظة أخرى تشير إلى نفس النمط، كانت النتيجة لا مفر منها. لقد تباطأت النواة الداخلية للمرة الأولى منذ عقود عدة. وقد جادل علماء آخرون مؤخرا بنماذج مماثلة ومختلفة، لكن دراستنا الأخيرة توفر التحليل الأمثل والأكثر إقناعا".
ولسنوات عديدة، اعتقد العديد من العلماء أن النواة الداخلية تدور بسرعة أكبر من سطح الأرض. ومع ذلك، فإن النواة تباطأت الآن وبدأت في التحرك إلى الوراء.
والنواة الداخلية عبارة عن كرة صلبة من الحديد والنيكل محاطة بالنواة الخارجية من الحديد والنيكل السائل. وهي بحجم القمر تقريبا، وتقع النواة الداخلية على عمق أكثر من 3000 ميل (4800 كيلومتر) تحت أقدامنا، ولذلك تمثل تحديا للعلماء والباحثين، حيث لا يمكن زيارتها أو مشاهدتها. ويجب على العلماء استخدام الموجات الزلزالية للزلازل لإنشاء تصورات لحركة النواة الداخلية.
واستخدم فيدال ووي وانغ من الأكاديمية الصينية للعلوم الأشكال الموجية والزلازل المتكررة على عكس الأبحاث الأخرى. والزلازل المتكررة هي أحداث زلزالية تحدث في نفس الموقع لإنتاج مخططات زلزالية متطابقة.
وفي هذه الدراسة، قام العلماء بتجميع وتحليل البيانات الزلزالية المسجلة حول جزر ساندويتش الجنوبية من 121 زلزالا متكررا حدثت بين عامي 1991 و2023.
كما استخدموا بيانات من التجارب النووية السوفيتية بين عامي 1971 و1974، بالإضافة إلى التجارب النووية الفرنسية والأمريكية المتكررة من دراسات أخرى للنواة الداخلية.
وقال فيدال إن تباطؤ سرعة النواة الداخلية كان سببه تماوج النواة الخارجية من الحديد السائل الذي يحيط بها، ما يولد المجال المغناطيسي للأرض، بالإضافة إلى قوى الجاذبية من المناطق الكثيفة من الوشاح الصخري المغطى.
ولا يمكن إلا التكهن بآثار هذا التغيير في حركة النواة الداخلية لسطح الأرض. ويوضح فيدال أن تراجع النواة الداخلية قد يغير طول اليوم بأجزاء من الثانية.
وتطمح الأبحاث المستقبلية لعلماء جامعة جنوب كاليفورنيا إلى رسم مسار النواة الداخلية بمزيد من التفصيل للكشف عن سبب تحولها بالضبط.
عن روسيا اليوم
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: جنوب کالیفورنیا
إقرأ أيضاً:
علماء يكتشفون طريقة لإعادة الشباب للخلايا بمكون منزلي بسيط!
الدنمارك – توصل باحثون من جامعة كوبنهاغن إلى طريقة مدهشة لتحويل الخلايا الجذعية إلى نسخ أكثر شبابا وحيوية عبر تعديل بسيط في نظامها الغذائي.
ويحمل هذا الاكتشاف الذي قد يبدو للوهلة الأولى بسيطا، في طياته إمكانات هائلة لعلاج العديد من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة وخلل الوظائف الخلوية.
وتعتمد التقنية الجديدة على تغيير جذري في نوع السكر الذي تتغذى عليه الخلايا الجذعية الجنينية، حيث يتم استبدال الجلوكوز التقليدي بالجالاكتوز. وهذا التحول الغذائي البسيط يؤدي إلى سلسلة من التغيرات الأيضية العميقة داخل الخلية، تجعلها تتحول من الاعتماد على المسار الأيضي المعتاد إلى مسار أكثر كفاءة يعرف بالفسفرة التأكسدية (مسار استقلابي يستخدم الطاقة الناتجة عن الأكسدة للمواد الغذائية لإنتاج ادينوسين ثلاثي الفوسفات).
وكانت النتائج مذهلة بحق، حيث تحولت الخلايا إلى ما يشبه “الخلايا الفائقة” التي تتمتع بمستويات غير مسبوقة من الحيوية والصحة، مع قدرة متزايدة على التخصص إلى أنواع مختلفة من الخلايا كخلايا الكبد أو الأعصاب، بالإضافة إلى مقاومة أكبر للتلف مع مرور الوقت.
ويشرح البروفيسور جوشوا بريكمان، الباحث الرئيسي في الدراسة، أن الجانب الأكثر إثارة في هذا الاكتشاف هو أنه لا يقتصر على تحسين قدرة الخلايا على التخصص فحسب، بل يمتد إلى الحفاظ على صحتها وحيويتها لفترات أطول بكثير مقارنة بالخلايا المزروعة بالطرق التقليدية. والأهم من ذلك، أن هذه النتائج المذهلة تم تحقيقها دون اللجوء إلى تقنيات معقدة مثل التعديل الجيني، ما يجعل هذه الطريقة أكثر أمانا وأسهل في التطبيق السريري.
ويشير الباحثون إلى أن التطبيقات المحتملة لهذا الاكتشاف واسعة ومتنوعة، حيث يمكن أن تسهم في تحسين معدلات نجاح عمليات أطفال الأنابيب من خلال تعزيز قدرة الأجنة على الانغراس في الرحم. كما تفتح الباب أمام علاجات جديدة لأمراض الشيخوخة المستعصية، مثل باركنسون وهشاشة العظام وفشل القلب، من خلال توفير خلايا متجددة قادرة على استبدال الأنسجة التالفة.
ورغم هذه النتائج الواعدة، ما زال الباحثون يواصلون العمل لاستكشاف إمكانية تطبيق هذه التقنية على أنواع أخرى من الخلايا، وفهم الآليات الجزيئية الدقيقة التي تقف وراء عملية التجديد الخلوي هذه. إذا ما تكللت هذه الجهود بالنجاح، فقد نكون على أعتاب ثورة حقيقية في مجال الطب التجديدي، تمكننا من إعادة برمجة خلايانا لمقاومة الشيخوخة وعلاج الأمراض المستعصية بمجرد تعديل بسيط في نظامها الغذائي.
المصدر: Interesting Engineering