السعودية تستورد مليون خروف بـ120 دولار للرأس الواحد
تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT
زنقة 20. الرباط
استورد مشروع السعودية للإفادة من الهدي والاضاحي خلال موسم حج هذا العام، مليون رأس من الأغنام من دول القرن الإفريقي بقيمة تتجاوز 450 مليون ريال (120 مليون دولار)، وتمثل 50 في المئة من إجمالي استيراد السعودية للأغنام الحية خلال موسم الحج، بحسب ما ذكره نائب المشرف العام للمشروع أسامة فيلالي، في تصريحات صحفية.
وأوضح فيلالي أنه جرى استقدام 17433 عاملا موسميا من الخارج، من جزارين وعمال وأطباء بيطريين، منهم 10517 من مصر، و2298 من المغرب، و3681 من تركيا، و937 من الأردن، فيما تتحمل الدولة رسوم تأشيراتهم.
وبدأ مشروع الإفادة من الهدي والأضاحي بطاقة إنتاجية متواضعة تتراوح بين 60 و80 ألف رأس وصولا إلى معدلات تتجاوز مليون رأس في 84 ساعة خلال أيام التشريق، بمعدل 310 ألف رأس في اليوم.
وأشار إلى أن هناك خطة لوجستية دولية ضخمة لنقل اللحوم المجمدة وتوزيعها على مجموعة واسعة من الدول الإسلامية البالغ عددها 26 دولة، وتكون خدمات التوزيع خارج السعودية بالتنسيق مع سفارات خادم الحرمين الشريفين وحكومات الدول المستفيدة.
ويتكون المشروع من 8 مجمعات تشغيل متكاملة، 7 منها مخصصة للأغنام، وواحد للجمال والأبقار، بمساحة تقدر بمليون متر مربع، فيما يبلغ التوزيع التشغيلي والطاقة الاستيعابية للمجمعات العاملة، نحو 950 ألف رأس كحد أعلى اعتيادي، بينما الجاهزية التشغيلية تتخطى المليون رأس.
وقال فيلالي إنه يتم إعداد واعتماد خطة التوزيع بمناطق ومدن ومحافظات السعودية من خلال أكثر من 400 جهة خيرية معتمده من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، حيث يبلغ عدد التوزيع أكثر من 500 ألف رأس.
وعن خدمات التوزيع أثناء موسم الحج، أوضح أن المشروع يخصص كميات كبيرة من اللحوم أثناء الموسم لمجموعات من المستفيدين، ومنها ضيوف الرحمن (حجاج أفراد) عبر منافذ التوزيع بمجمعات التشغيل، وبعثات وحملات الحج المتعاقدة مع المشروع، والجمعيات والجهات الخيرية داخل منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة، مؤكدا أن هناك منظومة رقمية لبيع سندات الهدي والأضاحي مربوطة بمنصة وزارة الحج والعمرة تسهل للحاج آلية شراء السندات.
ويضم المشروع أكبر مشاريع التبريد الصناعي في العالم بطاقة تخزينية تتجاوز مليون رأس من الأغنام، يدعمه شبكة أنظمة ميكانيكية وكهربائية وأمنية ولوجستية مع خدمات التقطيع والتغليف والنقل.
يذكر أنه تم إطلاق مشروع الإفادة من الهدي والأضاحي في عام 1403هـ بقرار مجلس الوزراء، وتم إسناد أعمال الإشراف إلى البنك الإسلامي للتنمية منذ ذلك الحين، وفي عام 1445هـ صدر قرار مجلس الوزراء بانتقال الإشراف الكامل للهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: ملیون رأس ألف رأس
إقرأ أيضاً:
خبراء بيع الكتب بمؤتمر الموزعين الدولي: خطط التوزيع الفعالة تبدأ من فهم مشاعر القراء وتتجاوز حدود المعارض
الشارقة - الوكالات
أكد عدد من المتحدثين في اليوم الأول من مؤتمر الموزعين الدولي في دورته الرابعة، أن نجاح استراتيجيات توزيع وتسويق الكتاب في العصر الرقمي يتطلب تجاوز النماذج التقليدية، والاعتماد على أدوات رقمية مرنة، وتحليلات دقيقة لبيانات القارئ، وفهماً أعمق لمشاعره واحتياجاته. وشدد المشاركون على أهمية بناء خطط تسويق وتوزيع مستدامة تمتد لما بعد المعارض، وتُصمَّم بما يواكب التغيرات المتسارعة في سوق النشر العالمي، مؤكدين أن ربط الكتاب بالمشاعر، ومخاطبة القارئ بلغته الخاصة، وابتكار تجارب تقنية تسهّل الوصول إلى الكتب، هي مفاتيح رئيسية لصناعة التوزيع الفعال.
ثلاث ركائز لضمان استدامة سياسة التوزيع في صناعة النشر
وفي حديثه حول الورشة التي قادها خلال المؤتمر، أكد أيمن حويرة، عضو مؤسس والمدير التنفيذي لدار كتوبيا للنشر والتوزيع في مصر وأستراليا، أن الحفاظ على سياسة توزيع فعالة ومتجددة يتطلب من الناشرين والموزعين مراجعة خططهم بشكل دوري، وعدم الاكتفاء بوضع خطة ثابتة دون تعديلها وفق متغيرات السوق. وقال خلال ورشة بعنوان "كيفية الحفاظ على سياسة التوزيع الخاصة" إن التحدي الأكبر يكمن في الاستمرارية بتحديث أدوات التوزيع بما يواكب تطورات القطاع، خاصة مع تغير أنماط القراءة وتعدد الوسائط".
وأشار حويرة إلى أن نجاح سياسة التوزيع يقوم على ثلاثة عناصر رئيسية: أولها استخدام الأدوات التكنولوجية المناسبة التي تتيح للناشرين الوصول إلى جمهورهم بكفاءة، وثانيها تحليل البيانات باستمرار لتقييم مدى فاعلية الخطة وتعديلها بناءً على سلوك المستخدمين، وثالثها فهم احتياجات القارئ والتواصل معه بلغة شخصية موجهة، تتيح تقديم المحتوى المناسب لكل قارئ، سواء كان ورقياً أو رقمياً أو صوتياً.
وحول تجربته في الجمع بين السوقين المصري والأسترالي، أوضح حويرة أن وجوده في سوق ناضج مثل أستراليا يتيح له استشراف الاتجاهات العالمية مبكراً، ما يتيح له اتخاذ خطوات وقائية واستباقية في السوق العربي. وأكد أن معرفته العميقة بالسوق المصري بحكم النشأة والخبرة، تمنحه قدرة أكبر على التواصل مع القارئ العربي وفهم احتياجاته، بينما يتيح له السوق الأسترالي بيئة عمل متقدمة تسهّل دخول اللاعبين الجدد إلى صناعة النشر.
التسويق العاطفي يصنع مجتمعات قرائية ويمنح الكتاب صوته الحقيقي
بدورها، شدّدت بسمة كريم، مديرة دار "جليسكوم" للنشر وشركة "جليس ميديا" للتسويق في تونس، على أهمية التسويق العاطفي في إيصال الكتاب إلى الجمهور، موضحة خلال ورشتها التي حملت عنوان "حين تتحدث الكتب بلغة جمهورها"، أن المنافسة التي يواجهها الكتاب اليوم لم تعد تقتصر على دور النشر والمكتبات، بل أصبحت مع المحتوى الترفيهي على منصات التواصل الاجتماعي، ما يتطلب مقاربات تسويقية أكثر قرباً من القارئ ومشاعره.
وأوضحت أن التسويق العاطفي يقوم على طرح سؤال جوهري: ماذا يشعر جمهورنا اليوم؟، مشيرة إلى أن التعاطف مع الجمهور، ومشاركة آلامه وأفراحه، يمثلان مدخلاً أساسياً لبناء علاقة مستدامة بين القارئ والمكتبة أو دار النشر. وقالت: "إذا شعر القارئ أن منشوراتنا تشبهه، وأننا نمر بذات المشاعر، سيتابعنا، وسيتحوّل لاحقاً إلى صوت يروّج لنا وينتمي إلى مجتمعنا المعرفي".
واستعرضت كريم الوسائل التي تتيح تحقيق هذا الهدف، مؤكدة أن الفيديوهات، والتصاميم التفاعلية ومقاطع الريلز القصيرة، يمكن أن تصنع فرقاً كبيراً عند تنفيذها بلغة بصرية تحاكي العاطفة وتلامس القلوب. كما تحدّثت عن دور أدوات الذكاء الاصطناعي في دعم هذا التوجه، مشيرة إلى أن استخدامها بحس إنساني يساعد على خلق حملات أكثر فاعلية، تحوّل الكتاب من سلعة إلى تجربة شعورية كاملة.
خطط مستدامة تمتد لما بعد المعارض
من جهته، أكد سعيد شعبان، مدير المشروعات والمؤسس المشارك في عدد من المبادرات الثقافية والتعليمية، أهمية التفكير في تسويق الكتب كعملية مستمرة لا تقتصر على فترة إقامة المعارض، موضحاً أن ورشته التي جاءت بعنوان "تسويق الكتاب المستدام أثناء المعارض وما بعدها" سلطت الضوء على التجارب العملية التي يتم تنفيذها سنوياً، وبشكل خاص خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يشهد ملايين الزوار ويشكّل فرصة كبيرة للناشرين إذا ما تم استثمارها بخطط تسويقية طويلة الأمد.
واستعرض شعبان تجربة تطوير "تطبيق المعرض"، مشيراً إلى أن الفريق اعتمد على تحليل سلوك الزوّار وتتبع احتياجاتهم لتقديم تجربة إرشادية متكاملة داخل معرض الكتاب، حتى في ظل ضعف شبكة الإنترنت، حيث يعمل التطبيق بالكامل بوضع "أوفلاين". ويضم التطبيق قاعدة بيانات لأكثر من 13 ألف كتاب، ودليلاً تفاعلياً بدءاً من دور النشر والمنشورات، وحتى قوائم طعام المطاعم الموجودة في المعرض، وخيارات لتحديد الكتب المرغوبة ودور النشر المفضلة، ما ساهم في تحقيق أكثر من 20,000 تحميل ونصف مليون عملية بحث خلال أسبوعين فقط.