خالد ميري: لبيك وإن لم أكن بين الحجيج
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
لبيك اللهم لبيك
لبيك ربى وإن لم أكن بين الزحام ملبياً
لبيك ربى وإن لم أكن بين الحجيج ساعياً
لبيك لا شريك لك لبيك
إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك..
كل عام والشعب المصرى والعالم الإسلامى بخير وسلام..
هلَّ علينا عيد الأضحى بروائح الجنة ودروس الوحدة والتضحية.
فوق جبل عرفات تجمّع ملايين المسلمين، أمس، من كل بقاع المعمورة.
صدق حبيبى رسول الله حين قال إن الخاسر هو من يظن أنه خرج من يوم عرفة دون أن يُغفر له.
اليوم عيدنا الكبير.. نلتقى ونتصافح ونتعانق ونتجمع بعد أن فرّقتنا الأيام، والأهم أن نتسامح ونصفح عن بعضنا، وأن نخرج من العيد بقلوب هيّنة ليّنة لا تحمل حقداً ولا ضغينة ولا تتمنى إلا الخير..
خليل الله سيدنا إبراهيم صدّق الرؤيا وسيدنا إسماعيل سلّم نفسه للذبح راضياً.. هو معنى التسليم الحقيقى لله، وجاءت البشارة والفدو بذبح عظيم، تتحقق الأحلام الكبيرة باليقين والإيمان والتسليم، بينما لا تقودنا الكراهية والشائعات والأحقاد إلا لمرض القلوب والمجتمعات.. دروس حقيقية نتعلمها فى عيدنا الأكبر ونتذكرها والملايين يتجمعون على قلب رجل واحد فوق عرفات ومِنى.. لا فضل لعربى على أعجمى ولا لأبيض على أسود ولا لرجل على امرأة، فالكل سواسية كأسنان المشط.. وعندما يتجمع المسلمون وتتوحد كلمتهم فهم قادرون على فرض إرادتهم.. نتعلم أنه آن الأوان لتجنيب الخلافات، فقوتنا فى وحدتنا فى عالم لا يعترف إلا بلغة القوة ولا يعرف غيرها وسيلة للتفاهم.
تجمّع المسلمون ورددوا معاً دعوات بالنصر والتثبيت لأهل غزة.. ما يزيد على ٢ مليون مواطن برىء يتعرضون لأسوأ حرب عنصرية همجية على يد عدو صهيونى خسيس وتحت أنظار عالم فقد كل بوصلة إنسانية ونخوة.. الدعوات توحدت والقلوب مع أهالينا فى غزة.. اللهم أطعم جائعهم، وألبس عاريهم، واشفِ جريحهم، وتقبَّل شهيدهم وانصرهم على عدوك وعدوهم فإنه لا يُعجزك يا رب العالمين.. بعد ثمانية أشهر ما زالت حرب الإبادة مستمرة، وقرارات الأمم المتحدة تضرب بها إسرائيل عرض الحائط، والعالم يتفرج على مقتل النساء والأطفال.. دخلت إسرائيل قائمة العار بعد أن قتلت 15 ألف طفل فى غزة، وللآن ما زالت مدافعهم المجنونة تغتال المزيد ولا تصمت، لكن نصر الله قريب، والحرب ستصل إلى نهايتها وإلى نهاية الدولة العنصرية الهمجية.
دروس الحج والعيد توقظ بداخلنا نفحات الإيمان، وتدفعنا للعمل والالتزام.. أن نتجمع حول وطننا الغالى الذى تحيط به النيران من كل جانب، ولا نسمح لشائعات جماعة إخوان الشر ومن والاهم بأن ينالوا من عقيدتنا ووحدتنا.. قبل العيد تعالت صيحاتهم وارتفع صوت شائعاتهم وأكاذيبهم.. لكنها وككل مرة ارتدت إلى حلوقهم.. نقبض على وطننا بقلوبنا ونرابط على ثغوره، ولن نسمح أبداً لشائعاتهم أن تنال من عزيمتنا.
خرجنا من يوم عرفات ويقيننا أن ذنوبنا قد غُفرت لنبدأ عيدنا بصفحة بيضاء لن نكتب فيها إلا خيراً، وهذا هو الأهم.. نتعلم ألا نكرر نفس الأخطاء، وألا نعود لنفس الذنوب، وألا نستسلم لضعف أنفسنا، نتعاهد أن نبنى ونعمر ونمد أيادينا للخير ونتجمع على قلب رجل واحد دفاعاً عن وطن يستحق وعن ديننا وقيمنا وتقاليدنا الراسخة.. نستمتع بالعيد والإجازة ونغسل أنفسنا من هموم الحياة وكدرها، لنعود من جديد بنفس جديدة وروح جديدة لنواصل مسيرة العمل والبناء.
كل عام وكلنا طيبين وبخير.. وبلدنا طيبة وبخير.. عايشين فى ضلها وخيرها، ولا نسمح أبداً لعدو أو خسيس أن يمسها أو يقرب منها.
مسك الختام:
تحولت شائعة قطع الأشجار إلى تريند قبل العيد.. العالم يعيش كارثة التغير المناخى، ويعانى درجات حرارة غير مسبوقة.. وشائعات إخوان الشر لم تجد إلا قطع الأشجار وأنه سبّب زيادة الحرارة.. بلد يزرع 13 مليون شجرة بطول مصر وعرضها ويضيف ٤ ملايين فدان للأرض الزراعية بعد أن كانت صحراء جرداء أصبحت فى عرف أكاذيب الإخوان عدوة للشجر.. سيواصلون الكذب فهم يكذبون كما يتنفسون، ولكن الأهم أن يسارع كل مسئول بكشف الحقائق للناس، وألا نترك البيئة خصبة لأن يصدقهم البعض.
هم أهل الفتنة لا يعيشون إلا على الكذب.. فى كل مرة خاب سعيهم وسيخيب.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الحج الحجاج لبيك اللهم لبيك
إقرأ أيضاً:
المطران عون: عسى ان يكون العيد هذا العام مغايراً عن السنوات الماضية
ترأس راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون قداس ليلة الميلاد في كاتدرائية مار بطرس في جبيل عاونه فيه خادم الرعية امين سر المطرانية الخوري جوزف زيادة، والخوري باتريسيو بو عكر، والشماس ايلي مراد وخدمته جوقة الرعية في حضور حشد من المؤمنين. المطران عون تحدث في عظته عن حدث الميلاد والثمار التي اراد الرب ان يعلنها والتي من دونها لا فرح عميق، لافتا الى اهمية التأمل بالدعوة الى الفرح من اجل الخلاص الذي كان ينتظره الشعب. وقال: "حدث ولادة الرب يسوع من السماء لم يمر مرور الكرام لانه كان ينتظر مخلصا من نوع آخر بسبب ما كان يعيشه من قمع بسبب سيطرة الرومان وفرضهم الضرائب عليهم، وكان منتظرا مخلصا قويا يحقق لهم العدالة على الارض والسلام ويطرد الاعداء وعودة الملك الى اسرائيل". واردف: "كم هي شبيهة انتظارات الشعب يومها بإنتظارات شعبنا اليوم في لبنان ، الشعب ينتظر الخلاص مع انتخاب رئيس للجمهورية وجيش واحد قوي وانتظام عمل المؤسسات، ولذلك علينا ان نصلي لكي يلهم الرب يسوع المسؤولين عندنا لتحقيق هذا الامر، فلكي ينهض الوطن ويكون كما نحلم به لكل واحد منا دور فيه ليس فقط السياسيين، فبإستقامتنا وتضحياتنا من اجله نستطيع ان نصل الى وطن العدالة والمساواة". وقال: "الخلاص الحقيقي في حياتنا يتحقق كما اراده الرب يسوع وجاء من اجله، عندما نبتعد عن الخطيئة، ونختبر السماء على الارض بعيش المحبة والاخوة والغفران المتبادل، والمشاكل التي نشهدها احيانا في مجتمعاتنا ورعايانا تظهر اكثر واكثر ان المسيح ما زال بعيدا عنا ولم نعرف استقبال روحه في حياتنا". وختم: "نتمنى ان يكون العيد هذا العام مغايرا عن السنوات الماضية في حياتنا ووطننا، فيكون قيامة حقيقية لبلدنا من خلال انتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من كانون الثاني المقبل، فينتظم عمل المؤسسات كما يجب فنعطي جميعا الشهادة التي نحلم بها في وطننا وشرقنا وكل المجتمعات".