هناك مذكرة كتبها محمد أكرم مطلع عام 1991 وهو أحد أبرز قيادات الإخوان المسلمين فى الولايات المتحدة الأمريكية، وعضو مجلس شورى الجماعة، وقيادى نشط فى 5 أقسام تتعلق بالتخطيط والمتابعة، وكان أيضاً أمين اللجنة الفلسطينية وأحد القيادات المؤثرة فى حركة حماس، كما شغل منصب أمين عام مؤسسة القدس العالمية فى لبنان وقت أن كان يرأسها الداعية الإخوانى الشهير يوسف القرضاوى.

المذكرة تتكون من 13 صفحة، وتحمل عنوان «مذكرة تفسيرية»، وتحوى أربعة محاور، الأول مقدمة فى التفسير، والثانى تفسير التوطين، والثالث عملية التوطين، والرابع مؤسسات التوطين الشاملة، وتم توجيهها إلى المسئول العام للجماعة، وأمين مجلس شورى الإخوان، وأعضاء مجلس شورى الجماعة، وتضمنت تأكيداً على ضرورة الاهتمام بمضمونها، باعتبارها محاولة من كاتبها للمشاركة فى المسئولية الملقاة على عاتق قيادة الجماعة فى هذه البلاد، خاصة أنها تأتى فى الوقت الذى يشعر فيه «ببارقة أمل» وإشراقة خير تبشر بأن الجماعة بدأت تدخل مرحلة جديدة من مراحل العمل الإسلامى فى هذه القارة.

ودعا صاحب المذكرة قيادات التنظيم وأعضاء مجلس شورى الجماعة لأن يقرأوا المذكرة واصفاً إياها بأنها «محاولة لتفسير وشرح بعض ما جاء فى الخطة بعيدة المدى والتى اعتمدناها وأقررناها فى مجلسنا ومؤتمرنا عام 1987»، وقال: أرجو من أخى الكريم أمين المجلس حفظه الله أن يدرج موضوع المذكرة على جدول أعمال المجلس فى اجتماعه المقبل.

المذكرة تضمنت فى محورها الأول تفسيراً للهدف الاستراتيجى العام للجماعة فى أمريكا الشمالية الوارد فى الخطة بعيدة المدى، استناداً إلى الهدف الاستراتيجى العام للجماعة فى أمريكا والمعتمد من قبل مجلس الشورى والمؤتمر التنظيمى لعام 1987 وهو تمكين الإسلام فى أمريكا الشمالية، أى إيجاد حركة إسلامية فعالة ومستقرة بقيادة الإخوان المسلمين، تتبنى قضايا المسلمين محلياً وعالمياً، وتعمل على توسيع القاعدة الإسلامية الملتزمة، وتهدف إلى توحيد وتوجيه جهود المسلمين، وتطرح الإسلام كبديل حضارى، وتدعم دولة الإسلام العالمية أينما كانت.

وأكدت المذكرة أن الأولوية المعتمدة من قبل مجلس شورى الجماعة فى دورته الحالية والسابقة هى التوطين، إضافة إلى تطور العلاقة إيجابياً مع الإخوة فى الحلقة الإسلامية فى محاولة الوصول إلى الوحدة الاندماجية، مع التنبيه على الحاجة الدائمة للتفكير والتخطيط المستقبلى ومحاولة استشراف المستقبل والعمل على «تطويع» الحاضر ليستجيب ويتلاءم مع احتياجات وتحديات المستقبل، واستعرضت المذكرة ورقة المسئول العام التى أرسلها مؤخراً إلى أعضاء المجلس.

وورد فى مقدمة المذكرة هذا التفسير: لكى نبدأ بالتفسير لا بد من استحضار السؤال الآتى: «كيف تحب أن ترى حركة الإسلام فى أمريكا الشمالية بعد عشرة أعوام؟» أو «العمل الإسلامى فى أمريكا الشمالية عام (2000): رؤية استراتيجية»، ولا بد -أيضاً- من استحضار واستصحاب «عناصر» الهدف الاستراتيجى العام للجماعة فى أمريكا الشمالية وسأكررها «موقعة» متعمداً وهى: إيجاد حركة إسلامية فعالة ومستقرة بقيادة الإخوان المسلمين، تبنى قضايا المسلمين محلياً وعالمياً، توسيع القاعدة الإسلامية الملتزمة، توحيد وتوجيه جهود المسلمين، طرح الإسلام كبديل حضارى، دعم إقامة دولة الإسلام العالمية أينما كانت.

وأوضحت المذكرة أنه لا بد من التأكيد أنه من الواضح ومن «المعلوم من الواقع بالضرورة» أن الجميع متفقون على أننا نريد أن «نوطّن» أو «نمكّن» الإسلام وحركته فى هذه البقعة من الأرض، وهو ما يعنى أنه لا بد إذن من تبنى فهم مشترك لمدلول التوطين أو التمكين، نفسر فى سياقه وعلى أساسه الهدف الاستراتيجى العام بمناصرة الجماعة فى أمريكا الشمالية.

وشرحت المذكرة مفهوم التوطين. كالتالى: وردت هذه الكلمة فى «معجم» ووثائق الجماعة بمصطلحات متعددة، بالرغم من أن الجميع قصد بها أمراً واحداً. ونعتقد أن الفهم فى المضمون مشترك. وسنحاول هنا تفسير الكلمة و«مرادفها» تفسيراً عملياً ذا دلالة حركية واقعة وليس تفسيراً لغوياً فلسفياً. مع التأكيد أن تفسيرنا لا يكتمل إلا بعد استيعاب تفسيرنا «لعملية» التوطين ذاتها والتى ترد فى الفقرة اللاحقة. فنقول باختصار ما يلى: التوطين: أن يكون الإسلام وحركته جزءاً من الوطن الذى يحيا فيه، التأسيس: أن يتحول الإسلام إلى مؤسسات ثابتة الأركان تقوم عليها قواعد الحضارة والبناء والشهود، الاستقرار: أن يكون الإسلام مستقراً فى الأرض التى يتحرك عليها أهله، التمكين: أن يكون الإسلام متمكناً من نفوس وعقول وحياة أهل البلد الذى يتحرك فيه. التأصيل: أن يكون أصيلاً وليس طارئاً، أى متأصلاً «متجذراً» فى تربة البقعة التى يتحرك عليها وليس نبتاً غريباً عنها.

وتطرقت المذكرة إلى تفسير عملية التوطين كالتالى: لكى يكون الإسلام وحركته جزءاً من الوطن الذى يحيا فيه ومستقراً فى أرضه ومتأصلاً فى نفوس وعقول أهله ومتمكناً من حياة مجتمعه وله مؤسسات ثابتة الأركان يقوم عليها البناء الإسلامى ويتحقق بها الشهود الحضارى، فلا بد أن تخطط الحركة وتجاهد من أجل امتلاك مفاتيح وأدوات هذه العملية لإنجاز المهمة العظيمة كمسئولية «جهادية حضارية» تقع على عاتق المسلمين وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين فى هذه البلاد.

وحددت المذكرة مفاتيح وأدوات تحقيق هذه الأهداف من خلال: تبنى مفهوم التوطين وإدراك دلالاته العملية، وركزت المذكرة التفسيرية على البعد الحركى والواقعى لمفهوم عملية التوطين وعلى دلالاتها العملية دون الالتفات إلى الاختلاف فى الفهم بين مَن المقيم وغير المقيم؟ أو مَن المستوطن أو غير المستوطن؟

ولفتت المذكرة إلى أن ما جاء فى الخطة بعيدة المدى بهذا الصدد يتضمن: إحداث نقلة نوعية فى منهجية تفكيرنا وعقليتنا لتتناسب مع تحديات مهمة التوطين، مع التأكيد أن المقصود بإحداث النقلة -وهو تعبير إيجابى- هو الاستجابة للتحديات الكبيرة لمهمة التوطين، ونعتقد أن أية استجابة تغييرية تبدأ بمنهج التفكير ومركزه العقل أولاً، ولكى يتضح ما نقصد بالنقلة التى ننادى بها كمفتاح يؤهلنا لخوض ميدان التوطين، بما يحقق الانتقال من عقلية التفكير الجزئى إلى عقلية التفكير الشمولى، والانتقال من عقلية التخطيط الجزئى «المبتور» إلى عقلية التخطيط الشمولى «المتواصل»، والانتقال من عقلية الحذر والتحفظ إلى عقلية المجازفة والتحرر المنضبط، والانتقال من عقلية تنظيم النخبة إلى عقلية التنظيم الشعبى، والانتقال من عقلية الوعظ والإرشاد إلى عقلية البناء، والانتقال من عقلية أحادية الرأى إلى عقلية تعددية الرأى، والانتقال من عقلية التصادم إلى عقلية الاستيعاب، والانتقال من عقلية الفرد إلى عقلية الفريق، والانتقال من عقلية الترقب إلى عقلية المبادرة، والانتقال من عقلية التردد إلى عقلية الحسم، والانتقال من عقلية المبادئ إلى عقلية البرامج، والانتقال من عقلية الأفكار المجردة إلى عقلية المؤسسات الحقيقية «وهنا بيت القصيد ولب المذكرة».

ونبهت المذكرة إلى ضرورة فهم المراحل التاريخية التى مر بها العمل الإسلامى الإخوانى فى هذه البلاد، حيث يعتقد كاتب المذكرة أن فهم واستيعاب المراحل التاريخية للعمل الإسلامى الذى قاده ويقوده الإخوان فى هذه القارة مفتاح مهم جداً فى العمل من أجل التوطين، تلحظ من خلال الجماعة سيرها واتجاه حركتها ومنحنيات ومنعطفات دربها، وهذه المراحل تتمثل فى: مرحلة البحث عن الذات وتحديات الهوية، ومرحلة البناء الداخلى وإحكام التنظيم، ومرحلة المساجد والمراكز الإسلامية، ومرحلة إنشاء المؤسسات الإسلامية- الطور الأول، ومرحلة إنشاء المدارس الإسلامية- الطور الأول، ومرحلة التفكير فى الحركة الإسلامية العلنية- الطور الأول، ومرحلة الانفتاح على الحركات الإسلامية الأخرى ومحاولة الوصول إلى صيغة للتعامل معها- الطور الأول، ومرحلة إحياء واستكمال إنشاء المؤسسات الإسلامية- الطور الثانى.

ونبه صاحب المذكرة إلى أن الجماعة على أبواب هذه المرحلة فى طورها الثانى وعليها أن تدلف الباب وتدخله كما دخلته أول مرة، مع التأكيد على ضرورة فهم طبيعة دور الأخ المسلم فى أمريكا الشمالية، لأن عملية التوطين «عملية جهادية حضارية» بما تحمل الكلمة، ولا بد أن يستوعب الإخوان أن عملهم فى أمريكا هو نوع من أنواع الجهاد العظيم فى إزالة وهدم المدنية أو الحضارة الغربية من داخلها و«تخريب» بيوتها الشقية بأيديهم وأيدى المؤمنين لكى يتم جلاؤهم ويظهر دين الله على الدين كله، ودون هذا المستوى من الاستيعاب، فإننا دون التحدى ولما نعد أنفسنا للجهاد بعد، فقدر المسلم أن يجاهد ويعمل حيثما كان وحيثما حل حتى قيام الساعة ولا مفر من هذا القدر إلا لمن اختار القعود.. ولكن هل يستوى القاعدون والمجاهدون.

وشدد صاحب المذكرة على ضرورة إدراك أن الجماعة لا تستطيع أن تقوم بمهمة التوطين بمفردها أو بمنعزل عن الناس لأن مهمة بهذه الجسامة والضخامة كمهمة التوطين.. تحتاج إلى جهود عظيمة ومضنية، ولن يستطيع الإخوان - بإمكاناتهم ومواردهم البشرية والمالية والعلمية- أن يقوموا بهذه المهمة بمفردهم أو بمعزل عن الناس، والذى يعتقد هذا فهو مخطئ والله أعلم، أما دور الإخوان فهو المبادرة والريادة والقيادة ورفع الراية ودفع الناس بهذا الاتجاه، ثم يعملون على توظيف وتوجيه وتوحيد جهود وقوى المسلمين لهذه العملية، ومن أجل ذلك لا بد أن يتعمّق عنده فقه «التحالفات» وفن «الاستيعاب» وأدب «التعاون».

وأكد صاحب المذكرة ضرورة تحقيق المزاوجة والاندماجية المتدرجة المتوازنة بين العمل الخاص والعمل العام قائلاً: نظن أن ما كُتب حول هذا الموضوع كثير وفيه الكفاية ولكن يحتاج منا إلى تأطير زمنى وعملى بحيث يتحقق المطلوب بشكل متدرج ومتوازن ومتواكب مع متطلبات عملية التوطين، مع الإشارة إلى القناعة بأن نجاح توطين الإسلام وحركته فى هذه البلاد هو نجاح للحركة الإسلامية العالمية وإسناد حقيقى للدولة المنشودة بإذن الله تعالى.

وأوضح صاحب المذكرة أن هناك فهماً -تخالفه هذه المذكرة- وهو أن تركيز عملنا فى محاولة توطين الإسلام فى هذه البلاد سيؤدى إلى تقصيرنا وإخلالنا بدورنا فى أداء واجبنا تجاه الحركة الإسلامية العالمية فى دعم مشروعها فى قيام الدولة، نعتقد أن الإجابة من شقين: الأول هو أن نجاح الحركة فى أمريكا بإقامة قاعدة إسلامية ملتزمة ذات قوة وفاعلية وتأثير سيكون خير عون ودعم وإسناد لمشروع الحركة العالمية، لافتاً إلى أن الحركة العالمية لم تنجح بعد فى «توزيع الأدوار» على فروعها فتحدد لهم المطلوب منهم كأحد المشاركين أو المساهمين فى مشروع قيام الدولة الإسلامية العالمية، ويوم أن يتم هذا فسيكون لأبناء الفرع الإخوانى الأمريكى أيادٍ ومواقف بيضاء يفخر بها الآباء.

مؤكداً استيعاب المسلمين وكسبهم بكل فئاتهم وألوانهم فى أمريكا وكندا لصالح مشروع التوطين وجعله قضيتهم ومستقبلهم وأساس حياتهم الإسلامية فى هذه البقعة من العالم.

وأضاف صاحب المذكرة أن هذه المسألة تحتاج منا إلى «فقه للتعامل مع الآخرين»، فالناس معادن، ونحن نحتاج إلى اعتماد المبدأ الذى يقول: «خذ من كل الناس.. أفضل ما عندهم» أفضل ما عندهم من تخصصات وخبرات وفنون وطاقات وكفاءات، والمقصود بالناس هنا من داخل الصف أو خارجه من الأفراد والمؤسسات، وسياسة الأخذ تكون بما يحقق خدمة الهدف الاستراتيجى وعملية التوطين، ولكن التحدى الكبير الذى أمامنا هو: كيف نربطهم جميعاً فى «فلك» خطتنا «ودائرة» حركتنا لتحقيق مناط مصلحتنا؟ وليس لنا خيار- فى ظنى- إلا التحالف والتفاهم مع مَن يرغب فى ملتنا، ويرضى بمذهبنا فى العمل، والساحة الإسلامية الأمريكية مليئة بهؤلاء ينتظرون الرواد.

مشدداً على أن المهم أن نوصل الناس إلى مستوى إدراك التحدى الذى أمامنا كمسلمين فى هذا البلد والاقتناع بمشروعنا فى التوطين، وإدراك مصلحة اللقاء والتعاون والتحالف، حينها لو طلبنا المال سيأتى طائلاً، ولو طلبنا الرجال لجاءوا صفوفاً، المهم أن تكون خطتنا هى «المعيار والميزان» فى علاقاتنا مع الآخرين، وهنا ينبغى تسجيل نقطتين، الأولى: نحن بحاجة إلى إدراك وفهم موازين القوى الإسلامية على الساحة الأمريكية «ولعل هذا يكون مشروع دراسة مستقبلية»، والنقطة الثانية: أن الذى توصلنا إليه مع الإخوة فى «كندا» يعتبر خطوة فى الاتجاه الصحيح وبداية الخير وأول الغيث، يحتاج منا إلى إنماء وترشيد.

المذكرة تطرقت إلى ضرورة إعادة النظر فى هياكلنا التنظيمية والإدارية ونوعية القيادات وأساليب اختيارها بما يتلاءم مع تحديات مهمة التوطين، وضرورة تنمية وتطوير مصادرنا ومواردنا وإمكانياتنا المالية والبشرية بما يتناسب مع ضخامة المهمة الكبيرة.

واستعرضت المذكرة الموارد البشرية والمالية التى يملكها الإخوان وحدهم فى هذا البلد مدعياً أنها تدعو إلى الفخر والاعتزاز، ولو ضممنا إليها موارد أصدقائنا وحلفائنا ومن هم فى فلكنا يسبحون ولرايتنا ينتظرون، لأدركنا أننا يمكن أن نخوض بحر التوطين ونستعرضه لإعلاء كلمه الله سبحانه، مع التأكيد على اعتماد المنهج العلمى فى التخطيط والتفكير وإعداد الدراسات التى تحتاجها عملية التوطين وأبرزها: تاريخ الوجود الإسلامى فى أمريكا، وتاريخ العمل الإسلامى الإخوانى فى أمريكا، والحركات والمنظمات والمؤسسات الإسلامية.. وتحليل ونقد، وظاهرة المراكز والمدارس الإسلامية.. تحديات واحتياجات وإحصاءات، والأقليات الإسلامية، والجاليات الإسلامية والعربية، والمجتمع الأمريكى، تركيبة وسياسة ونظرة المجتمع الأمريكى إلى الإسلام والمسلمين.. وغيرها كثير من الدراسات التى يمكن أن نوجه إليها إخواننا وحلفاءنا لإعدادها إما من خلال دراستهم الأكاديمية أو من خلال مراكزهم العلمية أو من خلال تكليفاتهم الحركية، المهم أن نبدأ.

ونبهت المذكرة إلى ضرورة الاتفاق على «آلية» مرنة وموازنة وواضحة لتنفيذ عملية التوطين ضمن «إطار زمنى» محدد ومتدرج ومتوازن ومتواكب مع متطلبات وتحديات عملية التوطين، لفهم المجتمع الأمريكى من جوانبه المختلفة فهماً يؤهلنا للقيام بمهمة توطين دعوتنا فى وطنه واستنباتها على أرضه، مع تبنى «فقه» مدون يتضمن قواعد ومبادئ وسياسات وتفسيرات شرعية وحركية تتلاءم مع حاجات وتحديات عملية التوطين، والاتفاق على معايير وموازين تكون بمثابة «حاسة الاستشعار» أو «برج المراقبة» للتأكد من أن أولوياتنا وخططنا وبرامجنا وهياكلنا وقياداتنا وأموالنا ومناشطنا كلها تسير باتجاه عملية التوطين، وتبنى صيغة عملية مرنة يتكامل فيها عملنا المركزى مع عملنا المحلى.

وقال صاحب المذكرة إنه يجب إدراك دور وطبيعة عمل «المركز الإسلامى» فى كل مدينة بما يحقق عملية التوطين، لأن المركز الذى نسعى له هو الذى يمثل محور حركتنا ومحيط دائرة عملنا ونقطة ارتكازنا وقاعدة انطلاقنا، ودار لتربيتنا وإعدادنا وإنفاذ أبناء الجماعة، بالإضافة إلى أنه محراب عبادتنا حتى يتحول المركز الإسلامى - بالفعل- لا بالقول إلى نواة لمجتمع إسلامى صغير يكون انعكاساً ومرآة لمؤسساتنا المركزية، وينبغى أن يتحول المركز إلى خلية نحل يخرج شهداً حلو المذاق فيتحول بذلك المركز الإسلامى إلى مكان الدرس والأسرة والكتيبة والدورة والندوة والزيارة والرياضة والمدرسة والنادى الاجتماعى وملتقى المرأة ومحضن الناشئة والناشئات، ومكتب صنع القرار السياسى المحلى ومركز توزيع صحفنا ومجلاتنا وكتبنا وأشرطتنا السمعية والمرئية.

مؤكداً أن الجماعة تريد أن يصبح المركز الإسلامى «دار الدعوة» و«المركز العام» بالمضمون أولاً قبل الاسم، وعلى قدر امتلاكنا وتوجيهنا لهذه المراكز على مستوى القارة، على قدر ما يمكننا القول إننا نسير بنجاح نحو توطين الدعوة فى هذه البلاد، أى أن يكون دور «المركز» كدور «المسجد» على عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عندما انطلق يباشر «توطين» الدعوة فى عهدها الأول فى المدينة المنورة، ومن المسجد استأنف الحياة الإسلامية وقدم للعالم أروع وأبهى حضارة عرفتها الإنسانية، وهذا يحتم أن تتحول -بعد حين- المنطقة والشعبة والأسرة إلى غرف عمليات للتخطيط والتوجيه والمراقبة والقيادة للمركز الإسلامى ليكون مثلاً ونموذجاً يُحتذى.

وأوضح أن اعتماد النظام يؤكد أن فرز العاملين وتوزيع الأدوار وتقلد المناصب والمسئوليات يكون على أساس التخصص والرغبة والحاجة وبما يحقق عملية التوطين ويسهم فى إنجاحها.

لافتاً إلى ضرورة تحويل مبدأ التفرغ لمسئولى المواقع الرئيسية فى الجماعة إلى قاعدة وأساس وسياسة فى العمل، ومن دونه قد تتعطل عملية التوطين «والكلام حول هذا الموضوع يحتاج إلى تفصيل وتأصيل»، وإدراك أهمية النقلة المؤسساتية فى عملنا الحركى، والجهاد من أجل تحقيقها على أرض الواقع بما يخدم عملية التوطين ويعجل نتائجه بإذن الله عز وجل.

وقال إن سبب تأخير هذا البند على أهميته القصوى هو لأنه يمثل سر ولب هذه المذكرة، ويمثل أيضاً المظهر العملى والمعيار الحقيقى لنجاحنا أو إخفاقنا فى سيرنا نحو هدف التوطين، والحديث عن المؤسسات العقلية أو الظاهرة المؤسساتية لا يحتاج منا إلى تفصيل كثير.. ويكفينا أن نقول إن أول رائد لهذه الظاهرة كان نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، إذ إنه وضع الأساس لأول مؤسسة حضارية وهى المسجد فكانت بحق «المؤسسة الشاملة» ثم هكذا كان فعل رائد الدعوة الإسلامية المعاصرة الإمام الشهيد حسن البنا، رحمه الله، عندما أحس هو وإخوانه بضرورة إعادة تأسيس الإسلام وحركته من جديد، فأقام المؤسسات بكل أنواعها الاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والكشفية والمهنية وحتى العسكرية، ويجدر القول إننا فى بلد لا يفهم إلا لغة المـؤسسات ولا يحترم ويحسب وزناً لأى مجموعة من دون مؤسسات فاعلة ومؤثرة وقوية.

وأضاف أنه من حسن الطالع أن بيننا من إخواننا من سبقونا بالقول والعمل من عند هذه النزعة أو العقلية أو الميل لإنشاء المؤسسات، ما يدفعنا إلى القول بشجاعة وصراحة- كما قالها ذات مرة السادات فى مصر: «نحن نريد أن نقيم دولة المؤسسات» كلمة حق أراد بها الباطل.. وأنا أقول لإخوانى دعونا نرفع شعار الحق لإقامة الحق: «نحن نريد أن نقيم جماعة المؤسسات»، إذ إن بدونها لن نضع أقدامنا على الطريق الصحيح.

ولفت إلى أنه من أجل أن تتم عملية التوطين لا بد أن نخطط ونعمل من الآن على تهيئة وإعداد أنفسنا وإخواننا وأجهزتنا وأقسامنا ولجاننا لكى تتحول إلى مؤسسات شاملة بشكل متدرج ومتوازن ومتواكب مع الحاجة والواقع، والذى يشجعنا على ذلك - بالإضافة إلى الذى ذكر سابقاً- هو أننا نملك «أنوية» لكل مؤسسة من المؤسسات التى ننادى بوجودها.

واستطرد قائلاً: كل الذى نحتاجه هو أن نحكم ربطهم وننسق عملهم ونجمع عناصرهم ونوحد جهودهم مع غيرهم ثم نصلهم بالخطة الشاملة التى نسعى إليها، فعلى سبيل المثال: عندنا نواة لمؤسسة «إعلامية وفنية شاملة»: نملك مطبعة + جهاز صف حروف متطور+ مركز سمعيات وبصريات+ مكتب إخراج فنى+ مجلات وصحف بالعربية والإنجليزية «الآفاق والأمل والسياسى وإلى فلسطين والمقتطفات الصحفية والزيتونة والراصد الفلسطينى ومجلة العلوم الاجتماعية» + فرقة فنية + مصورين + مخرجين + مقدمى برامج + محررين + بالإضافة إلى خبرات إعلامية وفنية أخرى.

وأورد صاحب المذكرة مثالاً آخر جاء فيه: عندنا نواة لمؤسسة «دعوية تربوية شاملة» عندنا قسم الدعوة الإسلامية + مؤسسة الدكتور جمال بدوى + المركز الذى يديره الأخ حامد الغزالى + مركز الدعوة الذى تسعى له لجنة الدعوة الآن والأخ شاكر السيد بالإضافة إلى جهود دعوية هنا وهناك.

وقال: هكذا يمكن أن نقيس على جميع المؤسسات التى ننادى بإيجادها، لافتاً إلى أن التحدى الكبير الذى أمامنا هو كيف نجعل من هذه الأنوية أو العناصر «المبعثرة» مؤسسات شاملة مستقرة «متوطنة» مرتبطة بحركتنا وتدور فى فلك خطتنا وتأتمر بتوجيهنا، ولا يمنع -بل ينبغى- أن يكون لكل مؤسسة مركزية فروعها المحلية ولكن ارتباطها بالمركز الإسلامى فى المدينة شرط.

منبهاً إلى أن المطلوب أن نسعى لتهيئة الأجواء والسبل لتحقيق الاندماج بحيث تكون الأقسام واللجان والمناطق والشعب والأسر هى لب وجوهر المؤسسات بعد حين، أى أن تحصل النقلة والتحول كما يلى: قسم التنظيم + قسم الأمان - المؤسسة التنظيمية والإدارية - المركز العام، وقسم التربية + لجنة الدعوة - والمؤسسة الدعوية والتربوية، وقسم الإخوان - المؤسسة النسوية، وقسم المال + لجنة الاستثمار + الوقف - المؤسسة الاقتصادية، وقسم الناشئة + قسم المنظمات الشبابية - المؤسسة الشبابية، واللجنة الاجتماعية + لجنة الزواج + م. الرحمة - المؤسسة الاجتماعية، واللجنة الأمنية - المؤسسة الأمنية، والقسم السياسى + لجنة فلسطين - المؤسسة السياسية، ومحكمة الجماعة + اللجنة القانونية - المؤسسة القضائية، وقسم العمل المحلى - تتوزع أعماله على بقية المؤسسات، ومجلاتنا + المطبعة + فرقنا الفنية - المؤسسة الإعلامية والفنية، ومؤسسة الدراسات + دار النشر + دار الكتاب - المؤسسة الفكرية والثقافية، والجمعيات العلمية والطبية - المؤسسة العلمية والتعليمية والمهنية، والمؤتمر التنظيمى - المؤتمر التأسيسى الإسلامى الأمريكى، ومجلس الشورى + لجنة التخطيط - مجلس شورى الحركة الإسلامية الأمريكية، والمكتب التنفيذى - المكتب التنفيذى للحركة الإسلامية الأمريكية، والمسئول العام - رئيس الحركة الإسلامية والناطق الرسمى لها، والمناطق + الشعب + الأسر - القيادات الميدانية للمؤسسات والمراكز الإسلامية.

واستعرض صاحب المذكرة مؤسسات التوطين الشاملة قائلاً: نسعى ونجاهد من أجل أن تصبح كل مؤسسة من هذه المؤسسات المذكورة أعلاه «مؤسسة شاملة» على مدى الأيام والسنين وما قدر لنا أن نكون فى هذه الديار.. المهم يكفينا اعتزازاً أننا وضعنا اللبنات ويأتى من بعدنا أقوام وأجيال يكملون المسيرة والطريق ولكن بهدى سابق واضح المعالم، ولكى يتضح القول بمقصدنا من المؤسسة الشاملة المتخصصة، نذكر هنا ملامح ومظاهر كل مؤسسة من المؤسسات «الواعدة»، وهى كالتالى: دعوياً وتربوياً «المؤسسة الدعوية والتربوية»: بحيث تشمل مؤسسة نشر الدعوة «مركزية وفروعاً محلية»، ومعهداً لتخريج الدعاة والمربين، وعلماء ومبشرين ومقدمى برامج، وفنون وتقنية الاتصال والتبليغ والدعوة، ومحطة تليفزيونية، ومجلة دعوية متخصصة، ومحطة إذاعية، والمجلس الإسلامى الأعلى للدعاة والمربين، والمجلس الأعلى للمساجد والمراكز الإسلامية، وجمعيات الصداقة مع الأديان الأخرى.. وما شابه ذلك.

أما الجانب السياسى «المؤسسة السياسية»: فتشتمل على: حزب سياسى مركزى، ومكاتب سياسية محلية، ورموز سياسية، وعلاقات وتحالفات، والمنظمة الأمريكية للعمل السياسى الإسلامى، ومراكز معلومات متطورة، وما شابه ذلك.

فى حين يشتمل الجانب الإعلامى «المؤسسة الإعلامية والفنية» على: جريدة يومية، ومجلات أسبوعية شهرية وفصلية، وإذاعات، وبرامج تليفزيونية، ومركز سمعيات وبصريات، ومجلة للطفل المسلم، ومجلة للمرأة المسلمة، ومطبعة وأجهزة صف حروف، ومكتب إخراج، واستوديو تصوير وتسجيل، وفرق فنية للتمثيل والإنشاد والمسرح، ومكتب تسويق وإنتاج فنى.. وما شابه ذلك.

بينما تضمن الجانب الاقتصادى «المؤسسة الاقتصادية» بنكاً إسلامياً مركزياً، وأوقافاً إسلامية، ومشاريع استثمارية، ومؤسسة للقروض الحسنة.. وما شابه ذلك.

أما الجانب العلمى والمهنى «المؤسسة العلمية والتعليمية والمهنية» فتشتمل على: مراكز بحث علمى، ومعاهد تقنية وتدريب مهنى، وجامعة إسلامية، ومدارس إسلامية، ومجلس للتعليم والبحث العلمى، ومراكز لتدريب المعلمين، وجمعيات علمية فى المدارس، ومكتب للتوجيه الأكاديمى، وجهاز للتأليف والمناهج الإسلامية.. وما شابه ذلك.

وعلى المستوى الثقافى والفكرى «المؤسسة الثقافية والفكرية» تشتمل على: مركز للدراساتa والبحوث، ومنظمات ثقافية وفكرية مثال: «جمعية العلماء الاجتماعيين- جمعية العلماء والمهندسين»، ومعهد للفكر والثقافة الإسلامية، ودار نشر وترجمة وتوزيع للكتاب الإسلامى، ومكتب للتدوين والتوثيق، ومشروع ترجمة معانى القرآن الكريم والحديث الشريف.. وما شابه ذلك.

فى حين يتضمن الجانب الاجتماعى «المؤسسة الاجتماعية الخيرية» بحيث تشتمل على: نوادٍ اجتماعية للشباب وأبناء وبنات الجاليات، وجمعيات محلية للرعاية الاجتماعية والخدمات مرتبطة بالمراكز الإسلامية، والمنظمة الإسلامية لمكافحة الأمراض الاجتماعية للمجتمع الأمريكى، ومشاريع المساكن الإسلامية، ومكاتب الزواج والقضايا العائلية.. وما شابه ذلك.

بينما يشتمل الجانب الشبابى «المؤسسة الشبابية» على: منظمات شبابية مركزية ومحلية، وفرق ونوادى رياضية، وفرق كشفية.. وما شابه ذلك. أما الجانب النسوى «المؤسسة النسوية»: فيجب أن يشتمل على جمعيات نسوية مركزية ومحلية، ومعاهد التدريب والتشغيل الفنى والتدوير المنزلى، ومعهد لتدريب الداعيات، ودور الحضانة الإسلامية.. وما شابه ذلك.

ونبهت المذكرة إلى ضرورة تطوير الجانب التنظيمى والإدارى «المؤسسة الإدارية والتنظيمية» بحيث تشتمل على معهد للتدريب والتنمية والتطوير والتخطيط، وخبراء بارزين فى هذ المجال، وأنظمة عمل ولوائح ودساتير تصلح لإدارة أعقد الأجهزة والمؤسسات، ومجلة دورية فى التنمية والإدارة الإسلامية، وامتلاك مخيمات وقاعات للأنشطة البشرية، وشبكة اتصالات متطورة، وأرشيف متطور لتراثنا وإنتاجنا.. وما شابه ذلك.

ولفتت إلى ضرورة أن يشتمل الجانب الأمنى «المؤسسة الأمنية» على نواد للتدريب وتعلم وسائل الدفاع عن النفس، ومركز يعنى بالشئون الأمنية «فنياً وفكرياً وتقنياً وبشرياً.. وما شابه ذلك، إضافة إلى تطوير «المؤسسة القانونية» بحيث تشتمل على: مجلس فقهى مركزى، ومحكمة إسلامية مركزية، وجمعية المحامين المسلمين، والمنظمة الإسلامية للدفاع عن حقوق الإنسان.

غداً.. الحلقة الخامسة عشرة

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الإخوان السياسة فى أمریکا الشمالیة الإخوان المسلمین الحرکة الإسلامیة العام للجماعة عملیة التوطین فى هذه البلاد حرکة الإسلام یکون الإسلام بالإضافة إلى المذکرة إلى الإسلامى فى أن الجماعة مع التأکید إلى عقلیة تشتمل على ن الإسلام إلى ضرورة بما یحقق کل مؤسسة لا بد أن من خلال منا إلى أن یکون إلى أن من أجل

إقرأ أيضاً:

غرفة عمليات المقاومة الإسلامية تكشف تفاصيل عملية حيفا النوعية والكمين ضدّ “الكتيبة الـ 51” من “غولاني”

الثورة نت/وكالات أصدرت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله بياناً بشأن التطورات الميدانية لمعركة “أولي البأس”، تحدثت فيه عن “عملية حيفا النوعية”، والتي استهدفت فيها 5 قواعد عسكرية بصورة متزامنة، وقدّمت فيه الرواية الحقيقية للكمين الذي وقعت فيه “الكتيبة الـ 51” من لواء “غولاني”، عند مثلث عيناتا – مارون الراس – عيترون. وأكدت غرفة عمليات المقاومة، في بيانها، أنّ المجاهدين يواصلون تصديهم للعدوان الإسرائيلي على لبنان، ويكبّدون “جيش” الاحتلال خسائر فادحة، في عدّته وعديده، من ضباط وجنود، على امتداد محاور المواجهة عند الحافة الأمامية، وصولاً إلى أماكن وجوده في عمق فلسطين المحتلة. عملية حيفا النوعية فيما يتعلق بـ”عملية حيفا النوعية”، التي نفّذها حزب الله في الـ16 من تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، مستهدفاً 5 قواعد عسكرية في مدينة حيفا المحتلة ومنطقة الكرمل (هي “نيشر”، “طيرة الكرمل”، حيفا التقنية، حيفا البحرية و”ستيلا ماريس”)، أكدت غرفة عمليات المقاومة ما يلي: – تأتي هذه العملية الصاروخية النوعية في سياق الوعد الذي أعلنته غرفة عمليات المقاومة الإسلامية، بتزخيم سلسلة عمليات “خيبر” النوعيّة، ورفع وتيرتها. كما تأتي في سياق دحض مزاعم قادة العدو وادعاءاتهم بشأن تدمير القوة الصاروخية للمقاومة. – إنّ المقاومة، من خلال هذه العملية، تؤكد أنّها لا تزال تمتلك القدرة على استهداف قواعد العدو العسكرية، بمختلف أنواعها، في وقت واحد ومتزامن، وبصليات كبيرة من الصواريخ النوعية، التي أمطرت مدينة حيفا المحتلة وحققت أهدافها بدقة. – حققت عملية حيفا النوعية أهدافها، ووصلت صواريخ المقاومة إلى القواعد العسكرية الـ5 التي أُعلنت، وأدخلت العملية أكثر من 300,000 مستوطن للملاجئ. – إنّ المستوطنين يدفعون ثمن انتشار القواعد التابعة لـ”جيش” العدو الإسرائيلي داخل المستوطنات والمدن المحتلة، وقرب المصالح التجارية والاقتصادية. – إنّ المقاومة أعدّت العدّة لضمان قدرتها وجاهزيتها لتنفيذ هذا النوع من العمليات في حيفا، وحتى ما بعد بعد حيفا، ولمدى زمني لا يتوقّعه العدو. “المرحلة الثانية من العملية البرية في جنوبي لبنان” فيما يتعلّق بشأن اعلان العدو بشأن “بدء المرحلة الثانية من العملية البرية” في جنوبي لبنان، أورد بيان غرفة المقاومة الإسلامية التالي: – بعد تراجع العمليات الجوية والبرية لـ”جيش” العدو الإسرائيلي في المنطقة الحدودية، بنسبة 40%، بسبب عدم قدرة وحداته على التثبيت داخل الأراضي اللبنانية، سارع العدو إلى إعلان “المرحلة الثانية من العملية البرية في جنوبي لبنان”. – تؤكد غرفة عمليات المقاومة الإسلامية أنّ العمليات الدفاعية المركّزة والنوعية، والتي نفّذتها خلال “المرحلة الأولى من العملية البرية”، هي التي أجبرت قوات “جيش” العدو على الانسحاب إلى ما وراء الحدود في بعض الأماكن، وسلبتها القدرة على التثبيت في معظم البلدات الحدودية. – لا يزال سلاح الجو، التابع لـ”جيش” العدو الإسرائيلي، يعتدي يومياً على القرى الحدودية – التي يزعم السيطرة عليها – بعشرات الغارات من الطائرات الحربية والمسيّرة، عدا عن الرمايات المدفعية وعمليات التمشيط بالأسلحة الرشاشة، من المواقع الحدودية على عدد من هذه القرى. هذه الاعتداءات تؤكد عدم تمكّن “جيش” العدو الإسرائيلي من التثبيت داخل الأراضي اللبنانية. وما يحدث من محاولة تقدم في اتجاه مناطق جنوبي الخيام، التي حاول “الجيش” دخولها سابقاً وانسحب منها تحت ضربات المجاهدين، هو دليل إضافي على فشل “المرحلة الأولى”. – بلغ مجمل العمليات – المعلنة- التي نفّذها المجاهدون ضد قوات العدو الإسرائيلي منذ بدء “العملية البرية”، حتى تاريخ إصدار هذا البيان، أكثر من 350 عمليةً في الأراضي اللبنانية، وأكثر من 600 عملية نارية على مناطق مسؤولية الفرق العسكرية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، تلقى خلالها “جيش” العدو الإسرائيلي خسائر فادحة. – نؤكد لضباط “جيش” العدو الإسرائيلي وجنوده أنّ ما لحق بـ”الكتيبة الـ 51″ من لواء “غولاني”، عند أطراف مثلث عيناثا – مارون الراس – عيترون، ليس إلا البداية. المواجهات البرية أما على صعيد المواجهات البرية، فعرضت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان التطورات التالية: القطاع الغربي: – عمدت قوات العدو الإسرائيلي إلى التقدّم في اتجاه بلدة شمع، بهدف السيطرة عليها في إطار الضغط على بلدات النسق الثاني من الجبهة، من أجل تقليص رمايات المقاومة الصاروخيّة على “نهاريا” ومنطقة حيفا المحتلة. – تسللت قوّات العدو من أحراش اللبونة، مروراً بأحراش بلدتي علما الشعب وطير حرفا، في اتجاه شمع.

مقالات مشابهة

  • مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية بأسوان يستعرض ظاهرة تفشى الطلاق بالمجتمع
  • من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا بسبب الاستفزازات
  • صفحة سوداء أخرى وليست أخيرة من تاريخ تنظيم الأخوان المسلمين بالسودان (الكيزان) (3)
  • جرائم جماعة الإخوان الإرهابية في التضليل ضد الدولة.. الكذب أسلوبهم
  • كيف تاجرت جماعة الإخوان الإرهابية بالقضية الفلسطينية واستغلتها سياسيا؟
  • كيف تواجه الدولة استقطاب «الإخوان» لشباب الجامعات؟.. تعزيز المواطنة والفكر المعتدل
  • اقتصاد الإخوان.. كيف أسقطت قرارات الجماعة مصر في فخ الفشل؟
  • غرفة عمليات المقاومة الإسلامية تكشف تفاصيل عملية حيفا النوعية والكمين ضدّ “الكتيبة الـ 51” من “غولاني”
  • ديوان المحاسبة يستعرض نتائج الميزانية الاستثنائية لمؤسسة النفط
  • حكم أرباح البنوك في الشريعة الإسلامية.. خالد الجندي يوضح (فيديو)