النفرة إلى مزدلفة.. ما هو فضل وأعمال الحاج في المشعر الثالث؟
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
مزدلفة من المشاعر المقدسة التي يمرُّ بها الحجاج في رحلة حجهم إلى بيت الله الحرام.
ويعود سبب تسميتها إلى أحد أمرين، الأول لأن الناس يزدلفون منها، أي يقتربون إلى الحرم، والثاني لأن الناس يقضون فيها زُلفاً من الليل، أي أوقاتاً وساعات من الليل.
أخبار متعلقة لماذا أعيش؟ .. سؤال قاد الحاج الياباني "كايجي" للإسلامفي 100 عام.
من فضائل مزدلفة أنه يشترك مع عرفات في اجتماع الناس بهما في وقت محدد؛ إذ في عرفات يجتمع الناس نهاراً حتى تغرب الشمس يدعون الله تعالى ويذكرونه، وفي مزدلفة يجتمعون للمبيت والاستراحة من تعب النهار. وإذ تُجمع في عرفات صلاة الظهر وصلاة العصر وتقصران، تُجمع في مزدلفة صلاة المغرب وصلاة العشاء وتقصران. وقد جمعَ الله بين عرفات ومزدلفة في الأجر العظيم، فقد قال -عليه الصلاة والسلام: (معاشرَ الناسِ، أَتاني جبرائيل آنفاً، فأقرأني من رَبي السلامَ، وقال: إنّ الله عز وجل غفرَ لأهلِ عرفاتٍ، وأَهل المَشْعَر، وضَمِنَ عنهم التبعاتِ).
يقع مَشعر مزدلفة جنوب - شرق مكة المكرمة، متوسطاً مشعريْ منى وعرفات، ويبعد عن المسجد الحرام حوالي 10 كلم. ويفصل مزدلفة عن منى وادي محسّر، وقد اتصل هذان المشعران ببعضهما الآن، حيث إن خيام منى قد تداخلت مع حدود المزدلفة ممتدة عبر وادي محسّر. وتبعد مزدلفة عن عرفات نحو 9 كلم، يربط بينهما 11 طريقاً حديثاً. منها طريق مخصص للمشاة مزود بصنابير مياه، يشرب منها الحجاج الذين يقطعون المسافة سيراً على الأقدام.
أعمال الحاج في مزدلفة
وقالت وزارة الحج والعمرة أن من أعمال الحاج في مزدلفة:ذكر الله تعالىالدعاء
الحمد والثناء
التلبية
جمع حصى الجمرات:حصى صغير بطول 1 سم تقريبا
لا يشترط تطابق الحجم
بدون تكلف
الصلاة
صلاتا المغرب والعشاء (يجمع بينهما)
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: اليوم الدمام مشعر مزدلفة موسم الحج 1445 هـ فی مزدلفة
إقرأ أيضاً:
الشيخ أحمد بسيوني يكتب: الزوجان نفس واحدة
علاقة الزواج هي أول وأرقى وأعمق علاقة إنسانية ظهرت في تاريخ البشر، وهي آية كبرى من آيات رحمة الله بالإنسان، وتجلٍ من أعظم تجليات القدرة الإلهية في خلق مسار آمن وعفيف للحفاظ على العنصر البشري؛ ليعمر الأرض ويصنع الحضارة، ويسمو بالإنسان من وهدة العبث والمجون إلى قمة الرقي والنبل الأخلاقي.
وللدلالة على عمق وقوة وقرب العلاقة الزوجية؛ نجد التعبير القرآني الدقيق: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ}، الذي يشبه العلاقة بين الزوجين بالملابس التي نرتديها، ومعلوم أن الفطرة المستقيمة قبل ورود نصوص الشرع الشريف تدل على أن الملابس مخلوقة موظفة لحكمتين جليلتين شريفتين؛ هما الستر والدفء؛ يقول ربنا سبحانه وتعالى: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ ﱭ}، ويقول أيضًا: { وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ ۚ }.
وإذا أسقطنا هذا التشبيه البليغ على العلاقة بين الزوجين؛ نرى أن الحق سبحانه وتعالى يطلب من الزوجين في الآية الأولى أن يكون كل واحد منهما للآخر سترًا ودفئًا؛ سترًا يستر عيوبه الظاهرة والباطنة، وحاجزًا يحجزه ويستره عن المعصية كما جاء في الخبر (قل كما جاء في الحديث الشريف لان الخبر لغة لا تتسق مع عموم القراء): « إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف دينه».
كما أن الستر بين الزوجين يمثل حصنا حصينا... فلا يتسرب منه إلى بيت الزوجية مشكلات الخارج، ولا ينفذ من خلاله متطفل أو عابث لمعرفة مشكلات وخلافات الداخل.
ورحم الله رجلًا واعيًا أمينًا احتدم الخلاف بينه وبين زوجته، فسُئل عن السبب، فقال: لا أتكلم عن عرضي! ثم لما استحكم الخلاف واستحالت العشرة ووقع أبغض الحلال عاد الناس فسألوه عما حدث بينه وبين زوجته، فقال: لا أتكلم عن عرض غيري!
إن شر الناس منزلة عند الله -عزوجل- كما أخبر نبينا الكريم -صلى الله عليه وعلى آله - الرجل يُفضي إلى زوجته بمضنون نفسه ومكنون قلبه، وتفضي إليه بما يعتلج في صدرها من آلام وآمال وخصوصيات وأسرار ثم يصبحان فيحدثان الناس بما وقع بينهما؛ فيكون الواحد منهما كمن يفتح حصون بيته المنيعة لأعدائه بنفسه، ليفسدوا تلك العلاقة الحميمة، التي هي أساس المجتمع الآمن، ومن هنا يتبين مدى حرص الشريعة الإسلامية على ضرب السياج المتين على العلاقة بين الزوجين؛ ليكون البيت قويًا صامدًا أمام عوادي الدهر وأزمات الحياة.
فإذا تحصل ركنا الستر والدفء لكل من الزوجين؛ نمت علاقتهما وترعرعت في جو هادئ يغمره الحب، وتَعْمره التقوى والسكينة، وتظلله الرغبة الآكدة في السكن والاستقرار، ولا تزال تلك العلاقة الفريدة في ترقٍ وسمو حتى يعود الزوجان مرة أخرى إلى حالتهما الأولى، أعنى نفسًا واحدةً، وروحًا واحدة، وقلبًا واحد، في سماتهما، وسلوكياتهما، وطموحاتهما، وأحلامهما؛ فيتحقق المقصود الأسمى من الزواج وهو عمران الأرض وصناعة الحضارة.