«كفاية دعوة حلوة».. جزار يحتفل مع الزباين بـ«بالونة وتخفيض»
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
حالة من البهجة نشرها الشاب العشرينى أحمد دياب، ابن محافظة الغربية، بين زبائنه فى محل الجزارة، من خلال تعليق البلالين بألوانها الفاتحة المختلفة وسط الذبائح المعلَّقة على الأسياخ الحديدية، إلى جانب تخفيض أسعار اللحوم بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك 2024.
تعليق البلالين بجوار اللحمة«حبيت ألفت نظر الزباين، وفى نفس الوقت أفرّحهم وأعمل جو مبهج»، يحكى «أحمد»، صاحب الـ20 عاماً، عن فكرته، أنه بدأ فكرة تعليق البلالين بألوانها المختلفة المبهجة على واجهة المحل قبل عامين، وأنها منذ ذلك الوقت أصبحت عادة ثابتة لديه فى الأعياد؛ إذ يعتبرها بمثابة حيلة ذكية للتسويق وزيادة المبيعات، وأيضاً وسيلة بسيطة لإسعاد كل المارين من أمامه: «الناس بتفرح بيها، وساعات كتير بيوقفوا قدام المحل علشان يتفرجوا على البلالين وبعدها بييجوا يشتروا».
ورغبة فى إدخال السعادة على قلوب الزبائن خلال عيد الأضحى المبارك؛ قدَّم الجزار العشرينى تخفيضات على أسعار اللحوم؛ إذ يوفر كيلو اللحم البلدى بـ330 جنيهاً، وهو تخفيض سارٍ حتى يوم الوقفة، على أن يعود بعدها لأسعاره العادية التى لا تخلو أيضاً من التخفيضات ولو بشكلٍ نسبى: «فى الأيام العادية برضو ببيع الكيلو بـ360 جنيه.. لازم كلنا نخفف عن بعض ونشيل بعض، حتى لو العالم بيمر بأزمة اقتصادية فلازم نسند بعض ونفرح كلنا بالعيد وبالأيام المباركة السعيدة اللى إحنا فيها».
فرحة الزبائن ودعواتهموكنتيجة طبيعية لهذه الأجواء المبهجة التى ينشرها الشاب العشرينى وتخفيضه للأسعار؛ فهو يحظى دائماً بإشادات واسعة وتعليقات جميلة من زبائنه الذين يمتدحون أفعاله ويدعون له بالتوفيق والخير الوفير: «الحمد لله أنا ووالدى فى المحل هنا ولينا سمعتنا الطيبة وسط كل الناس.. وبفرح جداً بدعوات الزباين لما يشتروا بـ سعر مخفض، خاصة لما يدعوا لنا بالصحة والستر والسعادة وصلاح الحال».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: عيد الأضحى عيد الأضحى 2024 الاحتفال بعيد الأضحى محل جزارة بيع اللحوم تخفيضات على سعر سعر كيلو اللحمة
إقرأ أيضاً:
مؤمن الجندي يكتب: بالونة مزدوجة
الكلمات ليست مجرد أصوات تنبعث من الحناجر، بل هي مفاتيح تُفتح بها أبواب القلوب، أو تُغلق بها.. والتصرفات ليست مجرد حركات عابرة في مسرح الحياة، بل هي رسائل مشفّرة تعبّر عن باطن النفوس ومكنون العقول! غير أن الإشكالية الكبرى تكمن حين تتعارض الكلمة مع نيتها، والموقف مع جوهره، لتصبح أداة للغموض والازدواجية، حاملةً معنيين متناقضين، أحدهما يعلن وآخر يضمر.
مؤمن الجندي يكتب: حين تتلاشى الألوان مؤمن الجندي يكتب: قائد على حافة الانفجارحين يكون الشخص في موضع مسؤولية، فإن لكل كلمة ينطقها، ولكل قرار يتّخذه، أصداءً تتجاوز ذاته، وتمتد إلى حياة الآخرين، هنا تكمن خطورة الازدواجية؛ أن يبتسم في وجه الجمهور وهو يخطط لإثارة عاصفة خلف الستار، أن يدّعي الحكمة وهو صانع الأزمات، أن يتحدث عن الخير وهو يعبّد الطريق للمكائد، أو حتى عكس كل ذلك.
إن المسؤولية لا تقتصر على اتخاذ القرار، بل تتعدى ذلك إلى التفكير العميق في أبعاده وتبعاته! فالقرار كلمة، والكلمة موقف، والموقف حياة.. فإن كان الشخص المسؤول غير قادر على التفكير الرشيد، فعليه أن يستعين بمن يُحسن ذلك! وإن عزعليه وجود من يعينه، فليصمت وليبتعد عن صُنع الإثارة من وقت لآخر.
إمام عاشور، لاعب الأهلي، بطل أزمة جديدة من أزماته "التريند"، ألقت بظلالها على المشهد الرياضي بعد احتفاله المثير للجدل بهدفه في مرمى سموحة، وضع اللاعب بالونة على فمه ونفخها احتفالًا، وهو تصرف بسيط في ظاهره، إلا أنه أثار موجة عارمة من الانتقادات بسبب لون البالونة الأبيض، الذي اعتبرته جماهير عديدة إيحاءً بنادي الزمالك، النادي السابق للاعب! هذه العاصفة النقدية أخذت منحى أوسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين من رأى في الأمر استفزازًا مقصودًا، ومن اعتبره تصرفًا عفويًا لا يحمل أي دلالات.
شوائب المعاني المزدوجةرغم توضيح إمام عاشور لاحقًا بأنه لم يكن يقصد أي إساءة أو إشارة، فهو مجرد احتفال اتفق عليه مع طفلته، إلا أن الموقف يكشف أهمية تحلي اللاعبين بالوعي والمسؤولية في أفعالهم، خصوصًا في بيئة مشحونة بالعواطف كالرياضة المصرية! الاحتفال بالأهداف حق مشروع، لكنه يجب أن يبقى في إطار الروح الرياضية، بعيدًا عن التأويلات التي قد تفتح أبواب الجدل.
على عاشور أن يدرك أن كونه لاعبًا في نادٍ كبير مثل الأهلي يضعه تحت المجهر، وعليه أن يحرص مستقبلًا على تصرفاته لتجنب أي مواقف تحمل معنيين قد تثير غضب الجماهير وتُلهب الخلافات، فإذا ما أراد الإنسان المسؤول أن يكون مصدر إلهام وإصلاح، فعليه أن يوازن بين قوله وفعله، وأن يُخلص كلماته وتصرفاته من شوائب المعاني المزدوجة.
في النهاية، إن المسؤولية ليست ترفًا أو خيارًا، بل هي واجب يستدعي عمق التفكير ونقاء النية! فإن كنت شخصًا مسؤولًا ولم تستطع التفكير بوضوح، فلا عيب في أن تستعين بمن يساعدك.. أما إذا اخترت الطريق السهل للعب بالكلمات وصُنع الأزمات، فاعلم أنّك تترك خلفك إرثًا من الخراب قد يُلاحقك حتى بعد غيابك.
الكلمة سلاح، والموقف حياة، والصمت حكمة.. اختر بحكمة، لتُصان الكلمة ويُحفظ الموقف، ويسود السلام.
للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا