الإفطار كبدة والغداء لحم وأرز.. تعرف على طقوس أهالي مطروح في عيد الأضحى
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يتميز مواطنو محافظة مطروح بطقوس خاصة في عيد الأضحى المبارك، ولاسيما أبناء البادية من قبائل أولاد على الأبيض والأحمر الذين يسكنون الشريط الساحلي الغربي من البلاد (إقليم مريوط) ويعيش البعض منهم في نجوع وتجمعات في قلب صحراء مصر الغربية التي اكتسب أهلها عاداتهم وتقاليدهم منها، تلك الطقوس المتعارف عليها من مئات السنين ولازالت القبائل متمسكة بها حتى الآن تميزها عن غيرها من المحافظات المصرية.
ويبدأ أهالي مطروح في الإعداد للاحتفال بعيد الأضحى خلال العشر أيام الأُول من ذي الحجة، بشراء الأضحية قبل يوم العيد بوقت كافٍ، ويقوم رب الأسرة بشراء مستلزمات البيت من دقيق وخضروات ومستلزمات الطعام والمشروبات والحلويات، وصبيحة يوم العيد يخرج الأب مصطحبا أولاده إلى المساجد الكبرى والساحات المنتشرة في كل مدن ومراكز محافظة مطروح، لأداء صلاة العيد، كما يسمح للنساء بالصلاة خارج المنزل حيث يوجد أماكن مخصصة لهن.
عادات وتقاليد العيد «الشايب» بعملية نحر الأضاحي .. والشباب يتولون مهمة سلخها وتقطيعهاومن العادات التي يتمسك بها بدو الصحراء من قبائل أولاد علي وتطبع بها أهالي المحافظة من غير البدو، تسمية عيد الأضحى بـ«عيد اللحم»، ويحرصون على النحر، فلا تجد بيتًا يخلو من نحر الأضاحي في العيد، ويفضلون نحر الأغنام من سلالة «الضأن البرقي» التي تعد أفضل السلالات في العالم، وتتميز بجودة لحومها، حيث يجهزون الأضحية قبل العيد بمدة طويلة تصل لأربعة أشهر، ويهتموا بعلفها من نواة التمر المدقوق والشعير والقمح، وفي صباح يوم العيد يقوم أكبر الرجال أو رب البيت ويسمى «الشايب» بعملية نحر الأضاحي، ويتولى الشباب مهمة سلخها وتقطيعها.
ويلتزم البدوي بانتقاء الأضاحي ونحرها في أيام التشريق وفي ضوء الشروط التي حددها الفقهاء، سواء كانت من الأغنام أو الإبل أو البقر أو الماعز، ولكن الغالبية العظمى من أهل البادية يفضلون الأغنام من سلالة البرقي الشهيرة التي تربى وترعى بالصحراء الغربية، والبعض من أهالي المحافظة خاصة الذين يعود أصولهم إلى وادى النيل يفضلون نحر الأبقار، حيث يشترك البعض من الأقارب أو الأصحاب والجيران في بقرة واحدة، ويوزعونها بالتساوي فيما بينهم.
ويتم إشعال النار بجوار كل بيت، وما أن تنتزع الكبد والرئتان والقلب و«الفشة» حتى تلقى في النار المباشرة كما هي، ثم ترفع عن النار وتقطع قطع صغيرة قبل أن توضع على الجمر «الفحم أو الحطب» مرة أخرى للشواء، وهي وجبة الإفطار في ذلك اليوم، أما وجبة الغداء عصر يوم عيد الأضحى فتكون من الربعين الأيمنين للأضحية مع الطبيخ والمرق «الشربة»، وذلك في بيت كبير النجع، حيث يأتي كل بيت بقصعة ويتغدى الرجال جميعهم معا في بيت والنساء والأطفال جميعهم أيضًا في بيت آخر، أو يبقى الجميع في بيت واحد مع وضع «حجبه» من الصوف تقسم البيت لجزئين.
وتختلف البيوت في نوعية الطهي أول يوم للعيد، فمنهم من كانت «سنته» أو عادته التي لا يغيرها طبخ الفاصوليا البيضاء، ومنهم من يطبخ الملوخية أو البطاطس، ونادرا ما يطبخ الأرز في أول أيام العيد، وفي اليوم الثاني للعيد يتم تقديد ثلث لحم الأضحية، لأن باقي الأضحية يقدم كهدايا للزاور.
عادات وتقاليد العيد «القديد» .. من الطقوس القديمة وهو لحم مملح ومجفف يحفظ لأوقات طويلةومن عادات وتقاليد عيد الأضحى قديما «القديد»، وهو لحم مملح ومجفف يحفظ لأوقات طويلة وتستخدمه النساء في الطهي بعد ذبح الشاة وتقطيعها لقطع كبيرة، ويتم تعليقها ليوم كامل في مكان جيد التهوية بعيدًا عن ضوء الشمس المباشر، وفي اليوم التالي تقطع الأسرة اللحم إلى قطع صغيرة، ويتم استبعاد القطع التي تحتوي على الدهن والشحم من عملية القديد، ويقطع فقط اللحم الأحمر لمكعبات صغيرة.
يطلق أهل الواحة عيد الأضحى «العيد أزوار» أي الكبيروإلى الجنوب الغربي من المحافظة حيث واحة الغروب والسحر والجمال واحة سيوة، نجد لعيد الأضحى طقوسًا مميزة يحافظ عليها أهالي الواحة ويتوارثها الأبناء عن الآباء والآباء عن الأجداد، ويسمي أهل الواحة عيد الأضحى «العيد أزوار» أي الكبير، ويبدأ الاحتفال قبل أيام العيد حيث يقوم الشباب من أهالي الواحة الخضراء بجلب الكتل الملحية من البحيرات الكائنة بقرية المراقي غرب مدينة سيوة بشكل احتفالي بعربات الكارو التي تجرها الحمير، يتركون تلك الكتل الصغيرة تجف ثم يتم تقطيعه وتقوم السيدات بطحنة باستخدام الرحى يترك الملح خزينا طوال العام، وقد تستخدم بعض الكتل الملحية كهدية يهديها العريس لعروسته يوم الخطبة وتستخدم في تزيين المنزل.
ويقوم الشباب والصبيان بأعمال النظافة والتجميل أمام البيوت؛ تمهيدا لاستقبال الضيوف والمهنئين صبيحة يوم العيد، وفي أول أيام العيد يرتدي الأطفال الملابس الجديدة ويتوجهون إلى الساحات والمساجد لأداء صلاة العيد، وكانت أبرز الطقوس المتعارف عليها بين أهالي الواحة قيام إمام وشيخ المسجد الكبير بنحر الأضحية الخاصة به، ومن ثم يقوم الأهالي بنحر الأضاحي الخاصة بهم، وكان قديما لا توجد ببيوت سيوة ثلاجات، فكان يتم استخدام الملح في تمليح اللحم وتعليقه في أحبال مصنوعة من ليف النخيل حتى يجف ثم يحفظ في سلال مصنوعة من الخوص والجريد.
«أدقاقيش» .. وجبة إفطار أول أيام عيد الأضحى بسيوةوبعد الانتهاء من نحر الأضاحي وسلخها وتقطيعها، يتناول السيويين وجبة الافطار وتسمى «ادقاقيش» عبارة عن الكبدة والقلب والحلويات وجزء من اللحم، والغذاء عبارة عن الأرز واللحم المسلوق أو الفتة، وفي ثاني أيام عيد الأضحى يأكل أهل سيوة لحمة الرأس، ومن مظاهر الاحتفال إحضار الجمار من المزرعة «قلب النخلة»، حيث يساعد على الهضم.
طقوس احتفال أهالي مطروح وسيوة بعيد الأضحى المبارك 1 2 3 4 5المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مطروح سيوة عيد الأضحى عادات وتقاليد عید الأضحى یوم العید فی بیت
إقرأ أيضاً:
افتتاح 3 مساجد بكفر الشيخ ضمن افتتاحات العيد القومي الـ 68 للمحافظة
أعلن اللواء دكتور علاء عبد المعطي، محافظ كفرالشيخ، اليوم الجمعة، عن افتتاح مسجد الإحسان بكفر سودان والتابع لإدارة أوقاف دسوق بحري، ومسجد الرضوان بقرية 51 والتابع لإدارة أوقاف الرياض شرق، ومسجد أحمد دسوقي غانم بقرية الروضة والتابع لإدارة أوقاف سيدي سالم غرب.
يأتي ذلك في إطار مبادرة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، "بداية جديدة لبناء الإنسان"، وفي ضوء «العيد القومي لمحافظة كفرالشيخ الـ 68 فى ذكرى انتصار معركة البرلس البحرية على العدوان الثلاثي 4 نوفمبر 1956_ملحمة قواتنا البحرية الباسلة».
جاء ذلك بحضور الدكتور عبد القادر سليم، مدير عام الدعوة، والدكتور محمد عوض حسانين، مدير إدارة الرياض شرق، والشيخ حمدي فوزي جعفر، مدير إدارة دسوق بحري، والشيخ فؤاد ناجي، مدير إدارة سيدي سالم غرب، وعلماء الأزهر والأوقاف، وعدد من القيادات التنفيذية، وجماهير غفيرة من رواد تلك المساجد.
ويأتي ذلك امتدادًا لسلسلة من الافتتاحات التي تواكب الجمهورية الجديدة، وفي إطار اهتمام وزارة الأوقاف بالمساجد مبنى ومعنى، والحرص المستمر على عمارة بيوت الله وتشيدها، ونشر الفكر الوسطي المستنير، وتعميق الحس الإيماني لدى المواطنين.
وقد ألقى خطبة الجمعة الدكتور عبد القادر سليم، مدير عام الدعوة، وكانت تحت عنوان (المال العام وحرمة التعدي عليه)، والهدف منها التوعية بأن المال العام هو منفعة عامة للجميع، وبيان خطورة التعدي عليه بأي صورة من الصور، وهذا الموضوع يحقق المحورين الاستراتيجيين الثالث والرابع من محاور وزارة الأوقاف، وهما بناء الإنسان وصناعة الحضارة.
ومن جانبه، أكد الشيخ معين رمضان، وكيل وزارة الأوقاف بكفرالشيخ، أن جميع المساجد قد إلتزمت بالوقت المحدد والخطبة الموحدة على مستوى المحافظة، داعيًا الله تعالى أن يحفظ مصر وأهلها وأن يجعلها فى أمانه وضمانه واحة للأمن والأمان والإستقرار، وأن تظل مصر قبلة المساجد والمآذن، وأن يحفظ الله الوطن قيادةً وشعبًا.