"الصردي"... سلالة تحظى بإقبال كبير خلال عيد الأضحى
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك، توفر أسواق المواشي بمختلف جهات ومناطق المملكة عرضا وافرا ومتنوعا من الأضاحي التي تتوزع على سلالات عديدة من الأغنام المعروفة لدى المغاربة، وفي مقدمتها سلالة « الصردي » و »الدمان » و »بوجعد »، و »بني كيل »، و »تيمحضيت ».
إلا أن أغلبية المغاربة يعتبرون أن سلالة أغنام « الصردي » أجمل السلالات وأكثرها جودة، لذلك يكثر الإقبال عليها في هذه المناسبة الدينية، بحيث تمتاز أكباش هذه السلالة بقامتها العالية وحجمها الضخم والبياض الناصع لصوفها وطول قرونها الملتوية.
وعلى الرغم من ارتفاع سعر بيع « الصردي » مقارنة بغيره من الأغنام، إلا أن كثيرا من الأسر تفضل هذه السلالة عما سواها لقيمتها الرمزية، وجودتها وأصالتها، ولعل ذلك ما يفسر اقتران هذا الصنف من الأغنام بالأعياد الدينية والمناسبات الخاصة كناية عن اعتزاز المغاربة بالثروة الحيوانية ذات الأصل المغربي.
وقد خص المغرب السلالات المحلية بعناية خاصة لاسيما سلالة الصردي، التي نجد لها حضورا لافتا في المعرض الدولي للفلاحة وكذا تنظيم معرض وطني خاص بها بمدينة سطات، والذي يهدف إلى تبادل الخبرات والوقوف على التقدم التكنولوجي في الإنتاج الحيواني، وتشجيع تربية الأغنام وتعزيز الموروث الجيني لسلالة « الصردي » باعتبارها ثروة وطنية.
كما تحرص الجهات المعنية على تثمين وتطوير هذه السلالة ودعم الفاعلين في القطاع، من أجل تجويد تقنيات الإنتاج والتسويق، علاوة على المجهودات التي يبذلها الأطباء البيطريون في مجال مواكبة مربي « الصردي » أفرادا ومهنيين، وتزويدهم بالأساليب العلمية الملائمة لتطوير هذا النوع من الأغنام.
وفي هذا الصدد، قال رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز بالمغرب، سعيد شاطبي، في تصريح لوكالة المغرب للأنباء، إن المغرب يتميز بتنوع سلالات الأغنام والماعز التي تتجاوز 14 سلالة تعرف بجودة صوفها ولحومها، مشيرا إلى أن هذا التنوع هو مبعث فخر واعتزاز للمغاربة.
واعتبر شاطبي أن « سلالة الصردي تتفوق على باقي السلالات بالنظر لبنيتها القوية وطول ظهرها »، مبرزا أن لحوم هذه السلالة تمتاز بجودتها، فضلا عن الجانب الجمالي للصردي وصوفه الخالي من أي شوائب.
أما بالنسبة لمهد هذه السلالة، فيؤكد شاطبي أنها تنتسب بشكل أساسي إلى منطقة « بني مسكين » بإقليم سطات، كما تتواجد ببعض جهات المملكة بالنظر لقدرتها على التأقلم مع الظروف المناخية، كما هو الشأن بالشاوية والرحامنة وعبدة التي تعد من أهم مناطق تربية الأغنام، إذ تتوفر على حوالي 19 في المائة من قطيع الأغنام الوطني.
وأفاد المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية بأن المغرب يحظى بمؤهلات تمكنه من تبوء مراتب متقدمة من حيث عائدات قطاع المواشي الذي يحقق رقم معاملات قدرته الوزارة الوصية بحوالي 35 مليار درهم سنويا، فضلا عما يوفر من فرص للشغل تقدر بـ95 مليون يوم عمل في السنة. كما تتوفر المملكة على أكثر من 31 مليون رأس من المواشي، منها 21.6 مليون من رؤوس الأغنام، و6.1 ملايين من رؤوس الماعز، و3.3 ملايين من رؤوس الأبقار، و183 ألف رأس من الإبل.
كلمات دلالية الصردي، عيد الأضحى، الأغنام
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: هذه السلالة من الأغنام
إقرأ أيضاً:
تقرير: رغم التحسن البيئي… النفايات البلاستيكية تشكل 85% من تلوث شواطئ المغرب
كشف التقرير السنوي للبرنامج الوطني لرصد جودة مياه الاستحمام ورمال الشواطئ المغربية عن تحسن تدريجي في جودة المنظومة الساحلية للمملكة، وسط استمرار تحديات بيئية بارزة تتعلق بالتلوث البلاستيكي والنفايات البحرية.
وجرى عرض التقرير خلال ندوة وطنية نظمت بالعاصمة الرباط، حيث أكد القائمون على البرنامج أن عدد الشواطئ الخاضعة للمراقبة ارتفع إلى 199 شاطئًا سنة 2024، موزعة على 488 محطة رصد، مقابل 79 شاطئًا فقط سنة 2004، ما يمثل زيادة بنسبة 154% خلال عقدين من الزمن. كما توسع نطاق رصد جودة الرمال ليشمل 64 شاطئًا، بعدما كان مقتصرًا على 13 فقط سنة 2010.
وسجل التقرير تحسنًا لافتًا في جودة مياه الاستحمام، إذ ارتفعت نسبة المطابقة للمعايير الوطنية من 88% عام 2021 إلى 93% عام 2024، وهو مؤشر مهم يُعتمد عليه في منح علامة “اللواء الأزرق” البيئية للشواطئ. ورغم ذلك، فإن 7% من المحطات لا تزال تسجل نسب تلوث تستوجب تدخلاً عاجلاً لتحديد مصادر التلوث ومعالجتها.
وفيما يتعلق بالنفايات البحرية، أبرز التقرير انخفاضًا بنسبة 21% في الكميات المجمعة ما بين 2021 و2024، بناء على مراقبة 64 شاطئًا خلال السنة الجارية. غير أن تحليل تركيبة هذه النفايات كشف عن استمرار هيمنة المواد البلاستيكية والبولسترين بنسبة تقارب 86%، تتصدرها أعقاب السجائر، أغطية الزجاجات، ومغلفات الحلوى.
وأكد التقرير أن 80% من النفايات البحرية مصدرها الأنشطة البرية، بينما يشكل البلاستيك وحده 85% من إجمالي النفايات، ما يبرز الحاجة الملحة إلى مقاربات بيئية مبتكرة وتشجيع الاقتصاد الدائري للحد من هذا النوع من التلوث.
وعن منهجية الرصد، أوضح التقرير أن عمليات المراقبة تُجرى خلال موسم الاصطياف من ماي إلى شتنبر، بمعدل مرتين شهريًا، وفقًا للمعيار المغربي NM 03.7.199. وقد تم إعداد 190 تقريرًا بيئيًا خاصًا بمياه الاستحمام، منها 6 تقارير جديدة و49 أخرى تم تحيينها خلال سنة 2024.
وفي خطوة لتعزيز الشفافية وتيسير ولوج المواطنين إلى المعلومات البيئية، تم تطوير نشرات رقمية نصف شهرية وتطبيق هاتفي تحت اسم “Iplages”، يُمكّن المصطافين من التعرف على جودة المياه والتجهيزات المتوفرة بكل شاطئ.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن الفترة ما بين 2019 و2024 شهدت تحسنًا عامًا في جودة مياه الاستحمام على امتداد السواحل المغربية، إلا أن استمرار بعض بؤر التلوث العرضي يتطلب تعزيز الجهود الميدانية والتدخلات البنيوية لضمان حماية بيئية مستدامة للشواطئ الوطنية.