صحفي إسرائيلي: هكذا تسببت الحرب على غزة في تصدع المشهد السياسي
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
في إسرائيل الآن، اليسار غير قابل للحياة، ولا يوجد حزب أو ائتلاف بالحجم الحقيقي يمكن أن يسمى يسار الوسط، وما هناك هو ائتلاف يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يمتد من اليمين إلى أقصى اليمين، وائتلاف يقوده بيني غانتس، يمتد من الوسط إلى اليمين، مما يعني أن تحديد الخلافات بين غانتس ونتنياهو يمثل تحديا كبيرا.
بهذه التوضيحات بدأ الصحفي عزرا كلاين حلقة من البودكاست (عرض عزرا كلاين) -على صحيفة نيويورك تايمز- ناقش فيها مع الصحفي الإسرائيلي أميت سيغال خروج بيني غانتس من حكومة الحرب، وما إذا كانت هناك نظرية أمنية جديدة آخذة في الظهور في السياسة الإسرائيلية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة روسية: أميركا تستعد بالقانون والتجنيد لحرب كبيرةlist 2 of 2واشنطن بوست: حياة سكان غزة في الخيام جحيم خلال الصيفend of listوقال عزرا كلاين إنه اكتفى بتعميق تقاريره عن اليمين الإسرائيلي، وذلك في حوار مطول مع أميت سيغال، الذي يعتبره كثيرون المحلل السياسي ذا الجذور اليمينية المتطرفة، والأكثر تأثيرا على اليمين، وله كتاب يصدر باللغة الإنجليزية بعنوان "قصة السياسة الإسرائيلية".
بدأ الحديث باستقالة بيني غانتس، وقال سيغال في قراءاته للسياسة الإسرائيلية في هذه اللحظة، إن الائتلاف الذي يقود إسرائيل تشكل قبل عام ونصف من دون بيني غانتس، ويمكنه البقاء من دونه، وربما يعزز خروج غانتس الائتلاف، لأنه جاء من الخارج بأفكار متناقضة حول كيفية إدارة الصراع والحرب.
رسالة سيئة
وأوضح سيغال أن تفكيك حكومة الوحدة هذه يبعث برسالة سيئة للغاية لأعداء إسرائيل وحلفائها على حد سواء، وذلك انطلاقا من إيمانه العميق بأن الإسرائيليين عندما يتحدون يكون من الأسهل عليهم هزيمة أعدائهم، مشيرا إلى أن الخلاف بين نتنياهو وغانتس ليس كما يوهمان به الناس، حول إقامة الدولة الفلسطينية أو التماسك المالي، لأنهما لا يختلفان على الجوهر، وهو دعم المؤسسات الإسرائيلية.
وخلص الصحفي اليميني إلى أن اليسار الإسرائيلي اختفى بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول، لأن الإسرائيليين رأوا أن الانسحاب الأحادي الجانب من لبنان عام 2000 ومن غزة عام 2005 لم يؤد إلى توازن جديد يستطيع فيه الجميع أن يعيشوا بسعادة وحرية، بل إلى أوقات أكثر توترا.
الناس في إسرائيل منزعجون جدا لأنهم جربوا كل شيء -كما يقول سيغال- وهذا يعني أنه من المحتمل رؤية المزيد من الجنود يقاتلون في الشمال والجنوب خلال السنوات القادمة، وسيكون هناك عدد من القتلى، لن تكون حربا دائمة، بل ربما تكون حالة دائمة من العمليات المستمرة.
وزعم سيغال أن غزة لم تكن محاصرة، مستشهدا بأن المدينة كانت جميلة ولا ينقصها شيء، ولكن عزرا كلاين رفض تلك الفكرة، ووصف ما حدث في غزة منذ عام 2005 بأنه سياسة احتواء منظمة وصعبة للغاية، وأنهى تلك النقطة من الحوار بأن قوائم ما كان مسموحا بدخوله إلى غزة وما هو مرفوض منشورة على الإنترنت.
كل الفلسطينيين سواءوعند العودة بالحوار إلى نظريات الأمن، قال سيغال إنه تم تسييس هذه المسألة في إسرائيل، وأضاف "لأكون صادقا، لا أعتقد أن حكومة مختلفة ستتصرف بشكل مختلف في ظل هذه الظروف. لقد صوت غانتس ونتنياهو بنفس الطريقة تماما في 91 اجتماعا متتاليا لمجلس الوزراء الحربي، مما يعني أن هناك إجماعا في إسرائيل على الإدارة وليس الأيديولوجيا".
وعند السؤال عن قطع عائدات الضريبة عن السلطة الفلسطينية، زعم سيغال بأن 7% من ميزانية السلطة تذهب إلى جيوب من وصفهم بقتلة الإسرائيليين، وقال إن محاولة خلق تمييز بين حماس وفتح، تتجاهل الحقائق الأساسية القاتمة التي تضعهما في موقف مختلف.
وأوضح سيغال أن السبب الذي يجعل فتح لا تعمل ضد إسرائيل أو تتعاون ضد حماس، هو أنهم يخشون، في اللحظة التي تنسحب فيها إسرائيل، أن تقوم حماس بإلقائهم من أسطح رام الله والخليل، مشيرا إلى أنه قد يأتي الوقت الذي يريدون فيه العيش معنا ولكنه لم يأت بعد.
وذكر سيغال أن غزة والضفة الغربية ولبنان 3 حالات مختلفة تماما، ولكن هناك مبدأ واحد يقبله معظم الإسرائيليين -حسب رأيه- وهو أن الضمانة الوحيدة لحياة الإسرائيليين هي أن يكون هناك جندي إسرائيلي في كل مكان، وذلك من منظور الأمن وليس من منظور التعاون المتبادل.
إشكالية حزب اللهوعند السؤال عن شعور الإسرائيليين بقلق أكبر مما يمثله حزب الله، قال سيغال إن تلك مشكلة حقيقية، لأن إسرائيل يمكنها قطع شريان الحياة عن حماس من مصر، ويمكنها تدمير كل نفق تراه، ويمكنها قتل أكبر عدد ممكن من "الإرهابيين" -حسب تصوره- ولكن الأمر ليس كذلك مع لبنان، إذ لا يمكنها أبدا قطع شريان الحياة عن حزب الله، لأن لبنان مرتبط بسوريا ومن ثم بإيران، وبالتالي لا يمكنك القضاء على حزب الله، خاصة أن لبنان ليس مثل غزة والضفة الغربية.
وسلم الصحفي اليميني المتطرف بأن حزب الله من وجهة نظر تكتيكية، يريد التعاطف مع غزة، ولكن الدرس المأساوي الذي برز من العقد الماضي، هو أن فترات السلام لا تعني مستقبلا سلميا، وهم يقضونها في الاستعداد للمهمة الأخيرة وهي تدمير إسرائيل، مشيرا إلى وجود ساحة في طهران بها ساعة تعد تنازليا إلى عام 2040، وفيها سيتم القضاء على إسرائيل.
وعند سؤاله كيف ترى نوع التوتر بين شرعية إسرائيل الدولية وتحالفات الدعم التي تحتاجها لمواجهة هذا التهديد والطريقة التي يتم بها استنزاف هذا المورد الآن في غزة والضفة الغربية؟ قال سيغال "أعتقد أن العالم يقدر الدول القوية، وكان السابع من أكتوبر/تشرين الأول بمثابة عرض رهيب للضعف، لذا يتعين على إسرائيل أن تنهي مسألة غزة، وبعد ذلك تتوقف لمدة عام لبناء جيش جديد بشخصيات جديدة، وربما للذهاب إلى الانتخابات، وبناء ائتلاف يعكس الإجماع على التهديدات الحقيقية لإسرائيل.
وبناء هذا الجيش القوي سيساعد إسرائيل على بناء التعاون -حسب سيغال- سواء مع الولايات المتحدة مع احتمال عودة دونالد ترامب ومع الدول الإسلامية المعتدلة، كما أن الانتخابات قد توقف الزلزال الذي يحدث في إسرائيل في هذه الأيام.
حيرة الإسرائيليينففي إسرائيل هناك نوعان من المشاعر، حيث تتصادم "صفيحتان تكتونيتان"، الأولى هي أن إسرائيل تتحرك من اليسار إلى اليمين، بحيث لم يعد الناس يؤمنون بحل الدولتين والانسحاب الأحادي، والثانية هي أن الإسرائيليين الذين ينتقلون من اليمين إلى اليسار، وقد صوتوا لنتنياهو وحلفائه، لم يعودوا يريدون رؤيتهم بسبب الفشل.
وهؤلاء غاضبون من نتنياهو لأنه فشل في أن يكون متشددا كما أرادوا، لذا فهم يريدون التغيير، ونتنياهو يعطيهم الحق ولا يمنحهم التغيير، أما غانتس فيمنحهم التغيير، لكنه لا يعطيهم الحق لأنه من تيار الوسط أو يسار الوسط.
لذا فإن إسرائيل لا تزال تنتظر قدوم طرف جديد. شيء ما بين نتنياهو وغانتس، يعكس هاتين القيمتين وسيكتسب أرضية كبيرة من الناحية السياسية، ربما سيكون أكبر حزب في إسرائيل.
ولكن في الوقت نفسه، عندما يضطر الإسرائيليون إلى الاختيار بين نتنياهو والضغوط الدولية، فإنهم يختارون نتنياهو، إذ يريد الرئيس الأميركي جو بايدن وقف الحرب بينما يستمر زعيم حماس يحيى السنوار في غزة، ومعظم الإسرائيليين لا يريدون ذلك. ولا يزال بايدن يؤمن بحل الدولتين، و70% من الإسرائيليين يعارضون ذلك.
وأشار سيغال إلى أن جوهر الأمر يكمن في الجملة التي يقولها عادة يائير لبيد، رئيس المعارضة لنتنياهو "توقف عن القتال مع الأميركيين علنا، افعل ذلك خلف الأبواب المغلقة"، لكن نتنياهو يعتقد أن التعامل مع إدارة أميركية معادية هو الظهور العلني لأن الجمهور الأميركي سيكون دائما أكثر تأييدا لإسرائيل منه للإدارة الأميركية الديمقراطية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات فی إسرائیل بینی غانتس حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
أبو لحية لصدى البلد: نتنياهو يرى استمرار الحرب طوق نجاة لمستقبله السياسي
في خضم الأزمات السياسية والصراعات التي تحدث بالعالم، يبرز بنيامين نتنياهو كأحد القادة الذين يرون في استمرار الحروب وسيلة لتثبيت حكمهم وحماية أنفسهم، تتجلى السياسة بوضوح في حملة الإبادة الجماعية التي تقودها إسرائيل ضد المدنيين في غزة، حيث يسعى نتنياهو لترسيخ صورته كمدافع عن إسرائيل، في وقت يستخدم فيه الحرب كدرع لحمايته من اتهامات الفساد التي تلاحقه.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور جهاد أبو لحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطينى، إن نتنياهو ينتمي إلى فئة من القادة الذين يرون في إراقة الدماء وسيلة لضمان بقائهم في السلطة، ويعتقدون أن استمرار النهج الدموي ضروري لحمايتهم.
وأضاف أبو لحية- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن ما تقوم به إسرائيل من إبادة جماعية بحق المدنيين في غزة على مدار 15 شهرا، وهو انعكاس واضح لهذه السياسة التي يتبناها نتنياهو للحفاظ على منصبه والبقاء على رأس الحكومة الإسرائيلية.
وأشار أبو لحية: "على المستوى الشخصي، يسعى نتنياهو إلى ترسيخ أسطورة شخصية تجعله في أذهان اليهود حول العالم كقائد يخوض هذه الحرب دفاعا عن الوجود اليهودي المهدد، ويقدم نفسه على أنه الشخص الوحيد القادر على حمايتهم من أعدائهم، وفقا لتصوراته، كما يرى في استمرار الحرب فرصة للهروب من المسائلة القانونية بشأن تهم الفساد التي يواجهها، وقد استغل الحرب بالفعل للتهرب من المحاكمة لفترة دامت 14 شهرا، لكنه اضطر في النهاية للمثول أمام التحقيق سياسيا".
استشهاد 6 في قصف إسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين بقطاع غزةبينهم أطفال ونساء.. 5 شهداء في قصف إسرائيلي على دير البلح وسط قطاع غزةواختتم: "يدرك نتنياهو أن نهاية الحرب تعني نهاية مستقبله السياسي، حيث لن يكون لديه أي فرصة للبقاء في الساحة السياسية، يحمله المجتمع الإسرائيلي والمسؤولون مسؤولية ما حدث في السابع من أكتوبر نتيجة سياساته الفاشلة وسوء إدارته للأمن القومي الإسرائيلي، ويطالبون بمساءلته قانونيا عن ذلك، ولهذا السبب، يسعى نتنياهو لمنع أي تحقيق رسمي للكشف عن تفاصيل ما حدث قبل وبعد السابع من أكتوبر، لأن جميع الأدلة تشير إليه باعتباره المسؤول الأول عن الإخفاقات".
عبد المهدي مطاوع: الاحتلال يريد تدمير أكبر مساحة ممكنة من غزةالاحتلال يعلن توسيع عمليته العسكرية في غزة ويطالب السكان بالإخلاء