في إسرائيل الآن، اليسار غير قابل للحياة، ولا يوجد حزب أو ائتلاف بالحجم الحقيقي يمكن أن يسمى يسار الوسط، وما هناك هو ائتلاف يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يمتد من اليمين إلى أقصى اليمين، وائتلاف يقوده بيني غانتس، يمتد من الوسط إلى اليمين، مما يعني أن تحديد الخلافات بين غانتس ونتنياهو يمثل تحديا كبيرا.

بهذه التوضيحات بدأ الصحفي عزرا كلاين حلقة من البودكاست (عرض عزرا كلاين) -على صحيفة نيويورك تايمز- ناقش فيها مع الصحفي الإسرائيلي أميت سيغال خروج بيني غانتس من حكومة الحرب، وما إذا كانت هناك نظرية أمنية جديدة آخذة في الظهور في السياسة الإسرائيلية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة روسية: أميركا تستعد بالقانون والتجنيد لحرب كبيرةlist 2 of 2واشنطن بوست: حياة سكان غزة في الخيام جحيم خلال الصيفend of list

وقال عزرا كلاين إنه اكتفى بتعميق تقاريره عن اليمين الإسرائيلي، وذلك في حوار مطول مع أميت سيغال، الذي يعتبره كثيرون المحلل السياسي ذا الجذور اليمينية المتطرفة، والأكثر تأثيرا على اليمين، وله كتاب يصدر باللغة الإنجليزية بعنوان "قصة السياسة الإسرائيلية".

بدأ الحديث باستقالة بيني غانتس، وقال سيغال في قراءاته للسياسة الإسرائيلية في هذه اللحظة، إن الائتلاف الذي يقود إسرائيل تشكل قبل عام ونصف من دون بيني غانتس، ويمكنه البقاء من دونه، وربما يعزز خروج غانتس الائتلاف، لأنه جاء من الخارج بأفكار متناقضة حول كيفية إدارة الصراع والحرب.

رسالة سيئة

وأوضح سيغال أن تفكيك حكومة الوحدة هذه يبعث برسالة سيئة للغاية لأعداء إسرائيل وحلفائها على حد سواء، وذلك انطلاقا من إيمانه العميق بأن الإسرائيليين عندما يتحدون يكون من الأسهل عليهم هزيمة أعدائهم، مشيرا إلى أن الخلاف بين نتنياهو وغانتس ليس كما يوهمان به الناس، حول إقامة الدولة الفلسطينية أو التماسك المالي، لأنهما لا يختلفان على الجوهر، وهو دعم المؤسسات الإسرائيلية.

وخلص الصحفي اليميني إلى أن اليسار الإسرائيلي اختفى بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول، لأن الإسرائيليين رأوا أن الانسحاب الأحادي الجانب من لبنان عام 2000 ومن غزة عام 2005 لم يؤد إلى توازن جديد يستطيع فيه الجميع أن يعيشوا بسعادة وحرية، بل إلى أوقات أكثر توترا.

الناس في إسرائيل منزعجون جدا لأنهم جربوا كل شيء -كما يقول سيغال- وهذا يعني أنه من المحتمل رؤية المزيد من الجنود يقاتلون في الشمال والجنوب خلال السنوات القادمة، وسيكون هناك عدد من القتلى، لن تكون حربا دائمة، بل ربما تكون حالة دائمة من العمليات المستمرة.

وزعم سيغال أن غزة لم تكن محاصرة، مستشهدا بأن المدينة كانت جميلة ولا ينقصها شيء، ولكن عزرا كلاين رفض تلك الفكرة، ووصف ما حدث في غزة منذ عام 2005 بأنه سياسة احتواء منظمة وصعبة للغاية، وأنهى تلك النقطة من الحوار بأن قوائم ما كان مسموحا بدخوله إلى غزة وما هو مرفوض منشورة على الإنترنت.

كل الفلسطينيين سواء

وعند العودة بالحوار إلى نظريات الأمن، قال سيغال إنه تم تسييس هذه المسألة في إسرائيل، وأضاف "لأكون صادقا، لا أعتقد أن حكومة مختلفة ستتصرف بشكل مختلف في ظل هذه الظروف. لقد صوت غانتس ونتنياهو بنفس الطريقة تماما في 91 اجتماعا متتاليا لمجلس الوزراء الحربي، مما يعني أن هناك إجماعا في إسرائيل على الإدارة وليس الأيديولوجيا".

وعند السؤال عن قطع عائدات الضريبة عن السلطة الفلسطينية، زعم سيغال بأن 7% من ميزانية السلطة تذهب إلى جيوب من وصفهم بقتلة الإسرائيليين، وقال إن محاولة خلق تمييز بين حماس وفتح، تتجاهل الحقائق الأساسية القاتمة التي تضعهما في موقف مختلف.

وأوضح سيغال أن السبب الذي يجعل فتح لا تعمل ضد إسرائيل أو تتعاون ضد حماس، هو أنهم يخشون، في اللحظة التي تنسحب فيها إسرائيل، أن تقوم حماس بإلقائهم من أسطح رام الله والخليل، مشيرا إلى أنه قد يأتي الوقت الذي يريدون فيه العيش معنا ولكنه لم يأت بعد.

وذكر سيغال أن غزة والضفة الغربية ولبنان 3 حالات مختلفة تماما، ولكن هناك مبدأ واحد يقبله معظم الإسرائيليين -حسب رأيه- وهو أن الضمانة الوحيدة لحياة الإسرائيليين هي أن يكون هناك جندي إسرائيلي في كل مكان، وذلك من منظور الأمن وليس من منظور التعاون المتبادل.

إشكالية حزب الله

وعند السؤال عن شعور الإسرائيليين بقلق أكبر مما يمثله حزب الله، قال سيغال إن تلك مشكلة حقيقية، لأن إسرائيل يمكنها قطع شريان الحياة عن حماس من مصر، ويمكنها تدمير كل نفق تراه، ويمكنها قتل أكبر عدد ممكن من "الإرهابيين" -حسب تصوره- ولكن الأمر ليس كذلك مع لبنان، إذ لا يمكنها أبدا قطع شريان الحياة عن حزب الله، لأن لبنان مرتبط بسوريا ومن ثم بإيران، وبالتالي لا يمكنك القضاء على حزب الله، خاصة أن لبنان ليس مثل غزة والضفة الغربية.

وسلم الصحفي اليميني المتطرف بأن حزب الله من وجهة نظر تكتيكية، يريد التعاطف مع غزة، ولكن الدرس المأساوي الذي برز من العقد الماضي، هو أن فترات السلام لا تعني مستقبلا سلميا، وهم يقضونها في الاستعداد للمهمة الأخيرة وهي تدمير إسرائيل، مشيرا إلى وجود ساحة في طهران بها ساعة تعد تنازليا إلى عام 2040، وفيها سيتم القضاء على إسرائيل.

وعند سؤاله كيف ترى نوع التوتر بين شرعية إسرائيل الدولية وتحالفات الدعم التي تحتاجها لمواجهة هذا التهديد والطريقة التي يتم بها استنزاف هذا المورد الآن في غزة والضفة الغربية؟ قال سيغال "أعتقد أن العالم يقدر الدول القوية، وكان السابع من أكتوبر/تشرين الأول بمثابة عرض رهيب للضعف، لذا يتعين على إسرائيل أن تنهي مسألة غزة، وبعد ذلك تتوقف لمدة عام لبناء جيش جديد بشخصيات جديدة، وربما للذهاب إلى الانتخابات، وبناء ائتلاف يعكس الإجماع على التهديدات الحقيقية لإسرائيل.

وبناء هذا الجيش القوي سيساعد إسرائيل على بناء التعاون -حسب سيغال- سواء مع الولايات المتحدة مع احتمال عودة دونالد ترامب ومع الدول الإسلامية المعتدلة، كما أن الانتخابات قد توقف الزلزال الذي يحدث في إسرائيل في هذه الأيام.

حيرة الإسرائيليين

ففي إسرائيل هناك نوعان من المشاعر، حيث تتصادم "صفيحتان تكتونيتان"، الأولى هي أن إسرائيل تتحرك من اليسار إلى اليمين، بحيث لم يعد الناس يؤمنون بحل الدولتين والانسحاب الأحادي، والثانية هي أن الإسرائيليين الذين ينتقلون من اليمين إلى اليسار، وقد صوتوا لنتنياهو وحلفائه، لم يعودوا يريدون رؤيتهم بسبب الفشل.

وهؤلاء غاضبون من نتنياهو لأنه فشل في أن يكون متشددا كما أرادوا، لذا فهم يريدون التغيير، ونتنياهو يعطيهم الحق ولا يمنحهم التغيير، أما غانتس فيمنحهم التغيير، لكنه لا يعطيهم الحق لأنه من تيار الوسط أو يسار الوسط.

لذا فإن إسرائيل لا تزال تنتظر قدوم طرف جديد. شيء ما بين نتنياهو وغانتس، يعكس هاتين القيمتين وسيكتسب أرضية كبيرة من الناحية السياسية، ربما سيكون أكبر حزب في إسرائيل.

ولكن في الوقت نفسه، عندما يضطر الإسرائيليون إلى الاختيار بين نتنياهو والضغوط الدولية، فإنهم يختارون نتنياهو، إذ يريد الرئيس الأميركي جو بايدن وقف الحرب بينما يستمر زعيم حماس يحيى السنوار في غزة، ومعظم الإسرائيليين لا يريدون ذلك. ولا يزال بايدن يؤمن بحل الدولتين، و70% من الإسرائيليين يعارضون ذلك.

وأشار سيغال إلى أن جوهر الأمر يكمن في الجملة التي يقولها عادة يائير لبيد، رئيس المعارضة لنتنياهو "توقف عن القتال مع الأميركيين علنا، افعل ذلك خلف الأبواب المغلقة"، لكن نتنياهو يعتقد أن التعامل مع إدارة أميركية معادية هو الظهور العلني لأن الجمهور الأميركي سيكون دائما أكثر تأييدا لإسرائيل منه للإدارة الأميركية الديمقراطية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات فی إسرائیل بینی غانتس حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

حسام موافي يشرح أنواع اليمين وحكم كسرها

كتب- حسن مرسي:

تحدث الدكتور حسام موافي، أستاذ الحالات الحرجة بكلية طب قصر العيني، عن أنواع اليمين في الشريعة الإسلامية وأحكام كفارتها، موضحًا الفرق بين الأنواع المختلفة ومدى ارتباطها بالأحداث الماضية أو المستقبلية.

جاء ذلك خلال برنامجه "رب زدني علما" على قناة "صدى البلد"، حيث أوضح أن اليمين تنقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

اليمين اللغو

يُعتبر هذا النوع من القسم مجرد لغو لا يترتب عليه كفارة أو ذنب.

وأعطى موافي مثالًا على ذلك بقوله: "عندما يقول الإنسان 'والله لتأكل'، وإذا لم يحدث الفعل فلا يحاسب الشخص على ذلك لأنه ليس يمينًا جديًا".

اليمين المنعقدة

يتعلق هذا النوع بتعهد الشخص بشيء في المستقبل، مثل قوله: "والله لن أدخن"، فإذا خالف هذا القسم وعاد إلى التدخين، فإنه يكون قد أخل بقسمه.

وأكد الدكتور حسام أن كسر اليمين المنعقدة يتطلب تقديم كفارة شرعية تتضمن إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، وفي حال عدم القدرة على ذلك، يُفرض الصيام كبديل.

اليمين الغموس

وصفه الدكتور حسام بأنه أخطر أنواع اليمين، لأنه يتضمن كذبًا صريحًا وشهادة زور عن أحداث وقعت في الماضي.

مثل أن يُقسم الشخص كذبًا قائلاً: "أقسم بالله أنني رأيت فلانًا يقتل فلانًا"، مما يجعله مسؤولاً عن يمين غموس.

كفارة اليمين الغموس

وأشار موافي إلى أن كفارة هذا النوع من اليمين تتمثل في إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، وفي حال تعذر ذلك، يصبح الصيام هو البديل.

وأوضح أن الصيام يكون واجبًا فقط على من لا يستطيع توفير الإطعام أو الكسوة.

التوعية بأهمية القسم

أكد الدكتور موافي أن القسم في الإسلام يحمل مسؤولية كبيرة، ويجب على المسلمين إدراك عواقب كسر اليمين أو استخدامه بشكل خاطئ، خاصة في الأمور التي تتعلق بشهادة الزور أو الأحداث الجدية، كما شدد على أهمية الالتزام بالأحكام الشرعية في الكفارات لضمان التخلص من الذنب.

يأتي هذا الشرح في إطار السعي لنشر الوعي الديني وإيضاح الأحكام المتعلقة بالحياة اليومية، بهدف تعزيز الالتزام الأخلاقي والديني في المجتمع.

اقرأ أيضًا:

وزير الأوقاف: سيناء ذات قيمة جليلة و عميقة في وجدان كل مصري

ما أقل سعر لبرامج الحج السياحي 2025؟

التوعية بأهمية القسم الدكتور حسام موافي اليمين اللغو اليمين المنعقدة اليمين الغموس كفارة اليمين الغموس أنواع اليمين وحكم كسرها أنواع اليمين في الشريعة الإسلامية

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة حسام موافى: الذبحة الصدرية التي تصيب المريض من دون ألم كارثة أخبار حسام موافي: الموت ليس عقوبة والحزن على المتوفي يتغير مع مرور الوقت أخبار حسام موافي: الثواب والعقاب في معاملة الأبوين جزاء مؤجل أخبار هل النحافة سببها جيني خلقي أم مرضي؟.. الدكتور حسام موافي يوضح أخبار أخبار مصر الرقابة الإدارية تضبط شخصًا مارس الاختراق والتصيد الإليكتروني.. وتوجه منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر بعد إقبال المواطنين.. وزير التموين يعلن استمرار سوق اليوم الواحد بمدينة منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر اضطراب بحركة الملاحة.. الأرصاد تحذر من طقس الساعات المقبلة منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر بحضور سامح شكري ونبيلة مكرم.. وزير البترول الأسبق يحتفي بزفاف ابنته منذ ساعتين قراءة المزيد أخبار مصر صندوق التنمية الحضرية وبنك "نكست" يوفران فرصًا سكنية جديدة - تفاصيل منذ 3 ساعات قراءة المزيد أخبار مصر حدث في 8 ساعات| السيسي يشيد بموقف إسبانيا إزاء القضية الفلسطينية.. منذ 3 ساعات قراءة المزيد

إعلان

إعلان

أخبار

حسام موافي يشرح أنواع اليمين وحكم كسرها

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك عاجل - معهد الفلك يكشف موعد شهر رمضان 2025.. وعدد الأيام المتبقية 28

القاهرة - مصر

28 19 الرطوبة: 37% الرياح: شمال المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • غانتس يدعو للعمل بقوة ضد أصول الحكومة اللبنانية
  • باحث: المشهد الحالي ليس في صالح نتنياهو.. وهجمات إسرائيل تؤجج الأوضاع
  • صواريخ الحزب تُشعل صباح إسرائيل.. مئات آلاف الإسرائيليين في الملاجئ (فيديو)
  • استطلاع: ثلثا الإسرائيليين لا يثقون بإدارة حكومة نتنياهو خلال الحرب على غزة
  • لمنع انزلاق اليمن نحو المجهول .. رئيس المكتب السياسي السابق لحركة الحوثيين يوجه دعوة هامة لكافة الأطراف اليمنية شمالاً وجنوباً 
  • حسام موافي يشرح أنواع اليمين وحكم كسرها
  • صحف عبرية: قلق متزايد بشأن حالات انتحار الجنود الإسرائيليين وتأثيرات الحرب النفسية
  • وزير الخارجية العراقي: هناك تهديدات واضحة للعراق من قبل إسرائيل
  • يونيسف: لا يزال هناك خسائر كبيرة في صفوف أطفال غزة بسبب الحرب الإسرائيلية
  • يونيسف: لا تزال هناك خسائر كبيرة في صفوف أطفال غزة