لجريدة عمان:
2024-11-23@20:20:52 GMT

«أثر» بثينة .. عندما يصبح «الشخصيّ» عامًّا

تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT

كتبتْ الشاعرة المصرية إيمان مرسال في كتابها «في أثر عنايات الزيات» أنه يحدث أحيانًا أن يهز كياننا عمل إبداعي، دون أن يعني ذلك أنه عمل غير مسبوق في تاريخ الإبداع، أو أنه أفضل ما تلقينا من إبداعات في حياتنا، بل «إنها الصدف العمياء التي تبعث لك رسالة تساعدك على فهم ما تمرّ به، في اللحظة التي تحتاجها تمامًا».

إحدى هذه الصدف العمياء التي وصلتني في لحظة أحتاجها هي مشاهدة الفيلم القصير «أثر» للمخرجة العمانية بثينة ناصر سيف؛ الذي أعلن هذا الأسبوع فوزه بجائزة الجمهور في مسابقة الجزيرة الوثائقية للفيلم القصير، وذلك في الفترة نفسها التي توفيّ فيها خالي.

يتتبع الفيلم الذي تصنفه الجزيرة «فيلما وثائقيا شخصيا» صدى الخسارة العميقة التي تركتها وفاة جدّ المخرجة في أرواح أسرته الصغيرة المؤلفة من زوجته وابنيه، ويسرد تأملاتهم وهم يسترجعون حبّهم له وذكرياتهم معه، متأملين اللحظات الحميمة والأوقات الجميلة التي قضوها معه، وإذا ما بحثنا في دقائقه الثماني عن قصة مشوّقة أو حبكة درامية فلن نجد، إذْ إن ما يسرده هو حكاية عادية تتكرر في حياتنا آلاف المرات، وأعني بها حكاية فقْد عزيز، ولكنه مع ذلك قادرٌ على التسرّب في دواخل مشاهديه شيئا فشيئا، إلى أن يجدوا أنفسهم منغمسين في هذه المشاعر الإنسانية ومتأثرين بها، وهو ما يذكّر بعبارة الشاعر الإنجليزي كوليردج التي فحواها أن أي حياة، مهما كانت عادية، ستكون ممتعة إذا ما رُوِيَتْ بصدق.

أعترف، أنني في مشاهدتي الأولى للفيلم -التي كانت قبل وفاة خالي بيوم- كنتُ أكثر حيادية في التعاطي مع موضوعه الذي بدا لي أقل من عادي، فهو أقرب إلى مرثية عاطفية من فتاة لجدّها الذي تحب، وكنتُ أقول لنفسي إن سبب فوزه هو الأماكن الطبيعية الخلابة وزوايا التصوير الفاتنة التي اختارتها مخرجتُه، دارسة الفنون الإبداعية، تخصص صناعة الأفلام، في جامعة ويسكونسن ميلواكي الأمريكية، إضافة إلى طبيعية وتلقائية شخصيات الفيلم؛ الجدة فاطمة، وابنيها ناصر (والد المخرجة) وبدر. لكنني بعد أن أعدتُ مشاهدته وأنا عائد من المقبرة، ممتلئا بذكريات أكثر من أربعين عاما مع خالي عبدالله، منذ أن سكن في بيت مجاوِرٍ لبيتنا في الردة، مستعيدا شريطا طويلا من الذكريات معه، بدا لي أن الفيلم أجمل بكثير مما ظننت، وأنه فيلمي «الشخصيّ» أيضًا.

يبدأ الفيلم بصوت فيروز «كنا نتلاقى من عشية /ونقعد على الجسر العتيق/ تنزل على السهل الضبابي/ تمحي المدى وتمحي الطريق» ممتزجًا بلقطة بعيدة لمدينة نزوى ما تلبث أن تتحول إلى حقول خضراء فاتنة، ثم تظهر الجدة بظهرها متوجهة إلى بيتها يتبعها قط أسود، سيجتمع بعد قليل مع قطّ أبيض لتقدم لهما الجدة الطعام وهي تتحدث إليهما بحنان. بعد هذه المقدمة التي أراها ضرورية حقًّا لإعطائنا صورة عن شخصية الجدة وطيبتها، يصيح ديكٌ أبيض في قنّ الدجاج مؤذنًا ببداية السرد عن الجدّ الغائب، الذي سنعرف بعد قليل أنه هو من اشترى هذا الديك، بديلًا لديكٍ آخر كان قد اشتراه أيضًا، لكنه مات. تقول الجدة: إن مات هذا الديك فسأشتري أنا أيضًا ديكًا آخر، في إشارة إلى أن الحياة مستمرة، ولا يستطيع الموت إيقافها.

بعد قليل ستصبح التفاصيل الصغيرة التي يسردها أبطال الفيلم دليلًا إضافيًّا على أنه فيلمي الشخصيّ، فناصر مثلًا الذي يتحدث عن أبيه بمحبة بدا لي كثير الشبه بمحمد ابن خالي عبدالله، أو لعلي أردتُ أن أراه كذلك. وحين سرد بدر أنه في أيام مرض الجدّ الأخيرة حملوه أولًا إلى مركز طبي خاص، ومنه نُقِلَ إلى المستشفى، ثم بعد أيام من العلاج كان قد بدأ يتماثل للشفاء قبل أن تنتكس حالته الصحية من جديد، عندما سرد بدر كل هذا بدا لي أنه يسرد حكاية خالي حرفيًّا.

واحدة من أجمل تفاصيل الفيلم ما سرده الابنان عن علاقة والدهما بالأقفال والمفاتيح، حيث يُضيع الجد كل مرة مفتاح القفل فيضطر لشراء قفل آخر، فيما يؤكد أحد الابنين -وهو ناصر- أن أباه كان يتحجج بغياب المفاتيح لأنه يحب تجميع الأقفال. هذه الأقفال القديمة ومفاتيحها التي حرصت المخرجة على إظهارها في إحدى اللقطات، مضافا إليها هواتف نوكيا القديمة في لقطة أخرى، أضفت هاتان اللقطتان طابعا نوستالجيا على الفيلم، يحيلنا إلى «زمن الطيبين» كما يحلو لكثيرين وصف الماضي الجميل.

تسرد بثينة ناصر في حوارها مع بشاير حبراس لجريدة «$» أنها في مدينتها نزوى كانت تصادف الكثير من الناس الذين صوتوا للفيلم وأعربوا عن إعجابهم به، بل إن الفيلم خرج عن نطاق محليته (حيث حرصت المخرجة على ترجمته باللغة الإنجليزية) وعُرِض في أمريكا ولقي إعجابًا مماثلًا هناك. وقد انتبهت بثينة إلى أن بعضًا من الجمهور الأمريكي كان يفتقد العائلة التي أحياها الفيلم بصورة حميمة ودافئة، وتأثرّ به لدرجة البكاء. ولا بد أن هؤلاء عَدُّوا الفيلم كذلك «فيلمهم الشخصي».

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

عندما تفقد المرأة قيمتها!!

من خلال سياحتنا الواسعة فى مجال العمل العام وحرصى الشديد على لقاء سيدات «معدمات» يقطن على حافة الحياة، أتنقل وسط «الناس الشقيانة»... التقى سيدات عفى عليهن الزمن، تاهت مشاعرهن وسط زحام الدنيا، غرقوا فى بحور الحياة، لم يجدن من ينقذهن، حكايات مأساوية تكشف عن الانهيار الأخلاقى والإنسانى ووهن المشاعر، واستباحة العلاقات المقدسة، لينتهى مصيرهن إلى آخر النفق المظلم إما مطلقات أو أرامل أو معيلات، وأخريات اخترن العيش فى مقابر أزواجهن بلا روح، فى بيوتهن أموات يتمردن على ظروفهن من أجل أطفالهن، يمررن بظروف معيشية سيئة، فقراء الأهل، اللهم أو أنهم فقدن «السند» فى كل شىء، يصعب عليهن إيواؤهن، ولم يجدن حلا إلا العودة إلى مقبرة الزواج.. وهكذا ينتهى مصيرهن.
وفى مجال الاستشارات الأسرية والتربوية وجدنا أنه للأسف واقع عجيب يفوق كل الجهود التى تبذلها الدولة لمواجهة كافة أنواع الظلم والاضطهاد والفقر المجتمعى والأسرى، ومن الواقع الحياتى لهؤلاء السيدات والفتيات وحالة الضعف والهوان والذل اللاتى يعشن فى بيئتهن، أننا صرنا نجد بعض الرجال إن لم يكن المعظم، يتحولون فجأة وجميعًا من مجرد رجالٍ مصلحين أو صالحين.. إلى رجال أطباء بشهادات متفوقة وتخصصات بارعة، يستغلون ضعفهعن. 
ليجتهدوا فى كتابة وصفات العلاج ببراعة فائقة وذلك مجرد أن يروا امرأة قد جرحت فى قلبها، أو عانت من قصور سواء معنويا أو ماديا أو جرح غائر فى قلوبهن من جانب زوجها أول أهلها أو ظلم رجل آخر، أو فقدت أبسط حياة الرفاهية والرخاء أو أراد الله لها أن تفقد شيئًا ما من الملذات فى بيت الزوجية فتذبذبت أو تغيّرت أو لشىء ما قد اضطربت فى عواطفها فيظهر لها هذا بمظهر الملهم أو الناجى من المهالك أو الملاذ الآمن وهو ليس بآمن أبدا... حذار حذار أن تقعى فى فخ أحد الرجال المحترمين، ويظهر الآخر بمنطق الناصح الموهوب ويصف لها الدواء وما ذاك الدواء وذاك الدواء فى حقيقته إلا داء وداء، الحياه لا تحترم الضعفاء، فى وظيفتك ومجال عملك احذرى وانتبهى، فعلى شبكة النت والتواصل الاجتماعى كثر مدمنو «الشات».... إدمان إلى حد التوهان أقوى بكثير من متعاطى المخدرات.. احذرى وانتبهى سيدة كنت أم فتاة أن تنجرفى فى علاقات مشبوهة الخاسر فيها الأكبر أنت فقط لتصبحى بذلك أكثر إدمانا من الطرف الآخر تعيشين فى مستنقع الملذات والشهوات عالم واسع من الإغراءات لكلا الطرفين، كلاهما يكذب على الآخر، للأسف هى مريضه نفسيا أكثر من هذا الرجل تعانى من نقص شديد فى الحياء والأخلاق أو رغبة فى حصد بعض المال لتمردها على حياتها المعيشية.. انتبهى أكثر بين أقاربك الرجال والشباب احذرى وانتبهى.. أمام جيرانك الرجال والشباب احذرى وانتبهى أن تعيشى غارقة فى عالم خيالى واهم على منصات التواصل الاجتماعى بأنواعها، فى برامج متنوعة أسهل ما تكون أن تنزلق قدماك فى غرف نوم مغلقة تستحل فيها الأعراض وحرمة الجسد وهتك ما ستره الله فى البيوت، جرائم بشعة حدثت بسبب ضعف سيدات وفتيات فقدن الحياء أو الوازع الدينى أو البيئة الطيبة لأسر عريقة، ليفاجأن بأنهن وقعن فى أياد لا ترحم ليقعن فى دائرة الابتزاز والشبهة وسوء السمعة... انتبهى فقد كثر الذئاب كثيرًا فى هذا الزمان. 
تأكدى أيتها «الملكة» جميلة الخلق والأخلاق، أن الرجولة عمل بطولى لا يصنع فى النوادى الرياضية ولا يقاس بأرقام كشوف الحسابات البنكية، ‏الرجولة تجليات فى أبهى صورة لها من النخوة والشهامة والمروءة، والإيثار، والصبر على هموم ومتاعب الحياة والكفاح من أجل تكوين المنزل وحماية أسرته، بدءا من الأم والاب، والبر لهما، اللهم ثم وإنكار الذات بنفسك حكمة واحترامك للآخرين مصدر القوة، لكن احترامك لنفسك هو القوة الحقيقية، فقيمتك ليست فى عيون الاخرين.. ابدا والله.. قيمتك بداخلك أنت فالثقة بالذات تحييك ملكة، وكرامتك هى أولى أولوياتك فمن ﻻ يقدرها ليس له مكان فى حياتك نصيحة أكثر من رائعة للكاتب الروحى الفيلسوف الجميل الدكتور مصطفى محمود الذى خطف القلوب قبل العقول الاسم الذى يأخذك تلقائيا إلى «العلم والإيمان» وقبل كل ذلك ثلاثون عاما قضاها فى البحث عن الله قال العبقرى الذى أعشقه رحمة الله عليه فى كلمات له من ذهب «لكل امرأة، أيام زمان.. لم تكن المرأة فى حاجة إلى أى مجهود لاجتذاب الرجل، فهو دائما مجذوب من تلقاء نفسه كان مجذوبا، لأنه لم يكن يعثر لها على أثر، كان يعيش فى عالم كله من الرجال ويعمل فى عالم كله من الرجال.. وكانت المرأة شيئا شحيح نادرا لا يظهر فى الطرقات ولا يظهر فى المدارس، ولا فى المكاتب، وإنما يختبئ فى البيوت داخل عباءات وملاءات وجلاليب طويلة، ولم يكن هناك طريق للوصول إليها سوى أن يتزوجها على سنة الله ورسوله بدون معاينة وبدون كلام كثير، ولم تكن المرأة فى حاجة إلى ترويج بضاعتها لأنها كانت رائجة تتزاحم عليها المناكب ويأتيها الزواج حتى الباب، ولكن الظروف الآن تغيرت تماما، خرجت المرأة من البيت إلى الشارع، نتيجة ظروف وعوامل كثيرة فاصبح الرجل يتمتع برؤيتها بكم قصير وصدر عريان وأخيرا بالمايوه، كل هذا ببلاش، بدون زواج.. ونتيجة هذا التطور كانت نتيجة خطرة.. لقد بدأنا نشبع من رؤية النساء بالروج والشورت والمايوه، ولم تحمل لنا الحياة الجديدة متعة الرؤية فقط، وإنما حملت لنا أيضاً متعة أخرى هى الهزار، والمزاح بحكم الزمالة فى العمل ورفع الكلفة، والجرى واللعب، وتناول الغداء معا والعشاء معا، والذهاب إلى السينما والمشارب والمطاعم.. وهكذا فقدت المرأة هيبتها وأصبحت قريبة وسهلة، وهذه السهولة أبعدت فكرة الزواج من ذهن الشباب أكثر وأكثر، وعندما أصبحت المرأة تشارك الرجل فى عمله وكفاحه وعرق جبينه، أصبح لها مثله الحق فى أن تروح عن نفسها وتستمتع وتقضى وقتا طيباً لذيذا، تنسى فيه العمل ومشاكله ولكن كيف تستمتع، والرجل لا يريد الزواج ويهرب منه، لا مفر إذن من أن تتنازل عن تمنعها التقليدى وتسمح بقبلة أو حضن أو غير ذلك.. أعطت المرأة نفسها للرجل وهى تبكى فى حرقة.. وتقول: إنها تفعل ذلك بسبب الحب والغرام له وحده، تقول إنها لحظة ضعف، ولن تعود، إلا إذا كانت هناك وعود وعهود، ولكن الرجل غالبا ما يسمع هذا الكلام من أذن ويخرجه من أذن أخرى، وينام على هذه اللذة المجانية وينسى حكاية الزواج أكثر وأكثر، اصبح الرجل يتردد فى الزواج اكثر فاكثر، اصبح يرى الزواج مجازفة تقتضى منه كل شجاعته، اصبح الرجل يرى الزواج تضحية، تضحية بحريته وراحة باله فى سبيل اقامة بيت لا يعرف مصيره وبانه سوف يصبح ربا وسيدا وقواما على اسرة وسيصبح عبدا لالف حاجة وحاجة والف طلب وطلب، وخادما لأصغر فرد فى هذه الأسرة، ثم إن لذة المرأة الكبرى هى أن تحبل وتلد وتكون أما وملكة على بيت وأسرة، وصانعة لجيل جديد تربيه وترعاه، وزوجة لحبيب تؤنسه، ويؤنسها. وتتمنع بعشرته وحنانه وحبه واحترامه، وكيف تصل المرأة إلى هذه الغاية، فى هذه الظروف الجديدة التى قلبت المقاييس، وقلبت المرأة رجلا والرجل امرأة؟... إن الحل الوحيد، هو أن تكف عن اعتبار جسدها وجمالها وأنوثتها وسيلة كافية وحدها لاجتذاب زوج، إن الرجل الجديد طماع، إنه يطلب أكثر والأكثر هو أن تكون للمرأة قيمة فى ذاتها، أن تكون على قدر من الذكاء، على قدر من التعليم»..
كلمات من ذهب تعبر عن واقع أليم نعيشه كان ذلك منذ أكثر من عشرين عاما لم يكن هناك وسائل التواصل الاجتماعى أو الشات، حيث كانت البساطة والتلقائية، الفيلسوف تنبأ بأسوأ ما أفرزت عنه العلاقة بين الرجل والمرأة فى زمن «الشيطان المحمول» ومواقع التواصل الاجتماعى والمنصات الاعلامية، التى تسبح فى فضاء عار تماما من كل «ساتر»، أباحت الأعراض واللحم الرخيص، فإياك والخضوع لضعف عواطفك، كونى قاسية وصلبة وعودى ذاتك على الوحدة والصدمات، حتى لا تشعرى بانكسار مرة أخرى، فلا شىء يستحق تحطمك، ضعي كرامتك فوق رأسك وقلبك تحت قدميك، ليبق من يبقى ويرحل من يرحل.. لا تلتفتى للوراء أبدا إن كان حضورهم شيئا فكرامتك كل شىء.... وللحديث بقية.

رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية
‏[email protected]

مقالات مشابهة

  • الأردن في مواجهة المصير: هل يصبح عام 2025 عامًا مفصليًا؟
  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • لبنان على خطى «البطّة العرجاء»
  • ما تفسير حلم العظام في المنام؟
  • محمد بن راشد: عندما تستيقظ ابدأ بالركض.. لا تبطئ أبدا
  • هل يفقد الفن الساخر رسالته عندما يصبح تجاريًا؟
  • دراسة: الشخص يصبح أكثر ذكاءً في مرحلة الشيخوخة
  • عندما تفقد المرأة قيمتها!!
  • ترامب يكسر رقم بايدن القياسي بحلول2029.. هل يصبح الرئيس الأمريكي الأطول عمرا؟
  • جو بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة