فقد الجيل الجديد من الشباب الفلسطيني الثقة في آفاق السلام والتعايش مع إسرائيل ما يدفعهم أكثر إلى الاعتقاد بأن العمل المسلح هو السبيل الوحيد للحصول على حقوقهم.

وتنقل صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير كيف عمقت الحرب الحالية فقدان الثقة لدى الشباب الفلسطيني كما الإسرائيلي.

وفي الوقت الذي تحاول الولايات المتحدة وبعض الدول العربية إقناع إسرائيل بالعمل على حل نزاعاتها مع الفلسطينيين إلى الأبد، يقول الشباب الفلسطيني بشكل متزايد إنهم لا يرون دولة مستقلة قابلة للحياة نظرا لوجود إسرائيل العميق في الضفة الغربية وغزة.

تشاؤمهم، إلى جانب عملية السلام المتوقفة، يقلل من احتمال تحقيق حل الدولتين.

وتنقل كيف تذوق محمود كيلاني طعم الحياة لأول مرة في إسرائيل عندما تسلل عبر فتحة في الجدار الذي يحصر الفلسطينيين في الضفة الغربية حتى يتمكن من مقابلة امرأة شابة قابلها عبر الإنترنت.

وسرعان ما حصل الفلسطيني المتحمس للتزلج على الألواح البالغ من العمر 22 عاما على تصريح عمل إسرائيلي وأمضى شهورا في مدينة حيفا المطلة على البحر الأبيض المتوسط، حيث عمل في الحانات والمطاعم وتعلم اللغة العبرية وكون صداقات إسرائيلية.

قبل ذلك، كان الإسرائيليون الوحيدون الذين قابلهم هم الجنود أو المستوطنون في مواجهات متوترة حول مدينته نابلس. "مفهوم وجود أصدقاء إسرائيليين  لم يكن هناك شيء من ذلك في نابلس"، يقول للصحيفة.

ثم هاجمت حماس إسرائيل في 7 أكتوبر. وردت إسرائيل بحملة عسكرية واسعة النطاق في غزة وطردت العمال الفلسطينيين بسرعة. وتم إغلاق الفتحات الموجودة في الجدار. وقد أبقت السيطرة العسكرية الإسرائيلية الصارمة على طرق الضفة الغربية كيلاني محصورا فعليا في مسقط رأسه المكتظ.

ونشأ الفلسطينيون من الجيل "Z" دائما مع أمل ضئيل في المستقبل ، حيث بلغوا سن الرشد بعد أن أدت الانتفاضة الفلسطينية المعروفة باسم الانتفاضة الثانية إلى إقامة إسرائيل حاجزا عبر جزء كبير من الضفة الغربية التي يحتلها الجيش.

وفي قطاع غزة، أدى صعود حماس، الجماعة المصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، إلى قيام إسرائيل ومصر بفرض حصار على القطاع في عام 2007.

على الرغم من أن آباءهم يتذكرون حقبة من الأمل وسط اتفاقات أوسلو عام 1990 ، وهي آخر اتفاقية بين الجانبين، إلا أن الفلسطينيين الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما  والذين يشكلون معظم السكان  يقولون إن باب التعايش مع الإسرائيليين كان دائما بالكاد مفتوحا، وتم إغلاقه منذ 7 أكتوبر.

ينام كيلاني الآن على ضجيج إطلاق النار خلال التوغلات العسكرية الإسرائيلية الروتينية في مسقط رأسه، والتي قتل خلالها بعض أحبائه وألهمت بعض أصدقائه ليحملوا السلاح.

الفلسطينيون الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما أقل تفاؤلا بشأن المستقبل من كبار السن، وفقا لاستطلاع أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية ومقره الضفة الغربية. كما أنهم أكثر دعما لاستخدام العنف للنضال من أجل الحقوق الديمقراطية من آبائهم وأجدادهم، وهو أحد أعراض دبلوماسية الماضي الفاشلة، كما قال خليل الشقاقي، مدير المركز.

ويرى الشباب أن نضالهم يشبه نضال الأشخاص الذين عاشوا في ظل الفصل العنصري في جنوب أفريقيا". إنهم يشعرون أن عليهم إجبار إسرائيل على تفكيك نظام احتلالها".

وانعدام الثقة بات على كلا الجانبين، و أصبح الإسرائيليون أكثر تشككا في فرص التعايش السلمي. وتنامت هذه الشكوك خلال الانتفاضة الثانية، عندما شن مسلحون فلسطينيون تفجيرات انتحارية في جميع أنحاء إسرائيل، وتعمقت بعد 7 أكتوبر، مما دفع العديد من الإسرائيليين إلى استنتاج أنهم لا يستطيعون أبدا الوثوق بالفلسطينيين.

وقال حوالي 79٪ من اليهود الإسرائيليين في استطلاع أجري في شهر مايو إنهم لا يؤيدون إقامة دولة فلسطينية، وفقا لمركز القدس للشؤون العامة، وهو مركز أبحاث إسرائيلي. وقبل 7 أكتوبر، قال 69٪ من المشاركين في الاستطلاع إنهم لا يؤيدون قيام دولة فلسطينية.

وبالنسبة للشباب الفلسطيني، فإن الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحماس هي على الأقل الفترة الرابعة من الصراع المكثف والمستمر الذي عانوا منه، بما في ذلك حملتان جويتان كبيرتان أخريان تقول إسرائيل إنهما استهدفتا حماس في عامي 2008 و2014 بالإضافة إلى الانتفاضة الثانية. 

والعديد من الشباب الفلسطينيين لم يغادروا وطنهم أبدا. ويقول البعض إنهم أو أصدقاؤهم وأقاربهم تعرضوا للإذلال أو الضرب أو القتل على أيدي الجنود والمستوطنين الإسرائيليين.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الشباب الفلسطینی الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

وزير جيش الاحتلال: إسرائيل أعلنت الحرب على مخيمات الضفة

سرايا - قال وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، خلال اقتحامه مخيم جنين اليوم الأربعاء، إن إسرائيل أعلنت الحرب على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية.

واعتبر كاتس أن "مخيم جنين للاجئين لن يعود كما كان بعد إنهاء العملية العسكرية والجيش الإسرائيلي سيبقى في المخيم بعد انتهائها".


وقال كاتس خلال مداولات مع ضباط كبار في قيادة المنطقة الوسطى للجيش الإسرائيلي، إن العملية العسكرية في الضفة الغربية، التي يطلق الجيش عليها تسمية "السور الحديد"، ستتسع إلى مخيمات فلسطينية أخرى".



ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم التاسع على التوالي حيث خلّف حتى اللحظة 16 شهيدا وعشرات الإصابات، والاعتقالات، والإخلاء القسري للعائلات، عدا عن تدمير أكثر من 100 منزل، وإحراقها داخل المخيم، في ظل استمرار عمليات التدمير الممنهج للبنية التحتية، ومنع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الدخول إليه.





تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا


طباعة المشاهدات: 1270  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 29-01-2025 06:06 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
مراهقة مصرية تلقي رضيعتها من سطح منزل باكستان .. ضرب امرأة حامل حتى الموت أثناء "طرد الأرواح الشريرة" شاهد لحظة انفجار مقاتلة أميركية داخل قاعدة جوية مقتل 15 شخصاً على الأقل في تدافع خلال مهرجان ديني في الهند البحث عن ولي أمر طالب طعن معلمًا داخل مدرسة في... بالفيديو .. الصفدي يرفض مداخلة لوزير المالية... بالفيديو والصور .. اصابة متوسطة في حادث سير مروع... إحالة مدير عام هيئة تنظيم النَّقل البرِّي علاء... شواغر ومدعوون للتعيين في مؤسسات حكومية .. أسماء مكتب نتنياهو: إسرائيل تلقت قائمة بأسماء محتجزين...حماس: طوفان الأقصى كسر أسطورة الاحتلال"لأول مرة منذ 15 عاماً" .. مسؤول أمريكي...خبير أمني يحذر تهديد داعش في سورياالسيسي: تهجير الفلسطينيين من أرضهم ظلم ولن نشارك...مصدر سوري: الشرع طلب من روسيا تسليم بشار الأسدالإعلام الحكومي بغزة: أكثر من نصف مليون نازح عادوا...لوموند: "إسرائيل" تشهد فرارًا لم يسبق له...الاحتلال ينفذ عمليات هدم واسعة لمنازل ومنشآت بالقدس... سجن مديرة أعمال نجوم تركيا بتهمة "محاولة... زوج فنانة سورية: زوجتي بين الحياة والموت بعد عودته لسوريا .. المخرج الشهير بني المرجة يستعد... تعرف على ضيوف رامز جلال في رمضان وأجورهم المرتقبة محمد صبحي يتحدث عن المشهد الذي يرفض تقديمه في... ميسي يقرر العودة إلى برشلونة الاتحاد السعودي يبرم صفقة مع برشلونة سيتي وباريس أبرز المهددين .. كل ما يهم عن الجولة الأخيرة لأبطال أوروبا بعد 10 سنوات على رحيله .. الأهلي المصري يتعاقد مع تريزيغيه خلال ساعة واحدة .. نفاد تذاكر مباراة ألمانيا وإيطاليا في دوري الأمم لماذا اثار نموذج الذكاء الاصطناعي “ديب سيك” الصيني صدمة في الولايات المتحدة ودق ترامب جرس الإنذار بشأنه البريطانيون يؤيدون عودة عقوبة الإعدام قتلى وجرحى في تدافع بمهرجان ديني شمال الهند تحذير مرعب لـ"ساعة يوم القيامة" .. 89 ثانية تفصلنا عن نهاية العالم وزارة إيلون ماسك تعلن توفير مليار دولار كل يوم نقل الموناليزا لمكان آخر .. تدهور حالة اللوفر بسبب تسربات المياه تونس .. اعتراف امرأة يكشف جريمة قتل غامضة اقترفها زوجها قبل 7 سنوات قطعة من القمر تنفصل وتدور حول الأرض .. حقيقة مذهلة يكتشفها علماء الفلك ظاهرة كونية .. كواكب خارج المجموعة الشمسية "تتفكك" 10 حقائق صادمة عن الأثرياء في العالم

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • فتح: الاحتلال الإسرائيلي مستمر في ممارسة القتل والعدوان بالضفة الغربية
  • أستاذ علاقات دولية: استهداف الضفة الغربية يؤكد استمرار إسرائيل في عملية التهويد
  • وزير الحرب الصهيوني يُعلن توسيع العدوان على مخيمات الضفة الغربية
  • وزير جيش الاحتلال: إسرائيل أعلنت الحرب على مخيمات الضفة
  • إسرائيل تصادق على قانون يتيح لليهود تسجيل أنفسهم ملاك أراضٍ في الضفة الغربية
  • كاتس: إسرائيل أعلنت الحرب على مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية
  • وزير الدفاع الإسرائيلي من جنين: لقد أعلنا الحرب على الضفة الغربية
  • إسرائيل تهدم 10 منازل ومصلى في الضفة الغربية والقدس
  • إسرائيل تعتقل 8 من مواطني الضفة الغربية
  • "تصعيد ضد الفلسطينيين".. مطالب أممية بوقف العنف في الضفة الغربية