على خطى الأجداد... الرحالة المغربي عياد المفتحي يخوض رحلة الحج الكبرى على متن دراجة هوائية
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
في تجربة فريدة تذكر بقصص رحلات المغاربة إلى البيت العتيق لأداء مناسك الحج على متن الجمال والدواب والأقدام، تمكن الرحالة المغربي الشاب، عياد المفتحي، هذه السنة من الوصول إلى مكة المكرمة قادما إليها من المغرب في رحلة طويلة امتدت آلاف الكيلومترات لا شيء مثيرا فيها سوى أنه قطعها على متن دراجة هوائية.
مسلحا بدعاء الوالدين وبرغبة قوية في تحقيق حلم أثير طالما راوده بزيارة الديار المقدسة وأداء مناسك الحج، باشر عياد ذو الـ28 ربيعا « رحلة الحج الكبرى » في غشت من سنة 2022 من مدينة الجديدة مسقط رأسه، مر خلالها على متن دراجته بدول عديدة كموريتانيا والسنغال والغابون وغينيا والغابون وكوت ديفوار وجنوب إفريقيا وناميبيا ومصر، متحملا مشاق الرحلة وأعباء الطريق وعينه على البيت العتيق.
يقول عياد الذي التقته وكالة المغرب العربي للأنباء قبالة جبل الرحمة بمشعر عرفات، وهو بصدد أداء ركن الوقوف بعرفة، هذا الركن العظيم من أركان الحج، « لطالما راودني حلم خوض رحلة الحج منذ الصغر. وبعد رحلات قمت بها على متن دراجتي إلى دول عديدة، قررت تحقيق هذا الحلم على طريقة أجدادنا السابقين الذين كانوا يحجون على ظهر الدواب، وكانت وسيلتي في ذلك دراجتي الهوائية ».
بوجه مستبشر يرشح منه بعض العرق بسبب الحرارة المرتفعة في مشعر عرفات، يستحضر عياد في حديثة للوكالة السعادة التي غمرته حين ولج مكة المكرمة في رمضان المنصرم على متن دراجته مرتديا لباس الإحرام وحلمه قاب قوسين أو أدنى من التحقق.
ويقول « كنت متلهفا منذ اليوم الأول لرحلتي لتلك اللحظة ». أما حين اكتحلت عيناه بالكعبة المشرفة، يبوح عياد، « فقد شعرت بـ »تبوريشة » (رعشة) سرت في بدني لأنني بلغتها بعد كل الصعوبات التي اعترضتني في رحلتي ».
وعلى ذكر الصعوبات، فقد واجهت عياد تحديات عديدة تتصل أساسا بطبيعة التضاريس ووعورة الطرق. يتذكر الرحالة المغربي كيف أنه قطع مسافة 350 كيلومترا بين الغابون والكونغو برازافيل غير معبدة وسط الأحراش والغابات والوحل.
يقول عياد إن ما كان يهون هذه الصعوبات هو الشغف بالمغامرة والدعم وتشجيع الناس في كل الدول التي مر عبرها، بمن فيهم أبناء الجالية المقيمة بها.
هذا الدعم بدا حاضرا أيضا بالمملكة العربية السعودية التي يقول عياد إنه حظي بكرم ضيافة أهلها، وهو ما تمثل أساسا في فتح سيدة كريمة من أبناء هذه المدينة المقدسة أبواب منزلها في وجهه ليقضي فيه طيلة مدة مقامه في الديار المقدسة رفقة أبنائها كأنه واحد منهم.
رسائل عديدة يقول عياد إنه يريد تمريرها من خلال هذه الرحلة الحجية منها التذكير بتعلق المغاربة الراسخ بمهبط الوحي وأرض النبوة، وكرم المسلمين عبر مختلف الدول التي يزورها، وعنايتهم بعابري السبيل، والتعريف بقيم التسامح والتعارف التي يدعو لها الإسلام، وكذا رفع العلم المغربي والتعريف بثقافة البلد في كل المحطات التي ينزل فيها.
ومن هذه الرسائل التي يحرص الرحالة الشاب على تقاسمها مع متابعيه ومعجبيه على مواقع التواصل الاجتماعي أننا « عادة ما نألف البقاء في منطقة الراحة، لكن لنطور أنفسنا يجب أن نخرج من هذه المنطقة ونتعلم أمورا جديدة، ونتجرأ على اتخاذ خطوات دون خوف. هكذا، يمكن أن تتغير حياتنا 360 درجة للأفضل ».
على أن الرحلة التي أوصلت عياد إلى الحج ستتواصل حيث يعتزم الرحالة عياد زيارة القدس الشريف على متن دراجته أيضا، قبل أن ينتقل إلى القارة الأوربية عبر دول عدة منها هنغاريا وفرنسا وإسبانيا قبل العودة إلى المغرب، ليكون بذلك قد جاب خلال رحلته على متن دراجته 22 بلدا في ثلاث قارات بمسافة 50 ألف كيلومترا.
ويتعلق الأمر هنا بإنجاز قد يمكن الشاب عياد من الدخول إلى موسوعة غينيس للأرقام القياسية باعتباره أول مغربي وعربي وإفريقي يقطع هذه المسافة.
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: رحلة الحج
إقرأ أيضاً:
برشلونة يتحدى إنتر ميلان.. التاريخ ماذا يقول؟
معتز الشامي (أبوظبي)
يستضيف برشلونة الإسباني، فريق إنتر ميلان الإيطالي، اليوم، في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2024-2025.
فاز فريقان فقط من الأندية الأربعة التي وصلت المربع الذهبي بلقب البطولة من قبل، حيث فاز برشلونة بلقب دوري أبطال أوروبا 5 مرات، لكنه لم يصل إلى هذا المستوى بعد في حقبة ما بعد ليونيل ميسي، بينما حكم إنتر القارة 3 مرات، آخرها تحت قيادة جوزيه مورينيو في 2009-2010.
أخبار ذات صلة
وتذوق برشلونة طعم الألقاب هذا الموسم بالفعل، حيث فاز بكأس السوبر الإسباني وكأس ملك إسبانيا، ويتقدم في الدوري الإسباني بـ 4 نقاط في الصدارة، قبل 5 جولات من النهاية، ومنذ بداية العام الجديد، خسر برشلونة مرة واحدة فقط في 28 مباراة (22 فوزاً و5 تعادلات باستثناء الوقت الإضافي)، حيث جاءت تلك الهزيمة في مباراة الإياب من ربع النهائي أمام بروسيا دورتموند.
وسجل الفريق 83 هدفاً من أصل 67.0 هدفًا متوقعاً (xG) منذ بداية عام 2025، أكثر من أي فريق في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى، وتلقى الفريق ضربة قوية عندما تعرض روبرت ليفاندوفسكي، الذي سجل 11 هدفاً في البطولة هذا الموسم، لإصابة في أوتار الركبة، وهو ما سيتسبب في غيابه عن المباراتين ضد إنتر.
وسجل لامين يامال ورافينيا أهدافاً أكثر من أي ثنائي آخر في دوري الأبطال هذا الموسم (5 أهداف - تمريرتان حاسمتان من يامال، و3 تمريرات حاسمة من رافينيا)، كما خلقا أكبر عدد من الفرص لبعضهما من بين أي ثنائي في الفريق (16 هدفاً - 8 لكل منهما).
ويبلغ إجمالي مساهمة رافينيا في الأهداف 51 في جميع المسابقات هذا الموسم (30 هدفاً و21 تمريرة حاسمة) وهو ما يتفوق عليه فقط محمد صلاح لاعب ليفربول (33 هدفاً و23 تمريرة حاسمة) في الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا، بينما يمتلك يامال 34 مشاركة في الأهداف (14 هدفاً و20 تمريرة حاسمة)، ولكن إذا كان هناك فريق قادر على التعامل مع غياب ليفاندوفسكي، فهو برشلونة، الذي حقق متوسط 3.1 هدف في المباراة الواحدة في دوري أبطال أوروبا تحت قيادة فليك.
ومع ذلك، سيواجه هجوم فليك المرصع بالنجوم فريق إنتر بقيادة سيموني إنزاجي، الذي حافظ بالفعل على نظافة شباكه في 8 مباريات بدوري الأبطال هذا الموسم. لم يمضِ إنتر سوى 10 دقائق و54 ثانية في موقف خاسر في البطولة هذا الموسم، وهو أقصر وقت إجمالي بين جميع الفرق، وسيقود إنزاجي مباراته الخمسين في دوري أبطال أوروبا أمام برشلونة، ليصبح سابع مدرب إيطالي يحقق هذا الإنجاز.
وتعد انتصارات إنزاجي الـ 26 أكبر عدد من الانتصارات يحققها مدرب إيطالي في أول 50 مباراة له في دوري الأبطال، متقدماً بفوز واحد على مارشيلو ليبي، الذي حقق 25 انتصاراً، وتراجع أداء «النيراتزوري» محلياً في الأسابيع الأخيرة، حيث خرج من كأس إيطاليا أمام ميلان، وتراجع بـ3 نقاط خلف نابولي في سباق الدوري، لكن إذا كان هناك من يستطيع إحباط برشلونة، فقد يكون «النيراتزوري».
كانت المواجهة الوحيدة السابقة في دور خروج المغلوب من دوري أبطال أوروبا بين العملاقين لا تُنسى، حيث جاءت في نفس المرحلة من نسخة 2009-2010، في تلك المناسبة، تغلب إنتر ميلان بقيادة مورينيو على برشلونة بقيادة بيب جوارديولا - حامل اللقب آنذاك - بنتيجة 3-2 في مجموع المباراتين.
ورغم فوز إنتر ميلان في أكبر لقاء بين الفريقين، فقد التقيا 16 مرة في أوروبا من قبل، وفاز برشلونة بـ8 من تلك المباريات (5 تعادلات و3 خسائر)، ولم يُهزم «النيراتزوري» في آخر مباراتين له ضد العملاق الكتالوني، حيث تعادلا 3-3 في سان سيرو، وفاز 1-0 خارج أرضه في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا 2022-23.
ومع ذلك، لم يهزم برشلونة في مبارياته الست على أرضه ضد إنتر في دوري الأبطال (5 انتصارات وتعادل واحد). وتعد هذه الانتصارات الخمسة التي حققها الفريق على أرضه هي الأكثر بالنسبة له ضد أي منافس في دوري أبطال أوروبا- كأس أوروبا، حيث تغلب أيضاً على ميلان 5 مرات، في حين استضاف تشيلسي أكثر في المسابقة دون خسارة (7 مرات).