بوابة الوفد:
2024-12-25@19:48:12 GMT

عيد يستدعى التضحية..؟

تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT

عيد الأضحى المبارك يستدعى لنا ما يتوجب علينا فعله إزاء المواقف التى تعرض لنا فى الحياة، يتعين علينا حيالها أن نختار بين التضحية أو عدمها. وعليه كانت طقوس التضحية فى عيد الأضحى مشحونة دوماً بالمشاعر كانت والفتن والإجراءات التى تقترن بكل عبادة تتضمن تقديم التضحية، وما إذا هذه التضحية زهيدة أم أنها غالية.

هناك من يرى أن منح المال فى عيد الأضحى أفضل من ذبح الحيوان ليخرج بذلك عن المعانى العميقة التى تتجلى مع شعائر تقديم القربان ليبتعد بذلك عن منطوق التضحية البشرية بوصفها المعلم الذى يحدد شكل وكيفية تقديم الإنسان للقربان، والتى تتضمن فى الوقت نفسه دروساً قد لا يستوعبها البعض.

قد يكون هناك من يعزف عن التضحية بما يملك من مال أو ممتلكات، ويؤثر الاحتفاظ بما يملك بعد أن هيمن عليه شعور التفرد بما لديه، والرغبة بعدم التفريط فيه حتى لو كان ذلك عبر تضحية يبذلها لوجه الله تعالى. وهنا نورد قصة سيدنا إبراهيم كنموذج يؤكد لنا أن قرار التضحية يجب أن يكون بشكل طوعى وعن اقتناع تام، ليكون من يقوم به قد تخلى عما يعطيه للآخر. لتكون التضحية هنا هى عملية تتضمن اتخاذ خيار واحد، والتضحية فى المقابل بخيارات أخرى، وهو ما اجتازه سيدنا ابراهيم بكل نجاح داخل نطاق جغرافى محدود له معانٍ كونية تشمل كل البشر.

نحن أيضاً اليوم مطالبون باتخاذ خيارات مصيرية تجاه الأوضاع التى يعيشها الفقير، الذى يكون فى أمس الحاجة للمساعدة. فإذا سعينا إلى بذل المساعدة كان هذا فى الواقع اختباراً لقدرتنا على التضحية لما لها من معانٍ نبيلة ومقاصد سامية فى مناسبة دينية مهمة مثل عيد الأضحى. وقد يكون هناك من يشكك فى شعائر العطاء ويتصدى لها مشككاً فى تطبيقها، إلا أن الاحتفاء بعيد الأضحى يكون بالاقتراب أكثر من الحقيقة التى تدعو إلى البر والعطاء، والابتعاد بالتالى عن الزيف والكذب الذى يتلقفه البعض ويحاول بنشره أن يطمر هذا العمل الخيرى.

يأتى عيد الأضحى المبارك بشارة خير للجميع، وتزكية نفوسنا. إنه اليوم الذى يعبر فيه المرء عن شكره لله سبحانه وتعالى على ما أنعم به علينا من إنزال القرآن الكريم فى ذلك الشهر، وشكره على توفيقه لنا فى التزامنا بأوامره واجتناب نواهيه. إنه عيد الأضحى يوم فرح وسرور وزينة. ويحب الله فيه أن تظهر النعم على عباده من خلال رداء جديد وتناول الطيب من الطعام، ولكن دون إسراف ودون خيلاء. وفى هذا اليوم أحل الله الطيبات من الطعام واللباس شريطة عدم الإسراف، وذلك لأن معنى العيد هو فى الأساس شكر الله على نعمائه وعطائه، ولهذا فإن الإسراف من شأنه أن يخرج المرء عن حد المألوف المباح إلى دائرة المكروه والمحرم.

الاحتفاء بعيد الأضحى يكون بالاقتراب أكثر من الحقيقة التى تدعو إلى البر والعطاء، والابتعاد بالتالى عن الزيف والكذب الذى يتلقفه البعض ويحاول بنشره أن يطمر هذا العمل الخير. يأتى العيد كبشارة خير للجميع، ولهذا يتعين على كل فرد أن يفرح ويسعد، ويعيش بهجة العيد ويسقط من اعتباره مشاعر الحزن والأسى. ويتعين عليه أن ينعم بالمناسبة السعيدة التى يتوجها عيد الأضحى المبارك بنسماته الرطبة. إنه عيد الأضحى الذى يعد إحياء لذكرى نجاة سيدنا إسماعيل عليه السلام من الذبح على يد سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما امتثل لأمر ربه وهم بذبحه، فناداه الله بألا يفعل، وقال تعالى فى كتابه الكريم: (وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزى المحسنين).

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سناء السعيد عيد الأضحى المبارك ذبح الحيوان عید الأضحى

إقرأ أيضاً:

دوبلير «الجولانى»

المتابع للفيديوهات الأخيرة لقائد هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولانى أو أحمد الشرع، يجد شبيها يتحرك معه، ويؤدى دورا بالتنسيق مع الحراسة الخاصة به.
نعم.. ثمة «دوبلير» لحماية القائد الجديد من الاغتيال المستقبلى، رغم أنه لا خصومة مع اللاعبين الكبار وهم الأمريكان والروس والإسرائيليين والأتراك.. فقد طمأنهم القائد جميعا.
فقط الخصومة مع إيران، وانصار النظام السابق، وهم من الضعف اللوجيستى والتقنى الذى يستحيل معه الإقدام على تنفيذ اغتيالات فى سوريا.
ليس المثير هنا «الدوبلير» الذى تم ايجاده سريعا وتهذيب لحيته وهندمته بحرفية ومهارة عالية لحماية الجولانى، وإنما المثير هو كيفية الوصول لهذه الخطط التأمينية رفيعة المستوى، بينما الدولة السورية مدمرة تماما حسب الوصف الروسى والواقعى.
فلا جيش ولا شرطة ولا قضاء ولا مؤسسات، بينما تأمين «القائد» يتم على أعلى مستوى استخباراتى.
«الدوبلير» يكشف عمق التنسيق مع أجهزة دولية أعمق من المؤسسات السورية المدمرة، حتى يستقر «الجولانى» على رأس السلطة الجديدة فى سوريا.
قديما كنا نقرأ عن دوبليرات الرؤساء خصوصا الرئيس الراحل صدام حسين، وابنه عدى.
ومعروفة قصة لطيف الصالحى الضابط العراقى السابق الذى استعان به عدى نجل صدام، ليكون شبيهه ويفديه حال الاغتيال.
والمصادفة أن «الصالحى» كان كرديا، وأجرى الأطباء عمليه جراحية لفكه العلوى حتى يتطابق مع الفك المشوه لعدى، وحتى لا يستطيع أن ينطق حرف الراء.
ويقال إنه فر إلى كردستان عام 1991 وساعدته المخابرات الأمريكية فى الانتقال إلى النمسا.. لكن محاولات تجنيده باءت بالفشل، فحاربته المخابرات الأمريكية بعدها واختطفته وسجنته وعذبته عشرة أشهر.
وقد صدر فيلم بلجيكى هولندى يحكى قصته بعنوان «الشيطان المزدوج».
أما صدام الأب فقد أحاطته عشرات الروايات عن الدوبليرات، لدرجة أن اعتقاله فى الحفرة كان «مفبركا» وأن ساجدة زوجته ذهبت ألى زيارته بعد اعتقاله، ولم تمكث معه سوى دقائق لأنها اكتشفت أنه ليس زوجها، وإنما دوبلير.
حتى مشهد الإعدام، قالوا إن شبيه صدام هو الذى خضع لحبل المشنقة ومات معتقدًا أنها تمثيلية.
ومؤخرًا قرأنا عن قصة لا نعرف مدى مصداقيتها ذكرها الجنرال كيريلو أو بودانوف، رئيس المخابرات الأوكرانية، تحكى أن الرئيس الروسى بوتين خلال زيارته لإيران عام 2022 بدا أكثر نشاطا من المعتاد وهو ما يعنى أن دوبليره كان هو الضيف.. وتكرر الأمر نفسه فى زيارة بوتين للجبهة الأوكرانية.
يبقى السؤال: «من يؤمن ويهندم ويدير رأس السلطة الحالية فى سوريا؟».
سؤال ستبرهن عنه الأيام المقبلة.
ونتمنى أن يأتى الوقت الذى نرى فيه الشقيقة سوريا، تقف على أقدام وطنية ثابتة.
حفظ الله مصر وسوريا.

مقالات مشابهة

  • حنان أبوالضياء تكتب: رعب سينما 2024 تحركه الدوافع النفسية ويسيطر عليه الشيطان
  • قدر مكتوب.. الزناتى: المنطقة العربية تعيش على صفيح ساخن
  • اللواء وائل ربيع: الجيش السوري لم يتلق رواتبه منذ 6 أشهر
  • فى ندوة "سوريا ومستقبل المنطقة".. الزناتى: الدول العربية تعيش على صفيح ساخن
  • مصطفى الفقي: أوباما كان سيلقي خطابه في مصر من جامعة الأزهر وليس القاهرة
  • السوداني: ساهمنا بإبعاد بلدنا أن يكون ساحة للحروب والصراعات في المنطقة
  • في لبنان وغزة وسوريا.. الفرحة بعيد الميلاد تضيع وسط أوجاع العدوان الإسرائيلي
  • الغدر الصهيونى
  • دوبلير «الجولانى»
  • حفظ الله سوريا!