بوابة الوفد:
2025-02-21@22:19:09 GMT

السودان يحترق بنيران أهله

تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT

كل الشواهد والدلائل تشير إلى انحدار الوضع فى السودان إلى الوادى السحيق محترقاً بنيران أهله، بعد أن حذرت منظمات الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من أن متلازمة (العنف المروع وخطر المجاعة) يطاردان الشعب السودانى فى ظل المعارك التى تدور رحاها فى مناطق عدة وتسببت فى آلاف الوفيات، وجرح وتشريد الملايين داخل السودان وخارجه.

ولا يبالى أى من الأطراف المتحاربة بمصير الشعب السودانى ومقدراته، إذ أدت الحرب التى اندلعت فى السودان منتصف أبريل من العام الماضى بين الجيش، وقوات الدعم السريع إلى مقتل الآلاف بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص وفق خبراء الأمم المتحدة، وتشير تقديرات أخرى إلى أنها تصل نحو 150 ألفاً.

وفى قراءة لتقرير مفوض الأمم المتحدة السامى لحقوق الإنسان عن الساعات الماضية وبما أسموه (بالصدمة العميقة) حيال التقارير التى تفيد بوقوع عمليات قتل وحشية للمدنيين فى قرية (ود النورة) فى ولاية الجزيرة، مشيرة إلى أن قوات الدعم السريع استخدمت خلال الهجوم أسلحة ذات آثار واسعة النطاق.

ولم يكن النازحون داخلياً ومعاناتهم افضل حالاً من انعدام الأمن الغذائى، ومثلهم نحو 12 مليون شخص ممن اجبروا على الفرار، وعبور الملايين منهم إلى دول الجوار.

نظام صحى ينهار. لم تكن منظمة الصحة العالمية بعيدة عن المشهد المأساوى، فأصدرت تحذيرات متكررة حول النظام الصحى المنهار، فتشير إلى أن نحو 65 فى المائة من السكان يفتقرون إلى الوصول إلى الرعاية، بعد ان تم تدمير النظام الصحى، وتحذر المنظمة العالمية من أن الكوليرا والملاريا وحمى الضنك آخذة فى الارتفاع.

وعلينا فى مصر ان نأخذ هذه التحذيرات مأخذ الجد بوقف استقبال المزيد من الهجرة السودانية.

الفاشر خارج الخدمة.

كشفت منظمة أطباء بلا حدود عن تعرض المستشفى الرئيسى فى مدينة الفاشر السودانية للهجوم، وأكدت أنه أصبح خارج الخدمة، وحمل سكان محليون قوات الدعم السريع المسئولية.

ويخدم المستشفى 1.8 مليون ساكن ونازح فى إقليم دارفور، وتدعمه المنظمة ويعتبر جبهة جديدة فى القتال بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، التى تسيطر على العاصمة الخرطوم ومعظم المناطق فى غرب السودان، إلى التقدم أكثر فى وسط البلاد، فيما تقول وكالات تابعة للأمم المتحدة إن الشعب السودانى يواجه (خطر مجاعة وشيكا).

وتقول تقارير الأمم المتحدة إن نحو 130 ألفا فروا من منازلهم فى الفاشر بسبب الأعمال القتالية فى أبريل ومايو.

وقالت المنظمة إن نحو 1315 جريحاً دخلوا المستشفى، فيما توفى 208 بداخله خلال الفترة من 10 مايو إلى السادس من يونيو، لكن عدداً كبيراً من الأشخاص لا يقدر على الوصول إلى المستشفى بسبب القتال.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رؤية اليوم الشواهد الإغاثة الإنسانية الشعب السوداني الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

السودان يستدعي سفيره من كينيا احتجاجا على استضافتها اجتماعا للدعم السريع

استدعت الخارجية السودانية سفيرها لدى كينيا كمال جبارة للتشاور، احتجاجا على استضافة نيروبي اجتماعا ضم قوى سياسية وقيادات من قوات الدعم السريع بهدف تشكيل حكومة موازية، في حين أكدت كينيا أن هذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها المجموعات في السودان إلى الدول المجاورة لإيجاد حلول لأزماتها.

وقال وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد علي الإعيسر إن "زمن التدخلات الخارجية في الشؤون السودانية انتهى".

وأضاف "نحن فقط كشعب من يحدد مصيره ويصنع قراراته بما يتماشى مع طموحات سودانية وطنية خالصة، بعيدا عن التدخلات الخارجية، ودون إملاءات فتح الأبواب مجددا لمن ساهموا في صناعة الظروف الصعبة التي مر بها بلدنا وشعبنا في الأعوام القليلة الماضية، والتي ما زلنا ندفع فاتورتها غاليا بالدماء والموت والتهجير القسري".

واستنكرت الحكومة السودانية الثلاثاء استضافة كينيا اجتماعا ضم قوى سياسية وقيادات من قوات الدعم السريع بهدف تشكيل حكومة موازية، واعتبرت ذلك "تشجيعا لتقسيم الدول الأفريقية وخروجا عن قواعد حسن الجوار".

وجاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية السودانية بعد ساعات من انعقاد الجلسة الافتتاحية لمؤتمر بعنوان "تحالف السودان التأسيسي" في العاصمة الكينية نيروبي.

إعلان

وشارك في الاجتماع عدد من قادة الحركات المسلحة وقوى سياسية معارضة، بينهم رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة، وعبد الرحيم دقلو نائب قائد قوات الدعم السريع، ورئيس "الحركة الشعبية- شمال" عبد العزيز الحلو.

ويهدف المؤتمر إلى تشكيل حكومة موازية في السودان، وهو ما اعتبرته الحكومة السودانية مخالفا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

فعالية نظمتها قوات الدعم السريع في كينيا لإعلان حكومة موازية في السودان (رويترز) انتهاك للقانون الدولي

وأعربت الخارجية السودانية -في بيانها- عن أسفها على استضافة كينيا هذا الاجتماع، واصفة ذلك بأنه "تنكّر لالتزاماتها بموجب القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والأمر التأسيسي للاتحاد الأفريقي".

وأضافت الوزارة أن الهدف المعلن من الاتفاق السياسي الذي تم توقيعه خلال الاجتماع هو "إقامة حكومة موازية في جزء من أراضي السودان"، مما يشجع على "تقسيم الدول الأفريقية وانتهاك سيادتها والتدخل في شؤونها الداخلية".

كما انتقدت الوزارة السماح لقيادات قوات الدعم السريع بممارسة النشاط السياسي والدعائي العلني في كينيا، في وقت تُتهم فيه هذه القوات بارتكاب "جرائم إبادة جماعية" في السودان.

وذكر البيان أن قوات الدعم السريع ارتكبت "مجزرة بشعة" خلال الأيام الماضية في قرى مدينة القطينة بولاية النيل الأبيض جنوبي السودان، راح ضحيتها 433 مدنيا.

وأشارت الخارجية السودانية إلى أن استضافة كينيا قوات الدعم السريع "تشجيع لاستمرار هذه الفظائع والمشاركة فيها". وشددت على أن "خطوة الحكومة الكينية لا تتعارض فقط مع قواعد حسن الجوار، بل تناقض أيضا التعهدات التي قدمتها كينيا على أعلى مستوى بعدم السماح بقيام أنشطة عدائية ضد السودان على أراضيها".

واعتبرت أن هذه الخطوة "إعلان عداء لكل الشعب السوداني"، داعية المجتمع الدولي إلى "إدانة هذا المسلك من الحكومة الكينية".

وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه السودان حربا طاحنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.

إعلان

وفي سياق متصل، أشارت الخارجية السودانية إلى أن "هذه التظاهرة الدعائية (اجتماعات نيروبي) لن يكون لها أي أثر على أرض الواقع"، مؤكدة أن القوات المسلحة السودانية، بدعم من الشعب، تواصل تقدمها لتحرير الأراضي التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع.

الموقف الكيني

في المقابل، قالت الحكومة الكينية إن الأزمة في السودان تتطلب اهتماما إقليميا وعالميا عاجلا.

وأوضحت أنه بفضل دورها كمحرك للسلام في المنطقة وحول العالم، تظل كينيا في طليعة البحث عن حلول للأزمة الإنسانية في السودان، مشيرة إلى أنها "التزمت بتقديم مليوني دولار للمبادرات العالمية والإقليمية للمساهمة في تخفيف الوضع الإنساني الحرج في السودان".

وفي بيان وقّعه موساليا مودافادي، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، قالت كينيا إنها "أرست تاريخا من تسهيل الحوار بين الأطراف المتنازعة من الدول المجاورة والإقليمية، من خلال توفير منصات تفاوضية محايدة أسفرت عن اتفاقيات سلام تم توقيعها في كينيا".

كما أكدت "أن هذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها المجموعات في السودان إلى الدول المجاورة لإيجاد حلول لأزماتها من خلال المساعي الحميدة".

وأشارت إلى أنه "في يناير/كانون الثاني 2024، اجتمعت الأطراف وأصحاب المصلحة في النزاع السوداني في إحدى الدول المجاورة لرسم مسار نحو حوار شامل وعودة إلى الحكم المدني".

وقالت إن "تقديم قوات الدعم السريع والمجموعات المدنية السودانية لخريطة طريق، إضافة إلى القيادة المقترحة في نيروبي، يتماشى مع دور كينيا في الوساطة من أجل السلام، الذي يلزمها بتوفير منصات غير منحازة للأطراف المتنازعة للوصول إلى حلول".

انقسامات سياسية

من جهة أخرى، انقسمت القوى السياسية في السودان بين مؤيدين ومعارضين لتشكيل حكومة موازية. فبينما تدعم قوى سياسية قوات الدعم السريع، ترفض أخرى هذا التوجه بما في ذلك "تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية"، التي كانت تمثل أكبر تحالف مدني معارض بقيادة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك.

إعلان

وأعلنت التنسيقية، في فبراير/شباط الماضي، رفضها فكرة الحكومة الموازية، مما أدى إلى انقسامها إلى مجموعتين، إحداهما تدعم مؤتمر نيروبي.

وتزامنت اجتماعات المعارضة في كينيا مع تراجع سيطرة قوات الدعم السريع في عدة مناطق لصالح الجيش السوداني، خاصة في ولايات الوسط (الخرطوم والجزيرة) والجنوب (النيل الأبيض وشمال كردفان).

وفي ولاية الخرطوم، التي تضم 3 مدن رئيسية، تمكن الجيش من السيطرة على 90% من مدينة بحري شمالا، ومعظم أنحاء مدينة أم درمان غربا، و60% من مدينة الخرطوم، في حين لا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على أحياء شرقي وجنوبي العاصمة.

مقالات مشابهة

  • الدعم السريع ترقص في احتفال على الجماجم والأشلاء
  • الخرطوم تتهم كينيا بتهديد وحدة السودان بسبب استضافة اجتماعات لقادة الدعم السريع
  • السودان يستدعي سفيره من كينيا احتجاجا على استضافتها اجتماعا للدعم السريع
  • السودان يستدعي سفيره من كينيا احتجاجاً على استضافة اجتماعات لقوات الدعم السريع
  • محمد ناجي الأصم: حكومة الدعم السريع القادمة بلا مشروع
  • بن شرادة: مبعوث ليبيا الطاهر السني يحترق على بلده
  • هل تسعى الدعم السريع لتقسيم البلاد؟
  • الأمم المتحدة تحذّر من إعلان حكومة موازية في السودان
  • الأمم المتحدة تعلق على خطوة تشكيل الدعم السريع حكومة موازية وتحذر
  • السودان يستنكر استضافة كينيا اجتماعا لقيادات الدعم السريع