كل الشواهد والدلائل تشير إلى انحدار الوضع فى السودان إلى الوادى السحيق محترقاً بنيران أهله، بعد أن حذرت منظمات الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من أن متلازمة (العنف المروع وخطر المجاعة) يطاردان الشعب السودانى فى ظل المعارك التى تدور رحاها فى مناطق عدة وتسببت فى آلاف الوفيات، وجرح وتشريد الملايين داخل السودان وخارجه.
ولا يبالى أى من الأطراف المتحاربة بمصير الشعب السودانى ومقدراته، إذ أدت الحرب التى اندلعت فى السودان منتصف أبريل من العام الماضى بين الجيش، وقوات الدعم السريع إلى مقتل الآلاف بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص وفق خبراء الأمم المتحدة، وتشير تقديرات أخرى إلى أنها تصل نحو 150 ألفاً.
وفى قراءة لتقرير مفوض الأمم المتحدة السامى لحقوق الإنسان عن الساعات الماضية وبما أسموه (بالصدمة العميقة) حيال التقارير التى تفيد بوقوع عمليات قتل وحشية للمدنيين فى قرية (ود النورة) فى ولاية الجزيرة، مشيرة إلى أن قوات الدعم السريع استخدمت خلال الهجوم أسلحة ذات آثار واسعة النطاق.
ولم يكن النازحون داخلياً ومعاناتهم افضل حالاً من انعدام الأمن الغذائى، ومثلهم نحو 12 مليون شخص ممن اجبروا على الفرار، وعبور الملايين منهم إلى دول الجوار.
نظام صحى ينهار. لم تكن منظمة الصحة العالمية بعيدة عن المشهد المأساوى، فأصدرت تحذيرات متكررة حول النظام الصحى المنهار، فتشير إلى أن نحو 65 فى المائة من السكان يفتقرون إلى الوصول إلى الرعاية، بعد ان تم تدمير النظام الصحى، وتحذر المنظمة العالمية من أن الكوليرا والملاريا وحمى الضنك آخذة فى الارتفاع.
وعلينا فى مصر ان نأخذ هذه التحذيرات مأخذ الجد بوقف استقبال المزيد من الهجرة السودانية.
الفاشر خارج الخدمة.
كشفت منظمة أطباء بلا حدود عن تعرض المستشفى الرئيسى فى مدينة الفاشر السودانية للهجوم، وأكدت أنه أصبح خارج الخدمة، وحمل سكان محليون قوات الدعم السريع المسئولية.
ويخدم المستشفى 1.8 مليون ساكن ونازح فى إقليم دارفور، وتدعمه المنظمة ويعتبر جبهة جديدة فى القتال بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، التى تسيطر على العاصمة الخرطوم ومعظم المناطق فى غرب السودان، إلى التقدم أكثر فى وسط البلاد، فيما تقول وكالات تابعة للأمم المتحدة إن الشعب السودانى يواجه (خطر مجاعة وشيكا).
وتقول تقارير الأمم المتحدة إن نحو 130 ألفا فروا من منازلهم فى الفاشر بسبب الأعمال القتالية فى أبريل ومايو.
وقالت المنظمة إن نحو 1315 جريحاً دخلوا المستشفى، فيما توفى 208 بداخله خلال الفترة من 10 مايو إلى السادس من يونيو، لكن عدداً كبيراً من الأشخاص لا يقدر على الوصول إلى المستشفى بسبب القتال.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رؤية اليوم الشواهد الإغاثة الإنسانية الشعب السوداني الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع يشن هجوما على سد مروي.. انقطاع الكهرباء عن مناطق واسعة (شاهد)
قال الجيش السوداني، الاثنين، إن مليشيا الدعم السريع شنت هجوما بطائرات مسيّرة على سد مروي بالولاية الشمالية، تسبب في انقطاع الكهرباء عن بعض المناطق.
وقالت الفرقة (19) مشاة مروي التابعة للجيش، في بيان، إنه "في إطار حملتها الممنهجة لاستهداف المواقع العسكرية والمنشآت الحيوية والمشاريع التنموية للبلاد، وبعد الهزائم المتتالية التي ألحقتها قواتنا المسلحة بها في كل المحاور، مليشيا (الدعم السريع) تحاول استهداف كهرباء سد مروي بعدد من المسيرات".
وأوضحت أن "المضادات الأرضية تصدت" للهجوم.
وأشار البيان إلى وجود "بعض الخسائر وسيتم إصلاحها"، دون مزيد من التفاصيل.
ولم يصدر من "الدعم السريع" أي تعليق فوري على بيان الجيش السوداني.
و"مروي" هو سد كهرومائي يقع على مجرى نهر النيل في الولاية الشمالية بالسودان على بعد 350 كيلومترا من العاصمة الخرطوم.
ونقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان من مدينة مروي قولهم إن "عددا من الطائرات المسيرة هاجمت سد مروي وسمعت أصوات المضادات الأرضية وانفجارات".
وذكر الشهود أن "عددا من مدن البلاد شهدت انقطاع في الكهرباء بينها مروي وأم درمان وشندي وعطبرة".
ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات وصورا تعكس اشتعال النيران في أحد محولات الكهرباء بسد مروي.
#السودان | فيديو ???? | قوات الدعم السريع تصيب المحول الرئيسي في سد مروي بمسيرة وانقطاع الكهرباء عن عدد من الولايات.#برق_السودان pic.twitter.com/UkdJsPfKyW
— برق السودان???????? (@SDN_BARQ) January 13, 2025وفي الآونة الأخيرة، شنت قوات الدعم السريع عدد من الهجمات على من المقرات التابعة للجيش في عدد من الولايات الخاضعة للجيش على نهر النيل والنيل الأبيض.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف نيسان/ أبريل 2023، حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.