غريد الشيخ: أدب الطفل العربي يواجه الكثير من العقبات
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
قالت الكاتبة والناشرة اللبنانية غريد الشيخ، إن أدب الطفل بالعالم العربي، يواجه الكثير من العقبات التي تحول دون تطوره بالشكل الذي يلبي طموحات الكتاب واحتياجات الأطفال.
وأضافت الشيخ، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، أن أول تلك العقبات هي العقبات المادية، وتراجع دور المؤسسات المعنية برعاية أدب الطفل، وانخفاض الاعتمادات المالية المخصصة لتلك المؤسسات، إلى جانب التكلفة الكبيرة التي تتطلبها عملية طباعة كتب الأطفال لأن تلك الكتب يجب أن تقدم بطريقة جميلة ومشوقة للطفل.
وحول رؤيتها لمدي حضور التراث في الآداب الموجهة للطفل، أوضحت الشيخ أن التراث حاضر في أدب الطفل العربي، وأن هناك الكثير من الكتاب الذين يسلطون الضوء على التراث العربي، ويوظفونه في نصوصهم الموجهة للأطفال واليافعين بشكل جيد، ويضيئون على المدن وتاريخها، ويستحضرون القصص التاريخية والدينية، الأمر الذي يجعل القراء الصغار أكثر اعتزازا بتاريخهم ويسهم في تكوين هويتهم الوطنية. وحول رؤيتها لدور الحكومات والناشرين والكتاب في النهوض بأدب الطفل عربيا، أكدت أن الكاتب بحاجة إلى دعم مؤسساتي حتى يتمكن من الاستمرار والقيام بدوره وتحمل مسؤولياته تجاه الأجيال الجديدة، ورأت أن المسؤولية في ذلك تقع على الحكومات وعلى المؤسسات ذات الصلة. واعتبرت أنه إذا قامت الحكومات بدعم دور النشر العاملة في طباعة ونشر وتوزيع كتب الأطفال، فإن الناشرين سيكون باستطاعتهم تقديم كتاب جيد من حيث الطباعة والمضمون، وبسعر يناسب كل فئات المجتمع. كما رأت أن معارض الكتب وما ينعقد من مؤتمرات وندوات لا يؤدي الدور المطلوب في خدمة أدب الطفل، وأنه ما أن تنفض تلك المعارض والمؤتمرت والندوات يذهب كل في طريقه وتبقى التوصيات حبيسة الأدراج.
وعن دور المجلات العربية الموجهة للطفل ومدى قدرتها على القيام برسالتها، قالت إن تلك المجلات لا تصل إلى كل الأطفال العرب، وأنها على ثقة بأن الكثير من الأطفال لم يتمكنوا من شراء مجلة واحدة، منوهة إلى أهمية الدور المنوط بوزارات التربية والتعليم في نشر ثقافة القراءة وتحفيز الكتاب والناشرين على طباعة ونشر الكتب الموجهة للأطفال وتوفيرها في مختلف المدارس، وكذلك إتاحة اقتنائها بأسعار مناسبة بالمكتبات ومنافذ البيع لتكون متاحة لكل الأطفال وليس لفئة معينة منهم.
وحول عوالمها الخاصة وهي تمارس الكتابة الابداعية للطفل، قالت الشيخ إن الكتابة للطفل أصعب من الكتابة للكبار بالنسبة إلى الكاتب، لا يستطيع الأديب أن يترك العنان لعاطفته أو للفكرة التي يريد الكتابة عنها، فهو بحاجة إلى وضع الهدف الذي يريد إيصاله واللغة التي سيستخدمها حسب عمر الطفل، وأثناء الكتابة يأتي دور الإبداع والخيال اللذان يساعدان الكاتب في الوصول إلى ما يريده للطفل، وهذا ما تعايشه عند الكتابة للطفل. وأكدت أن من طقوسها في الكتابة أنها تضع النقاط الأساسية التي ستعالجها في النص وترتب المعلومات ثم تتركها تختمر، وقد لا تأتي الفكرة بسرعة وقد تأتي أثناء النوم، حيث تسرع فور أن تستيقظ لتدوين ما حلمت به.
وأوضحت أنها تستلهم موضوعات كتاباتها من الأطفال من حولها، وأن كلمة يمكن أن ينطق بها طفل، أو سلوك يقوم به الصغار قد تحرك الرغبة لديها في كتابة قصة، لافتة إلى اهتمامها باللغة فيما تكتبه من مواد موجهة للأطفال، وحرصها على تقديم قصص تعالج أمورا حياتية وتوفر للطفل معلومات مهمة وتدخل فيها البيئة والحفاظ عليها إضافة إلى إثراء محصلتهم اللغوية.
يذكر أن غريد الشيخ هي كاتبة وناشرة لبنانية، وعضو اتحاد الكتاب اللبنانيين، لها بجانب كتاباتها للأطفال معجم لغوي بعنوان "المعجم في اللغة والنحو والصرف والمصطلحات"، ولها أيضا عدد من الإصدارات بينها: "كيف تحكي حكاية للأطفال"، و"تحقيق مخطوط اعتلال القلوب للخرائطي"، و"معجم أشعار العشق في كتب التراث العربي"، وسلسلة أيام معهم التي صدر منها: "أيام مع جرير"، و"أيام مع نزار قباني"، و"أيام مع الفيتوري"، و"أيام مع عبدالعزيز خوجة"، و"أيام مع هدى ميقاتي".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: أدب الطفل الکثیر من أیام مع
إقرأ أيضاً:
المجمع الثقافي بأبوظبي يُطلق موسم فعالياته الجديد
أطلق المجمّع الثقافي، التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي برنامج موسمه الجديد لعام 2025 والذي يتضمن مجموعة من العروض الموسيقية والأدائية والمعارض الفنية والفعاليات الموجهة للأطفال.
ويتضمن برنامج هذا الموسم، الذي يستمرحتى مايو 2025، مجموعة من العروض الأدائية لنخبة من الموسيقيين البارزين الحائزين على جوائز، بالإضافة لمعارض وأنشطة تعليمية ديناميكية في مكتبة الأطفال والاستوديوهات الفنية التابعة للمجمّع الثقافي، بما في ذلك الدورات وورش العمل.
ويُعزز برنامج الموسم جهود دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي الرامية إلى تمكين المشهد الثقافي المحلي ورعاية الإبداع بين المواهب الناشئة وتعزيز المشاركة المجتمعية، بما يتماشى مع رؤيتها لترسيخ مكانة أبوظبي كمركزٍ عالمي للفنون والثقافة.
وإلى جانب العروض الأدائية يستمر البرنامج العام للأنشطة المتعلِّقة بالمعارض الحالية، إلى جانب استضافته لمجموعة رائعة من المعارض التي تحتفل بالأعمال الفنية المتنوعة والتراث الثقافي.
ويتضمّن البرنامج العام للمجمّع الثقافي حوارات وجولات تعريفية وورش عمل وإقامات ومبادرات إرشادية تهدف إلى إشراك الجمهور من جميع الأعمار، مع رعاية الجيل الجديد من المفكّرين وأصحاب المواهب الإبداعية.
وتعتبر مكتبة أبوظبي للأطفال في المجمّع الثقافي بمثابة مركز للمعرفة والتعلم المُستدام للأطفال من السنوات المٌبكّرة وحتى سن الـ 14 عاماً.
وتقدّم المكتبة مجموعة غنية من الكتب الخيالية والواقعية والروايات والسِير الذاتية والمواد المرجعية، بلغاتٍ متعددة للقرّاء الصغار، وتجمع المكتبة بين البرامج اليومية والشهرية الخاصة، ممّا يعزّز الإبداع والتعلّم والابتكار.
وتتيح المكتبة الفرصة أمام زوارها من الأطفال للمشاركة في مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تركّز على تنمية الطفولة المبكرة والقراءة والكتابة والفنون والحِرف اليدوية والاستكشاف، ضمن مساحات التعلّم والألعاب التفاعلية في المكتبة المرسم الحر، بيت الخط ومركز الفنون الأطفال.
ويواصل المجمّع الثقافي أيضاً تقديم مجموعةٍ واسعة من الدورات التعليمية وورش العمل للكبار والصغار في استوديوهاته الفنية، بما في ذلك بيت الخط والمرسم الحر ومركز فنون الأطفال.
وتوفّر هذه الأماكن الفرصة للجميع لتعزيز مهاراتهم الفنية من خلال مجموعة من التخصّصات مثل الرسم والتصوير والنحت والفخار وتصميم الأزياء والخياطة والخطّ العربي.