صراحة نيوز:
2025-04-29@18:10:36 GMT

هل المطلوب تجفيف ينابيع “الإبداع”؟

تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT

هل المطلوب تجفيف ينابيع “الإبداع”؟

صراحة نيوز – ‏حسين الرواشدة

‏مع الإبداع أم ضده ؟ مع تشجيعه ام تجفيف ينابيعه ومصادره؟
الإجابة لا تحتمل التسويف أو المداهنة ، إذا كنا جادين ، إدارات الدولة والشركات ومؤسسات المجتمع ، بتشجيع أبنائنا المبدعين ، ودعم الحواضن الوطنية التي تتبناهم ، يجب أن نتحرك فورا لإنقاذ نادي الإبداع بالكرك، ربما يتفاجأ البعض من هذا النداء السريع ، معهم حق ، لمن لا يعرف ، هذا النادي( أُسس عام 2010 ) يشكل قصة نجاح اردنية ، احتضن اكثر من 27,000 مبدع ومبتكر من شبابنا مجانا ، تخرج فيه مئات الشباب ، بعضهم نجح بتأسيس مشروع خاص له ، آخرون حصلوا على جوائز علمية عالمية ، وغيرهم على فرص عمل داخل المملكة وخارجها ، الأهم انه أنتج جيلا أردنيًا يمتلك مهارات العلوم والتقنية والابتكار، و محصنا، أيضا، بهويته و انتمائه لبلده.

‏بصراحة ،حين أبلغني مؤسس نادي الإبداع و مديرة التنفيذي ،الصديق حسام الطراونه، أنه بصدد إغلاق النادي ، بعد أن سدّت أمامه الشركات والجهات الداعمة أبوابها ،وبعد أن جفت موارده، وانكشفت حساباته المالية ، أحسست بغصّة في قلبي ،أنا أحد المتابعين لنشاطات هذه الأكاديمية ،منذ تأسيسها قبل 13 عاما، معقول تدفع شركاتنا الوطنية الكبرى ملايين الدنانير سنويا ، تحت بند “خدمة مجتمع ” ، وتقطع يدها أمام طلب دعم بسيط لإبقاء النادي مفتوحا ؟ معقول هذا الجنوب الذي يشعر شبابنا فيه بالتهميش ،لا يستحق من هذه الشركات التي إستنزفت موارده ولوثت بيئته ، حقه المعلوم من أرباحها الهائلة؟ معقول أن نحكم على مؤسسة وطنية بالإعدام ، بعد أن حفظت أبناءنا من الانحراف والعنف والتطرف ،وسهرت على رعايتهم وتأهيلهم ، وفق أعلى المواصفات العالمية؟

‏يمكن، لمن أراد أن يطلع على جردة إنجازات النادي، زيارته أو زيارة موقعه على الشبكة، يكفي انه تم تصنيفه ،من قبل بعض المنظمات الدولية، على قائمة أهم خمس مراكز متخصصة في هذا المجال ،كما أن مئات الطلبة في الجامعات الاردنية استفادوا من مختبراته التدريبية ، ويستقبل الأطفال من عمر أربع سنوات لتلقي مهارات الرسم والفنون المختلفة، وتتوزع نشاطاته على ثلاثة مسارات :العلوم والتكنولوجيا ،الفنون ، المشاريع العلمية، ثم انه أطلق جائزة سنوية للموهوبين ، إضافة إلى أنه يضم غرفة للتفكير ،ومكتبة حديثة ،ومختبرا رقميا وآخر للتصميم التكنولوجي ، وغرفة لصناعة الأفلام ، وكل ما يحتاجه المبدعون و الموهوبون ، من أبناء الكرك وخارجها، من أدوات لبناء شخصياتهم ، وإطلاق طاقاتهم الإبداعية.

‏من المفارقات ان بعض الإدارات الرسمية والخاصة، تتحرك على الفور لدعم مهرجان للفنون ، أو للاحتفاء بالمطربين والفنانين، أو مساعدة جمعيات ومؤسسات متعثره ، لا بأس ، لكن أليس من الواجب أن تتحرك ،أيضا ، لإنقاذ اهم مؤسسة ترعى الإبداع في بلدنا ؟ الا يستحق شبابنا الدين نطالبهم بالانخراط بالعمل والتنمية والحياة السياسية ، ونفتخر أننا نستثمر فيهم ، بتوفير مظلات ترعاهم و تبني شخصيتهم على أسس صحيحة، وما دام أن هذه المظلات موجودة، وقد بناها متطوعون أردنيون، ولم تكلف خزينه الدولة أي مبلغ، أليس من واجب الدولة أن تفتح لها نوافذ المساعدة والتمويل ؟ وأعتقد أنها تستطيع أن تفعل ذلك.

‏قبل أن يضطر اخواننا في نادي الإبداع بالكرك، لإغلاقه، فنفقد عندئذ أملا جديدا ، و إنجازًا أردنيا يستحق الاحتفاء والتقدير، ثم نتحسر لأننا وقفنا متفرجين ومكتوفي الأيدي أمام إمكانية تدارك هذه الجريمة ، أرجو أن نتحرك لدعمه وابقائه على قيد الحياة والعمل، وضمان استمراره ورفده بكل ما يحتاجه من امكانيات ، وأن يحظى، أيضا ،بما يستحق من تكريم ، ذلك أنه ،في غيبة تشجيع الإبداع، لا مستقبل لبلدنا وشبابنا، ولا أمل بتطوير حياتنا والحفاظ على امننا، هل وصلت الرسالة؟ ارجو ذلك.

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا أقلام منوعات علوم و تكنولوجيا أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا أقلام أقلام أقلام منوعات علوم و تكنولوجيا أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة

إقرأ أيضاً:

ضجيج بلا طحين

قديما قالوا "سمعنا ضجيجا ولم نر طحينًا، كثيرًا من الصخب قليلًا من الأثر"، هذا هو حال المجتمع المصري فى هذه السنوات العجاف، فهل يأتى قريبًا عام الفرج الذى يُغاث فيه القوم ويُرزَقون؟

سنوات تمر والفجوة تتسع رويدًا رويدًا بين الشعب المصرى والنخب وسط حالة مثيرة للتساؤلات عن أسباب الاختفاء الواضح للرموز والمبدعين فى ظاهرة تستحق الدراسة، فمصر التى عرفناها دائمًا (ولادة) ورائدة فى كل مجالات الثقافة والسياسة والرياضة والفن يبدو أنها قد بلغت سن اليأس فجأة وتوقفت عن الإنجاب بلا أى مبرر منطقى.

أين ذهبت الرموز الوطنية الذين طالما التفت حولهم الجماهير لتتعلم وتقتدى بهم وتسير فى نور إبداعهم نحو الأفضل؟ ما الذى منع ظهور أجيال جديدة من المبدعين بعد رحيل أو اختفاء آخر أجيال العملاقة فى شتى المجالات، كان لدينا قبل فترة قريبة أسماء خلدها التاريخ استطاعت أن تجر قاطرة الوطن نحو الريادة والتميز، وأن تشكل وجدان المصريين بكل ما هو محترم وراقٍ، فلماذا لم يتسلم الجيل الجديد هذه الراية منهم.

أين تلامذة هؤلاء؟ وهل ماتوا دون أن ينجبوا للوطن أجيالا جديدة على نفس مستوى الإبداع والتميز؟ هل وصل الحال إلى أن يصبح المتصدرون للمشهد بهذا السوء والفقر والخواء الثقافي والعلمي في مصر الرائدة التى علّمت الجميع معنى الإبداع والفن والحضارة عبر آلاف السنين؟ فكيف تصل إلى هذه الحالة من الضحالة الفكرية والفنية؟ وكيف يتصدر مشهدها الثقافى والفنى والإعلامى بعض معدومى الموهبة وفقراء الإبداع؟!

حالة مؤسفة من اختفاء الرموز المضيئة ربما لم تشهدها مصر عبر تاريخها، وظاهرة تستدعى أن ينهض مثقفو هذه الأمة ومبدعوها من كبوتهم وسباتهم العميق سريعًا فعجلة الزمان لا تتوقف، ومن يسقط لا ينهض مجددًا، ليست مشكلة دولة فحسب ولكنها مشكلة شعب بأسره ارتضى مرغمًا أو تحت وطأة السنوات العجاف بهذه الحالة المزرية من الانحطاط الأخلاقي والثقافى والفنى دون أدنى محاولة لتغيير الواقع والعودة إلى الجذور والثوابت التى تربت عليها أجيال سابقة، فهل فات الأوان، أم أن أبناء هذه الأمة مازالوا يستطيعون قلب المعادلة وإحياء تاريخ الأجداد وإعادة مصر لمكانتها وريادتها فى شتى مجالات الفكر والعلم والفن والثقافة؟!!

مقالات مشابهة

  • مستشفى قوى الأمن بمكة ينظّم ندوة “قيادة الإبداع والابتكار” بالتعاون مع المجلس السعودي للجودة
  • إعلان مسابقة لمعلمي الحصة لشغل وظائف (معلم مساعد) في يونيو.. ونتيجة مادة الرياضيات الأسبوع المقبل
  • ضجيج بلا طحين
  • مش معقول التغيير .. نجلاء بدر تشعل السوشيال بعد عملية تجميل جديدة
  • عمرو الدرديري يعلق على رحيل كولر: مدرب تاريخي يستحق الصبر والتقدير
  • إعلامي: تجربة بيراميدز بدأت تؤتي ثمارها.. ويورشيتش يستحق الإشادة
  • فاجعة ابن احمد: الأمن يوقف شخصا ادعى أن "السفاح" قتل أيضا طفلة لا يتجاوز عمرها 12 سنة
  • المخترة.. نسائية أيضاً!
  • شاهد بالصورة والفيديو.. بقصيدة قوية ومؤثرة.. شاعرة سودانية حسناء تهاجم الناشط “ساجد” بعد مطالبته المليشيا بضرب محولات الكهرباء: (مهما تكون وهمي وبليد أو قلبك أقسى من الحديد معقول تساند الجنجويد؟)
  • أحمد موسى ينتقد أداء الأهلي: كولر كان غريب وصن داونز يستحق التأهل