هل المطلوب تجفيف ينابيع “الإبداع”؟
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
صراحة نيوز – حسين الرواشدة
مع الإبداع أم ضده ؟ مع تشجيعه ام تجفيف ينابيعه ومصادره؟
الإجابة لا تحتمل التسويف أو المداهنة ، إذا كنا جادين ، إدارات الدولة والشركات ومؤسسات المجتمع ، بتشجيع أبنائنا المبدعين ، ودعم الحواضن الوطنية التي تتبناهم ، يجب أن نتحرك فورا لإنقاذ نادي الإبداع بالكرك، ربما يتفاجأ البعض من هذا النداء السريع ، معهم حق ، لمن لا يعرف ، هذا النادي( أُسس عام 2010 ) يشكل قصة نجاح اردنية ، احتضن اكثر من 27,000 مبدع ومبتكر من شبابنا مجانا ، تخرج فيه مئات الشباب ، بعضهم نجح بتأسيس مشروع خاص له ، آخرون حصلوا على جوائز علمية عالمية ، وغيرهم على فرص عمل داخل المملكة وخارجها ، الأهم انه أنتج جيلا أردنيًا يمتلك مهارات العلوم والتقنية والابتكار، و محصنا، أيضا، بهويته و انتمائه لبلده.
بصراحة ،حين أبلغني مؤسس نادي الإبداع و مديرة التنفيذي ،الصديق حسام الطراونه، أنه بصدد إغلاق النادي ، بعد أن سدّت أمامه الشركات والجهات الداعمة أبوابها ،وبعد أن جفت موارده، وانكشفت حساباته المالية ، أحسست بغصّة في قلبي ،أنا أحد المتابعين لنشاطات هذه الأكاديمية ،منذ تأسيسها قبل 13 عاما، معقول تدفع شركاتنا الوطنية الكبرى ملايين الدنانير سنويا ، تحت بند “خدمة مجتمع ” ، وتقطع يدها أمام طلب دعم بسيط لإبقاء النادي مفتوحا ؟ معقول هذا الجنوب الذي يشعر شبابنا فيه بالتهميش ،لا يستحق من هذه الشركات التي إستنزفت موارده ولوثت بيئته ، حقه المعلوم من أرباحها الهائلة؟ معقول أن نحكم على مؤسسة وطنية بالإعدام ، بعد أن حفظت أبناءنا من الانحراف والعنف والتطرف ،وسهرت على رعايتهم وتأهيلهم ، وفق أعلى المواصفات العالمية؟
يمكن، لمن أراد أن يطلع على جردة إنجازات النادي، زيارته أو زيارة موقعه على الشبكة، يكفي انه تم تصنيفه ،من قبل بعض المنظمات الدولية، على قائمة أهم خمس مراكز متخصصة في هذا المجال ،كما أن مئات الطلبة في الجامعات الاردنية استفادوا من مختبراته التدريبية ، ويستقبل الأطفال من عمر أربع سنوات لتلقي مهارات الرسم والفنون المختلفة، وتتوزع نشاطاته على ثلاثة مسارات :العلوم والتكنولوجيا ،الفنون ، المشاريع العلمية، ثم انه أطلق جائزة سنوية للموهوبين ، إضافة إلى أنه يضم غرفة للتفكير ،ومكتبة حديثة ،ومختبرا رقميا وآخر للتصميم التكنولوجي ، وغرفة لصناعة الأفلام ، وكل ما يحتاجه المبدعون و الموهوبون ، من أبناء الكرك وخارجها، من أدوات لبناء شخصياتهم ، وإطلاق طاقاتهم الإبداعية.
من المفارقات ان بعض الإدارات الرسمية والخاصة، تتحرك على الفور لدعم مهرجان للفنون ، أو للاحتفاء بالمطربين والفنانين، أو مساعدة جمعيات ومؤسسات متعثره ، لا بأس ، لكن أليس من الواجب أن تتحرك ،أيضا ، لإنقاذ اهم مؤسسة ترعى الإبداع في بلدنا ؟ الا يستحق شبابنا الدين نطالبهم بالانخراط بالعمل والتنمية والحياة السياسية ، ونفتخر أننا نستثمر فيهم ، بتوفير مظلات ترعاهم و تبني شخصيتهم على أسس صحيحة، وما دام أن هذه المظلات موجودة، وقد بناها متطوعون أردنيون، ولم تكلف خزينه الدولة أي مبلغ، أليس من واجب الدولة أن تفتح لها نوافذ المساعدة والتمويل ؟ وأعتقد أنها تستطيع أن تفعل ذلك.
قبل أن يضطر اخواننا في نادي الإبداع بالكرك، لإغلاقه، فنفقد عندئذ أملا جديدا ، و إنجازًا أردنيا يستحق الاحتفاء والتقدير، ثم نتحسر لأننا وقفنا متفرجين ومكتوفي الأيدي أمام إمكانية تدارك هذه الجريمة ، أرجو أن نتحرك لدعمه وابقائه على قيد الحياة والعمل، وضمان استمراره ورفده بكل ما يحتاجه من امكانيات ، وأن يحظى، أيضا ،بما يستحق من تكريم ، ذلك أنه ،في غيبة تشجيع الإبداع، لا مستقبل لبلدنا وشبابنا، ولا أمل بتطوير حياتنا والحفاظ على امننا، هل وصلت الرسالة؟ ارجو ذلك.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا أقلام منوعات علوم و تكنولوجيا أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا أقلام أقلام أقلام منوعات علوم و تكنولوجيا أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة
إقرأ أيضاً:
وزيرة التربية: اهتمام سامٍ بتطوير قطاع التعليم وتعزيز الإبداع والابتكار
العُمانية: احتفلت سلطنة عُمان اليوم بيوم المعلِّم العُماني الذي يصادف الـ ٢٤ من شهر فبراير من كل عام.
وأكّدت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم في كلمةٍ لها بهذه المناسبة، أن التعليم في سلطنة عُمان يحظى باهتمام كبير ومتابعة حثيثة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه –؛ إذ شهدت المنظومة التعليمية تطورًا ملاحظًا، بما ينسجم مع أولويات رؤية "عُمان 2040" الداعية إلى التركيز على تنمية مهارات القرن الحادي والعشرين، وتعزيز ملكات الإبداع والابتكار العلمي.
وبهذه المناسبة؛ هنّأت معالي الدكتورة وزيرة التربية والتعليم المعلِّمين والمعلِّمات بيومهم السنوي؛ تقديرًا لجهودهم المخلصة وسموِّ رسالتهم التربوية، مثمّنةً دورهم في تنشئة الطلبة التنشئة السليمة، وإعدادهم لغد أفضل ومستقبل أكثر إشراقًا لهم ولهذا الوطن العزيز.
وأشادت معاليها بالجهود المخلصة في رفع المستويات التحصيلية لأبنائنا الطلبة، وما يُبذَل من طاقات وإمكانات لضمان جودة العمل التربوي.
وقالت معاليها: "إن مسؤوليتكم اليوم أصبحت أعظم من أي وقت مضى؛ فالعالم يتغير، والمعرفة تتجدد، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي - بقدر ما سهلت الحصول على المعلومات - أوجدت في الوقت ذاته تحديات كبيرة، إذ أصبح التعليم بناء للعقل الناقد، وتنمية لمهارات التفكير والإبداع، والمشاركة الفاعلة في تطور المجتمع، وعليه؛ تحرص وزارة التربية والتعليم على تمكينكم من أداء رسالتكم التربوية بكل إخلاص وتفان، وتوفير البرامج التدريبية النوعية التي تعزز من قدراتكم، وتكسبكم المهارات والمعارف اللازمة لمواكبة المستجدات والتطورات العالمية في المجالات كافة.
احتفل الحرس السلطاني العماني اليوم ممثلا بكلية الحرس السلطاني العُماني التقنية بيوم المعلم العُماني تحت رعاية اللواء الركن سالم بن علي الحوسني قائد الحرس السلطاني العُماني.
بدأ الحفل الذي أقيم بنادي الحصن بكلمة قدمها أحد المعلمين بكلية الحرس السلطاني العُماني التقنية تطرق فيها إلى أهمية هذه المناسبة التي يتم الاحتفاء بها سنويًا تكريمًا وتقديرًا لجهود المعلم العُماني وإسهاماته النبيلة في إيصال الرسالة السامية لمهنة التعليم، وتنمية الإحساس الوطني والمعرفي للطلاب، ومقدرًا الدعم المتواصل من قبل قيادة الحرس السلطاني العُماني في تهيئة البيئة التعليمية المثالية وفق نظام تعليمي يراعي أحدث مستجدات التعليم التقني؛ لضمان أن تكون برامج الكلية في أعلى مستويات المعرفة والمهارة في مختلف المجالات.
وفي الختام كرّم اللواء الركن قائد الحرس السلطاني العُماني راعي المناسبة المجيدين من المعلمين في مختلف المجالات التعليمية تقديرًا لجهودهم المتميزة في تعزيز العملية التعليمية بكلية الحرس السلطاني العماني التقنية.
حضر المناسبة عدد من كبار الضباط والضباط بالحرس السلطاني العُماني، وأعضاء هيئة التدريس، والإداريون بكلية الحرس السلطاني العُماني التقنية.