في مكة المكرمة، يتوافد الناس إلى صعيد عرفات لأداء مناسك الحج مرتدين لباس الإحرام، الذي ينزع عنهم جميع الفروقات الاجتماعية والثقافية والوطنية والعرقية والمهنية، وكل ما يمكن أن يميز بعضهم عن بعض ويخلق بينهم مسافات.

يمر الإنسان بتجربة المساواة عند ولادته، ويكررها مرة أخرى عند موته. الوقوف على عرفات يشكل تجربة تماثل الموت، ولكن في أجواء احتفالية روحية، حيث يتجرد الإنسان من كل المكاسب والامتيازات والاختلافات التي عاشها في حياته، ويعيش وعيًا عميقًا بأن كل هذه الأوضاع المميزة ليست إلا أمانة مؤقتة.

هذا الوعي يتجلى بوضوح في هذا التجمع الهائل الذي يضم ملايين الأشخاص كل عام، وهو أمر مذهل كيف يمر كثيرون بهذه التجربة دون التفكير فيها بعمق.

الدعاء في عرفات، أو في مزدلفة أو منى، يحمل طابعًا خاصًا جدًا، حيث يُعتقد أن الشيطان يكون حاضرًا هناك، وأن رمي الجمرات يُضعفه بالفعل. هذه الشعائر تجسد ليس فقط تخلصًا من الفروقات الدنيوية، ولكنها أيضًا تذكير بأن القوة الحقيقية تكمن في الوحدة والانسجام الروحي.

يشير مرشدو المجموعات والقوافل عادة إلى أن الشيطان يمثل رمزًا في نهاية المطاف، وأنه لا ينبغي اعتبار رجمه بالحجارة الكبيرة وسيلة لإلحاق أذى أكبر به. ومع ذلك، فإن تفسير هذا الرمز ليس له مغزى كبير بالنسبة للحجاج، فهم يدركون جيدًا أنهم ملزمون بتنفيذ ما يأمرهم الله به. إذا أمر الله برجم الشيطان بالحصى، فإنهم يمتثلون لذلك، مدركين أن لهذا الفعل أجرًا ومقابلًا.

المغزى الحقيقي هنا يكمن في التسليم التام لأوامر الله وأداء مناسك الحج كما أمرنا بها، سواء عبر النبي إبراهيم عليه السلام، أو النبي محمد، صلى الله عليه وسلم. إن جوهر هذه الشعائر هو الطاعة الكاملة لله والالتزام بتفاصيل ما أمر به، مما يعكس عمق الإيمان والروحانية التي يحملها الحج في قلوب المؤمنين.

يمثل الحج امتحانًا شخصيا، يتعرض فيه كل فرد في عالمه الخاص لذات الوسوسة الشيطانية التي واجهها إبراهيم عليه السلام في شكل مراجعة لـ "معايير العقل والمنطق". كل حاج يختبر تجربة فريدة مع الشيطان، الذي لا يقترب من الجميع بنفس المدخل والأسلوب. يمكن أن يقترب من الأذكياء بأمور ساذجة للغاية، ويمكن أن يوجد لبعض الأشخاص طرقًا للانحراف عن ثواب الحج- الذي يتطلب تعلم التواضع- ليخرجوا من هذه الرحلة بمشاعر الفخر والكبر.

كما يمكن أن يتحول بعض الحجاج، الذين ينبغي أن يعيشوا تجربة المساواة بين الناس، إلى أشخاص عنصريين بشكل كامل. فقد تتسبب تعليقات سلبية مثل "هذا الشعب فاسد" أو "هذا الشعب كسول" في إفساد ثواب حج أحدهم. لذا، من الضروري أن نتذكر دائمًا أن الحج هو امتحان للتسليم التام لله والانقياد إليه بحق، وتجسيد لقيم التواضع والمساواة والتسامح التي ينبغي أن تسود بين الناس.

قد ينشغل البعض بالبحث عن الغايات التي تكمن وراء أوامر الله. وبعض هذه الأوامر تستند إلى مقاصد واضحة ومفهومة. في مثل هذه الحالة، يمكن تصور وجود بعض المرونة للوصول إلى تلك المقاصد. ومع ذلك، فمن الضروري ألا نفرط في تلك المرونة إلى الحد الذي يجعل الدين تابعًا بالكامل لأهوائنا ورغباتنا.

إن التوازن بين الالتزام بالأوامر الإلهية وفهم المقاصد منها، يتطلب وعيًا عميقًا وفهمًا حقيقيًا للدين. فلا يجوز لنا أن نُكيِّف حسب رغباتنا الشخصية، بل يجب أن نخضع أنفسنا لأوامر الله بطاعة وتسليم كامل. بهذه الطريقة، نستطيع تحقيق الغايات الحقيقية من الدين وتجنب الانحراف عن مساره الصحيح.

بعد الوقوف في عرفات، نخضع لاختبار الأضحية الكبير، الذي يُعد تحديًا يفوق ما قد يتصوره المرء. في هذا الطريق، نكون أكثر عرضة لوساوس الشيطان، فنتساءل: هل نتصدق بالمال بدلاً من ذبح الأضحية؟ هل ينبغي أن نذبح الأضحية في منى أم في بلدنا؟ وغيرها، وغيرها.

هذه الأسئلة تتعلق فقط بالأضحية، ولكن هناك وساوس شيطانية في مجالات أخرى يواجهها كل فرد شخصيًا في هذا الطريق، وستظل هذه الوساوس موجودة. فالأضحية تمثل جزءًا من اختبار الإيمان والطاعة، والالتزام بالتعليمات الدينية يفرض علينا مواجهة هذه التحديات بوعي وإصرار على الامتثال لأوامر الله. يتطلب هذا منا التحلي بالصبر والثبات والتوكل على الله، مع السعي الدائم للتأكد من أن أعمالنا تحقق الغاية المرجوة منها، وهي التقرب إلى الله وخدمة المحتاجين.

في مزدلفة، نستعد لمواجهة كافة الوساوس ومحاولات الإغراء، حيث تزداد صعوبة الكفاح هنا، وتجعلنا ندرك بشكل أعمق عدم وجود مكان ثابت لأي شخص. يتجلى هنا شعور التساوي بين الجميع بصورة أقوى حتى من تلك التي في عرفات.

في عرفات، وجد الجميع بطريقة ما خيمة أو مكانًا يقضون فيه الوقت ويستريحون حتى المساء. أما في مزدلفة، فحتى هذا الامتياز غير موجود. مزدلفة هي واحدة من الأماكن التي يتجلى فيها استمرار المشقة في الحج، مهما تحسنت الظروف بفضل التكنولوجيا المتطورة.

المشقة في مزدلفة بلا شك تعليمية وتربوية، وهي شيء يجعلك تشعر بجدية وتأصل تجربة الحج حتى النخاع. إن هذه الصعوبات ترسخ فينا قيمة التواضع والصبر والتفاني، وتجعلنا ندرك أن تجربة الحج ليست مجرد طقوس دينية، بل هي رحلة روحية تعيد تشكيلنا من الداخل، وتعلمنا أن القوة الحقيقية تكمن في الإيمان والالتزام بتعاليم الله.

تجربة مزدلفة تذكرنا بأن الحج ليس مجرد تجمع بشري، بل هو اختبار للإيمان والتقوى، حيث تتساوى فيه الأرواح بغض النظر عن الفروقات الدنيوية. في هذا المكان، نعيش تجربة فريدة تُعمق فينا الإحساس بالروحانية والتفاني، وتعلمنا أن نتجاوز متاعب الدنيا في سبيل تحقيق رضا الله والتقرب إليه.

ثم يأتي الخروج من عرفات، حيث يتم الاستعداد لرمي الجمرات في المكان المسمى بالعقبة. هنا، سيبيت الحجاج ليلة واحدة، وسيقومون بجمع الحصى تحديدًا من هذا المكان. كل شخص سيجمع حصاه بنفسه، وحجم الحصى الذي سيُرمى معروف. بالطبع، ليس المهم هنا هو الحصى بحد ذاتها؛ بل النية والقرار والإرادة والتوجه إلى الله، وهذا هو ما سيقهر الشيطان ويطرده من حياتنا بكل أساليبه.

لا أحد يمكنه القول إن تلك الحصى ليس لها دور في هذا، لأن الله هو من طلب منا فعل ذلك. الغاية من هذه الشعيرة هي تجسيد الطاعة التامة لأوامر الله وتجديد العهد معه. إن جمع الحصى ورميها يمثلان عملية رمزية تتجاوز الفعل المادي، لتعبر عن مقاومة المؤمن للوساوس والشهوات، وتأكيد الإرادة الصلبة في السير على نهج الحق.

من خلال هذه الطقوس، يُظهر الحجاج التفاني والطاعة لأوامر الله، وهو ما يعزز فيهم الشعور بالروحانية والانقياد الكامل لإرادة الله. هذه الشعائر تذكرنا بأن الإيمان يتطلب منا التوجه بكل جوارحنا نحو الله، والتخلي عن كل ما يعوقنا عن طاعته.

بعد الوقوف في مزدلفة يأتي دور رمي الجمرات، وهو موضوع منفصل تمامًا وله دلالات متعددة. لماذا ثلاث جمرات؟ ولماذا في اليوم الأول نتجاوز الجمرتين: الصغرى والوسطى ونتوجه إلى الجمرة الكبرى؟ ماذا تُمثِّل هذه الجمرات؟ هل يراها الجميع بطريقة مختلفة؟

هناك الكثير من الحديث حول هذا الموضوع، ويستحق البحث العميق والتأمل. البعض يرى أن الجمرات الثلاث تمثل تحديات مختلفة تواجه الإنسان في حياته، في حين يرى آخرون أنها ترمز إلى وساوس الشيطان المتعددة التي يجب مقاومتها.

في نهاية المطاف، مهما تعددت التفسيرات واختلفت الرؤى، يبقى الأمر الأكثر أهمية هو الالتزام بطاعة الله وأداء المناسك كما أمر بها. قد لا نستطيع فهم كل الحكمة الكامنة وراء هذه الشعائر، لكننا نتقبلها بإيمان ونقول: "الله أعلم". هذا القبول والطاعة يعكسان جوهر الإيمان الحقيقي، حيث نخضع لأوامر الله بثقة وتسليم كامل، مؤكدين أن الغاية النهائية هي رضاه والتقرب إليه.

لماذا لا تظهر آثار هذه العبادة العظيمة، المحملة بالرموز والمعاني السامية، على هذه الأمة الكبيرة في حياتها اليومية؟ أم أن التأثير موجود بالفعل؟ وإذا كان كذلك، فكيف يتجلى؟

تجتمع الأمة الإسلامية سنويًا لأداء فريضة الحج، وهي عبادة تحمل في طياتها قيم التسامح والتواضع والتقوى. ومع ذلك، يبقى السؤال: هل تنعكس هذه القيم في سلوك المسلمين اليومي؟ وهل نشهد تجليات حقيقية لهذه التربية الروحية العميقة في حياتهم؟

قد يكون التأثير موجودًا، لكنه يختلف في مدى ظهوره وتأثيره من فرد إلى آخر ومن مجتمع إلى آخر. فالبعض يجد في تجربة الحج دافعًا قويًا لتغيير سلوكه وتحسين علاقاته مع الآخرين، بينما يحتاج آخرون إلى مزيد من الوقت والجهد لترجمة هذه القيم إلى أفعال ملموسة في حياتهم اليومية.

من المهم أن ندرك أن تأثير الحج ليس لحظيًا فقط، بل هو عملية تربوية مستمرة تتطلب تعزيزًا دائمًا. فالمسلم الذي يعود من الحج محملًا بالدروس والعبر، يجب عليه أن يسعى جاهدًا لتطبيق هذه القيم في حياته اليومية، ليكون قدوة حسنة في مجتمعه، معززًا بذلك روح العدل والسلام والتراحم.

في النهاية، تظل العبادة وسيلة للتقرب إلى الله وتحقيق السكينة الروحية، وعلى كل مسلم أن يسعى لنقل هذه القيم إلى حياته العملية، ليُسهم في بناء مجتمع تسوده القيم الإسلامية النبيلة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی مزدلفة هذه القیم فی حیاته فی عرفات یمکن أن الذی ی فی هذا

إقرأ أيضاً:

سلاح الجو النوعي الذي أرعب الحركة الإسلامية

لأول مرة يرتعب جنرالات الحركة الإسلامية سافكو دم شعبهم، بعد أن علموا بأن الله قد منّ على المستهدفين بالبراميل المتفجرة الساقطة على رؤوسهم، بسلاح نوعي يحميهم، جعل القلوب الخافقة تهدأ والنفوس الوجلة تستقر، فالرب قد استجاب لتلك المرأة المسكينة، التي رفعت كفيها بالدعاء على من أحرق زرعها وضرعها وبيتها، بأن يحرقه، وهي امرأة وحيدة وضعيفة ومسكينة على أعتاب التسعين، أبرها الله الذي وصفته بأنه (ليس ابن عم أحد)، في تضرع صادق خارج من صميم قلب مكلوم مهيض الجناح لا يلوي على شيء، هذه الحرب أدخلت مجرمي الإسلام السياسي في جحر ضب خرب، وكشفت عن بشاعة النفس التي بين جنبيهم، وأبانت كيف أن النشأة الأولى لم تكن على أساس ديني قويم، وإنّما كانت بناء على انحراف خلقي واخلاقي، وإلّا لما جاءت النتيجة بعد ثلاثين عاماً من تجربة الحكم استهدافاً قاسياً للمسلمين الفقراء الكادحين الذين لا حول لهم ولا قوة، جرمهم الوحيد أنهم يسكنون هذه الأرض، وما يزال القاتل الأكبر يتربص بهم كيف أنهم أنجبوا هؤلاء الرجال الأشداء المقاتلين من أجل الحق؟، الذي استمات الحركيون الإسلاميون في تمييعه، بين نفاق الإعلام الكذوب وإفك فقهاء الجنرال الظلوم الجهول "مدّعي الربوبية"، الذي ذُعِر أيما ذُعر وهو يتحدث عن حصول (الرجال) على السلاح النوعي، المانع لآلته المجرمة والقاتلة من أداء مهمتها الجبانة والقذرة، ألم يتلو آيات الذكر الحكيم القائلة أن الباطل لابد وأن يزهق، كيف بربك يتلوها وهو القاتل الغاصب الفاسق الرعديد؟.
من ظن أن السودانيين سيواصلون صمتهم الخجول الممتد لسبعة عقود، عن المجازر المخطط لها بعناية ودقة فائقة وممنهجة من زمان "حسن بشير نصر" و"أبو كدوك" إلى زمان المختبئين وراء المليشيات الإرهابية، يكون غائب عن الوعي وغير مدرك لحتميات حركة التاريخ، وكما في حياتنا الرعوية مقولة "قصعة الجرّة"، التي تعني اجترار الحيوان لكل ما التهمه من عشب النهار ليلاً، بدأ مجرمو مؤسسة الموت والهلاك والدمار يطرشون ما اختزنوه من خطيئة سفك دماء الأبرياء، فجميع من ترونهم من لواءات وعمداء وعقداء يسقطون من السماء على الأرض، ويرقص حول جثثهم المحترقة الأحرار في حفلات شواء ناقمة، ما هي إلّا عملية استفراغ لما ارتكبوه من جرم بشع وعمل شنيع لا يشبه فعل إبليس. على المستوى الشخصي حينما سمعت خبر مقتل العقيد وليد ابن اخت الجنرال الهارب، أيقنت أن القصاص لن يترك فرداً ولا جماعة ولغت في دم عشيرة الغبراء التي أقسمت على الله فأبرها، هذا "الوليد" هو مهندس مجازر الجنينة كما كان (خاله) وجده "اللواء الدابي"، هل تعلمون أن الملازم وليد في تسعينيات القرن المنصرم ارتكب مجزرة بحق سكان قرية بدارفور، شهودها جنود في "جيش (العشب) الواحد"؟، روى تفاصيل الجريمة النكراء "رقيب معاش" ما زال حياً، وأنا على يقين من أنه قد رفع كفيه للسماء بعد أن علم بالخبر وقال "الحمد لله"، إنّ جند الجيش "الكتشنري" سوف يتذوقون ذات طعم الحنظل الذي أذاقوه للسودانيين ما دامت الأكف مرفوعة بالدعاء.
يقول المثل "المصيبة ليست في ظلم الأشرار ولكن في صمت الأخيار"، وانا أقول "المصيبة ليست في صمت الأخيار ولكن في عدم وجود (أخيار) من الأساس"، لأن الرجل الخيّر لن يصمت عن قول الحق، ولن يتسامح مع المجرمين والمنافقين والمدلسين والمزورين والكذابين والأفّاكين، وطالما أن هنالك بيننا من يعتقد في أن الجنود السودانيين الذين يعملون تحت راية (القوات المسلحة)، والمرسلين لليمن من معسكر "سركاب" أنهم "متمردين"، ويتجاهل كونهم نائمين على أسرة (معسكر الجيش) وهم منزوعي السلاح، داخل بيت ضيافة (القوات المسلحة)، تأكد من حقيقة واحدة لا ثاني لها، هي حتمية انتصار كل من رفع البندقية في وجه هذا (الجيش)، الذي فقد الزخم المصطنع الذي عاشه السودانيون مائة عام، إذ كيف لجيش عمره قرن يورث الناس الحرب والدمار والخراب؟، لماذا لم يؤد دوره الوطني المنوط به؟، لقد أعاد "جيشنا جيش الهنا" الخرطوم للعهد الذي بدأ بدخول "كتشنر" حيث عربة "الكارو" الناقلة لماء الشرب، التي يسحبها حمار لتقوم بمهمة سقيا الناس قبل قرن وربع القرن، إنّه (فرض عين) على الشعب السوداني أن يثور ثورته الأخيرة القاضية، ليقضي على العصابة المنحرفة المتواجدة في بورتسودان، وإلّا ستشهد بورتسودان نفسها ما شهدته "نيالا" و"الفاشر"، على أهل الشرق أن يكونوا كما قال المثل " السعيد يشوف في أخوه"، إنّ شر الإخوان قد أوصل مصر لدرك سحيق خلال حقبة حكم لم تتجاوز السنة الواحدة، أما الشعب السوداني فليس في مقدوره إخراج (الأذى) إلّا بعد أن يستعين بصديق، فإن لم يفعل ولن يفعل، فليبشر بطول أمد المعركة الدائرة الآن بين حق السودانيين في الحياة الكريمة، وباطل الحركة الإسلامية (الإخوان) في استعباد السودانيين.

إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com

   

مقالات مشابهة

  • الصرخةُ.. سلاحُ الوعيِ الذي أرعبَ الأساطيلَ
  • المفاوضات النووية.. الشيطان في التفاصيل
  • الشرطة تصدر توضيحا بشأن الحدث الذي وقع في رام الله
  • أين غزة من موسم الحج؟!
  • أذكار المساء رددها 3 مرات لتحصن نفسك من وساوس الشيطان
  • الإعلام السوداني والتحديات التي تواجهه في ظل النزاع .. خسائر المؤسسات الاعلامية البشرية والمادية
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • حكم الحج عن ميت والعمرة عن ميت آخر في رحلة واحدة.. الإفتاء تجيب
  • سلاح الجو النوعي الذي أرعب الحركة الإسلامية
  • صلاح بن البادية- سيرة رائد الحداثة الروحية في الأغنية السودانية