غلاء ونزوح.. ركود في سوق الأضاحي بإدلب ينذر بأزمة مضاعفة
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
إدلب– إلى سوق للمواشي ببلدة معرّة مصرين شمالي إدلب، جاء جاسم المجبل، لشراء أضحيته ودفع ثمنها 350 دولارا، وهو المبلغ الذي قال إنه ظل يجمعه طيلة عام كامل، شهد غلاء غير مسبوق في الأسعار وقلّة في الدخل، وجاء بعد نزوحه من ريف المدينة الشرقي إلى شمالها، إثر سيطرة قوات النظام على بلدته وتهجيره منها قسرا.
وفي حين استطاع المجبل شراء أضحية، يحرم الغلاء هذا العام الكثير من سكان شمال سوريا، وتحديدا مدينة إدلب من شراء الأضاحي، مما يضاعف صعوبة حصول الكثير من العوائل المتعففة على اللحوم، خاصة في ظل إحجام المنظمات عن توزيعها أيضا بسبب تراجع مصادر الدعم، وهو ما تزامن مع شُح المدخول لدى الأهالي في ظل النزوح والتشرد.
وفي سوق معرة مصرين نفسه، يجتمع "الدلّال" الحاج خالد العرب، مع المئات من التجار أو كما يعرفون بـ"الدلّالة" ليكونوا صلة الوصل بين مربي المواشي والزبائن.
يقول العرب للجزيرة نت إن حركة الركود التي كانت تسيطر على الأسواق قبل أيام أصبحت تنفك شيئا فشيئا مع اقتراب ساعات عيد الأضحى المبارك، حيث أصبحت حركة الأسواق أكثر نشاطا.
وتتراوح الأسعار في السوق، حسب الدلّال رياض النجم، بين سعر 4.75 و5.25 دولارات للكيلو من الخاروف الصالح للأضحية، ويختلف السعر حسب وزن الأضحية ونوعها، وكذلك حسب البيع بين جملة أو مفرّق.
وقال العرب إن من لديه قدرة على الشراء يأتي إلى السوق ويشتري أضحيته بالثمن الذي يملكه، فهناك أضحية سعرها يقارب الـ225 دولارا، وتكون بوزن 45 كيلو غراما، بينما هناك أسعار أكباش تصل إلى 500 دولار.
سوق الأضاحي في مدينة إدلب شمال سوريا (الجزيرة) شراء الأضحية حلميأتي أحمد، المهجّر إلى خيام النزوح من ريف إدلب الجنوبي إلى سوق الأغنام، باحثا عن عمل في التحميل والتنزيل، لعله يؤمن الخبز اليومي لأولاده، وحول إمكانية شرائه لأضحية قال إن "سعرها اليوم يصل إلى 300 دولار، وأنا ليس لي القدرة على شرائها، لأنني لا أستطيع تأمين ثمن الخبز في بعض الأيام، خاصة بعد النزوح لأننا نعيش في خيام".
وأضاف للجزيرة نت "إذا كنت أريد شراء أضحية يجب أن أقترض المال لشرائها، ولكن أن أعمل لتأمين الخبز وثمن الطبخة اليومية لأطفالي أفضل".
بدوره، قال أبو محمد، وهو أحد الزبائن في السوق، إنه جاء لشراء أضحية، ولكن بعد معرفة الأسعار المرتفعة التي تتراوح بين 300 و400 دولار، أدرك أن ما يملكه من مال لا يكفي لذلك.
وفيما إذا كان بإمكانه التشارك مع أحد في أضحية واحدة، يقول أبو محمد للجزيرة نت "إذا أردت الشراكة مع أحد من أقربائي في ثمن أضحية يجب أن تكون من نوع البقر أو الإبل، وهذه يصل سعرها إلى 1000 دولار، وأيضا لا أملك المال لذلك".
مربي الأغنام عمار الخيل: هذا العام لم تشتر المنظمات الخيرية آلاف الأضاحي كما السنوات الماضية (الجزيرة) خسارة رغم الغلاءأما مربي الماشية عمار الخيل، فقال للجزيرة نت إنهم باتوا يبيعون بخسارة هذا الموسم بسبب الغلاء والركود، رغم أن الكثير من مربي الأغنام يعتبرون عيد الأضحى الموسم الأهم لبيع الأضاحي.
وأوضح أن أسعار الخراف الصغيرة هذا العام مرتفعة، وأضيف إلى ذلك سعر العلف، الذي وصلت تكلفة الكيلو الواحد منه 5 دولارات، في حين بيع كيلو اللحم اليوم بأقل من هذا السعر، لذلك فإن بعض المربين يبيعون بخسارة ربما تصل إلى 30 دولار للرأس الواحد من الخرفان.
وأشار إلى أن هذا العام شهد عدم شراء المنظمات الخيرية والإنسانية أعدادا كبيرة، كانت تصل في الأعوام السابقة إلى مئات وآلاف من الأضاحي، ونوه إلى أن المربي في السنوات الماضية كان ينتظر هذا الموسم لأنه مصدر رزقه، وما لم تكن هناك حركة بيع فحتما سيخسر المربي ويضيع تعب الشهور.
في الوقت نفسه، يضيف الخيل أنه لا يمكن الاعتماد على شراء الأهالي القادرين لأنهم قلة، إذ لا يملك الكثير ثمن أضحية في ظل التهجير، وقلة فرص العمل، والدخل شبه المعدوم لكثير من السكان.
أحمد الحموية تمكن من شراء 3 أضاحٍ (الجزيرة) حصة الفقراء مهددةأما أحمد حموية، فقد كان سعيدا مع طفله لتمكنه من شراء 3 أضاحٍ له ولأهل بيته، ولكنها لم تكن من "الأكباش" جميعا، واكتفى بشراء كبش واحد واثنتين من النعاج، لأن سعرها أقل من سعر الكبش الذي بلغ 300 دولار، بينما كان سعر النعجتين معا 450 دولارا، وبذلك استطاع توفير ما يقارب الـ200 دولار.
ونوه حموية، في حديث للجزيرة نت، إلى أن الكثير يرغب بشراء الأضاحي ولكن ضعف السيولة المادية يقف حاجزا أمامهم، وهذا ينعكس أيضا على قلة عدد الأضاحي، ما سيحرم الكثير من الفقراء من حصتهم من اللحم هذا العام، والتي ربما ينتظرها كثيرون منذ زمن بسبب الغلاء، حيث يصل سعر الكيلو الواحد بالسوق إلى 400 ليرة تركية أي ما يقارب الـ12 دولارا.
ويعيش أكثر من مليوني نسمة في مخيمات النزوح بمنطقة إدلب، ومعظمهم لا يستطيع شراء اللحوم بسب غلائها، وقلة فرص العمل لديهم بعد خسارة أراضيهم ومنازلهم وتهجيرهم منها قسرا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات للجزیرة نت الکثیر من هذا العام
إقرأ أيضاً:
الإعلام العبري: الواقع على الأرض صعب والجيش يمر بأزمة طاحنة ولا نهاية وشيكة لـ”الجحيم”
الثورة / متابعة / محمد هاشم
واصلت المقاومة الإسلامية اللبنانية – خلال الساعات الماضية وبثبات – عملياتها الصاروخية في العمق الصهيوني محققة إصابات محققة وسط اعتراف خجول من قبل كيان الاحتلال بالخسائر المتفاقمة في أوساط جيشه ومستوطنيه.
وفي أحدث عملياتها، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلاميّة أمس، قاعدة «ميرون» للمراقبة الجوية شمال حيفا بصلية صاروخية كبيرة، بعد استهداف وحدة المراقبة الجويّة في القاعدة بصلية صاروخيّة في وقت سابق.
ودك مجاهدو حزب الله أمس، مدينة صفد المحتلة بصلية صاروخيّة كبيرة.
كما استهدفوا بدقة عالية عدداً من المواقع العسكرية والمستعمرات الصهيونية بصليات صاروخية كبيرة ونوعية، ومستوطنة «نهاريا» بصلية صاروخيّة كبيرة ونوعية..
وشنّت المقاومة الإسلامية أمس، هجومًا جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على تجمعٍ لقوات جيش العدو الصهيوني في مستوطنة يفتاح وأصابت أهدافها بدقة. بالإضافة إلى استهداف تجمعات لقوات جيش العدو الصهيوني شرق بلدة مارون الراس بمُسيّرة انقضاضيّة وأصابت هدفها بدقّة.
وأكد حزب الله أن جميع عملياته المتواصلة على مدار الساعة تأتي دعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه.
وفي السياق، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن نحو 120 ألف إسرائيلي في الملاجئ بعد إطلاق صواريخ من لبنان باتجاه شمال «إسرائيل».
وأفادت الجبهة الداخلية للعدو بإطلاق صفارات الإنذار في مناطق رأس الناقورة ونهاريا وعكا عقب رصد إطلاق صواريخ، كما أفادت بلدية مدينة نهاريا برصد عمليات اعتراض في سماء المدينة.
وبسبب قرب المدينة من الحدود اللبنانية، صارت نهاريا عرضة لصواريخ حزب الله اللبناني لوقوعها ضمن أهداف عملياته التي أعلنها ضد «أهداف إسرائيلية في الجليل الأعلى والجليل الغربي وتلال كفر شوبا».
وفي سياق أخر قالت الصحيفة العبرية إن الجيش «الإسرائيلي» بحاجة “ماسة” إلى 7 آلاف جندي بينما يأمل في تجنيد 3 آلاف من المتدينين اليهود الذين يرفضون هذا التوجه.
وأشارت إلى أن الواقع على الأرض صعب، “فالجيش بحاجة ماسة إلى 7000 جندي”.
وأضافت: “يدّعي الجيش أنه سيكون قادرا على تجنيد 3 آلاف من اليهود المتدينين اعتبارا من أغسطس، ولكن في عام التجنيد السابق، تم تجنيد 1200 فقط من أصل حوالي 13 ألف مرشح للخدمة العسكرية”.
وتابعت الصحيفة العبرية: “يدرك الجيش الإسرائيلي أنه بهذه الأرقام لن يحقق الهدف حتى لو أصدر أوامر إلى 9 آلاف من اليهود المتدينين كما هو مخطط له، وبالتالي يوصي بزيادة الحصة بعدة آلاف”.
وفي هذا الصدد، أشارت الصحيفة إلى أن “الجيش يواجه نقصا كبيرا في الجنود”.
وذكرت إنه إضافة إلى النقص في تجنيد المتدينين اليهود فإن هناك ارتفاعا في أعداد «الإسرائيليين» الذين يحصلون على إعفاء من التجنيد لأسباب مختلفة.
بدورها قالت صحيفة “كالكاليست” الإسرائيلية: “يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى آلاف الجنود”، بعد أن قتل نحو 780 جنديا، نصفهم تقريبا منذ بداية العمليات البرية في غزة، التي بدأت في 27 أكتوبر 2023.
وتابعت: “ومنذ 7 أكتوبر من العام الماضي، أصيب نحو 12 ألف جندي ومجندة، ونسبة الإصابات مذهلة، فكل شهر يضاف المزيد، وفي المتوسط نحو ألف جريح جديد على الجبهتين الجنوبية (غزة) والشمالية (لبنان)، لن يعود الكثير منهم إلى القتال”.
وأردفت الصحيفة: “ولا توجد نهاية في الأفق لهذا الجحيم، ويستمر الشباب الحريديم في التهرب، معلنين أنهم سيموتون ولن يجندوا”.