ليس الخرطوم وحدها التي تتمادى في نقض العهود: جوزيف لاقو قال الدينكا بهم جوع للحكم
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
عبد الله علي إبراهيم
(مرت في 5 يونيو الذي مضى واحد وخمسون عاماً على نقض الرئيس جعفر نميري لاتفاقية أديس أبابا (1972) التي كان وقعها مع حركة أنيانيا القومية الجنوبية بقيادة جوزيف لاقو، وكان جون قرنق الشاب مجناً فيها).
نيو الماضي حين اقرأ لأحد صفوتنا يجزم واثقاٌ أن الرئيس نميري هو الذي حنث باتفاقية أديس أبابا (1972) أسال نفسي إن كان ذلك اجتهاده عن معرفة أم أنه نقله عن القوميين الجنوبيين، ممن يحسنون لعب دور الضحية، واستحسنه؟ هل قرأ القائل مثلاً كتاب "اللامركزية: ضرورة للمديريات الجنوبية في السودان ( 24 صفحة، مطبعة سمر بالخرطوم) الذي دعا فيه الفريق جوزيف لاقو، زعيم حركة أنيانيا الموقعة على اتفاقية أديس أبابا، إلى استفتاء لتعديل الاتفاقية ليصبح الجنوب ولايات بدلاً عن إقليم واحد؟ فحوى كتاب لاقو أن يعاد تقسيم الجنوب لأن شعب الدينكا سيطر عليه عن طريق حكومة الإقليم الجنوبي الواحدة فظلم الآخرين.
وكتاب لاقو في وجه من وجوهه "كتاب أسود" عن استئثار الدينكا بالسلطان. وقال إن زعمهم السلطان بذريعة الأغلبية باطل في ظل اللامركزية. وقد وترت حكومة الجنوب الناس ولن نلوم سوى الدينكا الذين اختاروا طريقاً مغروراً لفرض أنفسهم كمؤسسة حاكمة. وأخذ يحصي وجود الدينكا بالأسماء في مؤسسات الحكم الذاتي: فهم 10 من 20 في المجلس التنفيذي العالي، وهم 3 من 6 بين المحافظين، وهم 6 من 12 في مجلس الشعب الإقليمي، وهم 2 من 3 في مجلس الاتحاد الاشتراكي الإقليمية، وهم 1 من 6 في سكرتاريته، وهم 18 من 34 من مدراء الوزرات المختلفة. وفي غياب اللامركزية لم يرع الدينكا حرمة الجماعات الصغرى. فقد زعزعت تحركات الدينكا وسكنهم العشوائي حياة أهل منقلا والليري ولاقو وكولي حول الرجاف. وليس بوسع هذه المناطق اتخاذ قرار بشأن حياتها لأن الحكومة الإقليمية تنظر لتصرفات الدينكا بعين الرضا.
وأقام لاقو حجته لتفكيك الإقليم الجنوبي الواحد على تناقض رآه بين دستور السودان (المادة 182) وقانون الحكم الذاتي للإقليم الجنوبي (المادة 18). فمادة الحكم الذاتي مركزية بينما قضت مادة الدستور تطبيق اللامركزية حتى يأمن الناس إلى خصائصهم الثقافية فيدوم التقدم. وكان مأمولاً أن تطبق حكومة الجنوب هذا المبدأ تنزيلاً للحكم إلى الناس، ولكنها تغاضت عنه. واستخدم الدينكا الخوف من استغلال الشماليين للجنوب ذريعة لتعطيل اللامركزية الجنوبية على أنهم هم الذين استحق أن يخاف الجنوب منهم لعزتهم بقبيلتهم دون الجنوب.
وقال لاقو إن مشروعه لتقسيم الجنوب لينعم أهله باللامركزية بمثابة خدوش قط بأظافره على وجه من وضعه في ركن ضيق. وهكذا اضطرهم الدينكا لعزتهم بأغلبيتهم فصارت مبررهم للهيمنة على آلة الحكم في الجنوب. وايأسوا الناس من تنزل اللامركزية عليهم. فقد منعت الدينكا ملاعق الذهب التي ولدوا بها من موالاة اللامركزية وجعلها خياراً جاذباً في اتفاقية أديس أبابا. وأضاف قائلاً إنه واثق بأن إرادة ثورة مايو واتحادها الاشتراكي، التي حملت من عارضوا الحكم الذاتي للجنوب بين الشماليين لقبوله، ستعلو على إرادة من عطلوا اللامركزية في الجنوب. وزاد بأن مديريات الجنوب تستحق مثل غيرها أن تكون لها الولاية على شؤونها الخاصة عملاً بدستور السودان والنظم التي دعا لها الاتحاد الاشتراكي. ومن إرتاب في هذا فليطلب النصح من نميري أو أي عضو مؤسس لثورة مايو.
في تحميل النميري وحده وزر قتل اتفاقية أديس بابا إعلاء لدور الفرد في التاريخ منكور عند صفوة اليسار. أهم من ذلك أن إعفاء الجنوبيين من ذلك الوزر هو نوع من الوصاية عليهم. ما مؤاخذين يعني.
IbrahimA@missouri.edu
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الحکم الذاتی أدیس أبابا
إقرأ أيضاً:
بعد حجزها للحكم.. القصة الكاملة لاتهام ياسمين عز لـ نيشان بالسب والقذف
جاء قرار المحكمة الاقتصادية بالقاهرة، اليوم بحجز الحكم على الإعلامي اللبناني نيشان، بتهمة سب وقذف الإعلامية ياسمين عز، لجلسة 26 أبريل المقبل، ليثير التساؤل حول حالة الجدل الكبير الذي أثارته الإعلامية ياسمين عز بقضيتها مع الإعلامي اللبناني نيشان
وفي هذا التقرير يوضح موقع صدى البلد القصة الكاملة للواقعة وتطوراتها حتى وصولها للحكم في الإمارات والمحاكمة في القاهرة والتي تم حجزها للحكم..
بداية الحكاية
جاءت البداية عندما نظمت إدارة منتدى الإعلام العربي ندوة للإعلامية ياسمين عز، يديرها الإعلامي نيشان، ولكن تفاجأ نيشان بغياب ياسمين عن الندوة، دون أن تقدم أي اعتذارات توضح السبب، وحينها شعر بالإحراج أمام الحضور، فظل يسخر منها ومن طريقة تقديمها لبرنامجها، قائلًا: «وينها ياسمين؟ أكيد بتحضر صوتها الشتوي»، وأخذ يعنفها بتصريحات نارية ساخرة، وسلط الضوء على أنها لن تفعل مثلما تنصح المرأة في برنامجها، وأن طريقتها في الحقيقة عكس ما تظهر به على الشاشة.
ياسمين عز
ردت ياسمين عز، على هجوم نيشان، برفع دعوى قضائية ضده بتهمة الإساءة والتطاول عليها، وكتبت عبر منشور عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «انستجرام»: «أعتقد أن من تنجح في محاورة أهم إعلامي في مصر والوطن العربي، عمرو أديب، لا تخشى من محاورة أي إعلامي أخر مهما كان اسمه.. بالإضافة إلى إني لم أعتذر لهذا الشخص ولن أعتذر، كما أشيع في بعض المواقع، لأن ببساطة هو من تجاوز في حقي وليس العكس».
دعوى قضائية
وأعلنت ياسمين عز، أن قضيتها التي رفعتها ضد الإعلامي اللبناني نيشان في مايو الماضي أمام القضاء الإماراتي، انتهت بالحكم بإدانته، وذلك بعد ثبوت استهزاءه بها والسخرية منها، بأن نشرت على «انستجرام» تفاصيل القضية التي رفعتها ضده قائلة : «صدر الحكم في 29/4/2024، بإدانة المتهم نيشان ومعاقبته لما نسب إليه من سب علني لشخصي أنا ياسمين عز، وصدر أمر من نيابة دبي بالقبض على المتهم نيشان تنفيذًا للحكم.. وكل التقدير للقضاء النزيه المنصف الذي انصفني وأخذ حقي».
المحاكمة بالقاهرة
من جانبها، أحالت النيابة الإعلامي اللبناني نيشان إلى المحاكمة، بعد انتهاء التحقيقات وثبوت تعديه بالسب والقذف تجاه الإعلامية ياسمين عز، مقدمة برنامج كلام الناس، المُذاع عبر فضائية MBC، عن المحضر المحرر ضد الإعلامي اللبناني نيشان، بتهمة الاستهزاء والسخرية من طريقتها، وأصدرت محكمة القاهرة الاقتصادية حكمها بتأجيل أولى جلسات محاكمة الإعلامي اللبناني نيشان، بتهمة سب وقذف الإعلامية ياسمين عز، لجلسة 22 فبراير الجاري.