خلاص مشاكل السودان كلها اتحلت وما بقي إلا مناقشة إصلاح الحزب الشيوعي !!.. نريد أن نفهم هل هنالك اليوم حزب بهذا الاسم حتي ولو في روسيا ؟! يبدو أن شيوعيي السودان مازالوا قابعين في محطة ( شيوعيون ، طبقيون ، امميون ومناضلون )

ghamedalneil@gmail.com

ومصداقا لما ورد في العنوان أعلاه اقر واعترف أنا المدعو حمدالنيل وقد بلغت من الكبر عتيا أنني قرأت كثيرا أوراقا شتي لزعيم الحزب الشيوعي في السودان الاستاذ المحترم عبد الخالق محجوب وقرأت أيضاً الكثير عما كتب عنه وتطابق ماكتب مع ماكتب عنه من حيث التنظير والافتقار الي الجانب العملي وبدت لي هذه الكتابات مثل ( حواديت نص الليل ) واحاجي الحبوبات للصغار لدغدقة المشاعر وجلب النوم لهم لتتمكن الحبوبة نفسها أن تنام بسلام مع احلام سعيدة وكذلك بقية أفراد الأسرة !!.

.
فيدل كاسترو عند حصاد قصب السكر كان أول من يحمل المنجل يدخل به أرض المعركة ويحقق به لبلده المحاصر من الامريكان افضل بقعة في العالم من ناحية الرعاية الصحية ، ولم يشاهد كاسترو في ربطة عنق أنيقة وبدلة موهير وحذاء طلياني بل كان مع العمال يتزيا بزيهم وياكل معهم من طبق واحد ولا يصدعهم بالديالكتية و البرجوازية الصغيرة والعمال ملح الارض والفلاح المصري اقرب الي من الاقطاعي الروسي وزهد السوفيت وحذاء هوشي منة وعفة جمال عبدالناصر وزمزمية جيفارا !!..
فهمنا وحفظنا عن ظهر قلب أن زعيم الحزب الشيوعي السوداني الراحل عبدالخالق محجوب كان متفوقا في دراسته يمكن من المرحلة الأولية مرورا بالوسطي والثانوي الي الجامعة وكان أسطورة في الكتابة والخطاب والنقاش وطرح الأفكار مع كامل الأناقة وجمال الاخلاق ولكن فات عليه أن الذي يصلح تلاجته المعطلة خير من الذي يدرس الفلسفة !!..
أن الحزب الشيوعي السوداني بالذات به كوادر سوامق ولهم النير من الأفكار وبرزوا كشخصيات اعتبارية في الداخل والخارج ولكن عيبهم الذي اقعدهم عن أي منفعة لبلادهم أنهم كحزب مؤدلج مسير بالريموت كنترول ومسلوب الإرادة أنهم جميعا وعلي مختلف ثقافات كوادرهم وتعليمهم وتفاوتهم المعرفي عليهم تنفيذ مايملي عليهم بالحرف الواحد دون نقاش ودائما الأوامر تاتتيهم جاهزة وممنوع الاعتراض وألا يكون الطرد خارج الاسوار والملاحقة بتلطيخ السمعة وقتل الشخصية وربما التصفية الجسدية !!..
ويكفي أن مايو قامت علي أكتاف الشيوعيين في أول المطاف وبعد أن احتفلت مايو بعيد ميلاد لينين أعدمت نفس مايو هذه الشفيع أحمد الشيخ حامل نجمة المحتفي به كبير الشيوعيين في المعسكر الشرقي الكبير ومايو بعد أن انزلقت من قبضة الأيديولوجية الشيوعية الاشتراكية اللينينية وقعت في حبائل الأيديولوجية الكيزانية التي جعلت النميري يتحول ١٨٠ درجة الي امير للمؤمنين وصدق أنه كذلك وتصرف علي هذا النحو الفريد الي أن هبت عليه رياح ابريل فاقتلعته من جذوره وتنفس الشعب الصعداء من الهوس المايوي الذي جعل البلاد رهينة المحاور الخارجية تارة مع الشرق وتارة مع الغرب وسفينة البلاد يعبث بها الموساد ومخابرات كافة الدول والشعب الذي ينام علي الخيرات كان يبيت الطوي يحلم بكسرة خبز وجرعة ما وحبة اسبرو .
وجاءت الإنقاذ كوجه في العملة الذي يوجد علي جانبها الآخر الشيوعيون وقد تطابقت افعالهما وسلوكهما ضد الشعب وكلاهما سعي لتمكين أنصاره ورفاقه وكلاهما ارسل المناوئين الي الصالح العام وبيوت الاشباح والمشانق !!..
وكل الذي يحصل لنا اليوم يتحمل وزره الرفاق والكيزان أما الأحزاب الوطنية فيكفي أنها قد نالها الاذي الكثير من الأحزاب المستوردة التي جيء بشتلتها من الخارج ونبتت عندنا ولكنها لم تطرح قمحا وزيتونا ونخلا بل طرحت لنا المر والعلقم واللجاجة والسفسطة والجدل العقيم والتنظير الخالي من العمل والتنمية والعلم النافع والجامعات الجادة والتدريب المهني وبناء الوطن والتربية الوطنية !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي.
معلم مخضرم.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحزب الشیوعی

إقرأ أيضاً:

عندما يُسكَت صوت الشعب في تقاطع الطرق

كتب الدكتور عزيز سليمان أستاذ السياسة والسياسات العامة

العالم يراقب مستقبل السودان من خلف الستار، حيث تحتدم قاعات الاجتماعات الدولية بالنقاشات حول إنهاء الصراعات المدمرة التي تجتث جسد الوطن، وكأن السودان ليست سوى قطعة في لعبة شطرنج تتحكّم بها المصالح الدولية الكبيرة، حيث تقود دول حلف شمال الأطلسي هذه المسرحية بينما تلعب تركيا دور وسيط يحضر في صوغ اتفاقيات قد تشكّل خارطة طريق لمستقبل البلاد، ومع كامل هذه التحديات والتجارب، أين يكون صوت شعب السودان في كل هذه الموائد والأحداث التاريخية التي تُشكَّل من خلالها مصير بلدهم.
الصوت الذي فُقد لم يكن ذلك بسبب الصدفة، بل كان ذلك نتيجة لظهوره في الساحة عن عمد، حيث قامت الأحزاب السياسية ووسائل الإعلام المحلية بخلق صورة تافهة حول الشعب السوداني، ما جعلهم ينشغلون بالتفاهات التي تحيط بهم وتشغل انتباههم بعيدا عن المسألة الأساسية: كيف ستنتهي هذه الحرب، وعلى أي أساس ستُبنى حلا لها ۔ يعرّف التاريخ لنا أن طغيان أراء قادة المجتمعات على حساب إرادات شعوبها لا يُفضِي إلى سلام دائم، بَل يستَدعِى نزوّلا جديدا في طرق الترويج للاستيلاء والقضاء على حقوق شعب منهك. إذ نشير إلى سورية كمثال، فإن توقف الصراع هناك جاء على حِساب حروق شديدة تكبدها شَطْر من شَجْوْ به خصائص شخصية مستثارة لأول مرة في هذ المربع..
اليوم، يواجه السودان خطرا كبيرا حيث إذا استمرت النخب الدولية والمحلية في إقصاء الشعوب السودانية، فإن البلاد لن تخسر فقط في حروبها، بل ستفقد حقها في تحديد مستقبلها، وحتى على المدى البعيد أيضا. يطالب “مركز دراسات الليبرالية والاستنارة” بضرورة حضور صوت الشعب الفاعل في صنع القرارات المصيرية، وأن يكون لصوتهم وزن في أية اتفاقات أو تسويات يُعدها آخرون، حيث إن صوت الشعب هو ضامن مهم ضد التضليل والفساد وضياع البلاد..
في الوقت الحالي، يتطلب الوضع الوطني إدراكا واعيا، استفاقة لا تستسلم للهزيمة. فالصمت يعني التخلي عن السودان لقدر يحدده أصحاب مصالح غير معروفة بمصلحة الشعب، وكما يقول التاريخ: من يغيب عن رسم مستقبله، فإنه لن يجد مكانا له فيه.

quincysjones@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • رحم الله الدكتور محمد خير الزبير الذي إرتحل اليوم إلى الدار الباقية
  • مراسلة الجزيرة بموسكو تكشف عن الفندق الذي نزل به الأسد والأموال التي بحوزته
  • اندلاع حريق من مركز إصلاح وتأهيل 15 مايو
  • مناقشة الترتيبات الإعلامية لمؤتمر فلسطين قضية الأمة
  • عندما يُسكَت صوت الشعب في تقاطع الطرق
  • الحكيم: الكوزة هي المحجبة العفيفة التي لا تتمكيج ولا …
  • ليس ثمة من هم قتلة وجبناء فى ذات ملامح المليشيا سوى الحزب الشيوعي السوداني
  • تركيا أردوغان وسيط مؤتمن لحل مشاكل السودان مع الآخرين
  • ساتورو ناجاو: عزل رئيس كوريا الجنوبية جاء بسبب التداعيات التي حدثت مؤخرا
  • الحزب الشيوعي السوداني: الطريق البرلماني للاشتراكية (1956)