الإمارات.. ريادة عالمية في مواجهة انعدام الأمن الغذائي
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
شعبان بلال (القاهرة)
أخبار ذات صلة تعزيز مشاركة الشركات في «التكنولوجيا والابتكار» بـ«COP 28» 114 مليار درهم عقود المقاولات المبرمة في الإمارات مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملةلا يزال انعدام الأمن الغذائي المستمرّ يمثل مشكلة مزمنة على الصعيد العالمي، إذ يعاني أكثر من 700 مليون شخص من الجوع عالمياً، بينما يظل وصول حوالي 2.
ولا ينحصر انعدام الأمن الغذائي في سبب واحد فحسب، وإنما يرتبط بمجموعة متشابكة من الأسباب المعقدة، أبرزها النزاعات، لاسيما في أوكرانيا والسودان، وما ينتج عنها من عدم الاستقرار ودمار للبنية التحتية الزراعية والاقتصادية، والتي تجعل من الصعب إنتاج وتوزيع الغذاء بصورة فعالة.
كما يشكل التغير المناخي دافعاً متنامياً لانعدام الأمن الغذائي، في ظل الظواهر المناخية المتطرفة مثل الجفاف والفيضانات، والتي تؤثر على الإنتاج الزراعي، إلى جانب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، والتي قفزت الشهر الماضي من أدنى مستوياتها في عامين، وفق منظمة «الفاو»، بفعل التوترات حول صادرات الحبوب الأوكرانية والمخاوف بشأن الإنتاج العالمي.
وتمتد المعاناة من سوء التغذية الحاد لتطال 45 مليون طفل دون سن الخامسة، كما يُجبر الملايين من الأشخاص على مواجهة أخطار الهجرة غير النظامية.
ومن هذا المنطلق، تؤكد دولة الإمارات دوماً على أنه لا سبيل غير إيجاد حلول جدية ومستدامة، لوضع حد لانعدام الأمن الغذائي ومنع انتشار المجاعة، عبر المشاركة الجماعية وتعميق الشراكات الدولية والاستفادة القصوى من المنتديات متعددة الأطراف الإقليمية والدولية، وتبني نهج جديدة ومبتكرة لمواجهة هذا التحدي. كما تبذل دولة الإمارات جهوداً كبيرة في مواجهة التغير المناخي، الذي يفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي، وذلك في إطار استضافتها في نوفمبر المقبل مؤتمر «COP28»، داعية إلى إيقاد جذوة الطموح وتعزيز التعاون الدولي لاتخاذ إجراءات حقيقية للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض فوق 1.5 درجة مئوية، وبالتالي ضمان التكيف مع المناخ بتدابير حاسمة للتخفيف من المخاطر، لا سيما في المناطق الهشة. وفي إطار جهودها الكبيرة في هذا المجال، أطلقت دولة الإمارات والولايات المتحدة منذ فترة مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ لتحفيز الابتكار في الزراعة الذكية مناخياً، والتي جمعت أكثر من 13 مليار دولار لتسريع هذا التحول.
كما أطلقت الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051. واتخذت الدولة تدابير عدة لتحقيق الأمن الغذائي، ويشمل ذلك إنشاء مجلس الإمارات للأمن الغذائي، والنظام الوطني للزراعة المستدامة، ودليل نبض الاستزراع السمكي، وبنك الإمارات للطعام، والقانون الاتحادي لتنظيم المخزون الاستراتيجي للسلع الغذائية في حالات الطوارئ والأزمات، وبرنامج رواد الغذاء والزراعة.
سجل حافل
وتمتلك دولة الإمارات سجلاً حافلاً بالإنجازات في مجال الأمن الغذائي قطعت أشواطه الأولى منذ تأسيس الدولة، وخطت في سبيل تحقيق هذه المعادلة بطموحات كبيرة، ما وضعها في الصدارة عالمياً، وهو يعكس متانة الجهود لتنفيذ توجهات ورؤى القيادة الحكيمة بتحويل الإمارات إلى مركز عالمي للأمن الغذائي القائم على الابتكار، وتحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي لتوفير غذاء صحي وآمن وذي قيمة غذائية عالية بأسعار مناسبة في كل الأوقات والظروف لكل أفراد المجتمع.
مبادرات مبتكرة
وبهدف تسريع تبني التقنيات الحديثة في مجال الزراعة، أطلق مكتب الأمن الغذائي والمائي بالتعاون مع برنامج المسرعات الحكومية لدولة الإمارات مبادرات مبتكرة عدة في مجال الأمن الغذائي شملت تمويل الزراعة الحديثة وبرنامج ضمان القروض الزراعية ومعايير بناء المنشآت الزراعية والرخصة الزراعية الموحدة وإطاراً عاماً ومنصة بيانات الأمن الغذائي والمواصفات القياسية للاستزراع السمكي ومصنع أعلاف الأسماك وأطلس الاستزراع السمكي، وتحدي تكنولوجيا الغذاء.
علاقة وطيدة
ويقول الدكتور محمد علي فهيم، مدير مركز معلومات تغير المناخ المصري، إن هناك علاقة وطيدة بين تداعيات تغير المناخ وأسعار السلع العالمية، معتبراً أن الدول التي تنتج الغذاء وتصدره قد ضربتها موجات جفاف متتالية مثل البرازيل والأرجنتين والولايات المتحدة وأوروبا، وأثرت بقوة على صادرات هذه البلدان من السلع الرئيسة، خاصة الحبوب، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع عالمياً.
وأوضح فهيم في تصريح لـ «الاتحاد» أن ارتفاع أسعار السلع مرتبط بالأزمات الجيوسياسة مثل الأزمة الأوكرانية والقتال في السودان، إضافة لارتفاع أسعار مستلزمات الزراعة من الأسمدة والنقل والشحن. وقال إن الإمارات، عبر مؤتمر كوب 28، تشكل داعماً رئيساً لمواجهة آثار التغير المناخي وتوابعها على الأمن الغذائي من خلال إيجاد آلية تنفيذية واضحة لعمل صندوق الخسائر والأضرار، لتمويل وتعزيز الإجراءات عبر دعم الدول المتأثرة ومساعدتها على التكيف.
تطوير التقنيات
تواصل دولة الإمارات، حث جميع أطراف النزاعات المسلحة على الالتزام الصارم بمسؤولياتهم وبالقانون الدولي الإنساني وتجنب المساس بالموارد اللازمة لإنتاج الغذاء وتوفير المياه، اهتمت أيضاً بتطوير التقنيات الذكية في إنتاج الغذاء، وزيادة الاستثمارات الزراعية التي تعزز بناء قطاع زراعي حديث مزود بالتكنولوجيا عبر تطويع الموارد المتجددة، وجعلها عنصراً أساسياً في الإنتاج.
وأُطلقت العديد من المشاريع الاستراتيجية، من أجل تسريع عمليات الانتقال من أساليب الزراعة التقليدية إلى الأساليب الحديثة المطلوبة لتحقيق الأمن الغذائي والمائي، كما تؤكد ضرورة دعم الاستراتيجيات الوطنية وتطوير أساليب وشراكات مبتكرة تُلبي حجم التحدي.
والتزمت الإمارات بالمشاركة في قيادة التحالف العالمي للاقتصاد الأخضر، والذي يساعد البلدان في التحول إلى اقتصادات أكثر استدامة، وسلطت الضوء على «برنامج مؤتمر الأطراف كوب 28 للنظم الغذائية والزراعة» الذي تم الإعلان عنه مؤخرًا، ودعت الدول الكبرى للانضمام إلى الإمارات في الحد من التغير المناخي من خلال هذا البرنامج الذي يواكب تطلعات دولة الإمارات وعملها على تعزيز النمو على أسس مناخية مستدامة.
كما ناشدت من خلال برنامج مؤتمر الأطراف «كوب 28» للنظم الغذائية والزراعة، الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى المصادقة على «إعلان القادة حول النظم الغذائية والزراعة والعمل المناخي» خلال المؤتمر المقبل. داعية للانضمام لقيادة التحول في أنظمة الغذاء العالمية، وضمان مستقبل أكثر استدامة ومرونة للجميع.
«كوب 28»
اعتبر خبير المناخ والموارد المائية الدكتور أسامة سلام أن هناك العديد من الأسباب وراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية عالمياً، منها التغير المناخي والذي يتسبب في ظواهر الطقس المتطرفة، مثل الجفاف والفيضانات التي تؤثر على الإنتاج الزراعي، ثم بعد ذلك تأتي الأزمة في أوكرانيا التي أدت إلى تعطل حركة السلع والصادرات الزراعية، إضافة إلى ذلك ازدياد الطلب على السلع والخدمات بعد انتعاش الاقتصاد العالمي من جائحة كورونا، وهو ما تسبب بارتفاع في الأسعار.
وشدد الدكتور سلام على أن دولة الإمارات تبذل جهوداً كبيرة لتحقيق الأمن الغذائي العالمي من خلال الاستثمارات في الزراعة، عبر دعم المزارعين والبحث والتطوير واستخدام أحدث التقنيات لزيادة الإنتاج الزراعي، والتعاون مع الدول كافة في مجال الأمن الغذائي، من خلال تبادل الخبرات، ودعم المشاريع الزراعية.
وأوضح سلام أن مؤتمر الأطراف بشأن المناخ «COP28» يلعب دوراً مهماً في تخفيف التداعيات المناخية، ومن ثم تحقيق الأمن الغذائي، معتبراً أنه من المتوقع أن يركز المؤتمر على مناقشة الخطوات التي يمكن اتخاذها لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، وزيادة تمويل مشاريع التكيف مع التغير المناخي، وتعزيز التعاون الدولي في مجال الأمن الغذائي.
وأوضح خبير المناخ والموارد المائية أنه من خلال العمل المشترك يمكن للمجتمع الدولي تحقيق الأمن الغذائي العالمي وحماية البشر من آثار التغير المناخي.
وقال: «من بين جهود دولة الإمارات وما يحسب لها أنها من أكبر الدول العربية المستثمرة في الزراعة، وتساهم في تحقيق الأمن الغذائي العالمي، من خلال زيادة الإنتاج الزراعي، وبالتالي خفض أسعار الغذاء، والحد من انعدام الأمن الغذائي».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات الأمن الغذائي كوب 28 الفاو المناخ فی مجال الأمن الغذائی انعدام الأمن الغذائی الإنتاج الزراعی التغیر المناخی للأمن الغذائی دولة الإمارات مؤتمر الأطراف ارتفاع أسعار من خلال
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة قلقة لتفشي المجاعة وتدهور الأمن بالسودان
أعلن تقرير لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي عن تفشي المجاعة في خمس مناطق على الأقل في السودان..
التغيير: وكالات: الخرطوم
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش عن القلق إزاء تدهور حالة الأمن الغذائي بسرعة في السودان، حيث يستمر تدهور القدرة على الوصول إلى الغذاء والتغذية لملايين الأشخاص في جميع أنحاء البلاد وفقا للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
وأعلن تقرير لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي عن تفشي المجاعة في خمس مناطق على الأقل في السودان، متوقعا أن تواجه خمس مناطق إضافية المجاعة بين ديسمبر 2024 ومايو 2025.
وكشف التقرير كذلك الذي صدر اليوم الثلاثاء أن خطر المجاعة يهدد 17 منطقة إضافية.
وفي بيان منسوب للمتحدثة المساعدة باسم الأمين العام للأمم المتحدة، قال غوتيريش إنه بعد أكثر من 20 شهرا من الصراع، يواجه أكثر من 24.6 مليون شخص في السودان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وأضاف أن الأمم المتحدة وشركاؤها يعملون على توسيع نطاق تقديم المساعدات الغذائية وغيرها من أشكال الدعم الأساسي للفئات الأكثر ضعفا، لكن القتال المستمر والقيود المفروضة على حركة إمدادات الإغاثة والموظفين لا تزال تعرض عمليات الإغاثة للخطر.
وجدد الأمين العام دعوته للأطراف لتسهيل الوصول السريع والآمن وغير المقيد والمستدام حتى تتمكن المساعدات الإنسانية والعاملون من الوصول إلى المحتاجين أينما كانوا.
وأكد أيضا على الحاجة إلى وقف فوري للأعمال العدائية لإنقاذ الأرواح ومنع الأزمة في السودان وتأثيرها على الدول المجاورة من التصعيد بشكل أكبر في عام 2025.
وناشد تقديم الدعم والتعاون الدوليين العاجلين لتقريب الأطراف من التوصل إلى حل سلمي للصراع من خلال وقف إطلاق نار دائم وزيادة التمويل للعمل الإنساني.
تفاقم واتساع غير مسبوقين
وقال تقرير لجنة مراجعة المجاعة إن ما كشف عنه التقرير يمثل تفاقما واتساعا غير مسبوقين لأزمة الغذاء والتغذية، مدفوعة بالصراع المدمر الذي تسبب في نزوح جماعي غير مسبوق، وانهيار الاقتصاد، وانهيار الخدمات الاجتماعية الأساسية، والاضطرابات المجتمعية الشديدة، وضعف الوصول الإنساني.
يذكر أن التصنيف المرحلي المتكامل لمراحل الأمن الغذائي هو مبادرة عالمية تضم وكالات الأمم المتحدة وشركاء إقليميين ومنظمات إغاثة. ويصنف انعدام الأمن الغذائي إلى خمس مراحل. والمجاعة هي المرحلة الخامسة من التصنيف وتعني أن واحدا على الأقل من بين كل خمسة أشخاص أو عائلة يعانون من نقص حاد في الغذاء ويواجهون خطر المجاعة.
مجاعة مستمرة
وفقا لتقرير لجنة مراجعة المجاعة، فإن المجاعة التي تم الإعلان عنها في آب/أغسطس 2024 في مخيم زمزم بولاية شمال دارفور، استمرت وامتدت إلى مخيمي السلام وأبو شوك وجبال النوبة الغربية في الفترة من أكتوبر إلى تشرين الثاني/نوفمبر 2024.
وأضاف أنه من المتوقع أن تتوسع المجاعة بين ديسمبر 2024 ومايو 2025 في مناطق شمال دارفور بما في ذلك أم كدادة ومليط والفاشر والطويشة واللعيت.
وحذر من أن خطر المجاعة يلوح في جبال النوبة الوسطى، وفي المناطق التي من المرجح أن تشهد تدفقات كبيرة من النازحين داخليا في شمال وجنوب دارفور.
انعدام حاد للأمن الغذائي
وأظهر التقرير أن انعدام الأمن الغذائي عند مستويات أسوأ مما كان متوقعا، حيث من المتوقع في الفترة ما بين ديسمبر 2024 ومايو 2025 أن يواجه 24.6 مليون شخص مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، أي المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أو أعلى من ذلك.
وأشار إلى أن هذه النتائج تمثل زيادة حادة قدرها 3.5 مليون شخص مقارنة بالعدد المتوقع في الأصل، وتعادل أكثر من نصف سكان السودان.
ويقدم التقرير تحديثا للتوقعات السابقة المنشورة في يونيو 2024 للفترة من أكتوبر 2024 إلى فبراير 2025.
تحسن طفيف
وأشار التقرير إلى أنه رغم تلك الأرقام، فإن هناك تحسنا طفيفا من حيث حجم انعدام الأمن الغذائي الحاد مقارنة بموسم العجاف (يونيو – سبتمبر 2024).
وأوضح أن هطول الأمطار فوق المتوسط أدى إلى دعم الأنشطة الزراعية حيث سمحت الظروف الأمنية للمزارعين بالوصول إلى الحقول والمدخلات الزراعية، وبالتالي تخفيف انعدام الأمن الغذائي. ونتيجة لذلك، انخفض عدد الأشخاص في المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أو أعلى خلال موسم العجاف.
لكنه لفت إلى أن جميع السكان لم يستفيدوا من هذا على قدم المساواة. ففي المناطق ذات الكثافة العالية من الصراع، أدت الأعمال العدائية إلى تعطيل الأنشطة الزراعية بشدة، مما أدى إلى تخلي المزارعين عن محاصيلهم ونهبها وتدمير الماشية.
وقال إنه من غير المرجح أن تستفيد الأسر النازحة، وخاصة تلك التي تعيش في المستوطنات والمباني العامة، بشكل كبير من الحصاد.
دعم اللاجئين السودانيين
وفي تطور آخر، دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى تعزيز الدعم المالي لتلبية الاحتياجات المتزايدة للاجئين السودانيين الذين يصلون إلى ليبيا مع زيادة الأعداد وانخفاض درجات الحرارة.
وقالت المفوضية في بيان أصدرته الثلاثاء إنه منذ بداية العام، تضاعف عدد اللاجئين السودانيين الباحثين عن الأمان في ليبيا، مع وصول ما يقدر بنحو 400 لاجئ إلى البلاد يوميا.
وأفادت المفوضية بأنها موجودة في الكفرة، وهي نقطة الدخول الرئيسية من السودان، وتقدم المساعدة المنقذة للحياة للاجئين لدعم السلطات المحلية والمجتمعات المضيفة. ويشمل ذلك تعزيز الوصول إلى الرعاية الصحية، وتحسين الظروف المعيشية من خلال توزيع إمدادات الإغاثة، وتعزيز الوصول إلى الوثائق التي تقدمها السلطات المحلية لتحسين حرية التنقل والحماية.
ونبهت إلى أن اللاجئين والمجتمعات المضيفة في المناطق النائية مثل الكفرة يواجهون ظروفا قاسية بشكل خاص، بما في ذلك أسعار المواد الغذائية في الكفرة التي تعد أعلى بنسبة 19 في المائة من المتوسط الوطني بسبب انقطاع سلاسل التوريد، وارتفاع الطلب ونقص الوقود.
وقالت عسير المضاعين، رئيسة بعثة المفوضية في ليبيا إنه إلى جانب التزام السلطات والمجتمعات الليبية بدعم السودانيين الفارين من الصراع، “هناك حاجة إلى دعم إضافي من المجتمع الدولي لتعزيز الوصول إلى الغذاء والمياه النظيفة والصحة والتعليم”.
وأضافت: “لقد تحمل اللاجئون في ليبيا صعوبات هائلة في رحلتهم إلى هنا. ومع دخولنا عاما جديدا، يجب أن نتحرك بسرعة لمنع المزيد من المعاناة وحماية الأرواح”.
يذكر أن المفوضية تقود الاستجابة المشتركة بين الوكالات للأزمة السودانية في ليبيا. وكجزء من هذه الاستجابة، تسعى المفوضية إلى جمع 22 مليون دولار أمريكي للاستجابة للاحتياجات المقدرة لـ 449 ألف لاجئ ومجتمع مضيف بحلول نهاية عام 2025.
أعلنت حكومة الأمر الواقع في السودان التي يقودها الفريق عبد الفتاح البرهان، عن تعليق مشاركتها في نظام عالمي مخصص لرصد الجوع.
وأقدمت الحكومة السودانية على الخطوة قبيل صدور تقرير من لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي توقع أن يكشف عن تفشي المجاعة في مختلف أنحاء البلاد.
والثلاثاء، أعلن وزير الزراعة السوداني أبوبكر البشرى عن قرار توقف مشاركة السودان في نظام التصنيف متهما اللجنة القائمة على النظام بإصدار تقارير غير موثوقة تقوّض سيادة السودان وكرامته.
ووفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، فإن أقل من “5% من السودانيين يستطيعون أن يوفروا لأنفسهم وجبة كاملة” في الوقت الراهن.
فيما عانى 18 مليون سوداني من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وصار خمسة ملايين منهم على شفا المجاعة، في حين كابد العاملون في مجال الإغاثة الإنسانية الذين يساعدونهم، من صعوبات في التنقل ونقص كبير في التمويل.
ويشهد السودان منذ منتصف أبريل 2023 تصاعدًا كبيرًا في أعمال العنف، حيث اندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
هذا الصراع الذي بدأ في الخرطوم امتد إلى العديد من الولايات السودانية مثل دارفور وكردفان والجزيرة، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، بالإضافة إلى تهجير الملايين داخل البلاد وخارجها، في أسوأ أزمة إنسانية تشهدها البلاد.
الوسومالأمم المتحدة الجوع في السودان حرب الجيش والدعم السريع حكومة الأمر الواقع