ارتفاع تكلفة النقل يعترض انتعاش الهيدروجين الأخضر
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
حسونة الطيب (أبوظبي)
أخبار ذات صلة «كوب 28».. ضرورة عالمية «مبادلة للطاقة» توقع اتفاقية تعاون مع «برتامينا» الإندونيسيةرغم الحماس الكبير حول الإمكانات التي يتميز بها الهيدروجين الأخضر، لكن تبرز تحديات جمة تعترض طريق نموه وانتعاشه.
وتمثل عمليات النقل من مواقع الإنتاج للمستخدم عاملاً مهماً ينبغي الأخذ به في الاعتبار عند التفكير في تطوير الهيدروجين والدفع بعجلة نموه.
ويوجد خياران لنقل الهيدروجين، عبر تبريده أو تحويله لأمونيا، لكن تعتمد كل منهما على حجم التكلفة ومدى إمكانية تقليصها. من المعلوم أن التحويل من أنواع الوقود الأحفوري غير المستدامة إلى مصادر الطاقة المتجددة هو السبيل الوحيد لإصلاح وحماية كوكب الأرض.
ويمثل الهيدروجين فرصة كبيرة في عملية التحول نحو الطاقة المتجددة، فضلاً عن توفير طريق جاذب للتنوع بالنسبة للشركات العاملة في قطاع الطاقة.
ويعتبر الهيدروجين خالياً من الكربون ومستداماً، بجانب أنه ربما يكون الأكثر وفرة بالمقارنة مع مصادر الطاقة المتجددة الأخرى.
وكثر الحديث حول الهيدروجين، خلال السنوات القليلة الماضية، حيث يراه العديد من الخبراء بمثابة العامل المهم في تقليص البصمة الكربونية للصناعات الثقيلة ومساعدة الاقتصادات على تحقيق الأهداف الخاصة بخفض الانبعاثات لدرجة الصفر.
وبينما يوجد قدر هائل من الإثارة حول إمكانات الهيدروجين، تصفه الوكالة الدولية للطاقة بأنه ناقل للطاقة متعدد الاستخدامات، إلا أن طريقه لا يخلو من التحديات.
لا يزال يعتمد القدر الأكبر من إنتاج الهيدروجين على أنواع الوقود الأحفوري وليس الطاقة المتجددة، الحقيقة التي تتناقض مع تحقيق درجة الصفر من الانبعاثات.
وعندما يتعلق الأمر بالهيدروجين الأخضر، تشكل تكلفة الإنتاج قضية أخرى ينبغي العمل على تقليصها خلال السنوات القليلة المقبلة.
تقدر قيمة السوق العالمية للتوليد بالهيدروجين قياساً على الإيرادات، بنحو 160 مليار دولار خلال عام 2022، مع توقعات ببلوغها 263.5 مليار دولار بحلول 2027، بنسبة نمو سنوي مركب قدرها 10.5% في الفترة بين 2022 إلى 2027. ويعزى نمو هذه السوق، لزيادة الطلب من قبل خلايا الوقود المستخدمة في السيارات الكهربائية والصواريخ، فضلاً عن مساهمته في تقليص الغازات الدفيئة. كما يعزى نمو سوق محطات التوليد العاملة بالهيدروجين، للطلب المتزايد على تخزين الطاقة طويل الأجل. وعادة ما يتم استخدام الهيدروجين من قبل مرافق تكرير النفط وشركات الأسمدة. ويتم استخراج 99% من الهيدروجين، عبر اشتقاقه من الوقود الأحفوري، وهي الطريقة التقليدية والأقل تكلفة. تتسم هذه الطريقة، بمعدلات عالية من انبعاثات الكربون، بينما يتميز الهيدروجين الأخضر المنتج عن طريق التحليل الكهربائي، بانعدام هذه الانبعاثات، التي يساهم فيها الهيدروجين بأكثر من 2%.
عند بلوغ الإنتاج العالمي 200 مليون طن من جزيئات الهيدروجين بحلول عام 2030، تشكل التقنيات قليلة الكربون 70% من حجم ذلك الإنتاج. وبحلول عام 2050، يرتفع الإنتاج لنحو 500 مليون من جزيئات الهيدروجين، نظراً لاستخدام هذا النوع من التقنيات. وفي سياق المضي نحو تحقيق صفر من الانبعاثات، يسمح نمو الطلب القوي وتبني التقنيات النظيفة المستخدمة في الإنتاج، للهيدروجين وأنواع الوقود المستخرجة منه بخفض الانبعاثات العالمية الكلية، بنسبة قدرها 6.5%.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الهيدروجين الأخضر الانبعاثات الكربونية الوكالة الدولية للطاقة الهیدروجین الأخضر الطاقة المتجددة
إقرأ أيضاً:
مصر والتحول نحو الاقتصاد الأخضر: بناء المستقبل الأخضر
تخطو مصر خطوات حثيثة نحو تحقيق التنمية المستدامة، مستلهمة رؤية واضحة تسعى إلى تحقيق توازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على الموارد البيئية، يُعتبر التحول نحو الاقتصاد الأخضر أحد المحاور الاستراتيجية الرئيسية التي تعمل مصر على تبنيها، مستهدفة من خلاله تحقيق تقدم اقتصادي شامل ومستدام يعزز من مكانتها الإقليمية والدولية.
مفهوم الاقتصاد الأخضر في السياق المصرييشير الاقتصاد الأخضر إلى نموذج تنموي يهدف إلى تقليل الانبعاثات الكربونية، وزيادة كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، وتشجيع الأنشطة الاقتصادية الصديقة للبيئة.
وفي السياق المصري، يمثل هذا التحول ركيزة أساسية لدعم استراتيجيات التنمية المستدامة التي تتماشى مع رؤية مصر 2030.
هاكاثون التنمية المستدامة بمكتبة الإسكندرية التحول نحو الاقتصاد الأخضر.. مسار مستدام نحو مستقبل أفضل خطوات مصر نحو الاقتصاد الأخضر1. الاستثمار في الطاقة المتجددة:
- تُعد مصر من الدول الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في استغلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
- مشروع مجمع بنبان للطاقة الشمسية في أسوان هو أحد أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم، مما يُظهر التزام مصر بتعزيز استخدام المصادر المتجددة.
- الاستثمار في مزارع الرياح في منطقة جبل الزيت، والتي تمثل واحدة من أكبر مزارع الرياح على مستوى المنطقة.
2. النقل المستدام:
- تعمل الحكومة على تطوير نظام نقل عام مستدام يعتمد على وسائل نقل صديقة للبيئة، مثل القطار الكهربائي الخفيف ومشروع المونوريل الذي يربط القاهرة الكبرى بالعاصمة الإدارية الجديدة.
- تشجيع استخدام السيارات الكهربائية وتقديم حوافز لتوسيع بنيتها التحتية.
3. إدارة الموارد الطبيعية:
- تبني استراتيجيات لإدارة المياه بشكل مستدام، مثل مشروعات تحلية المياه وإعادة استخدامها في الزراعة والصناعة.
- توجيه الاستثمارات نحو الزراعة الذكية باستخدام تقنيات تقلل من استخدام الموارد المائية والأسمدة.
4. تشجيع الاستثمار الأخضر:
- إصدار السندات الخضراء لتمويل مشاريع مستدامة في مجالات الطاقة المتجددة، والنقل النظيف، وإدارة النفايات.
- تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص للاستثمار في الابتكار والتقنيات البيئية.
5. إدارة المخلفات وإعادة التدوير:
- تنفيذ برامج لإدارة النفايات الصلبة بطريقة صديقة للبيئة.
- التوسع في مشروعات إعادة التدوير لتحويل النفايات إلى منتجات مفيدة تدعم الاقتصاد الوطني.
رغم التقدم الملحوظ، تواجه مصر تحديات تشمل:
- التكلفة الأولية المرتفعة لبعض المشاريع الخضراء.
- نقص الوعي المجتمعي حول أهمية الاقتصاد الأخضر.
- الحاجة إلى تطوير البنية التحتية والتكنولوجية لتحقيق الاستدامة.
للتغلب على هذه التحديات، تعمل مصر على:
- تعزيز السياسات الحكومية: من خلال سن قوانين تدعم المشاريع البيئية وتقديم حوافز للشركات للاستثمار في الاقتصاد الأخضر.
- الاستفادة من التمويل الدولي: عبر التعاون مع المؤسسات المالية الدولية لدعم المشاريع المستدامة.
- زيادة التوعية المجتمعية: عبر حملات تثقيفية تبرز فوائد التحول نحو الاقتصاد الأخضر على المدى الطويل.